في مؤتمر عُقد في القاهرة في وقتٍ سابق من هذا الشهر، بدأت مجموعة من الباحثين والشعراء وممثلي الحكومة اليمنية التي تتخذ من عدن مقرًا لها عملية إدراج لون تقليدي من الشعر اليمني في سجل اليونسكو للتراث الثقافي غير المادي.
إلى جانب كسب الاعتراف الرسمي، يعد التقدم بهذا الطلب خطوة للحفاظ على استمرار حيوية الممارسات الثقافية القيمة، حيث يجب أن يشتمل الطلب على “خطة للحماية”. يعد الدان الحضرمي شكلاً تقليديًا من الشعر المرتجل، وعادة ما يكون مصحوبًا بالغناء والرقص والآلات الموسيقية، والذي يتم القاؤه بانتظام في التجمعات الاجتماعية في منطقة حضرموت بجنوب اليمن.
قال جان لامبرت، أحد منظمي المؤتمر والباحث في متحف الإنسان في باريس، “تعود تقاليد المسابقات الشعرية العامة بين العرب إلى عصور ما قبل الإسلام”. مشيرًا بذلك إلى مسابقات الشعر الأسطورية التي كانت تعقد في سوق عكاظ في مكة منذ قرون سبقت قدوم النبي محمد. أضاف، “لكن من بين التقاليد المستمرة، يعتبر هذا التقليد مثيرًا للاهتمام بشكل خاص لأنه لا يزال مفعمًا بالحياة وله طقوس وإجراءات خاصة به.”
يُقدّم الدان الحضرمي في جميع أنحاء اليمن، وقد انتشرت شعبيته، في شكلٍ معدّل، في إندونيسيا وماليزيا. كما أنجزت عالمة الموسيقى العراقية شهرزاد قاسم حسن تسجيلات للدان الحضرمي تم إصدارها على قرص مضغوط في عام 1998.
تعبّر كلمة “دان” عن مقطع موسيقي بدون معنى لفظي، على غرار المقاطع “دو ري مي” المستخدمة في الموسيقى الأوروبية، أو عبارة “يا ليل” المستخدمة في بعض أنواع الارتجال الغنائي العربي. عند أداء الدان، ينشد المغني لحنًا باستخدام مقطع لفظي، ويتناوب المشاركون في تكرار أبيات مرتجلة مستوحاة من اللحن. يقول لامبرت، أن المشاركين، في أبياتهم، عادةً ما يقدمون ملاحظات شعرية عن الحياة – “الله والإنسان، الإنسان والمصير، الحكمة والفلسفة، السعادة والتعاسة.”
الحفاظ على الحضور الثقافي
يقول لامبرت، المتخصص في الموسيقى اليمنية التقليدية، إن الدافع وراء عقد المؤتمر والحملة لإدراج الدان الحضرمي في سجل اليونسكو للتراث الثقافي غير المادي، هو الحاجة إلى الحفاظ على حضور اليمن في الثقافة الدولية في وقت الأزمة الراهنة.
قال “عانى أصدقائي اليمنيون لسنوات بسبب الحرب، لكنهم بدأوا في التعافي الآن، على الرغم من أن الحرب لم تتوقف. بسبب الحرب، يشعرون أن من واجبنا حماية ثقافتنا، لأنها ستكون أفضل وسيلة لإعادة بناء اليمن بعد الحرب.”