أخبار وتقارير

خبراء يناقشون تأثيرات «الفجوة بين الجنسين» وتحيُّز الذكاء الاصطناعي على التعليم العالي

شهد منتدى قيادة الفكر التربوي في الشرق الأوسط، الذي أقيم مؤخرًا في لندن، نقاشًا بين أكاديميين وخبراء، حول عدد من الملفات المرتبطة بمجتمع التعليم العالي، ومستقبل تكنولوجيا التعليم. ودار الحديث بين المشاركين حول الفجوة بين الجنسين، وكذلك ظاهرة تحيُّز تطبيقات الذكاء الاصطناعي.

وفي جلسة نقاشية، بعنوان «سد الفجوة بشكل خلاق»، خلال فعاليات المنتدى، تحدثت مريم ساني، وهي كيميائية بريطانية-جامايكية، عملت في مجال التعليم في السعودية لنحو 30 عامًا، عن قضية الفجوة بين الجنسين في التعليم، مع متحدثين آخرين، ونحو 18,000 متابع عبر الإنترنت.

وقالت إنه ليست هناك فجوة بين الجنسين فيما يخص التعليم في الشرق الأوسط، فيما شهد الحدث مشاركات عن القضية نفسها في بلدان أخرى مثل بريطانيا.

خبراء يناقشون تأثيرات «الفجوة بين الجنسين» وتحيُّز الذكاء الاصطناعي على التعليم العالي
ريبيكا فياض، طالبة هندسة في كلية إمبريال كوليدج في لندن (METLF).

وأوضحت «ساني»، التي عملت في العديد من الجامعات السعودية المخصصة للنساء، إن النساء في المملكة العربية السعودية يتفوقن أكثر من الرجال في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (STEM)، بينما تشيع في المملكة المتحدة فكرة مفادها أن هذه الموضوعات صعبة للغاية بالنسبة للفتيات. وقالت: «اخترتُ التدريس لأنني لم أرغب في أن يكون هذا هو الحال بالنسبة للفتيات».

اقرأ أيضًا: (من الذكاء الاصطناعي إلى التسويق والأمن.. هذه وظائف الثورة الصناعية الرابعة).

من جانبها، قالت ريبيكا فياض، المشاركة في الجلسة النقاشية، وطالبة الهندسة في كلية إمبريال كوليدج في لندن، إنها مرت بنظام التعليم البريطاني، وكانت الفتاة الوحيدة التي تدرس الرياضيات والفيزياء والمزيد من الرياضيات، وهو ما وجدته صادمًا.

«أريد أن يدرك الناس امتيازاتهم. تعاني أجزاء كثيرة من العالم من الفقر. ولا يعد التعليم أولوية بالنسبة لهؤلاء الأشخاص، حيث تقوم حياتهم على قضاء يومٍ بيوم. نحتاج للتأكد من امتلاك الناس في إفريقيا وأمريكا اللاتينية للفرص».

ماندي سانغيرا، ناشطة بريطانية – هندية في مجال الأعمال الخيرية وحقوق الإنسان

قالت «فياض»: «في بلدان البكالوريا الأكثر تقليدية في الشرق الأوسط، كان من الممكن أن يكون هناك عدد أكبر بكثير. هنا (في المملكة المتحدة)، كان هناك افتراض بأنني كامرأة يجب عليّ أن أدرس اللغة الإنجليزية أو الجغرافيا أو أي شيء (ناعم). سألوني: «لماذا لا تدرسين القانون أو الطب؟»، لكنني أردت أن أدرس الهندسة. لكي تكون مهندسًا، لا يتعين عليك ارتداء قبعة صلبة والذهاب إلى منصات النفط. يمكنك الذهاب إلى الاجتماعات وإتمام العمليات. في المملكة المتحدة، هناك افتراض يقول: «أنا سيئة في الرياضيات؛ لأنني امرأة»، «وهو أمرٌ مثير للسخرية».

كما قالت إيلينا سينيل، مؤسِّسة منظمة Teens in AI، التي تساعد الشباب على فهم كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي وغيرها من التقنيات المتقدمة لحل مشكلات العالم الحقيقي، إنها أخبرت ممثلي الحكومة البريطانية أن النساء في تونس، والمغرب فُزن في مسابقات التكنولوجيا لأن مستوى المعرفة التكنولوجية كان أعلى بكثير.

من جانبها، قالت ماندي سانغيرا، مديرة الجلسة، إن قلة الفرص لا تتعلق فقط بالفجوة بين الجنسين. وقالت «سانغيرا»، وهي ناشطة خيرية بريطانية-هندية، وناشطة في مجال حقوق الإنسان، إنها تطلب ممّن يحضرون اجتماعات الأمم المتحدة، التي ساهمت في تنظيمها، رعاية شخص ما في بلدٍ لا يستطيع الحضور.

قالت: «أريد أن يدرك الناس امتيازاتهم. تعاني أجزاء كثيرة من العالم من الفقر. ولا يُعد التعليم أولوية بالنسبة لهؤلاء الأشخاص، حيث تعتمد حياتهم على قضاء يومٍ بيوم. نحتاج للتأكد من امتلاك الناس في إفريقيا وأمريكا اللاتينية للفرص».

محادثات حول الذكاء الاصطناعي

وتناول المنتدى الذكاء الاصطناعي من عدة زوايا؛ إذ تساءل رائد بن شمس، مستشار تطوير الخدمات العامة بوزارة شؤون مجلس الوزراء في البحرين، عما إذا كان الذكاء الاصطناعي يشكل تهديدًا لأن أكثر من 50 بالمئة من الوظائف يمكن رقمنتها إلى حد ما. وأجاب على سؤاله بنفسه: «لا، لأن وظائف الغد قد لا تكون موجودة اليوم».

وأضاف إن المشكلة تكمن في مسألة ما إذا كانت أنظمتنا مستعدة؟ وتابع: «نحن بحاجة إلى أساليب تعتمد على المهارات، ومهارات قابلة للنقل. ينبغي أن يكون للطلاب رأيٌ في تصميم المناهج الدراسية، لأن ذلك يعمل على تحسين الملكية والمشاركة».

اقرأ أيضًا: (هل لديك المهارات المناسبة لسوق العمل بعد التخرج؟..إليك مستقبل الوظائف).

وتحدّث بشر صهيوني، وهو طالب دكتوراه سوري في الذكاء الاصطناعي في جامعة سري البريطانية، عن الأخلاق والعدالة في الذكاء الاصطناعي. وقال إنه من الواجب إدخال قيم العدالة والخصوصية في الخوارزميات المستخدمة لبناء أنظمة الذكاء الاصطناعي، وفحص أنظمة صنع القرار الآلية بانتظام بحثًا عن «التحيز الخوارزمي». وأضاف أن البيانات الأصلية التي تعتمد عليها هذه الأنظمة قد تحتوي على تحيزات تاريخية ربما تعمل الأنظمة على تضخيمها.

وقال «صهيوني» إن إضافة أدوات العدالة والخصوصية تؤثر على أداء نموذج الذكاء الاصطناعي، لذلك هناك دائمًا مقايضة مع الأداء، لكن العدالة ليست اختيارية في التعليم، بل ضرورة؛ حيث تُعد الخصوصية في أنظمة الذكاء الاصطناعي أيضًا حقًا أساسيًا، وخاصة للطلاب الذين غالبًا ما كانت بياناتهم شخصية وحساسة.

مريم ساني، كيميائية بريطانية – جامايكية، عملت في مجال التعليم في السعودية لنحو 30 عامًا (METLF).

وسأل عصام بابوخان، من شركة ترانسفورم إديوكيشن البريطانية للتدريب، أحد الحاضرين عن التحيز السياسي في الذكاء الاصطناعي التوليدي، قائلًا: إذا سألت أحد برامج الدردشة الآلية عما إذا كان ينبغي أن تكون فلسطين حرة، ستكون الإجابة بأن هذا سؤال معقد ويدخل في تفاصيل مبالغ فيها، ولكن إذا سألت ما إذا كان ينبغي لإسرائيل أن تكون حرة، سيجيب: «نعم، لأن إسرائيل دولة ذات سيادة». ورد صهيوني بأنه مثالٌ جيد على التحيز التاريخي في البيانات.

وقال ديفيد لوك، رئيس «مؤتمرات التعليم في الخليج»، التي نظمت المنتدى، إنه شعر بأن هناك إجماعًا في المنتدى على أن الذكاء الاصطناعي قادر على تحقيق تطورات إيجابية، لكن الذكاء الاصطناعي يفتقر لبوصلة أخلاقية، وأن البشر بحاجة إلى تولي المسؤولية.

نقص المعلمين

واختتم علي منصور، باحث إيراني-كندي في التكنولوجيا، المنتدى بتحذير الجمهور من أن أكبر مشكلة تواجه التعليم هي النقص العالمي في المعلمين. وأوضح أن هناك حوالي 60 مليون معلم في العالم، لكن العديد منهم يتقاعدون، وستكون هناك حاجة إلى 70 مليونًا آخرين قريبًا.

وقال «منصور»: «تواجه كل دولة مشكلة في تعيين معلمين جدد. نحن لا ندفع لهم ما يكفي، ولا يرى السياسيون أي فائدة في القيام بأي شيء لأن الأمر يستغرق حوالي عقدين من الزمن قبل أن نلاحظ المشكلة». وأضاف أن الوضع الاجتماعي للمعلمين كان مثل وضع الأطباء، ولكن لم يعد الأمر كذلك، حيث يتقاضى المعلمون أجورًا منخفضة ومثبِّطة للهمم.

اقرأ أيضًا:

Countries

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى