أخبار وتقارير

كيف استقبل كتاب عرب فوز يون فوسَّه بجائزة نوبل في الأدب؟

بردود فعل متباينة، استقبل كتاب عرب نبأ فوز الكاتب النرويجي يون فوسَّه بجائزة نوبل في الأدب للعام 2023، بعدما خالفت الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم، الكثير من التوقعات حول اسم الأديب المرشح للتتويج، لتهديها إلى صاحب «حلم في الخريف» عن «مسرحياته المبتكرة وأعماله النثرية التي تعطي صوتًا لما لا يمكن البوح به».

وبحسب تقارير صحفية، كانت قائمة التوقعات لهذا العام تضم: الكاتب المغربي الطاهر بن جلون، والكيني نغوغي واثيونغو، والمجري لازلو كراسزناوركي، والأمريكيون توماس بينشون، ودون ديليلو، وجويس كارول أوتس، والكرواتية دوبرافكا أوغريسيتش، والياباني هاروكي موراكامي، والفرنسي ميشيل ويلبيك. ولم يغب فوسَّه أيضًا عن قوائم التخمينات إلى جانب مواطنه كارل أوف كناوسغارد.

اقرأ أيضًا: (آني إرنو.. صاحبة «الخزائن الفارغة» تحصد جائزة نوبل في الأدب للعام 2022).

عقب الإعلان عن فوزه، الخميس، قال فوسَّه في بيان: «أشعر بالسعادة الغامرة والامتنان، وأعتبر أنها جائزة للأدب الذي يهدف قبل كل شيء إلى أن يكون أدبًا من دون أي اعتبار آخر». وفي تصريح لإذاعة «إن آر كي» العامة النرويجية، أضاف صاحب «الليل يغني أغانيه»: «كنتُ أجهّز نفسي بحذر خلال السنوات العشر الماضية لحقيقة أن هذا الأمر يمكن أن يحدث. لكن صدقوني، لم أتوقع أن أحصل على الجائزة اليوم حتى لو كانت هناك فرصة».  

وفق وكالة الأنباء الفرنسية (فرانس برس)، ذكر رئيس لجنة جائزة نوبل للأدب، أندرس أولسون، أن فوسَّه يتمتع بحس «ابتكاري». ويتشارك الأديب النرويجي في أعماله، المشابهة لأعمال صامويل بيكيت، في الرؤية المتشائمة لأسلافه، بمن فيهم توماس بيرنهارد، وجورج تراكل، بحسب سيرة فوسَّه التي نشرتها الأكاديمية.

وبهذا الفوز، تعود جائزة نوبل في الأدب إلى مهدها الاسكندنافي بعد أكثر من عشرة أعوام على منحها للشاعر السويدي توماس ترانسترومر (2011)، بينما كانت آخر مرة ذهبت فيه الجائزة إلى الأدب النرويجي في العام 1928 عندما استحقتها الكاتبة سيغريد أوندست، قبل أن يخلفها فوسَّه في قوائم التتويج بعد ردح من الزمن. وبذلك، يصبح فوسَّه رابع أديب نرويجي ينال الجائزة بعد أوندست، والروائي كنوت همسون (1920)، والشاعر بيورنستيارنه بيورنسون (1903).

ماذا قال العرب عن فوز يون فوسَّه بنوبل في الأدب؟

عربيًا، نشرت جريدة «أخبار الأدب» المصرية، تغطية موسعة عن الكاتب الفائز، في عددها الصادر، الجمعة، بغلافٍ يحمل صورته، تحت عنوان: «يون فوسَّه.. نوبل 23.. الانحياز إلى الإيجاز». واحتفت «دار الكرمة» في مصر بفوز الكاتب النرويجي. وكتبت عبر صفحتها على «فيسبوك»: «نتشرف بإعلان أن كاتبنا النرويجي يون فوسه قد فاز بجائزة نوبل في الأدب لهذا العام». وكانت الدار قد أصدرت طبعات عربية لروايتي فوسَّه: «صباح ومساء» (2018)، و«ثلاثية» (2023)، بترجمة شرين عبد الوهاب، وأمل رواش.  

وقدّم الروائي السوداني المقيم بالنمسا، طارق الطيب، حزمة معلومات عن فوسَّه بعد إعلان نبأ فوزه، «للتعرف على اسم يستحق الاهتمام». ونقل الطيب، عبر حسابه على «فيسبوك»، عن مقابلة سابقة مع فوسَّه قوله: «ليس لدي أي رغبة في أن يُنظر إلي على أنني أحد المشاهير، وبالتالي أعيش نوعًا من الحياة المزدوجة في الوقت الحالي. بالطبع أنا سعيد بالنجاح، لكنني لست بحاجة إليه بالضرورة».

احتفاء وتساؤلات وانتقادات

واعتبر الناقد والشاعر اللبناني نبيل مملوك، أن قرار فوز فوسَّه بالجائزة «يفتح الباب أمام سؤال إشكاليّ واحد: كيف يتمّ اختيار الفائز؟ هل يُستشار ضمنًا قرّاء العالم؟ وإلى أيّ حدّ تمثّل معايير الجوائز ذائقة القراءة وفنّها؟».

وكتب مملوك في مقال بموقع جريدة «النهار» اللبنانية: «لعلّ فوز يون فوسَّه، مؤلف رواية «ثلاثيّة»، والتي وصفته «نيويورك تايمز» بالشاعر الشرس البسيط وفقًا لكتابته، شكّل صفعة جديدة للصحف العربيّة والعالميّة التي لا تملّ التوقّع ولا طرح الأسماء أو نقد الأسماء المطروحة
(منذ الأزل) بدءًا من أدونيس ومن ثمّ ميلان كونديرا وهاروكي موراكامي وصولًا إلى أمين معلوف وقبل هذه الأسماء جميعها خورخي لويس بورخيس شاعر اللاتينيّة والقصيدة النثريّة المكثفّة». وتابع: «سيكون شاقًّا على فوسَّه أنْ يشرح نفسه أمام العالم الآن وتحديدًا أمام مجتمع العرب المهووس بالمفاهيم والتعريفات». 

وفق «دار الكرمة»، يُعد يون فوسَّه، المولود عام 1959، أهم الكُتاب النرويجيين المعاصرين، وقد أطلقت عليه الصحافة لقب «إبسن الجديد». صدر له أكثر من 30 كتابًا في المسرح والشعر والرواية، تُرجمت إلى أكثر من 40 لغة، وحصل على جوائز أدبية مرموقة عديدة، منها: «جائزة إبسن الدولية» عام 2010، و«الجائزة الأوروبية للآداب» عام 2014، كما حاز «وسام الاستحقاق الوطني» الفرنسي بدرجة فارس، و«وسام القديس أولاف الملكي» وهو أعلى امتياز في الدولة النرويجية. ومنحه ملك النرويج، عام 2011، شرف الإقامة مدى الحياة في «جروتن»، وهو بيت في حرم القصر الملكي في أوسلو مخصص لاستقبال كبار الفنانين منذ القرن التاسع عشر.

نوبل و«المركزية الأوروبية»

في المقابل، وفي نبرة ساخرة، انتقد الروائي العراقي، المقيم بالنرويج، أزهر جرجيس حصول فوسَّه على الجائزة، ونشر، عبر حسابه على «فيسبوك»، صورة لتمثال الأديب النرويجي الراحل هنريك إبسن، مع تعليق يقول: «مساء الخير سيد إبسن. اليوم فاز مسرحي نرويجي يدعى يون فوسَّه، هل سمعت به؟ ستيني وسيم يكتب أدبًا بسيطًا باردًا لا يمس الثوابت والقيم. كاتب مسالم يتحاشى نقد السياسة، ولا شأن له باحتراق العالم من حوله. منذ أن بدأ مؤلفًا لقصص الأطفال وهو يكتب الأدب الداجن، الذي يخدّر القارئ ويجعله ينسى كل ما تقوم بها السلطات من عبث. لا موقف لديه من الحروب، العنف العالمي، اضطهاد الشعوب، ويحشو أذنيه بعجين ضد صراخ المقهورين».

وأضاف صاحب «النوم في حقل الكرز»، (حلّت في القائمة الطويلة للجائزة العالمية للرواية العربية في العام 2020)، متحدثًا عن فوسَّه: «هو ابن الريف الغربي، الحبّاب الذي يكتب عن الصباح والمساء والبحر والأكواخ والغيوم (..) لا حاجة لنا بأدب كناوسغورد وموقفه الساخر من السياسة، ولا ضرورة لمعرفة خزي العالم من خلال غاردر، ولا ماكينة التساؤلات التي يزيّتها أوستر ورفقاؤه. كتب هؤلاء تزعج الكبار، ولا داعي لأدب مزعج يا سيدي.. يحيا الأدب الداجن.. عاشت نوبل حرة أبية».

ولطالما أثارت «المركزية الأوروبية» للجائزة جدلًا. ومن ذلك، إعلان السكرتير الدائم للأكاديمية السويدية هوراس إنغدل، في عام 2009 أن «أوروبا لا تزال مركز العالم الأدبي». وانتقد روائيون ونقاد هذه النظرة، حيث شكك الأكاديمي والروائي البريطاني تيم باركس في أن يكون أعضاء اللجنة السويديون في الأغلب «قادرين على تذوق الشعر الإندونيسي مثلًا أو الأدب الإفريقي». وقال باركس في مقال سابق إن أعضاء الأكاديمية منحازون للثقافة الإسكندنافية «حيث فاز 16 أديبًا من أصول إسكندنافية بالجائزة العالمية من أصل 113 منذ إطلاقها وحتى عام 2016»، وفق تقارير صحفية.

من بين 120 فائزًا منذ إنشاء الجائزة، تُوجت 17 امرأة فحسب باللقب الأدبي المرموق، كانت أولاهنّ السويدية سلمى لاغرلوف (1909)، وحصدها 16 فرنسيًا، وعربي واحد هو الكاتب المصري الراحل نجيب محفوظ (1988).

اقرأ أيضًا:

ابحث عن أحدث المنح الدراسية من هنا. ولمزيد من القصص، والأخبار، اشترك في نشرتنا البريدية، كما يمكنك متابعتنا عبر فيسبوك، ولينكد إن، وتويتر، وانستجرام، ويوتيوب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى