أخبار وتقاريرأخبار وتقارير

تقرير جديد لليونسكو يرصد تحديات استخدام التكنولوجيا في التعليم

مع تنامي استخدام التكنولوجيا في التعليم، يقول تقرير جديد، من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، إن نهج هذه الممارسة «يفتقر إلى الحوكمة والتنظيم المناسبين».

وجاء إطلاق التقرير العالمي لرصد التعليم لعام 2023، اليوم (الأربعاء)، تحت عنوان: «التكنولوجيا في التعليم: أداة وفق شروط من؟»، خلال مؤتمر عالمي تستضيفه اليونسكو، ووزارة التعليم والثقافة في أوروغواي، ومؤسسة «سيبال» مع 18 وزيرًا للتعليم من جميع أنحاء العالم.

ويحث التقرير دول العالم على «وضع شروطها الخاصة للطريقة التي يتم بها تصميم التكنولوجيا واستخدامها في التعليم، بحيث لا تحل محل التعليم الشخصي بقيادة المعلم، وعلى أن تدعم الهدف المشترك المتمثل في توفير تعليم جيد للجميع».

اقرأ أيضًا: («التدخل المبكر»..مبادرة كويتية تعالج الفجوة الدراسية وسلبيات التعلم عن بعد).

وتقول أودري أزولاي، المديرة العامة لمنظمة اليونسكو، في التقرير: «تحمل الثورة الرقمية إمكانات لا تُحصى، ولكن مثلما تم الإعراب عن التحذيرات حول كيفية تنظيمها في المجتمع، يجب إيلاء اهتمام مماثل للطريقة التي يتم استخدامها في التعليم. يجب أن يكون استخدامه لتعزيز خبرات التعلم ولصالح الطلاب والمعلمين، وليس على حسابهم». وترى ضرورة الاحتفاظ باحتياجات المتعلم أولًا مع دعم المعلمين، وقالت إن الاتصالات عبر الإنترنت «ليست بديلًا عن التفاعل البشري».

ويطرح التقرير أربعة أسئلة يجب على صانعي السياسات وأصحاب المصلحة التربويين، التفكير فيها، أثناء نشر التكنولوجيا في التعليم:

هل هو مناسب؟

بحسب التقرير، يمكن أن يؤدي استخدام التكنولوجيا إلى تحسين بعض أنواع التعلم في بعض السياقات، ويستشهد التقرير بأدلة تُظهر أن «فوائد التعلم تختفي إذا تم استخدام التكنولوجيا بشكل زائد أو في غياب معلم مؤهل». وعلى سبيل المثال؛ لا يؤدي توزيع أجهزة الكمبيوتر على الطلاب إلى تحسين التعلم، إذا لم يشارك المعلمون في التجربة التربوية. وأثبتت الهواتف الذكية في المدارس أيضًا أنها تُلهي عن التعلم، لكن أقل من ربع الدول على مستوى العالم تحظر استخدامها في المدارس.

يحث التقرير دول العالم على «وضع شروطها الخاصة للطريقة التي يتم بها تصميم التكنولوجيا واستخدامها في التعليم، بحيث لا تحل محل التعليم الشخصي بقيادة المعلم، وعلى أن تدعم الهدف المشترك المتمثل في توفير تعليم جيد للجميع».

ويقول مانوس أنتونينيس، مدير التقرير العالمي لرصد التعليم: «نحتاج إلى التعرف على أخطائنا السابقة عند استخدام التكنولوجيا في التعليم حتى لا نكررها في المستقبل». وأضاف بأننا في حاجة إلى تعليم الأطفال العيش مع التكنولوجيا وبدونها؛ لأخذ ما يحتاجون إليه من وفرة المعلومات، ولكن تجاهل ما هو غير ضروري؛ للسماح للتكنولوجيا بالدعم، ولكن لا تحل محل التفاعلات البشرية في التدريس والتعلم.

اقرأ أيضًا: (ناريمان حاج حمو أكاديمية جزائرية تسعى لتغيير مفهوم التعلم عن بعد).

وفقًا للتقرير تتسع فجوات التعلم بين الطلاب عندما يكون التدريس عن بُعد حصريًا، ولا يكون المحتوى عبر الإنترنت مناسبًا دائمًا للسياق.

وتشير دراسة لمجموعات المصادر التعليمية المفتوحة إلى أن ما يقرب من 90% من المحتوى الخاص بالتعليم العالي عبر الإنترنت تم إنشاؤه إما في أوروبا أو في أمريكا الشمالية، وأن 92% من المواد الموجودة في مكتبة المصادر العالمية المفتوحة المشتركة متاحة باللغة الإنجليزية.

هل هو عادل؟

يقول التقرير إنه خلال جائحة كوفيد 19، ترك التحول السريع إلى التعلم عبر الإنترنت ما لا يقل عن نصف مليار طالب في جميع أنحاء العالم، «مما أثّر في الغالب على الفئات الأشد فقرًا، وأولئك الذين يعيشون في المناطق الريفية». ويشدد التقرير على أن الحق في التعليم أصبح مرادفًا بشكل متزايد للحق في الاتصال الهادف، ومع ذلك فإن واحدة من كل أربع مدارس ابتدائية ليس لديها كهرباء. ومن هنا يدعو التقرير جميع دول العالم إلى وضع معايير لربط المدارس بالإنترنت من الآن وحتى عام 2030 والتركيز على الفئات الأكثر تهميشًا.

هل هي قابلة للتطوير؟

هناك حاجة أكثر من أي وقت مضى للأدلة السليمة والدقيقة والحيادية على القيمة المضافة للتكنولوجيا في التعلم، ولكننا تفتقر إلى ذلك، بحسب التقرير. ويوضح أن معظم الأدلة على القيمة المضافة للتكنولوجيا في التعليم تأتي من الولايات المتحدة الأمريكية، حيث أشارت What Works Clearinghouse ، (وهي مكتبة رقمية للأبحاث التربوية التي تركز على التعليم القائم على الأدلة)، إلى أن أقل من 2% من التدخلات التعليمية التي تم تقييمها تتضمن «دليلًا قويًا أو معتدلًا على الفعالية». ومع ذلك يرى التقرير أنه عندما يأتي الدليل فقط من شركات التكنولوجيا نفسها، «فهناك خطر عدم التقييم السليم بسبب عدم التزام الحياد أو التحيز لصالح التكنولوجيا.»

يشير التقرير إلى تحليل يفيد بأن 89% من 163 منتجًا من منتجات تكنولوجيا التعليم يمكنها إجراء مسح للأطفال.

ويذهب التقرير إلى القول إن العديد من دول العالم  تتجاهل التكاليف طويلة الأجل لشراء التكنولوجيا، حيث يتوسع سوق تكنولوجيا التعليم بينما تظل احتياجات التعليم الأساسي غير مستوفاة. ويوضح أن تكلفة الانتقال إلى التعلم الرقمي الأساسي في البلدان منخفضة الدخل – وربط جميع المدارس بالإنترنت في البلدان ذات الدخل المتوسط المنخفض – تضيف 50% إلى فجوة التمويل الحالية لتحقيق الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة، حيث سيكلف التحول الرقمي الكامل للتعليم من خلال الاتصال بالإنترنت في المدارس والمنازل أكثر من مليار دولار يوميًا لتشغيله فقط.

هل هو مستدام؟

تؤدي الوتيرة السريعة للتغير في التكنولوجيا إلى إجهاد أنظمة التعليم للتكيف معها، في الوقت الذي تزداد معه أهمية محو الأمية الرقمية والدفع بالتفكير النقدي، لا سيما مع نمو الذكاء الاصطناعي التوليدي. وتُظهر البيانات الإضافية المرفقة بالتقرير أن حركة التكيف هذه قد بدأت: 54% من البلدان التي شملها الاستطلاع حددت المهارات التي يريدون تطويرها للمستقبل، لكن 11 حكومة فقط من أصل 51 حكومة شملها الاستطلاع لديها مناهج للذكاء الاصطناعي.

بالإضافة إلى هذه المهارات، لا ينبغي إغفال المعرفة الأساسية بالقراءة والكتابة، لأنها ضرورية أيضًا للتطبيق الرقمي: الطلاب الذين يتمتعون بمهارات قراءة أفضل هم أقل عرضة للخداع من خلال رسائل البريد الإلكتروني المخادعة.

علاوة على ذلك، يحتاج المعلمون أيضًا إلى التدريب المناسب، لكن نصف الدول فقط لديها حاليًا معايير لتطوير مهارات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الخاصة بهم. يغطي عدد قليل من برامج تدريب المعلمين الأمن السيبراني على الرغم من أن 5% من هجمات برامج الفدية تستهدف التعليم.

 بحسب التقرير، تتطلب الاستدامة أيضًا ضمانًا أفضل لحقوق مستخدمي التكنولوجيا. اليوم، تضمن 16% فقط من الدول خصوصية البيانات في التعليم بموجب القانون. ويشير التقرير إلى تحليل يفيد بأن 89% من 163 منتجًا من منتجات تكنولوجيا التعليم يمكنها إجراء مسح للأطفال. علاوة على ذلك، عززت 39 حكومة من 42 حكومة توفر التعليم عبر الإنترنت، أثناء وباء كوفيد-19، الاستخدامات التي “تعرض للخطر أو تنتهك” حقوق الأطفال.

اقرأ أيضًا:

ابحث عن أحدث المنح الدراسية من هنا. ولمزيد من القصص، والأخبار، اشترك في نشرتنا البريدية، كما يمكنك متابعتنا عبر فيسبوك، ولينكد إن، وتويتر، وانستجرام، ويوتيوب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى