الجزائر- حازت حليمة بن بوزة، الباحثة في التكنولوجيا الحيوية، على اعتراف دولي بعملها في استخدام علم الوراثة النباتية لتحسين صحة الإنسان. إذ تم اعتبرها نموذجاً يحتذى به بالنسبة للنساء في العلوم.
وبالرغم من المناصب البحثية الرفيعة الدولية التي عرضت عليها، إلا أنها اختارت البقاء في الجزائر حيث تركز حاليًا على الخصائص الوراثية للمحاصيل المحلية مثل التمور والزيتون والتي قد تكون مفيدة في علاج مرض السرطان.
تقضي بن بوزة ساعات طويلة يوميا في المخبر لاستكمال بحوثها على الأنماط الجينية لبعض المنتجات الزراعية بهدف توظيفها لاحقاً في علاج الأمراض المزمنة وأيضاً الأورام. إذ تعمل على دراسة مئات العينات التي تم جمعها من مناطق مختلفة في الجزائر وتوثيق صفاتها الجينية.
قالت “أعكف على إجراء مسح شامل للخصائص الجينية للتمر والزيتون الجزائريين، والذين يتمتعان بخصائص مختلفة عن المنتجات الزراعية المماثلة من دول أخرى، بغية توظيف ذلك لاحقا في علاج مرض السرطان.”
يأتي اهتمام بن بوزة بهذا النوع من البحوث نتيجة لشهرة بلادها بإنتاج أنواع محددة من التمر والزيتون وفي ظل توقعات بارتفاع نسبة الإصابة بالسرطان في الجزائر من 44 ألف و 800 حالة إصابة بالسرطان عام 2016 إلى 62 ألف حالة في 2025، نتيجة لعوامل مختلفة منها اتباع نمط غذائي خاطيء، بحسب تصريحات حكومية.
تدرك بن بوزة أن عملها البحثي يحتاج لوقت كبير من البحث والتجريب، لذلك تفضل حاليا التركيز على إتمام بحثها أكثر من الحديث عنه. قالت “كباحثة لا أحب تقديم الكلام عن الأعمال، أفضل الانتظار لحين الوصول إلى نتائج دقيقة حينها تكون النتائج هي من تتحدث لا أنا.”
مناصب وإنجازات
لا يعتبر بحث بن بوزة الحالي لأول في سجل حياتها المهنية، إذ سبق لها إجراء العديد من البحوث في ذات المجال منحتها شهرة وجوائز دولية. فقد تم اختيارها من قبل وزارة الخارجية الأمريكية كمثال يحتذى به في مجال العلوم والتكنولوجيا في إطار برنامج المرأة والعلم، ويعتبر هذا البرنامج مبادرة عالمية أطلقتها وزارة خارجية الولايات المتحدة الأمريكية سنة 2010، لتشجيع ودعم الكفاءات العلمية والتكنولوجية النسوية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. كما تم اختيارها عام 2016 من قبل “منتدى أينشتاين القادم” في العاصمة السنغالية داكار، من بين أفضل ست باحثات يساهمن في دفع عجلة العلوم في قارة إفريقيا.
قالت “أعتقد أن الجوائز التي حصلت عليها جاءت في الوقت المناسب، فالباحث كثيراً ما يشعر بفترات الفراغ ونوع من الفشل، لكن تلك التكريمات تأتي لترفع معنويات الباحث ليجتهد ويقدم أكثر.”