أخبار وتقارير

كيف واجهت جامعات المغرب تداعيات الزالزل؟

بحصيلة تقترب من ثلاثة آلاف قتيلٍ، ونحو ستة آلاف جريح، وضع الزلزال الذي ضرب المملكة المغربية، جامعات المناطق المتضررة أمام تحديات غير مسبوقة. وشملت تداعيات الهزات القوية مناطق في: مراكش، والحوز، وتارودانت وشيشاوة، وأكادير، ووارزازات.

وتبعًا لذلك، تأثرت العملية التعليمية في مقار المؤسسات الجامعية بهذه الأقاليم، والتابعة لكل من جامعتي ابن زهر بأكادير، والقاضي عياض في مراكش، مقصد آلاف الطلاب المغاربة. ولم تسجل المباني الجامعية أضرارًا كبيرة، وفق مصدر بوزارة التعليم العالي، فيما تصدعت جدران الكلية المتعددة التخصصات بورززات جراء الزلزال.

اقرأ أيضًا: (تضرر 530 مؤسسة تعليمية بفعل زلزال المغرب.. ومخاوف من «آثار نفسية» على الطلاب).

وكان وزير التعليم العالي المغربي، عبد اللطيف ميراوي، قد وجّه مذكرة إلى رؤساء المؤسسات التعليمية والجامعات المتضررة بإعطاء الأولوية لسلامة الطلاب، والأطر الإدارية والتربوية، والتأكد من سلامة البنايات قبل استئناف العملية الدراسية.

وفي خطوة استهدفت معالجة ما وضعته الأزمة من ضغوط على الطلاب في مسارهم الأكاديمي، شملت مذكرة وزارة التعليم العالي إلى رؤساء الجامعات، التنبيه على التعامل المرن مع آجال التسجيل في المؤسسات الجامعية، وخاصة للطلاب المنتمين للمناطق المتضررة من الزلزال، وتقديم تسهيلات في عملية تسجيلهم.

كيف واجهت جامعات المغرب تداعيات الزالزل؟
مبادرة بكلية العلوم التطبيقية بآيت ملول، لمساعدة المتضررين من الزلزال (الفنار للإعلام).

وبادر أكاديميون وطلاب إلى الانخراط في جهود إغاثية لتقديم العون للمتضررين. وقال الدكتور سعيد الطالب، الأستاذ في كلية العلوم التطبيقية بآيت ملول، التابعة لجامعة ابن زهر بأكادير، في تصريح لـ«الفنار للإعلام»، إن الأساتذة الجامعيين شاركوا في تزويد مناطق متضررة بالحاجات الضرورية، من ملابس، ومواد غذائية، ومعدات للإنارة. وبالمثل، يشير حمزة أمزيل، رئيس جمعية طلبة الطب بأكادير، إلى مساهمة الطلاب في عمليات التطوع بالمستشفيات لاستقبال الجرحى من ضحايا الزلزال، وتنظيم حملات دعم نفسي للمتضررين.

وعلى الصعيد البحثي، لا يُخفي باحثون ضيقهم من غياب ثقافة التعامل مع الكوارث الطبيعية، وخاصة الزلازل في المغرب، رغم وجود مناطق بالمملكة معروفة بأنها نشطة زلزاليًا مثل منطقة أكادير، وشمال البلاد.

على الصعيد البحثي، لا يُخفي باحثون ضيقهم من غياب ثقافة التعامل مع الكوارث الطبيعية، وخاصة الزلازل في المغرب، رغم وجود مناطق بالمملكة معروفة بأنها نشطة زلزاليًا مثل منطقة أكادير، وشمال البلاد.

وينتقد علاء الدين بلفول، أستاذ الجيولوجيا بكلية العلوم في جامعة ابن زهر، عدم الاهتمام بإشاعة هذه الثقافة، ويقول إن الكفاءات الأكاديمية المغربية مستعدة للمساهمة في توعية المواطنين على مدار العام، وليس فقط عند حلول الكوارث. ويشير بلفول، في تصريح لـ«الفنار للإعلام»، إلى أنه يقدم ورشة واحدة فقط كل عام، بينما تغفل كثير من المؤسسات التعليمية المغربية عن أهمية الاستفادة بالجهود البحثية في نشر التوعية في صفوف الطلاب.

ويوضح الأكاديمي المغربي إلى أن بلاده معروفة بأنها تضم مناطق نشطة زلزاليًا، ويضرب مثالًا بأخطر الزلازل التي سجلها التاريخ المغربي، والذي ضرب مدينة أكادير على ساحل البلاد الغربي، في 29 شباط/فبراير من العام 1960، وخلّف أكثر من 15 ألف قتيل.

كيف واجهت جامعات المغرب تداعيات الزالزل؟
مبادرة بكلية العلوم التطبيقية بآيت ملول، لمساعدة المتضررين من الزلزال (الفنار للإعلام).

وغير بعيد عن الجهود البحثية للتصدي للزلازل، توجد محطة الأميرة للا عائشة لرصد هذه الظاهرة الطبيعية في أكادير، لأغراض تربوية. ويعود تاريخ تأسيسها إلى العام 2006. ويقول مدير المحطة، حسن الكيلالي، لـ«الفنار للإعلام»، إن المحطة تعمل مع شركائها من الجامعات، والمؤسسات التعليمية، بهدف تبسيط وتقريب المعرفة العلمية عن الزلازل، إلى المواطنين. ويوضح أن الهدف من المحطة كذلك هو التوعية بشأن قواعد التعامل مع الزلازل، والاستعداد لها.

وردًا على سؤال بشأن الجهود المبذولة في هذا الإطار لتحقيق تلك الأهداف، قال مدير محطة الأميرة للا عائشة لرصد الزلازل إنهم ينظمون ورش عمل نظرية وتطبيقة، بالإضافة إلى عروض بصرية، وزيارات ميدانية. ويشير إلى أن المحطة استقبلت، منذ تأسيسها، أكثر من 18 ألف زائر، منهم طلاب وباحثون من جامعة ابن زهر بأكادير. وتعتمد المحطة في جهودها البحثية على جهاز رقمي لرصد الزلازل.

اقرأ أيضًا:

ابحث عن أحدث المنح الدراسية من هنا. ولمزيد من القصص، والأخبار، اشترك في نشرتنا البريدية، كما يمكنك متابعتنا عبر فيسبوك، ولينكد إن، وتويتر، وانستجرام، ويوتيوب

Countries

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى