أخبار وتقارير

القصف الإسرائيلي على غزة| مظاهرات تضامنية بالجامعات.. ورسالة فلسطينية إلى المؤسسات الأكاديمية حول العالم

مع استمرار التصعيد العسكري من جانب جيش الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة المحاصر، يواصل طلاب وأكاديميون بمجتمع التعليم العالي في العالم العربي، جهودهم للتضامن مع المدنيين الفلسطينيين، ودعواتهم لوقف مسلسل العنف الذي أودى بحياة الآلاف.

وشهدت جامعات عراقية، وأردنية، وكويتية، ومصرية، على مدار اليومين الماضيين، فعاليات متنوعة، حيث عبر المشاركون في تلك الفعاليات عن دعمهم للقضية الفلسطينية، مرددين شعارات مناهضة لجرائم «الإبادة الجماعية» التي يتعرض لها سكان غزة.

اقرأ أيضًا: («تاريخ أربعة آلاف عام».. ماذا يخبرنا الكتاب الأكثر مبيعًا للتعليم الجامعي عن فلسطين؟).

ومن داخل فلسطين، وجهت جامعة بيرزيت الفلسطينية رسالة مفتوحة إلى المؤسسات الأكاديمية حول العالم، تحت عنوان: «لا للصمت على الإبادة»، دعت فيها مؤسسات التعليم في العالم إلى «أخذ إجراءات عملية لإيقاف حرب الإبادة التي يتعرض لها الفلسطينيون، وإنهاء الاستعمار الاستيطاني الإسرائيلي في فلسطين».

وأشارت الجامعة إلى أن عشرة أيام من القصف الوحشي الإسرائيلي على قطاع غزة – المحاصر منذ 17 عامًا – أسفرت عن أكثر من 2900 شهيد فلسطيني، ثلثهم من الأطفال، وتجاوزت أعداد الجرحى أكثر من 12 ألف جريح، بالإضافة إلى تهجير متعمد لأكثر من نصف مليون فلسطيني، والدعوة إلى ترحيل مليون آخرين من شمال القطاع، وتدمير أكثر من ستين ألف وحدة سكنية، بالإضافة إلى استهداف المستشفيات والمدارس والجامعات.

وقالت الجامعة في رسالتها إن الخطاب الصادر عن ممثلي حكومة الاحتلال، كوصف الفلسطينيين بـ«الحيوانات البشرية» وإسقاط صفة الإنسانية عنهم، ومنع وصول الطعام والمياه والكهرباء والوقود إلى سكان قطاع غزة هو «استمرار للأيدولوجيا العنصرية التي قامت عليها إسرائيل منذ تأسيسها. هذه الأيديولوجيا العنصرية التي بدأت ممارستها في حرب الإبادة في نكبة عام 1948 مستمرة بشكل يومي منذ ذلك التاريخ في ظل تواطؤ وحصانة غربية، وما يحدث في غزة ليس إلا فصلاً جديداً من فصول الإبادة».

ودعت الجامعة المجتمع الأكاديمي العالمي، والنقابات، والطلبة للوفاء بواجبهم الفكري والأكاديمي في «البحث عن الحقيقة وأخذ مسافة نقدية من التضليل الإعلامي، وعمليات شيطنة النضال الفلسطيني، والعمل على محاسبة مرتكبي الإبادة الجماعية وكل من يتواطأ معهم».

وحمّلت الجامعة، الجامعات الإسرائيلية المسؤولية أيضًا «إذ أنها مكون مركزي في نظام الفصل العنصري، وبنية الاستعمار الاستيطاني بتواطؤها في الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان عن طريق تطوير الأسلحة والأنظمة والعقائد العسكرية والتسويغ القانوني للاستهداف الجماعي للفلسطينيين، لذا يتوجب نبذ هذه المؤسسات الأكاديمية من قبل المجتمع الأكاديمي الدولي».

اقرأ أيضًا: (إسرائيل تدمر مؤسسات أكاديمية في غزة.. وتفاعل طلابي عالمي مع الأزمة).

كما طالبت جامعة بيرزيت المجتمع الأكاديمي في العالم بـ«التدخل الفوري لإيقاف هذا العدوان الهجمي، وحماية الفلسطينيين من هذه الموجة من جرائم الحرب، والجرائم ضد الإنسانية، وإيقاف التطهير العرقي في كامل فلسطين”، مختتمة رسالتها بالقول: «إن الحصانة التي يمنحها المجتمع الدولي لقوات الاحتلال الإسرائيلية، والتي تمكنه من الاستمرار في الإفلات من العقاب يجب أن تتوقف فورًا».

وتفاعلت وزارة التعليم العالي العراقية مع الأحداث الجارية في فلسطين، منذ السابع من الشهر الجاري، بعد تنفيذ حركة هجمات نوعية ضد إسرائيل، والتي ردت باستهداف قطاع غزة بضربات جوية عنيفة. وقاد مسؤولون أكاديميون عراقيون مظاهرات في عدد من جامعات البلاد ضد «جرائم الاحتلال الصهيوني ومجازره في قطاع غزة»، بحسب بيان من الوزارة.

أكد وزير التعليم العالي العراقي، الدكتور نعيم العبودي، دعم المؤسسات التعليمية الأكاديمية العراقية، وطلابها، الشعب الفلسطيني وقضيته في مناهضة الاحتلال والعدوان الصهيوني. وقال في كلمة له خلال تلك الفعاليات إن «فلسطين هي القضية الرئيسة للأمة».

وفي السياق نفسه، نظّمت لجنة القدس التابعة للاتحاد الوطني لطلبة جامعة الكويت، مهرجانًا خطابيًا، الأربعاء، ووقفة احتجاجية على التعديات والممارسات الصهيونية تجاه الشعب الفلسطيني.

ووفق وسائل إعلام محلية، قالت مساعد نائب مدير الجامعة لشؤون الأبحاث د. حنين الغبرا، إن ما يحدث في فلسطين هو إبادة جماعية وتطهير عرقي، مبينة أن 65% من الشهداء هم أطفال ونساء. بدوره، قال أستاذ التاريخ الإسلامي في كلية الآداب بجامعة الكويت، د. نعمان جبران، إن «العدو الصهيوني جرّب جميع المجازر، منذ أربعينيات القرن الماضي، وحتى وصل إلى مستشفى غزة (المستشفى المعمداني)». وقال رئيس «اتحاد الطلبة» محمد الرشود، إن الاتحاد يقدر بشكل عالٍ صمود الشعب الفلسطيني في الدفاع عن أرضة ومقدساته لمقاومة العدو المحتل.

وفي الجامعة الأردنية، عمم رئيس الجامعة بالوكالة الدكتور أشرف أبو كركي على أعضاء الهيئة التدريسية، تنبيهًا بأن تُبدأ المحاضرات بقراءة سورة الفاتحة على أرواح شهداء غزة، الذين قضوا جرَّاء العدوان الإسرائيلي الغاشم. وقررت الجامعة تنكيس الأعلام في مقارها لمدة ثلاثة أيام. وقال أبو كركي إن استهداف المدنيين والأبرياء والمستشفيات يتنافى مع القيم الإنسانية والأخلاقية، ومع قواعد القانون الدولي الإنساني.

وإلى مصر، حيث خرجت مظاهرات حاشدة في جامعات عدة، مطالبة بوقف العنف في الأراضي الفلسطينية. وكان من هذه الجامعات: جامعة النيل الأهلية، وجامعة المنيا، وجامعة المنصورة، والجامعة الأمريكية بالقاهرة التي شهد حرمها الجامعي احتجاجات مبكرة ضد الاعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة.

وأدانت جامعة مصر للمعلوماتية، الأحداث الدامية والمجازر البشرية والجرائم المخالفة لكافة القيم الإنسانية، التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي تجاه الشعب الفلسطيني الشقيق، والأراضي المقدسة، وقصفها مستشفى الأهلي المعمداني في غزة، والذي أدى لاستشهاد المئات من المدنيين، من بينهم أطفال وجرحى ومصابين، مما يجعل هذه الجرائم تتجاوز كل الخطوط الحمراء للقانون الدولي. وأعلن أعضاء أسرة الجامعة، تأييد قرارات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسى، لمساندة القضية الفلسطينية، ورفض تهجير الفلسطينيين من غزة والضفة الغربية إلى مصر والأردن.  

وخلال وقفة تضامنية نظموها عقب أداء صلاة الغائب على أرواح شهداء مستشفى المعمداني، نددت أسرة جامعة مصر للمعلوماتية بـالاعتداء الوحشي. وأعلنت الجامعة تنظيم حملة للتبرع بالدم لصالح الشعب الفلسطيني، بالتعاون مع التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي، والمركز الإقليمي لنقل الدم، وهي الخطوة التي كررتها جامعات مصرية عدة لنفس الغرض.

اقرأ أيضًا:

Countries

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى