أخبار وتقارير

النساء وقيادة التعليم العالي بالمغرب.. نجاحات في مواجهة التحديات

منذ العام 2002، تاريخ تعيين أول رئيسة جامعة في المغرب، وهي رحمة بورقية، رئيسة جامعة الحسن الثاني، يتجدد الجدل، بين حين وآخر، حول تمكين المغربيات في قيادة مؤسسات التعليم العالي في البلاد. ويصاحب هذا الجدل، حديث حول التحديات التي تواجه هؤلاء النساء.

ومن واقع تجارب متعددة، يرصدها «الفنار للإعلام»، تتحدث قياديات في مؤسسات أكاديمية بالمغرب، عن مساراتهن، والنصائح التي يمكن تقديمها للباحثات من جيل الشباب.

ومن المؤسسات الجامعية المغربية التي تديرها نساء: كلية طب الأسنان بالرباط، وكلية الطب بالعيون، وكلية العلوم القانونية والسياسية بسطات، والمدرسة الوطنية العليا للمعلوماتية وتحليل النظم بالرباط، وكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بتطوان، وكلية العلوم والتقنيات بالمحمدية، والمدرسة العليا للأساتذة بمراكش، والمعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي بالرباط.

اقرأ أيضًا: (تجربة عمرها عقود.. باحثة أمريكية ترصد قصص حائكات السجاد في ريف المغرب).

وتقول الدكتورة إلهام برادة، أول سيدة تتولى إدارة المدرسة الوطنية العليا للمعلوماتية وتحليل النظم، إن على الجيل الصاعد من النساء، المبادرة إلى الترشح لمناصب المسؤولية. وترى، في تصريح لـ«الفنار للإعلام»، أن المرأة بطبعها «تسعى إلى إتقان مهامها بكل شفافية، وإحساس بالمسؤولية، والنجاح في كل جوانب العمل، بموازاة مسؤوليتها الأسرية».

«إن صعوبة مهام النساء في قيادة المؤسسات الجامعية، تتجلى بالأساس في ضعف وجود رائدات في التعليم العالي، لتبادل وتقاسم الخبرات، مما يؤدي إلى عزوف كثيرات عن السعي لارتقاء مناصب المسؤولية بالسلك الأكاديمي».

الأكاديمية المغربية إلهام برادة، أول سيدة تتولى إدارة المدرسة الوطنية العليا للمعلوماتية وتحليل النظم.

وتقول إن صعوبة مهام النساء في قيادة المؤسسات الجامعية، تتجلى بالأساس في ضعف وجود رائدات في التعليم العالي، لتبادل وتقاسم الخبرات، «مما يؤدي إلى عزوف كثيرات عن السعي لارتقاء مناصب المسؤولية بالسلك الأكاديمي». وتشير إلى بلوغ نسبة طالبات الهندسة، في المدرسة التي تديرها، 43% في المرحلة الأولية، وأكثر من 46% في مرحلتي الماجستير والدكتوراه، بالإضافة إلى شغل النساء نحو 95% من المناصب الإدارية بالمدرسة.

صعوبات وعراقيل

نالت إلهام برادة الدكتوراه، في العام 1993 في علوم الكمبيوتر والبحث العملياتي من جامعة مونتريال في كندا، وعملت أستاذة باحثة بالمدرسة الوطنية العليا للمعلوماتية وتحليل النظم، التي راكمت فيها تجربة مهنية لأكثر من 28 سنة. كما تشغل عدة مهام، منها عضوية اللجنة الوطنية للتربية والعلوم والثقافة، وهي خبيرة وطنية في إصلاح التعليم العالي، وعضوة بمجلس الإدارة للوكالة الوطنية للتقييم وضمان الجودة.

في السياق نفسه، تقول الدكتورة نوال بويحياوي، عميدة كلية طب الأسنان بالرباط، إن حضور النساء في الكلية، يمثل أكثر من 69% من طواقم الإدارة والتدريس. وتضيف، في تصريح لـ«الفنار للإعلام»، أن إدارة الكلية برهنت على قدرة المرأة المغربية على قيادة أية مؤسسة جامعية بكفاءة، وخاصة خلال جائحة كوفيد-19 التي مثلّت تحديًا كبيرًا لها، ولفريقها الإداري، مشيرة إلى نجاح الكلية في توفير الدروس عن بعد خلال الأزمة.

اقرأ أيضًا: (تقرير: ضعف المنح والمساعدات يؤزم أوضاع طلاب الطب بجامعات المغرب).

وفيما تتحدث الدكتورة يمينة القراط العلام، التي تقود المعهد المغربي للدراسات المتقدمة التابع لجامعة محمد الخامس بالرباط، عما تصفه بالمقاومة الذكورية لتطلع النساء إلى قيادة مؤسسات التعليم العالي، تعرب عن امتنانها للدعم والتشجيع العائلي الذي ساهم في إنجاح مسيرتها.

حصلت الأكاديمية المغربية على الدكتوراه في هويات ولغات وثقافات الأقليات، من جامعة محمد الخامس بالرباط في العام 2004، وكانت عضوة في لجنة خبراء اليونسكو المخصصة للغات المهددة بالاندثار.

وتقول، في تصريح لـ«الفنار للإعلام»: «كان من أسرار نجاحي، تشجيع المحيط العائلي، غير أن محاولة المرأة تقلد مناصب المسؤولية في الجامعة المغربية ليس بالأمر السهل؛ بل هو أمر محفوف بالكثير من المقاومة الذكورية، والكثير من الصعوبات والعراقيل». وتعبر الأكاديمية المغربية عن عدم رضاها عن الواقع الحالي للمرأة المغربية في مناصب الإدارة بالجامعة، وتطالب بإتاحة المزيد من الفرص للنساء.

اقرأ أيضًا: (المغرب.. لا توازن بين عدد الخريجين ومتطلبات سوق العمل).

وعن مسارها الشخصي، تقول إن «التجربة كانت صعبة»، حيث بدأت العمل في عقد الثمانينات بكلية الآداب والعلوم الانسانية بالمحمدية، في جامعة الحسن الثاني، بالدار البيضاء. وإذ تنظر «العلام» بفخر نحو تجربتها في تولي منصب نائب العميد، ومديرة مركز الدكتوراه بالكلية، تشير إلى مواجهتها «صعوبات كثيرة أثناء سعيها لتقلد مناصب إدارية عليا في الجامعة المغربية».

«كان من أسرار نجاحي، تشجيع المحيط العائلي، غير أن محاولة المرأة تقلد مناصب المسؤولية في الجامعة المغربية ليس بالأمر السهل؛ بل هو أمر محفوف بالكثير من المقاومة الذكورية، والكثير من الصعوبات والعراقيل».

الأكاديمية المغربية يمينة القراط العلام – المعهد المغربي للدراسات المتقدمة، جامعة محمد الخامس.

ومن جانبها، تقول الأكاديمية المغربية فاطمة الشعبي، المتخصصة في الدراسات الإسبانية، بجامعة ابن زهر، وعضو المجلس الوطني لحقوق الإنسان: «رغم التقدم الذي أحرزته المرأة المغربية، ورغم النص على عدم التمييز في دستور 2011، لا تزال المرأة في التعليم العالي تعاني من رواسب الفكر الذكوري الذي يطبع المجتمع المغربي بفعل غياب التربية على المساواة وتكافؤ الفرص في المنظومات الثلاث المعنية؛ وهي منظومة الأسرة، ومنظومة التربية والتكوين، ومنظومة الإعلام».

وتضيف، في تصريح لـ«الفنار للإعلام»، أن منظومة الإعلام «تكرس الفكر الذكوري بغياب البرامج التوعوية للأطفال، والشباب  في مجال المساواة بين الجنسين». وتصف الحضور النسائي في مواقع المسؤولية بالجامعة، بأنه «هزيل، سواء في إدارة المؤسسات، أو رئاسة الجامعات، أو وزارة التعليم العالي». وتبدي «الشعبي» تفاؤلًا بتزايد أعداد الطالبات بالجامعات المغربية، كـ«مؤشر إيجابي،  ومصدر تفاؤل بالمستقبل، وأن حضور المرأة في مواقع القرار بالجامعة سيكون أفضل مستقبلًا».

ويفيد قسم التواصل بوزارة التعليم العالي المغربية، أن النساء يشغلن 3,125 موقعًا إداريًا وتقنيًا بالجامعات، من أصل 6,717، بنسبة تبلغ نحو 45%. وتبلغ نسبة من يشغلن مناصب العمادة، ورئاسة الجامعات، 5% من هذه النسبة، بحسب معطيات رسمية.

اقرأ أيضًا:

ابحث عن أحدث المنح الدراسية عبر موقعنا من هنا، وشاركنا النقاش عبر مجموعتنا على «فيسبوك» من هنا، وللمزيد من المنح، والقصص، والأخبار، سارع بالاشتراك في نشرتنا البريدية.

Countries

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى