كجزء من جهود يقودها صندوق تنمية الموارد البشرية بالسعودية، تسعى منصة «سُبل» لتمكين الطلاب، والخريجين، والباحثين عن عمل، من «اتخاذ خيارات تعلم، وخيارات وظيفية أفضل»، عبر عملية تدريبية تستهدف التثقيف والإرشاد المهني.
وكان أحدث تلك المساعي، الإعلان، الأسبوع الماضي، عن توفير 1900 فرصة تدريبية في القطاعين الحكومي والخاص، كنشاط ذي صلة بنشاط المنصة التي تباشر عملها منذ العام 2019، وفق مسؤول التواصل بالمنصة، نورا محمد.
اقرأ أيضًا: (ما يجب أن يفعله العراقيون للارتقاء بنظامهم التعليمي.. قراءة في كتاب للأكاديمي محمد الربيعي).
وتوضح، في تصريح لـ«الفنار للإعلام»، أن المنصة عبارة عن بوابة إلكترونية تعمل على التثقيف والإرشاد المهني لطلاب المرحلة الثانوية، وطلاب الجامعات والمعاهد، والخريجين الباحثين عن عمل، وكذلك الموظفين، حيث تقدم استشارات مهنية عن بعد، من خلال التواصل مع أحد المرشدين التربويين التابعين لها.
وبإمكان مستخدمي المنصة، من المواطنين السعوديين، حجز جلسة مع المرشد المهني، في خطوة تساعد الباحثين عن عمل، والطلاب، على تحديد مسارهم المهني، ومعرفة أبرز الدورات التدريبية التي يجب حضورها، لتحقيق الخبرات المطلوبة في الوظيفة الملائمة لهم.
إرشاد مهني
وتشير «محمد» إلى أن التواصل مع المرشد المهني يوفر للمستفيد فرصة تعزيز إعداد السيرة الذاتية بطرق احترافية، والاطلاع على محتوى ومعلومات تفاعلية حول سوق العمل، بما يساعد جميع الشرائح المستهدفة على اتخاذ قرارات صائبة فيما يخص مساراتهم التعليمية والمهنية، إلى جانب الاستفادة من التعرف على أهم المهارات المطلوبة في المقابلات الشخصية، وعرض قصص النجاح التحفيزية التي تشجع المشتركين من رفع مستوى الثقافة المهنية لديهم.
وتتيح المنصة أيضًا إمكانية انضمام الخبراء إلى شبكة الإرشاد المهني لمساعدة المستخدمين من خلال مشاركة الخبرات، ونقل المعرفة عن طريق الفعاليات المختلفة، وذلك وفق معايير وسياسات محددة لشبكة التثقيف والإرشاد المهني، تحكم عملية قبول المشاركين.
وترى نورا محمد أن المنصة وسيلة للتخطيط للمستقبل، حيث يتمكن المستفيدون من معرفة رغباتهم وميولهم المهنية والأكاديمية، إلى جانب اكتسابهم أهم المهارات المطلوبة في سوق العمل، والاطلاع على أهم المهن المستقبلية، والأكثر طلبًا في سوق العمل السعودي والعالمي أيضًا.
وحول كيفية الاستفادة من خدمات المنصة، توضح محمد أنه يجب على الراغبين التسجيل، عبر موقع المنصة، من هنا، كخطوة أولى يعقبها تحديد المسار المهني للمستخدم، من خلال تحديد الميول المهنية، ثم التعرف على المهن والتخصصات التي يرغب المستخدم في معرفتها، وكذلك التعرف على مهن المستقبل، والتي يمكن لأي مستفيد اختيار مهنة منها، وبدء المسار التدريبي الخاص بها، مع إتاحة إمكانية التواصل مع المرشدين المهنيين لقياس قدرات المتقدم عبر حزمة أسئلة يتم الإجابة عنها في مدة تتراوح بين 30 و45 دقيقة.
ألف مهنة
ويوجد على موقع المنصة أكثر من ألف مهنة، يمكن لكل متقدم، التعرف على وصفها الوظيفي، ومجالاتها التعليمية، والخبرات اللازمة لكل منها، عن طريق البحث في خانة المسار المهني.
وحول التعاون بين المنصة والجامعات السعودية، تقول نورا محمد إن مهمة المنصة تتقاطع مع مساعي جامعات المملكة كافة من أجل تعزيز مهارات الطلاب، وإعدادهم لسوق العمل، عبر تزويدهم بأحدث المعارف، وصقل خبراتهم في مختلف المجالات.
من جانبه، يقول سليمان العساف، عضو جمعية الاقتصاد السعودية، وهي جمعية علمية تتبع جامعة الملك سعود، إن منصة «سُبل» أنشئت في السعودية كوسيلة لمواجهة عدم توافق مخرجات العملية التعليمية مع سوق العمل، وذلك من خلال رصد وتحديد ما يحتاجه سوق العمل من مهارات وخبرات، والسعي من أجل تزويد الطلاب والخريجين والموظفين بها، عبر برامج تدريب متخصصة.
اقرأ أيضًا: (مؤسس «وقف الإسكندرية» صلاح خليل: أحلم بنظام تعليمي لا يتأثر بعدم المساواة في العالم).
ويضيف، في تصريح لـ«الفنار للإعلام» إن هذه العملية بُنيت على حصيلة لقاء عدد كبير من رجال الأعمال السعوديين، لمعرفة ما يحتاجه سوق العمل من المهارات، بشكل احترافي، حتى يتم تدريب المستفيدين عليها، الأمر الذي يجعل المنصة بمثابة الجسر الذي يصل بين الطلاب والخريجين، والفرص الوظيفية المناسبة، بعد تأهيلهم بالشكل اللازم.
ويرى «العساف» أن التجاوب مع المنصة لم يصل إلى المستوى المرجو منها حتى الآن، مشيرًا إلى أن المنصة غير معروفة بشكل كبير في أوساط الشباب السعودي. ولذلك، يدعو إلى طرق أبواب الجامعات، وإجراء الفعاليات التوعوية بشأن الخدمات التي توفرها المنصة للمستهدفين، مشددًا على ضرورة توسيع مساحة الاستفادة، والمشاركة، من الشرائح الطلابية المتنوعة في صفوف المراحل الثانوية، والجامعية، وفي أوساط الخريجين.
اقرأ أيضًا:
ابحث عن أحدث المنح الدراسية من هنا. ولمزيد من القصص، والأخبار، اشترك في نشرتنا البريدية، كما يمكنك متابعتنا عبر فيسبوك، ولينكد إن، وتويتر، وانستجرام، ويوتيوب.
