نصائح ومصادر

البشر في مواجهة الروبوت.. دليل مبسَّط لكشف الأبحاث المنشأة بالذكاء الاصطناعي

مع اتساع نطاق استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي، بدأ قطاع متزايد من الطلاب والباحثين في توظيف تلك الأدوات في كتابة المؤلفات البحثية، والمشاركة في إتمام الفروض الجامعية، بل وامتد الأمر إلى كتابة الامتحانات.

وبذلك، يجد الأكاديميون أنفسهم في مواجهة تحدٍ كبير يفرض عليهم تطوير أساليبهم في المراجعة، والاطلاع، والتقييم، كي يتمكنوا من تقويم هذا السلوك، ووضع حد للاستخدام غير القانوني للتقنيات الحديثة.

البشر في مقابل الروبوت

يتشكل الإنسان من عدد لا حصر له من التجارب والذكريات والأفكار. وكل ذلك يؤثر على أسلوب تعبير الفرد عن ذاته، تحدثًا وكتابة، بشكل واضح، في صورة اختيار الألفاظ، وصياغة الجمل، وهي أمور لم يتمكن الذكاء الاصطناعي بعد من إتقانها. وباعتبار أن الأخطاء من سمة البشر، فإن أحد أبرز سمات الأسلوب البشري في الكتابة هو احتمال وجود أخطاء إملائية وكتابية، ولكن هذا الأمر قد يمكن للذكاء الاصطناعي تعلمه ومحاكاته.

من أهم السمات التي تكشف النصوص المكتوبة بالذكاء الاصطناعي هي وجود عبارات تدل على أنها مقدمة كإجابات من أنظمة ذكية على أسئلة يطرحها البشر حول موضوع معين.

السمة الثالثة المميزة للبشر عند ممارسة الكتابة هو بناء هيكل النص، من حيث تقسيمه إلى فقرات، تركز كل منها على معنى واحد، أو تقدم معلومات مترابطة. أما الذكاء الاصطناعي فيميل أكثر إلى تقديم النصوص في هيئة قوالب نصيّة مقسمة من حيث الكم لا المعنى.

   اقرأ أيضًا: (الذكاء الاصطناعي في خدمة الكتابة والبحث.. تعرف على أبرز الأدوات).

ومن أهم السمات التي تكشف النصوص المكتوبة بالذكاء الاصطناعي هي وجود عبارات تدل على أنها مقدمة كإجابات من أنظمة ذكية على أسئلة يطرحها البشر حول موضوع معين. ومن هذه العبارات: «ها هي الخطوات Here are the steps»، و«باعتبار أنني نموذج لغوي ضخم As a LLM»، و«باعتباري نموذج ذكاء اصطناعي As an AI». كل هذه العبارات قد يُغفلها الطلاب في أوراقهم البحثية، وإجاباتهم، عندما يعتمدون على نماذج الذكاء الاصطناعي لإنشاء نصوصها، وبالتالي يعد البحث عن عبارة أو أكثر منها إحدى طرق الكشف عن هذا السلوك.

الأدوات المساعدة

هناك مجموعة مختلفة من الأدوات الذكية التي تسمح للأكاديميين بفحص وتدقيق الأوراق البحثية، والفروض الجماعية التي يؤديها الباحثون والطلاب، إلى جانب اكتشاف مواضع الاقتباس التي يذكرها الطلاب في أبحاثهم.

أداة Originality

تساعد هذه الأداة في التأكد من درجة «بشرية» أسلوب الكتابة، ومدى مساهمة الذكاء الاصطناعي، ومراجعة النصوص، والتعرف على ما إذا كان المؤلف قد اقتبس شيئًا من محتواه دون إشارة إلى المصادر الأصلية.

أداة Winston Al

تعتبر أداة وينستون للذكاء الاصطناعي إحدى الأدوات المفضلة للأكاديميين والمعلمين، لأنها تتيح لهم مجموعة من المزايا التي تمكنهم من مراجعة وتدقيق الأوراق البحثية، والمقالات، ومعرفة ما إذا كان الطالب قد أنجز هذه الأوراق بنفسه أو بمساعدة من أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدية، وكذلك التعرف على الاقتباسات التي يوردها الباحث دون إشارة إلى مصادرها.

أداة Passed.Ai

تسمح هذه الأداة برصد النصوص المكتوبة بالذكاء الاصطناعي، وهي مدربة على نماذج مختلفة منه، مثل: GPT-J وGPT-NEO وGPT-4. تعتمد هذه الأداة على أسلوب جديد يتمثل في إمكانية عرض التسلسل الزمني لكتابة الأوراق البحثية، وذلك من خلال إضافة مخصصة لمتصفح «كروم». وتسمح هذه الإضافة للمدرس بعرض طريقة كتابة الأوراق البحثية داخل خدمة جوجل للمستندات (Docs)، بسرعة تصل إلى 10 أضعاف السرعة الطبيعية، مع توضيح الطلاب المشاركين في إنشاء المستند وحجم مساهمة كل طالب في النص، وإظهار ما إذا كان معدل الكتابة طبيعيًا أم أن هناك احتمالًا بالاستعانة بالذكاء الاصطناعي.

أداة GPTZero

تعتبر هذه الأداة واحدة من أشهر الأدوات الذكية التي يعتمد عليها الأكاديميون، منذ مطلع العام الجاري، لاكتشاف استخدام الطلاب لمنصات الذكاء الاصطناعي في كتابة الأبحاث وحل الفروض الجامعية، وذلك بعد أن طورها طالب في جامعة برينستون في كانون الثاني/يناير الماضي.

هناك مجموعة مختلفة من الأدوات الذكية التي تسمح للأكاديميين بفحص وتدقيق الأوراق البحثية، والفروض الجماعية التي يؤديها الباحثون والطلاب، إلى جانب اكتشاف مواضع الاقتباس التي يذكرها الطلاب في أبحاثهم.

تقيس الأداء مدى بشرية النصوص، عبر معيارين: الأول يتمثل في مدى عشوائية النص، ومعدل تغير الحماس في الصياغة. وتظلل الأداة الأجزاء المشكوك فيها، بحيث يكون لدى الأكاديميين نقطة بداية تمكنهم من الحكم والتقييم على أساسها.

مواضع الحذر

رغم التقدم الكبير في أدوات وتقنيات رصد النصوص المُنشأة بالذكاء الاصطناعي التوليدي، إلا أنه في كثير من الأحيان يكون على الأكاديميين توخي الحذر في استخدام تلك الأدوات عند تدقيق الأوراق البحثية؛ ففي كثير من الأحيان تقوم تلك الأدوات بافتراضات خاطئة بشأن نصوص مكتوبة بالكامل بواسطة الطلاب بالفعل، واعتبارها مكتوبة بالذكاء الاصطناعي.

وكذلك، يتحايل بعض الطلاب بذكاء شديد على أدوات الكشف عن النصوص المكتوبة بالذكاء الاصطناعي، وذلك من خلال إضافة تعديلات جذرية على هذه النصوص، عبر إضافة مصطلحات معقدة، وتوجيه أوامر نصية لأدوات إنشاء النصوص، بحيث تقوم بتأليف نصوص بطريقة أقرب للبشر.

اقرأ أيضًا: (معلم الشات بوت والجامعات العربية.. نصائح للطلاب والأساتذة).

لكل ذلك، يجب على الأكاديميين اعتبار أدوات الذكاء الاصطناعي مجرد وسائل مساعدة لاكتشاف المخالفات في الأوراق البحثية، من حيث الاقتباس والكتابة بالأنظمة الذكية، ولكن الحكم الأخير يعتمد على رؤية المدرسين والأكاديميين أنفسهم اعتمادًا على خبراتهم ومتابعتهم لأداء الطلاب ومدى التزامهم، إلى جانب إمكانية الاعتماد على مناقشات شفوية مع الطلاب لحسم أية شكوك حول شبهة الاستعانة بتقنيات متطورة لإنجاز فروضهم الجامعية.

اقرأ أيضًا:

ابحث عن أحدث المنح الدراسية من هنا. ولمزيد من القصص، والأخبار، اشترك في نشرتنا البريدية، كما يمكنك متابعتنا عبر فيسبوك، ولينكد إن، وتويتر، وانستجرام، ويوتيوب

Countries

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى