أخبار وتقارير

بدعم أمريكي.. مركز مصري لدعم القدرات الإفريقية في مواجهة التغير المناخي

بعد نحو أسبوعين من إعلان مصر عن إنشاء «مركز القاهرة للتعلم والتميز حول التكيف والصمود»، بالشراكة مع الولايات المتحدة، تعمل جهات رسمية عدة، على التنسيق من أجل إطلاق هذه الآلية الجديدة، للتعاون مع دول القارة الإفريقية في مواجهة تداعيات تغير المناخ.

ويقول بيان من الخارجية المصرية، إن التعاون مع واشنطن لإنشاء المركز، يأتي اتساقًا مع الدعوات المنادية بتعزيز التعاون بين دول الشمال، والجنوب في مجال عمل المناخ الدولي، بما في ذلك في مجال تعزيز التكيّف مع تغير المناخ.

بناء القدرات الإفريقية

ووفق السفير محمد نصر، مدير إدارة تغير المناخ والبيئة والتنمية المستدامة بالوزارة، وكبير مفاوضي مصر وإفريقيا في قمة المناخ، فإن الوزارات المعنية في مصر، تنسق حاليًا، لتشكيل المركز المعلن عنه مؤخرًا.

ويضيف، في تصريح لـ«الفنار للإعلام»، أن الهدف من المركز هو بناء القدرات الإفريقية، وبصفة خاصة، العمل على التكيف مع التغيرات المناخية، مشيرًا إلى أن تمويل المركز سيكون من خلال دعم أمريكي بنحو عشرة ملايين دولار، فيما تساهم جهات دولية أخرى، لم تحدد بعد، مع ما تقدمه الحكومة المصرية في هذا الصدد.

ويوضح المسؤول المصري أن تغير المناخ أصبح ملفًا تنمويًا، له بعد اقتصادي وتجاري وبيئي وليس بعدًا سياسيًا فقط، وبناءً على هذا المفهوم، جاء إنشاء مركز القاهرة، ضمن مبادرات الولايات المتحدة الأمريكية لمواجهة التغيرات المناخية، عبر القوة الناعمة المتمثلة في نشر التوعية، وبناء القدرات.

ويضيف السفير محمد نصر إن هذه الخطوة تستهدف دعم الدول النامية التي تتأثر بشكل كبير بالتغير المناخي، نتيجة ضعف قدراتها في التعامل مع تلك التداعيات. ويقول إنه مع اتفاق دول العالم أجمع على هدف مواجهة التغيرات المناخية، إلا أن ثمة بعض الاختلاف في مسارات تحقيق هذا الهدف، بحسب تعبيره.

هذه الخطوة تستهدف دعم الدول النامية التي تتأثر بشكل كبير بالتغير المناخي، نتيجة ضعف قدراتها في التعامل مع تلك التداعيات.

السفير محمد نصر، مدير إدارة تغير المناخ والبيئة والتنمية المستدامة بالخارجية المصرية.

وفيما تنفي المتحدثة باسم وزارة البيئة المصرية، هبة معتوق، توفر أي تفاصيل لدى الوزارة حول تأسيس المركز، تقول إنهم بانتظار الإعلان عن آليات تشكيله، وأسس عمله من خلال مجلس الوزراء المصري. وتقول، في تصريح لـ«الفنار للإعلام»، إن الوزارة مستعدة تمامًا لأي جهود تساهم في مواجهة التغيرات المناخية، تنفيذًا لما تم الاتفاق عليه خلال مؤتمر كوب 27، بالتنسيق مع الوزارات المعنية، وتحت مظلة الحكومة المصرية.

استخدام القوى الناعمة

ومن جانبه، يقول الخبير الدولي في قضايا المناخ، الدكتور علي قطب، إن مصر من الدول الإقليمية التي تعمل على الاهتمام بقضايا المناخ، من خلال عمليات التوعية، والتدريب، واستخدام القوى الناعمة.

ويرجح أن يؤدي مركز القاهرة للتعلم والتميز حول التكيف والصمود، دورًا بارزًا في مساعدة شعوب الدول الإفريقية، على إدراك سبل مواجهة التغيرات المناخية، على حد قوله.

ويقول، في تصريح لـ«الفنار للإعلام»، إن هيئة الأرصاد الجوية المصرية، لديها تجربة مماثلة من خلال إنشاء مركز لتدريب الكوادر الإفريقية الناطقة باللغة الإنجليزية على قضايا المناخ، والتنبؤات، والتوعية بالقضايا البيئية، من خلال دورات تدريبية مكثفة تعقد في القاهرة.

ويرى الخبير المناخي أن مركز القاهرة سوف يساهم في تعزيز مهارات وخبرات الشعوب الإفريقية في مواجهة التغيرات المناخية، والعمل على نشر ثقافة الاقتصاد الأخضر في العمليات الصناعية.

وفيما يشيد باهتمام الولايات المتحدة الأمريكية، وألمانيا بمساعدة الدول الإفريقية النامية في مواجهة التغيرات المناخية، ودعمها من خلال المنح المالية التي تم الإعلان عنها خلال مؤتمر كوب 27 في مدينة شرم الشيخ، يتوقع أن تشهد الأسابيع المقبلة اجتماعات مكثفة من أجل الإعلان عن تفاصيل إنشاء مركز القاهرة، وتحديد مقره، وآليات عمله، وخطته المحددة في تحقيق أهدافه بشكل مفصل بالتعاون مع المسؤولين المعنيين بهذا الملف.

وتشمل المبادرة الأمريكية التي جرى الإعلان عنها خلال مؤتمر المناخ الأخير، تقديم 150 مليون دولار لدعم جهود التكيّف مع تغير المناخ في إفريقيا، منها الملايين العشرة المقدمة لإنشاء مركز القاهرة، و25 مليون دولار لمبادرة التكيّف في إفريقيا، والتي يتبناها الاتحاد الإفريقي، بالإضافة إلى تمويل عدد من البرامج الخاصة بمواجهة الظاهرة المناخية في القارة السمراء، بحسب البيان الصادر من الخارجية المصرية، في وقت سابق، من الشهر الجاري.

اقرأ أيضًا:

ابحث عن أحدث المنح الدراسية من هنا. ولمزيد من القصص، والأخبار، اشترك في نشرتنا البريدية، كما يمكنك متابعتنا عبر فيسبوك، ولينكد إن، وتويتر، وانستجرام، ويوتيوب.

Countries

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى