أخبار وتقارير

300 مليون دولار لمساندة الدول المتضررة من الكوارث المناخية في انطلاق COP28

في خطوة وُصفت بالمتقدمة، تبنى مؤتمر الأطراف COP28، في يومه الأول بدولة الإمارات، الخميس، رسميًا، تفعيل برنامج لـ«الخسائر والأضرار» لمساعدة الدول الأكثر تضررًا من تداعيات التغير المناخي.

 ووفق تقارير، ستساهم الإمارات وألمانيا بمبلغ 100 مليون دولار لكل منهما في ترتيبات صندوق «كوارث المناخ». وستسهم الولايات المتحدة الأمريكية بمبلغ 17.5 مليون دولار، وستقدم بريطانيا ما يصل إلى 60 مليون جنيه إسترليني، بالإضافة إلى عشرة ملايين دولار من اليابان، لصالح الغرض نفسه.

وفي مؤتمر صحفي، مساء الخميس، أكد رئيس مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، COP28، سلطان الجابر، ضرورة توفير تمويل بقيمة 100 مليار دولار لصندوق الخسائر والأضرار الذي يعوض الدول المتضررة من التغيرات المناخية. وكانت فكرة هذا الصندوق، قد أُقرت بشكل مبدئي، في قمة المناخ COP27  العام الماضي في مصر، بطلب وضغوط من الدول النامية.

وانطلقت فعاليات مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، COP28، بمدينة إكسبو دبي، في وقت سابق، اليوم، وتستمر حتى الثاني عشر من كانون الأول/ديسمبر، وسط آمالٍ بأن يتمكن المشاركون من إحراز تقدم ملموس بشأن العمل المناخي العالمي.

ووفق وكالة الأنباء الإماراتية، ترتكز الأولويات الاستراتيجية الدولية، لهذه الدورة من مؤتمر المناخ، على توحيد الجهود العالمية لتقليل انبعاثات الكربون، وتسريع الجهود لخفض وتيرتها، وتعزيز انتقال العالم نحو الطاقة النظيفة وتسريع الانتقال الأخضر، وتحديد حلول عالمية للحد من ارتفاع درجة حرارة الأرض إلى 1.5 درجة مئوية.

وتمثل هذه النسخة من المؤتمر نقطة فارقة في تاريخ مواجهة التغير المناخي، وذلك بعد اتفاق باريس COP21 الذي عقد في فرنسا عام 2015، وهو أول اتفاق عالمي ملزم قانونيًا، بالعمل على الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري بأقل من 2 درجة مئوية، ومواصلة الجهود لحصر ارتفاع درجة الحرارة في حد لا يتجاوز 1.5 درجة مئوية، مقارنة بمستوى ما قبل الثورة الصناعية.

اقرأ أيضًا: (مبادرات طلابية بجامعات الإمارات لمواكبة الاستعداد لمؤتمر المناخ C0P28).

وسيشهد COP28، لأول مرة، تقييمًا لما تحقق من إنجازات باتجاه تحقيق أهداف «اتفاقية باريس» للمناخ، كما شهد إقرار «صندوق» يهدف إلى تقديم مساعدات مالية للدول الفقيرة، لمساعدتها على مواجهة العواقب السلبية الناجمة عن تغير المناخ.

ويتعين خلال قمة COP28، على الدول والوفود المشاركة، الخروج باتفاق حيال الموضوعات الشائكة والخاصة بصندوق الخسائر والأضرار، لا سيما الدول التي سوف تحصل على تعويضات من الصندوق، وكذلك الدول التي سوف تدفع المخصصات المالية، فضلًا عن كيفية إدارة الصندوق.

ويأتي من بين أهم الإجراءات الدولية العاجلة التي يجب اتخاذها بشأن تغير المناخ، ضرورة الحد من الانبعاثات الناتجة عن الوقود الأحفوري في إنتاج الطاقة، والنقل، والصناعة بحيث يشمل ذلك الانتقال إلى مصادر الطاقة المتجددة، مثل: الطاقة الشمسية، وطاقة الرياح، بالإضافة إلى تحسين كفاءة الطاقة في المباني، ووسائل النقل، وعمليات التصنيع وهو ما سيسهم بشكل كبير في تقليل الانبعاثات.

تتضمن الفعاليات مشاركات أكاديمية وبحثية، بالإضافة إلى الإعلان عن الفائزين بجائزة التصنيف العالمي للجامعات «UI GreenMetric»لعام 2023، وهو تصنيف لمجالات التنمية المستدامة، والالتزام بمعايير البيئة النظيفة.

البروفيسور غسان عواد، مدير جامعة أبوظبي

ومن ضمن الإجراءات الفاعلة أيضًا حماية واستعادة النظم البيئية؛ حيث تلعب الغابات والمحيطات والأراضي الرطبة دورًا حيويًا في امتصاص ثاني أكسيد الكربون، وبالتالي فإن حماية هذه النظم، واستعادة المناطق المتدهورة، يمكن أن يعزز قدرتها كمصارفٍ للكربون، بالإضافة إلى ضرورة تحويل الممارسات الزراعية إلى أكثر استدامة، بما في ذلك الاستخدام الفعال للماء والأسمدة الطبيعية، وتبني تقنيات الزراعة الذكية مناخيًا.

اقرأ أيضًا: (كيف تستعد جامعات الإمارات لمؤتمر المناخ COP28؟ أكاديميون يجيبون).

ومن أجل مواجهة التحديات متعددة الجوانب للتغير المناخي، يحتاج العالم إلى زيادة التمويل لجهود التخفيف من تغير المناخ والتكيف معه، خاصة في البلدان النامية التي تكون أكثر عرضة لتأثيرات المناخ، وتطبيق وتنفيذ سياسات وقوانين مناخية قوية تعزز التنمية منخفضة الكربون، وتحد من الأنشطة عالية الانبعاثات، وزيادة الوعي حول تأثيرات تغير المناخ، وتعزيز خيارات الأسلوب المستدام بين الأفراد والمجتمعات، وتعزيز التعاون العالمي لمشاركة التكنولوجيا والخبرات والموارد من أجل عمل مناخي فعّال.

مشاركات أكاديمية

وعلى صعيد المشاركة الأكاديمية في الحدث الدولي المهم، يوفر المؤتمر، منصة للجامعات الإماراتية لاستعراض جهودها لترسيخ مفاهيم الاستدامة، والإعلان عن مبادراتها النوعية التي تستعد لإطلاقها في «المنطقة الخضراء» ضمن فعاليات المؤتمر.

وقال البروفيسور غسان عواد، مدير جامعة أبوظبي، إن الجامعة حرصت على تكثيف جهودها بشأن الاستدامة، والتغيير المناخي، والعمل مع شركائها محليًا، ودوليًا، لترسيخ مفاهيم الاستدامة، والوعي بالقضايا البيئية، وآليات المحافظة على الموارد الطبيعية، وصون الحياة الفطرية لدى مختلف فئات المجتمع. وأشار إلى أن نخبة من الأكاديميين والخبراء العالميين سيشاركون في مؤتمر دولي، الشهر المقبل، ضمن أعمال COP28، ضمن 6 محاور تضم نحو 40 جلسة، لاستعراض 210 ورقة بحثية.

وأوضح أن هذا المؤتمر سيتناول ركائز الاستدامة الأربع، تماشيًا مع أهداف الأمم المتحدة الـ 17 للتنمية المستدامة، بما فيها التكنولوجيا، والثقافة، والبيئة، والاقتصاد، كما سيُعلَن خلال المؤتمر عن الفائزين بجائزة التصنيف العالمي للجامعات «UI GreenMetric» لعام 2023، وهو تصنيف لمجالات التنمية المستدامة، والالتزام بمعايير البيئة النظيفة، بالإضافة إلى الإعلان كذلك عن إطلاق «معهد جامعة أبوظبي للبحث العلمي للمستقبل المستدام».

اقرأ أيضًا:

بطلب من الدول النامية.. إدراج «الخسائر والأضرار» في أجندة مؤتمر المناخ COP27

Countries

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى