أخبار وتقارير

اليوم الدولي للمرأة والفتاة في ميدان العلوم 2024.. دعوات متجددة لتمكين النساء

عبر فعاليات متنوعة، أحيا العالم، أمس (الأحد)، مناسبة «اليوم الدولي للمرأة والفتاة في ميدان العلوم»، وسط تأكيد متنامٍ بأهمية العمل على تعزيز الإسهام النسوي في مجالات التعليم، وسوق العمل.

بحسب منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، فإن اختيار وتحديد هذه المناسبة، يعود إلى العام 2015، عندما قررت الجمعية العامة للأمم المتحدة، في الثاني والعشرين من ديسمبر (كانون الأول) من ذلك العام، تخصيص يوم دوليّ سنوي للاحتفال بالدور المهم للنساء والفتيات في ميادين العلوم والتكنولوجيا. ومنذ ذلك التاريخ، تحيي اليونسكو، وهيئة الأمم المتحدة للمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة، الاحتفال باليوم الدولي للمرأة والفتاة في ميدان العلوم، في الحادي عشر من فبراير (شباط) كل عام، بالتعاون مع المؤسسات المعنية، والشركاء من المجتمع المدني، حيث تحرص هذه الجهات على إبراز أهمية تعزيز وصول الفتيات والنساء إلى هذا الميدان، ومشاركتهن مشاركة كاملة ومتساوية فيه.

اقرأ أيضًا: (النساء وقيادة التعليم العالي بالمغرب.. نجاحات في مواجهة التحديات).

وتقول اليونسكو إن الجهود الرامية للتصدي إلى مجموعة من أكبر التحديات التي تواجه جدول أعمال التنمية المستدامة، من النهوض بالصحة، إلى مكافحة تغير المناخ، «تسخير المواهب كافة، أي إشراك عدد أكبر من النساء في هذه المجالات». وتضيف: «التنوع في ميدان البحث يساهم في توسيع نطاق الباحثين الموهوبين، واستقطاب أفق جديد بالإضافة إلى تعزيز التميز والإبداع».

وحمل احتفال الأمم المتحدة بهذه المناسبة، للعام الجاري، شعار: «المرأة في الريادة العلمية: عصر جديد للاستدامة»،

وعن هذا اليوم، تقول المنظمة الدولية إن التصدي لعدد من أعظم التحديات التي يواجهها جدول أعمال التنمية المستدامة، بدءًا من تحسين الصحة، وانتهاء بمكافحة تغير المناخ، يعتمد على تسخير كل المواهب. وتضيف: «هذا يعني زيادة عدد النساء العاملات في هذه المجالات، حيث يؤدي التنوع في الأبحاث إلى توسيع مجموعة الباحثين الموهوبين، مما يجلب وجهات نظر جديدة ومواهب وإبداعات. ويعد هذا اليوم بمثابة تذكير بأن للنساء وللفتيات دور حاسم في مجتمعات العلوم والتكنولوجيا، وضرورة تعزيز مشاركتهن».

ورغم أن مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات تُعد ذات أهمية بالغة للاقتصادات الوطنية، إلا أن معظم البلدان —بغض النظر عن مستوى التنمية لديها— «لم تحقق المساواة بين الجنسين في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات حتى الآن»، وفق الأمم المتحدة.

إحصائيات وحقائق

وفق الأمم المتحدة، فإن الباحثات عادةً ما يحصلن على منح أقل قيمة من التي يحصل عليها أقرانهنَّ من الرجال، وعلى الرغم من أنَّ نسبة الباحثات تبلغ 33,3% من مجمل الباحثين، فإنَّ 12% فقط من أعضاء الأكاديميات الوطنية للعلوم من النساء. وتبلغ نسبة النساء في المجالات المتقدمة مثل الذكاء الاصطناعي امرأة واحدة لكل خمسة مهنيين (22%). ولا تزال نسبة النساء الخريجات من كليات الهندسة عند حدود 28% فقط، في حين تصل نسبة الخريجات من كليات علوم الحاسوب والمعلوماتية إلى 40% فقط، وذلك رغم النقص في المهارات في معظم المجالات التكنولوجية التي تقودها الثورة الصناعية الرابعة.

اقرأ أيضًا: («أطلق».. برنامج إماراتي لتمكين النساء من الوظائف التكنولوجية).

وتنبه المنظمة الأممية إلى أن المسيرة المهنية للنساء «تميل إلى أن تكون أقصر وأقل أجرًا، ولا يظهر أعمالهن بالقدر الكافي في المجلَّات البارزة، وغالبًا ما يجري تجاهلنَّ عند الترقية».

احتفاء دولي.. وتحدٍ للطالبات والباحثات

واتخذ الاحتفاء بالمناسبة طابعًا دوليًا واسعًا، حيث أعلنت منظمة حلف شمال الأطلسي للعلوم والتكنولوجيا (STO)، إطلاق تحدٍ للطالبات الجامعيات والباحثات في بداية حياتهن المهنية حتى سن 30 عامًا، وذلك بمناسبة حلول اليوم الدولي للمرأة والفتاة. ويهدف تحدي النساء والفتيات في العلوم لعام 2024 إلى إلهام الشابات لمتابعة و/أو مواصلة حياتهن المهنية في العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (STEM)، لتسليط الضوء على دعم «الناتو» للنساء في التخصصات المتعلقة بالعلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، والمساهمة في التنوع والشمولية من النساء في هذا المجال.

 كما نشر حساب الحلف، عبر موقع «X»، الأحد، مقطع فيديو لباحثة أوروبية، وهي العالمة الهولندية ليندا، التي درست هندسة الطيران، وتتخصص حاليًا في الدفاع الصاروخي.

https://www.bue.edu.eg/

مصدر إلهام وتعلم

على صعيد عربي، لم تغب مناطق الأزمات عن إحياء المناسبة، إذ أبرزت منظمة «الخوذ البيضاء» (الدفاع المدني السوري)، مشاركة النساء في جهود الإغاثة التطوعية.

وعبر حسابها على موقع «X»، كتبت المنظمة الإنسانية غير الرسمية: «في اليوم العالمي للمرأة والفتاة في ميدان العلوم، نفخر بالإنجازات التي حققتها المرأة السورية في كافة المجالات، ونفخر بالدور الكبير للمتطوعات في مؤسسة الدفاع المدني السوري والمساهمات الحيوية والحاسمة التي يقدمنها».

وسلطت المنظمة الضوء على المتطوعة نورا بريمو، منسقة برنامج البحث والابتكار، التي استطاعت أن تحدث تغييرًا ملموسًا، وتقدم حلولًا مبتكرة. وعن تجربتها، تقول نورا: «تستطيع المرأة تحديد الاحتياجات والمساهمة في تطوير الحلول المبتكرة التي تلبي تلك الاحتياجات، وهكذا، تتحول التحديات والصعوبات إلى فرص للنجاح والتفوق». وتضيف المنظمة: «عبر العقود الطويلة واجهت المرأة تحديات كبيرة من المجتمع، ولكن وجودها في المواقع الرئيسية يمثل خطوة هامة نحو تغيير هذا الواقع، إنها ليست مجرد مشاركة في العمل وحدها، بل تقديم رؤية ومهارات جديدة تثري البيئة المهنية والاجتماعية، وتتحول لمصدر إلهام وتعلم لمجتمعها».

تفاعل سعودي

في السعودية، شارك جامعات عدة وسم (اليوم الدولي للمرأة والفتاة في ميدان العلوم)، وإلى جانب فعاليات متنوعة، نشرت جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن، على موقع «X» مقطع فيديو، يوضح سبل تعزيز الإسهام النسائي في هذا التخصص بمؤسسات التعليم العالي. ووفق الفيديو، فإن الوكالة الدولية للطاقة الذرية تشير إلى عنصرين رئيسين من شأنهما تشجيع النساء على متابعة مسارات مهنية في مجال العلوم، وهما: التركيز على التعليم، وإظهار نجاح المرأة في مجال العلوم.

أميرة العسولي.. نساء من فلسطين في ميدان العلوم

ومن فلسطين، أحيت جامعة بيرزيت المناسبة الدولية بإبراز نماذج نسائية برعن في ميدان العلوم، ومنهن الطبيبة الفلسطينية أميرة العسولي التي خاطرت بحياتها في قطاع غزة، الذي يتعرض لعدوان إسرائيلي مستمر منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، من أجل إنقاذ حياة جريح.

وكتبت جامعة بيرزيت، عبر حسابها على موقع «فيسبوك»: «في الحادي عشر من شباط في كل عام يحتفي العالم باليوم الدولي للمرأة والفتاة في العلوم، وبهذه المناسبة التي تحمل هذا العام شعار: المرأة في الريادة العلمية: عصر جديد للاستدامة، ومن جامعة بيرزيت نوجه تحية إلى العالمات الفلسطينيات لا سيما الموجودات في قطاع غزة، واللواتي يواجهن آلة القتل الإسرائيلية بالعلم والمعرفة في المجالات الطبية والصحية والعلمية، ويعملن بكل قوة وصمود لإنقاذ أبناء شعبنا من جرائم الإبادة». وأضافت: «ومن قصص البطولة لعالماتنا الفلسطينيات الطبيبة أميرة العسولي، والتي تم نشر مقطع مصور لها تخاطر بحياتها لإنقاذ جريح، رغم رصاص الاحتلال الكثيف أمام مجمع ناصر الطبي المحاصر في خانيونس، جنوبي قطاع غزة، في إطار العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة».

وأشارت الجامعة إلى أن «العسولي» «تواصل عملها بلا انقطاع رغم نزوحها عن منزلها الذي دمره الجيش الإسرائيلي في بلدة عبسان الجديدة، شرق مدينة خانيونس».

رؤية أكاديمية

من جانبها، تقول الدكتورة أمل أمين، أستاذ النانوتكنولوجي بالمركز القومي للبحوث في مصر، إن الأرقام الخاصة بإحصائيات مشاركة النساء في ميدان العلوم في العالم العربي باتت أفضل من دول أخرى مثل الولايات المتحدة وبلدان أوروبا.

وقالت الرئيس المؤسس لمبادرة النساء في مجال العلوم بلا حدود (WISWB)، في تصريح لـ«الفنار للإعلام»، إن النسبة تجاوزت في تونس 40%، وفي بعض المؤسسات البحثية في مصر بلغت 50%، مشيرة إلى أن درجة إقبال الفتيات على دراسة الطب والهندسة أكبر من الذكور.

وفيما تتحفظ أمين على تخصيص أيام محددة للاحتفاء بالمرأة بشكل عام، أو بنشاطها في مضمار علمي معين، تؤكد أن الأزمة لا حل لها من زاوية جندرية معنية بالنساء على حدة، وإنما من خلال إشراكهن في مشروعات مع شباب العلماء، لتمكين هاتين الفئتين من الترقي العلمي والأكاديمي والبحثي في ظل بيئة علمية غير مناسبة للمرأة والشباب على حد سواء. وقالت: «إذا كان وضع البحث العلمي سيء بالنسبة للرجال، فهو أكثر صعوبة للنساء والشباب»، منتقدة التوجه نحو «تمييز النساء» بشكل مطلق، بما لا يصب في نهاية المطاف، في خدمة العلوم، أو خدمة المسار البحثي لنساء أخريات. وأشارت إلى أن المشكلة الأبرز للنساء الباحثات تتعلق بمدى وجودهن في المناصب القيادية، والتوفيق بين مسؤولياتهن المتعددة، ووجودهن في المشروعات القومية، ومشاركاتهن في الجوائز الكبيرة.

https://www.bue.edu.eg/

 كما أوضحت أن «السائد في العالم العربي هو البعد عن المرأة القوية، فضلًا عن أن كثيرًا من النساء لا يساعدن بعضهن في بيئات العمل البحثية، ويفتقرن إلى تكوين جماعات ضغط ودعم لبعضهن البعض، أو إقامة علاقات علمية قوية وممتدة».

اقرأ أيضًا:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى