برامج متنوعة للطلاب والخريجين.. كل ما تحتاج إلى معرفته عن «إيراسموس بلس» في لبنان
بينما تغرق مدارس وجامعات لبنان في الأزمة الاقتصادية العميقة التي تعصف بالبلاد منذ أربع سنوات، يواصل برنامج إيراسموس + جهوده لتوفير الفرص الدولية للطلاب والشباب اللبنانيين.
في مقابلة مع «الفنار للإعلام»، قال عارف الصوفي، منسق مكتب إيراسموس + الوطني في لبنان، إن لبنان «في أزمة تضرب جميع القطاعات، بما في ذلك التعليم العالي وقطاع التعليم بأكمله». وأضاف أن حجم مشكلات لبنان يؤكد أهمية الجهود الدولية لمنظمات مثل إيراسموس+، وأن البلاد بحاجة إلى جميع أشكال الدعم الذي يمكن للوكالات الدولية تقديمه.
بدأت الأزمة بانهيارٍ مصرفي في تشرين الأول/أكتوبر 2019. وساهمت آثار عمليات الإغلاق الناجمة عن فيروس كورونا، والانفجار المدمر الذي طال مرفأ بيروت في العام التالي في تفاقم الأمور. ومع السقوط الحر للعملة الوطنية، وقع غالبية سكان لبنان البالغ عددهم 5.3 مليون نسمة في براثن الفقر، حيث تكافح الجامعات لدفع الرواتب وإدامة عملها، فيما ترك العديد من الطلاب الدراسة لعدم قدرتهم على دفع الرسوم الدراسية.
اقرأ أيضًا: (للطلاب والمؤسسات الأكاديمية.. كل ما تحتاج إلى معرفته حول فرص إيراسموس بلس).
على خلفية هذه الأوضاع، يواصل برنامج إيراسموس، + الممول من الاتحاد الأوروبي، عمله في لبنان، ويقدم برامج من خلال مكتبه الوطني لدعم التلاميذ والطلاب والأكاديميين والباحثين اللبنانيين. وعن ذلك، يقول «الصوفي»: «من المهم أن نفهم أن إيراسموس+ برنامجٌ ضخم. إنه برنامج دولي ومعقد بمعنى أن له جوانبَ عديدة. وهو يدعم جميع قطاعات التعليم، والتعليم المهني، والتدريب، والشباب، والرياضة».
«لبنان في أزمة تضرب جميع القطاعات، بما في ذلك التعليم العالي. البلاد بحاجة إلى جميع أشكال الدعم الذي يمكن للوكالات الدولية تقديمه».
عارف الصوفي، منسق مكتب إيراسموس+ الوطني في لبنان
وأضاف: «يعمل البرنامج في لبنان منذ عام 2015. سبقته العديد من البرامج المختلفة التي تستهدف التعليم العالي، لكنه يجمع، اليوم، كل هذه البرامج في برنامجٍ واحد». ودخل إيراسموس+ حاليًا مرحلته الثانية، والتي تغطي الأعوام من 2021 إلى 2027، وقد أضاف بعض الأولويات الجديدة. ويوضح «الصوفي»: «قمنا الآن بإدراج التعليم والتدريب المهني، الذي لم يكن متوفرًا في المرحلة الأولى، على الرغم من أن تقديم المساعدة للشباب كانت موجودة دائمًا».
مشروعات البرنامج في لبنان
ويشدد «الصوفي» على أن أهم عنصر في البرنامج هو «بناء القدرات للتعليم العالي»، حيث يتم تنفيذ مشروعات بناء القدرات من قبل اتحادات الجامعات، بما في ذلك مؤسسة، أو أكثر في بلدٍ شريك مثل لبنان، وجامعات أخرى في دول الاتحاد الأوروبي. ويشير إلى أن أهداف هذه المشروعات تتضمن، بشكل أساسي: تحديث منهجيات التدريس والتعلم، وتحسين الإدارة المؤسسية. ويضيف: «عندما يكون لديك تأثير إيجابي على مؤسستك أو نظامك، فإنك تفيد المجتمع أيضًا».
كما يشير إلى أن مكتب إيراسموس+ الوطني ساعد أيضًا في بناء برامج التعليم الهندسي في لبنان، بما في ذلك درجة الماجستير في الذكاء الاصطناعي والروبوتات، وإدارة مياه الصرف الصحي، والتدريس والتعلم في صناعة تكنولوجيا المعلومات. وقال «الصوفي» إن إيراسموس + دعم أيضًا الحكومة اللبنانية والطلاب من خلال تقديم «ملحق الدبلوم»، وهي شهادة مخصصة تُمنح لطلاب الجامعات بعد تخرجهم، لتكون بمثابة نوع من الوثائق التي تضم تفاصيل جميع الكفاءات والمهارات التي اكتسبها الخريجون.
اقرأ أيضًا: (بعد الأزمات المالية العاصفة.. خطة طارئة لضمان استمرارية التعليم العالي في لبنان).
ويهدف برنامج آخر من إيراسموس+ إلى زيادة قابلية توظيف الطلاب، ومشاركة الإناث، وجودة القيادة في مؤسسات التعليم العالي. ويضم البرنامج أيضًا فريق دعمٍ من خبراء إصلاح التعليم العالي، مما يشجع المناقشات حول جهود الإصلاح في جميع أنحاء البلاد، ورفع مستوى المهارات والخبرات التعليمية من خلال التبادلات الأوروبية.
كسب الاعتمادات أو الدرجات العلمية من الخارج
ويُعد تنقل الطلاب الدوليين عنصرًا مهمًا آخر يدعمه برنامج إيراسموس+. وعن هذه النقطة، يتحدث «الصوفي» قائلًا إن إيراسموس+ كان يمول ويدعم نوعين من الفرص للطلاب في لبنان؛ تشمل التنقل التبادلي الذي يغطي فترات الدراسة القصيرة في الخارج، بالإضافة إلى التنقل لنيل درجة الماجستير الذي يسمح للطلاب بالحصول على شهادات كاملة في الخارج.
«إيراسموس+ برنامجٌ ضخم، وله أوجه عديدة؛ حيث يدعم جميع قطاعات التعليم، والتعليم المهني، والتدريب، والشباب، والرياضة».
عارف الصوفي
يتوفر التبادل قصير المدى من خلال التنقل الائتماني الدولي، والذي يتضمن اتفاقيات ثنائية بين جامعة في لبنان وجامعة في أوروبا. وقال «الصوفي»: «إنهم يتبادلون الطلاب والأساتذة في الاتجاهين، ولكن يجب أن تكون غالبية التنقلات من بلادنا إلى أوروبا». ويندرج التنقل لنيل درجة الماجستير ضمن برنامج Erasmus Mundus Joint Masters.
وبتفصيل أكثر، يقول «الصوفي»: «يشمل ذلك شهادات ماجستير مشتركة وعالية الجودة، يديرها اتحاد من الجامعات، حيث يتعين على الطلاب الدراسة في أكثر من دولة. لا يمكن للطلاب إكمال دراستهم في فرنسا، أو بلجيكا فقط، على سبيل المثال؛ بل يتوجب عليهم الذهاب إلى دولتين أو ثلاث دول أوروبية للوفاء بجميع المتطلبات». وفي كل عام، ينشر البرنامج دليلًا جديدًا للدورات المقدمة. ويضيف «الصوفي»: «لدينا الآن أكثر من 190 درجة ماجستير متاحة ومفتوحة للمنح الدراسية، ويغطي برنامج إيراسموس+ جميع تكاليف الطلاب المختارين، بما في ذلك السفر».
وتعد «درجة الماجستير» التي يتيحها هذا البرنامج «درجة كاملة، مع منحة دراسية شاملة، في حين أن التنقل التبادلي يكون لفترة قصيرة من الزمن، أو لفصلٍ دراسي كامل. ويجب على الطلاب العودة إلى جامعتهم الأصلية لإكمال دراستهم».
فرص خارج التعليم الرسمي
يوفر إيراسموس+ أيضًا فرصًا للشباب خارج التعليم الرسمي. على سبيل المثال، يمكن لأولئك المشاركين في المنظمات غير الحكومية المحلية الاستفادة من فرص التبادل مع المنظمات غير الحكومية في أوروبا، اعتمادًا على الاتفاقيات المبرمة بين المنظمات المحلية والأوروبية.
«يُعد بناء القدرات في التعليم العالي العنصر الأكثر أهمية في البرنامج. عندما يكون لكَ تأثير إيجابي على مؤسستك أو نظامك، فإنك تفيد المجتمع أيضًا».
عارف الصوفي
ولا يعتمد مكتب إيراسموس+ الوطني في لبنان على موقعه الإلكتروني، ووسائل التواصل الاجتماعي وحدها للترويج لبرامجه؛ إذ يشير «الصوفي» إلى أشكال أخرى من الترويج، ويقول: «نتوجه إلى الناس. نُنظم أحيانًا فعاليات ندعو إليها الجامعات، والطلاب، والمنظمات الشبابية، ومقدمي التعليم، والتدريب المهني، والمدارس».
وأضاف: «يعرفنا الطلاب إما مباشرة من خلال جلساتنا الإعلامية، أو من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، أو من خلال جامعاتهم، لأننا على تواصلٍ دائم مع مكاتب العلاقات الدولية في الجامعات، ومكاتب شؤون الطلاب».
كيفية التقديم
للتقدم بطلب للحصول على درجة الماجستير المشتركة في إيراسموس موندوس، يجب على الطلاب البحث في دليل إيراسموس موندوس للعثور على الدورة التي تهمهم. يلخص وصف الدورة تفاصيلها، ويحدد الجامعة الشريكة المنسقة. انتقِل إلى موقع المنسق للحصول على معلومات كاملة حول إجراءات التقديم، والمواعيد النهائية، وعدد منح إيراسموس موندوس الكاملة المتاحة.
للتقدم بطلب للحصول على برنامج التنقل التبادلي، استشر مكتب العلاقات الدولية في جامعتك للتحقق من الاتفاقيات المبرمة معهم. لا يمكن تنفيذ مشروعات التبادل إلا من خلال جامعتك، باعتبارها اتفاقيات بين الجامعة اللبنانية المعنية، والجامعة الشريكة في أوروبا.
اقرأ أيضًا:
ابحث عن أحدث المنح الدراسية من هنا. ولمزيد من القصص، والأخبار، اشترك في نشرتنا البريدية، كما يمكنك متابعتنا عبر فيسبوك، ولينكد إن، وتويتر، وانستجرام، ويوتيوب
