في إطار مشروع لتمكين شباب الجامعات العرب.. «الفنار للإعلام» يختتم أولى ورش محو الأمية الإعلامية
قدَّم خبراء «الفنار للإعلام» تدريبًا حول التربية الإعلامية، على مدار أربعة أيام، لعدد من طلاب جامعة مصر الدولية، والجامعات المصرية، من طلاب الإعلام والتخصصات الأخرى، وذلك ضمن خدمات المؤسسة التدريبية في القطاعات المختلفة، وفي إطار مشروع «محو الأمية الإعلامية لطلاب الجامعات العرب»، بالتعاون مع مؤسسة «فورد» الأمريكية.
مهارات التحقق
تضمن التدريب مجموعة من الأدوات لتدقيق المعلومات، وتقييم مصداقية المحتوى عبر الإنترنت، ووسائل التواصل الاجتماعي. واستهدفت الدورة التدريبية تمكين شباب الجامعات من فهم المعلومات التي يستهلكونها، وتقييمها، والتعامل معها، وهي جزء من سلسة ورش للغرض نفسه سينظمها «الفنار للإعلام» لطلاب الجامعات في عدد من الدول العربية، خلال الفترة المقبلة.
استهدفت الدورة التدريبية تمكين شباب الجامعات من فهم المعلومات التي يستهلكونها، وتقييمها، والتعامل معها، وهي جزء من سلسة ورش للغرض نفسه سينظمها «الفنار للإعلام» لطلاب الجامعات في عدد من الدول العربية، خلال الفترة المقبلة.
وعلى مدار أربعة أيام، في الفترة بين 21 إلى 24 يناير (كانون الثاني)، ركزت الدورة، على مفاهيم عدة مرتبطة بأهدافها المعلنة، ومنها: خصائص الصحافة الموثوقة، والخلل المعلوماتي في العصر الرقمي، والأخبار الكاذبة، والتضليل المعلوماتي، والتزييف العميق، ومهارات التحقق من المحتوى المنشور.
وتلقى موقع «الفنار للإعلام»، وهو مؤسسة إخبارية مستقلة غير ربحية، تركز على التعليم العالي والبحث والثقافة في المنطقة العربية، منحة من مؤسسة «فورد»، لإطلاق مشروعٍ يهدف إلى «محو الأمية الإعلامية» بين طلاب الجامعات في العالم العربي، في ديسمبر (كانون الأول) 2023.
وتسعى المبادرة، التي ستضم مؤسسات تعليمية كبرى وخبراء، إلى تزويد الشباب العربي بالمهارات الأساسية اللازمة لخوض غمار عالم الإعلام المعقد بوعي، وكفاءة عالية.
التدريب أعده ونفذَّه خالد عز العرب، الأستاذ الممارس في قسم الصحافة والإعلام في الجامعة الأمريكية بالقاهرة، ونادية الجويلي، المديرة التنفيذية لمؤسسة «الفنار للإعلام»، ومحمد الهواري، رئيس تحرير المؤسسة.
تفاعل مميز
قالت نادية الجويلي، المديرة التنفيذية لمؤسسة «الفنار للإعلام»: «نحن سعداء جدًا بتقديم ورشة عمل عن محو الأمية الإعلامية في جامعة مصر الدولية، وقد رحَّبت إدارة الجامعة فورًا بمجرد عرض الفكرة لإقامة الورشة، بل وفتحت أبوابها لاشتراك طلاب من خارج الجامعة، من المنتمين لجامعات مصرية أخرى».
وأشادت بمستوى تفاعل الطلاب المشاركين في الورشة، على اختلاف تخصصاتهم، حيث جمع التدريب طلابًا من كليات الإعلام والألسن والاقتصاد والآداب والصيدلة، وقالت: «كانوا مشاركين فاعلين، والمناقشات كانت حيوية جدًا، وأثارت قضايا، ونقاشات، وآراءً ثرية للمدربين والطلبة».
وأوضحت «الجويلي» أن المشروع مع مؤسسة «فورد»، ليس هدفه مصر فقط، لكنه يشمل عدة دول عربية، إلا أن مؤسسة «الفنار للإعلام» قررت بدء باكورة الورش من مصر.
أخلاقيات العمل الإعلامي
تخلل التدريب نقاشات عديدة حول أخلاقيات العمل الإعلامي، ومعايير العمل الصحفي، وسبل التحقق من المعلومات على الإنترنت.
وقال خالد عز العرب، المدرب الرئيسي في ورشة التربية الإعلامية: «تشرفت بتقديم تلك الورشة. موضوع التربية الإعلامية يستحق أن يعرفه الأشخاص، سواء كانوا يدرسون الإعلام أو أي مجالات أخرى، إنه أمر ضروري لتعلم وممارسة مجموعة مهارات مرتبطة بحياتهم اليومية، وبشكل خاص في هذا التوقيت، حيث المزيد من التضليل الإعلامي، والمعلومات المضللة التي تتدفق على وسائل التواصل الاجتماعي».
وأضاف الأستاذ الممارس في قسم الصحافة والإعلام بالجامعة الأمريكية في القاهرة: «إنه أمر ضروري لأي شخص أن يمتلك تلك المهارات، لتدقيق وتقييم مصداقية المحتوى الذي يتعرض له ويستهلكه».
كما أشاد بمستوى تفاعل الطلاب، قائلًا: «خلفياتهم وتخصصاتهم المتنوعة كانت إضافة حقيقية للتدريب، كما أظهروا قابلية شديدة لتطبيق ما تعلموه».
وقدَّم «عز العرب» خلال التدريب مجموعة أدوات تساعد الطلاب على التحقق من المعلومات، والصور، والفيديوهات، وكذلك التعرف على الفيديوهات المفبركة باستخدام تقنيات التزييف العميق.
وقال محمد الهواري، رئيس تحرير مؤسسة «الفنار للإعلام»، وأحد المدربين في الورشة، إن أبرز ما وصل إلى المشاركين في الورشة أنك لا تصدق كل ما تراه أو تسمعه أو تقرأه، وتوفير الأدوات التي تسمح للطلاب بالتحقق من المعلومات، وتمكينهم من التعامل باحترافية مع الإغراق بالأخبار والمعلومات، من مختلف وسائل الإعلام، وعبر منصات التواصل الاجتماعي.
واستعرض «الهواري» خلال التدريب نماذج مختلفة للتضليل المعلوماتي، والأخبار الكاذبة، والآليات التي يمكن اتباعها للتحقق من الأخبار والمحتوى عبر الإنترنت.
وعن المحتوى التدريبي، قالت د. نجوى الجزار، وكيل كلية الألسن والإعلام لشؤون الدراسات العليا والبحوث، في جامعة مصر الدولية: «ورشة محو الأمية الإعلامية كانت ممتازة، وهدفها الأساسي تعليم الشباب كيف يتعاملون مع الأخبار التي يتلقونها، وبشكل خاص من وسائل التواصل الاجتماعي، والمهارات التي يتطلبها العمل في مجال الصحافة والإعلام، مثل التحقق من المعلومات».
وأضافت: «من أبرز مميزات الورشة التنوع في اختيار طلاب من عدة خلفيات، من الإعلام والصيدلة والألسن وإدارة الأعمال، مما أثرى النقاشات، وكان سببًا رئيسيًا في نجاح الورشة».
وحرص عدد من المدرسين المساعدين في جامعة مصر الدولية، على حضور فعاليات تدريب محو الأمية الإعلامية، الذي أقيم على مدار 4 أيام.
وقالت هبة راشد، مدرس مساعد في جامعة مصر الدولية: «كانت الورشة مفيدة جدًا لطلابنا، وبشكل خاص هؤلاء من غير المتخصصين في الإعلام، أؤمن بأن مثل هذه الورش مهمة للغاية، لأنها تتناول مهارات يحتاج الجميع إلى تنميتها، وتساهم في دعم السياق العام الثقافي والتعليمي في مجتمعنا، لنفهم كيف نتعامل مع الإعلام والأخبار، بما يساهم في تقليل فرص انتشار الأخبار الكاذبة والمضللة».
وأضافت: «كانت الورشة مفيدة لي أيضًا كمدربة، بالحصول على أدوات ونصائح من المدربين، وكذلك طريقتهم في التفاعل، وتوصيل المحتوى».
وقالت دارين هشام، مدرس مساعد في جامعة مصر الدولية: «انضممت إلى الورشة لأنني أقوم بتدريس التربية الإعلامية. أضافت الورشة لي من حيث المعرفة والمهارات والأدوات، لأنقلها إلى طلابي. تعلمت تفكيك الأخبار وأنماط الإعلام، ووسائل الإعلام المواتية وغير المواتية، والتزييف العميق ومواجهته، ومعلومات عن الصحافة والذكاء الاصطناعي، والتعمق أكثر في الصحافة، خاصة وأن تخصصي هو الاتصالات التسويقية المتكاملة».
وفي حفل توزيع الشهادات على المشاركين في الورشة، قال د.حمدي حسن، المستشار الأكاديمي لجامعة مصر الدولية: «التربية الإعلامية مهمة جدًا، وبشكل خاص للجيل الحالي الذي يحتاج إلى المعرفة والوعي، وأصبح المشاركون في الورشة سفراء، ومسؤولين عن نقل المعرفة والأدوات التي تعلموها، لتوسيع قاعدة المستفيدين منها».
واقترح «حسن» تبني الجامعة ورشة عمل لطلاب الثانوية العامة، عن محو الأمية الإعلامية، وقال: «إن الجامعة تبنت تدريس التربية الإعلامية في مناهجها».
وأعربت د. مها فتحي، عميدة كلية الألسن والإعلام، في جامعة مصر الدولية، عن سعادتها بمخرجات الورشة التدريبية، وما تلقته من الطلاب المشاركين، برغبتهم في الحصول على مزيد من التدريبات المشابهة. واقترحت تقديم ورش متقدمة لتدريب المدربين في مجال التربية الإعلامية لضمان الاستدامة.
بداية المواجهة
وعبّر الطلاب المشاركون عن سعادتهم بما تعلموه خلال فعاليات الورشة. وقالت عائشة عبد الرحمن، طالبة بالفرقة الثالثة، كلية إدارة الأعمال جامعة مصر الدولية: «تعلمنا في ورشة التربية الإعلامية كيفية التعرف على المحتوى الكاذب والموثوق، وكذلك مدى موثوقية المحتوى، سواء على فيسبوك أو تويتر أو يوتيوب، أو غيره من منصات التواصل الاجتماعي، وكذلك الخطوات والطرق التي تمكننا من تدقيق المعلومات، والتحقق من الصور، وألا نثق بسهولة في كل ما نتلقاه من معلومات، لكن نحللها ونعرف كيف تكون موثوقة وأخلاقية».
أما جنى علاء الدين، طالبة في الفرقة الثانية بكلية الإعلام في جامعة القاهرة، فقالت: «استفدت جدًا من الورشة، وشعرت بالأسف لأن التدريب انتهى، فقد مر الوقت سريعًا، وخرجنا منه أكثر استفادة حول كيفية التحقق والتفرقة بين المعلومات الحقيقية والمضللة، وأدوات التحقق من الأماكن، وأعداد الأشخاص في مساحات معينة، كان التدريب مهمًا وممتعًا للغاية، وأرشحه لطلاب الجامعات».
زياد محمد، طالب بالفرقة الرابعة، كلية الصيدلة جامعة مصر الدولية، قال: «على الرغم من أنه تخصص مختلف تمامًا عن دراستي، إلا أنني استفدت من موضوع الورشة كثيرًا، ستفتح لي مجالات متنوعة في المستقبل، وأتمنى المزيد من هذه الورش».
وقالت رنا وليد، طالبة في الفرقة الثالثة قسم الإعلام الرقمي، في كلية الإعلام جامعة القاهرة: «فوجئت بكمية الأدوات والمعلومات التي لم أكن أعرفها، مثل كيفية التحقق من صورة قد تكون مفبركة، أو قد تُستَخدم للإضرار بأشخاص أو مجتمعات، أصبحت أتحقق أكثر من الأخبار التي أتعرض لها، وأبحث عما ورائها وأهدافه، والتحقق المتعمق من المحتوى بحسٍّ صحفي».
فرح فاروق، طالبة في الفرقة الثانية بقسم الصحافة كلية الإعلام جامعة المنوفية، قالت: «الورشة كانت مفيدة جدًا، واستثمارًا حقيقيًا. تعاملنا مع مهنيين محترفين للغاية، بذلوا معنا مجهودًا كبيرًا، وتبادلوا معنا خبراتهم، وزودونا بالمهارات والمعلومات، وأصبحنا قادرين على التحقق من المعلومات قبل نشرها، أو المساعدة في انتشارها».
وقالت نوران سمير، طالبة في الفرقة الثالثة بكلية الإعلام جامعة القاهرة: «تعلمت أمورًا كثيرة في الورشة من بينها كيفية رصد الأخبار الكاذبة، كما تعرفت على مصطلحات عديدة وجديدة بالنسبة لي، وكيفية التفرقة بينها، مثل المعلومات المضللة، وأصبحت لدي أدوات ومعلومات للتحقق من المحتوى لمشاركتها مع المحيطين بي».
ريناد معتصم، طالبة بالفرقة الثالثة قسم التسويق، كلية إدارة الأعمال جامعة مصر الدولية، قالت: «تعلمنا في هذه الورشة كيف نرصد التقارير المزيفة، وفيديوهات التزييف العميق، والتحقق من المحتوى على وسائل التواصل الاجتماعي، والمصادر الموثوقة للمعلومات».
زياد مجدي، طالب بالفرقة الرابعة قسم اللغة الإنجليزية، في كلية الآداب جامعة القاهرة، قال: «أكثر ما استفدت منه المناقشات، سواء بين المشاركين، أو المشاركين والمدربين، بخبراتهم المتنوعة، كانت تجربة ثرية أتمنى تكرارها».
وقالت رحمة إيهاب، طالبة بالفرقة الرابعة، بقسم الألسن في جامعة مصر الدولية: «استفدت كيف أفرق بين الصحافة الموثوقة والكاذبة، والتحقق من الصور والفيديوهات، والتزييف العميق، كما تدربنا عمليًا على إجراء المقابلات، وكذلك مهارات الكتابة والتحليل».
جاءت هذه الورشة ضمن خدمات المؤسسة التدريبية في القطاعات المختلفة، وفي إطار مشروع «محو الأمية الإعلامية لطلاب الجامعات العرب»، بالتعاون مع مؤسسة «فورد» الأمريكية.
ياسمين وليد، طالبة بالفرقة الثالثة في قسم الصحافة التلفزيونية، بكلية الإعلام في جامعة القاهرة، قالت: «تعلمت في الورشة الطرق المختلفة للتحقق من الأخبار والمعلومات، والصور والفيديوهات، سواء في وسائل الإعلام، أو على مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك مدى التزام وسائل الإعلام بالمعايير المهنية والأخلاقية».
وقال عبد الرحمن مجدي، طالب بالفرقة الرابعة، قسم الألسن جامعة مصر الدولية: «تعلمت الكثير عن التربية الإعلامية بشكل عام، وأدوات لكشف الأخبار الكاذبة، بل وحتى رصدها دون استخدام تلك الأدوات. كان التدريب رائعًا بكل المقاييس».
روان وائل، طالبة بالفرقة الثالثة في قسم الألسن بجامعة مصر الدولية، قالت: «استفدت كثيرًا في أمور لها علاقة بالإعلام والاتصال عمومًا، والتحقق من المحتوى على وسائل التواصل الاجتماعي، وهو ما يضيف إلى مجالي المهني بعد التخرج».
وقالت رضوى شريف الجمال، طالبة بالفرقة الثالثة، قسم الألسن، جامعة مصر الدولية: «استفدت من الورشة، فهي لم تكن مفيدة فقط لطلاب الإعلام أو الألسن، لكن لأي شخص، حتى يستطيع التفرقة بين الأخبار الكاذبة والموثوقة، على المنصات المختلفة، والتأكد من صحتها، وتتبع المصدر، والتأكد من مصداقيته، كما تعلمنا استخدام الأدوات التي تمكننا من ذلك».
اقرأ أيضًا:
- «الفنار للإعلام» ومؤسسة «فورد» تطلقان مبادرة لمحو الأمية الإعلامية بين طلاب الجامعات العرب
- «الفنار للإعلام» يفتح باب التقديم في دورة محو الأمية الإعلامية لطلاب الجامعات المصرية
- رسم طريق التميز القيادي.. «الفنار للإعلام» تقدم تدريبًا متخصصًا للرؤساء التنفيذيين للشركات
