أخبار وتقارير

بعد الحرب وارتفاع سعر صرف الدولار.. هذه هي التحديات التي تواجه طلاب السودان في مصر

مع استمرار الاقتتال في السودان، بين الجيش الوطني، وقوات «الدعم السريع»، منذ منتصف نيسان/أبريل الماضي، يواجه الطلاب السودانيون في مصر تحديات عدة في مسارهم التعليمي بالمرحلة الجامعية.

ووفق شهادات من طلاب تحدثوا إلى «الفنار للإعلام»، فإن الفوضى التي خلفها العنف الدائر في السودان، أدت إلى توقف جزء كبير من التحويلات المخصصة لهم، سواء من ذويهم، أو المنح الحكومية للموفدين لأغراض التعليم.

ويقول صلاح محمد، طالب سوداني بالفرقة الرابعة في كلية الصيدلة بجامعة حلوان، إن «اتفاقية الحريات الأربع»، المبرمة بين مصر والسودان في العام 2004، تمنح الطلاب السودانيين بالجامعات المصرية ميزة نسبية، وهي سداد 10% من قيمة الرسوم الدراسية المقررة للطلاب الدوليين في مصر، معربًا عن خشيته من «أي توجهات لتغيير هذه النسبة، في ظل الظروف الراهنة».

اقرأ أيضًا: (الحرب في السودان تفاقم أزمات التعليم العالي.. والطلاب أمام مستقبل مجهول).

ويوضح، في تصريح لـ«الفنار للإعلام»، أن الطلاب الوافدين يتقدمون بطلبات التحاق بالجامعات المصرية، عبر المنصة الإلكترونية Study in Egypt، مقابل رسوم تقديم تبلغ 170 دولارًا أمريكيًا (الدولار يساوي نحو 31 جنيهًا مصريًا)، مع أحقية كل طالب في التقديم في عشر جامعات، في ضوء درجات التنسيق الإلكتروني، والشهادات التي يحملها المتقدم. ويشير إلى أنه عند قبول المتقدم يتم دفع رسوم قيد تبلغ 1,500 دولار، مع عدم وجود إمكانية لقبول هذه الرسوم بما يوازيها بالعملة المحلية.

«لم أتلق أي تحويلات منذ 3 أشهر، ولا أعرف كيف سأتمكن من سداد الرسوم الدراسية للعام الأكاديمي المقبل».

ولي الدين آدم، طالب بكلية الطب في جامعة حلوان المصرية.

وفي هذه النقطة، يقول الطالب السوداني: «عدم قبول الدفع بالجنيه المصري يزيد أعباء الطلاب، حيث لا يمكننا الحصول على العملة الصعبة من البنوك الرسمية، وبالتالي نتجه إلى توفير عبر قنوات أخرى، من السوق الموازية، بسعر صرف يزيد عن السعر الرسمي بنسبة تتراوح بين 25 إلى 30%»، كما يشير إلى رسوم دراسته بكلية الصيدلة تبلغ 650 دولارًا سنويًا، بموجب «اتفاقية الحريات الأربع»، بدلًا من 6,500 دولار.

خلال أعمال العنف الدائرة في السودان، احترق محل لبيع الملابس كان يملكه شقيق الطالب السوداني، ولي الدين آدم، الذي يدرس الطب بجامعة حلوان.

الحادث الذي أودى بمتجر شقيقه، حال دون قدرة الأخير على مواصلة إرسال التحويلات من السودان إلى مصر، لمساعدة طالب الطب على استكمال مشواره العلمي. واليوم، يقول آدم، لـ«الفنار للإعلام» إنه يفكر في تغيير مساره، مضيفًا: «لم أتلق أي تحويلات منذ 3 أشهر، ولا أعرف كيف سأتمكن من سداد الرسوم الدراسية للعام الأكاديمي المقبل».

اقرأ أيضًا: (الفيضانات في السودان والبحث العلمي.. هل تواكب الجامعات قضايا البيئة؟).

وبتفصيل أكثر، يقول: «مأساة شقيقي، وارتفاع سعر صرف الدولار في مصر، بالسوق الموازية، مقارنة بالسعر الرسمي، كلها عقبات تهدد مستقبلي الدراسي، وقد أضطر إلى تأجيل دراستي، أو تغيير مساري التعليمي عبر الالتحاق بإحدى الكليات التي تقبل طلابًا وافدين برسوم دراسية منخفضة»، موضحًا أن رسومه الدراسية السنوية تبلغ 650 دولارًا في كلية الطب، بموجب «اتفاقية الحريات الأربع»، وهي ما يعادل نسبة 10% من إجمالي الرسوم المقررة للطلاب الوافدين.

«نعمل على توفير سبل الدعم للطلاب السودانيين للدراسة في مختلف الجامعات المصرية، وتيسير إجراءات التحاقهم بالتخصصات المختلفة، حفاظًا على مستقبلهم، ووفق القواعد والضوابط المحددة».

الدكتور شريف صالح، القائم بعمل رئيس الإدارة المركزية لشؤون الطلاب الوافدين بوزارة التعليم العالي المصرية.

في السياق نفسه، يقول مسؤول بالسفارة السودانية بالقاهرة، طلب عدم ذكر اسمه، إنهم «على تواصل مستمر مع وزارة التعليم العالي المصرية، من أجل نقل جميع التخوفات والعقبات التي تواجه الطلاب السودانيين في مصر والعمل على حلها في أقرب وقت». وأشار، في تصريح لـ«الفنار للإعلام» إلى لقاء أخير جمع القائم بالأعمال السوداني لدى القاهرة، السفير الصادق عبد الله، مع وزير التعليم العالي المصري، الدكتور أيمن عاشور، حيث بحث الجانبان التحديات التي تواجه الطلاب السودانيين لدى المؤسسات الأكاديمية المصرية بعد الأحداث الأخيرة التي يشهدها السودان.

وبحسب الدكتور شريف صالح، القائم بعمل رئيس الإدارة المركزية لشؤون الطلاب الوافدين، بوزارة التعليم العالي المصرية، فإن الرسوم الدراسية للعام الأكاديمي المقبل سيتم الإعلان عنها قبل انطلاق العملية الدراسية للعام الجديد. وأوضح، في تصريح لـ«الفنار للإعلام»، إلى أن هذا الملف «لم يتم اتخاذ فيه أي قرارات نهائية بعد».

وقال إن الجانب المصري يعمل على «توفير سبل الدعم للطلاب السودانيين للدراسة في مختلف الجامعات المصرية، وتيسير إجراءات التحاقهم بالتخصصات المختلفة، حفاظًا على مستقبلهم، ووفق القواعد والضوابط المحددة».

ووفق تصريحات سابقة من أشرف العزازي، رئيس قطاع الشؤو الثقافية والبعثات بوزارة التعليم العالي، فإن عدد الطلاب الوافدين بالمرحلة الجامعية الأولى، يبلغ 21,084 طالبًا، بينما يبلغ عدد الطلاب الوافدين بمرحلة الدراسات العليا 5,235 طالبًا. ومن بين هؤلاء، يوجد 7,377 سودانيًا تقدموا للمرحلة الجامعية الأولى خلال العام الدراسي المنصرم 2023/2022.

اقرأ أيضًا:

Countries

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى