أخبار وتقارير

هذا ما نعرفه عن مصطفى يوسف.. أول عالم بالشرق الأوسط يحظى بزمالة «الجمعية الدولية للحوسبة»

لإسهاماته العلمية في مجال تقنيات تتبع المواقع، نال العالم المصري مصطفى يوسف، الأستاذ بقسم علوم وهندسة الكمبيوتر بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، مؤخرًا، زمالة الجمعية الدولية للحوسبة  The Association for Computing Machinery (ACM).

وجاء اختيار «يوسف» لهذه «الدرجة المرموقة» كـ«أول عالم، والوحيد الذي يتم اختياره زميلًا من الشرق الأوسط وأفريقيا من قبل الجمعية، منذ تأسيسها في العام 1947. وهي أكبر جمعية علمية وتعليمية للحوسبة في العالم»، وفق بيان من الجامعة، تلقت «الفنار» نسخة منه.

ودرجة «زميل» هذه، مخصصة للـ1٪ الأفضل من أعضاء الجمعية لـ«إنجازاتهم البارزة في مجال الحوسبة وتكنولوجيا المعلومات و/ أو الخدمة المتميزة لـلجمعية ومجتمع الحوسبة الأكبر». وعن ذلك، يقول «يوسف»: «إنه لشرف ومسؤولية أن أحصل على زمالة الجمعية الدولية للحوسبة. أشعر بمسؤولية الاستمرار على المسار الصحيح، خاصة أن هذا التكريم يعد نادرًا في منطقتنا. وأشارك فريق البحث الخاص بي مسؤولية الحفاظ على هذا المستوى الرفيع من العمل ومواصلة الإنجاز وكذلك الحفاظ على قيمة التقدير التي حصلنا عليها».

اهتمامات بحثية

تشمل اهتمامات العالم المصري البحثية: «شبكات الاستشعار اللاسلكية المتنقلة، والحوسبة المتنقلة، وتقنيات تحديد المواقع، والحوسبة المنتشرة في كل مكان (Pervasive Computing) وأمن الشبكات».

تشمل اهتمامات العالم المصري البحثية: «شبكات الاستشعار اللاسلكية المتنقلة، والحوسبة المتنقلة، وتقنيات تحديد المواقع، والحوسبة المنتشرة في كل مكان (Pervasive Computing) وأمن الشبكات».

ويشرح «يوسف» ما يعنيه ذلك، قائلًا: «نستخدم الأجهزة المحمولة لتقديم خدمات مبتكرة للأشخاص بناءًا على نتائج أبحاثنا. تتبع المواقع هو أحد مجالات خبرتنا الرئيسية، والذي يحتوي على العديد من التطبيقات للمواقع الخارجية والداخلية. وتتضمن تلك التطبيقات الملاحة الداخلية والخارجية، وتتبع الأصول/ الممتلكات، والإعلانات الموجهة، والتحليلات الداخلية، وخدمات الطوارئ (العثور تلقائيًا على موقع الشخص الذي يتصل بخدمة الطوارئ من هاتفه المحمول) وتتبع العدوى المحتملة/الاختلاط لمن تعرض لـفيروس الكورونا».

ويركز بحث الأستاذ بقسم علوم وهندسة الكمبيوتر بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، على «محدودية تتبع نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) في تحديد المواقع الداخلية والخارجية».

ويوضح: «على سبيل المثال، لا يعمل نظام تحديد المواقع العالمي بكفاءة في المدن ذات المباني العالية وداخل المباني والأنفاق حيث تٌحجب الإشارات. كما أن استخدام خدمات نظام تحديد المواقع العالمي يستهلك بطاريات الهواتف المحمولة».

ولذلك، يعمل «يوسف»، وفريقه، على «تقديم تقنيات مختلفة لتحديد المواقع الداخلية والخارجية التي لا يقوم بتغطيتها نظام تحديد المواقع العالمي، مما يوفر دقة أفضل ويستهلك فقط عُشر طاقة الهاتف المحمول التي يستهلكها نظام تحديد المواقع العالمي».

وطوّر العالم المصري، وفريقه البحثي «تقنية Dejavu والتي تقدم نظام تحديد للمواقع الخارجية بشكل دقيق وموفر للطاقة، وفازت بجائزة أفضل بحث في مؤتمر ACM SIGSpatial المرموق، لعام 2013».

وقد ركز «يوسف» في أبحاثه الأولى على «الاستفادة من إشارات الـ WiFi لتحديد المواقع الداخلية، كخدمة ذات قيمة مضافة لشبكات الـWiFi. نتج عن هذا البحث تصميم وتنفيذ نظام حورس لتحديد المواقع المستند إلى شبكةWiFi ، والذي حصل على جائزة اختراع العام من جامعة ميريلاند في عام 2003». كما واصل استكشاف وسائل مبتكرة لمعالجة تحديد المواقع الداخلية. ومع فريقه البحثي، قدم نظام CrowdInside الذي «يستخدم مستشعرات الهواتف الذكية لإنشاء مخططات المباني تلقائيًا».

يعمل «يوسف» وفريقه البحثي الآن على موضوع «من أهم الموضوعات في عالم الحوسبة حيث يجمع بين الحوسبة الكمية وتتبع المواقع». (الصورة: الجامعة الأمريكية في القاهرة).
يعمل «يوسف» وفريقه البحثي الآن على موضوع «من أهم الموضوعات في عالم الحوسبة حيث يجمع بين الحوسبة الكمية وتتبع المواقع». (الصورة: الجامعة الأمريكية في القاهرة).

ونظرا لتميز هذه الأبحاث، وغيرها لمصطفى يوسف وفريقه البحثي، في أنظمة وتقنيات تتبع المواقع، فقد «حصلت على تمويل من جهات فاعلة مختلفة في الصناعة، مثل: معامل أبحاث Microsoft، ومعامل  Intelوأبحاث Uber كما حصلت على العديد من جوائز أبحاث جوجل». ولهذا «رخصت عدة شركات كبرى ابتكاراتنا. وبالإضافة إلى ذلك، تستخدم الشركات الناشئة في مصر والخليج والولايات المتحدة تقنياتنا كعنصر يميزها عن غيرها»، يقول «يوسف».

شغف الحوسبة منذ سنوات الطفولة

يعود شغف العالم المصري البارز بالحوسبة إلى سنوات طفولته المبكرة، ففي الصف الرابع الابتدائي، منحه والده أول جهاز كمبيوتر. وفي الصف السادس، ابتكر أول لعبة كمبيوتر وباعها لشركة الكمبيوتر وحصل على جائزته: ثلاث ألعاب جديدة.

في الثانوية العامة، احتل «يوسف» المركز الثالث على مستوى الجمهورية، ليقرر بعدها الانخراط في دراسة هندسة الحاسب والنظم بجامعة الإسكندرية بدلاً من دراسة الطب. وبعد حصوله على درجة الماجستير في هندسة الحاسب والنظم من جامعة الإسكندرية، سافر إلى الولايات المتحدة للحصول على الدكتوراه من جامعة ماريلاند.

بعد عودته إلى مصر عام 2007، أنشأ «يوسف» مركز الأبحاث اللاسلكية. ومنذ ذلك الحين حصل المركز على دعم بحثي بملايين الدولارات من وكالات تمويل محلية وإقليمية ودولية. كما حصل العالم المصري لاحقًا على جائزة TWAS-AAS-Microsoft  للعلماء الشباب لعام 2010، وجائزة  الكوميسا للابتكار لعامي 2013 و2014، وجائزة الدولة المصرية للتفوق لعام 2017، والعديد من جوائز Google للأبحاث، بالإضافة للعديد من الجوائز الأخرى.

بعد عودته إلى مصر عام 2007، أنشأ «يوسف» مركز الأبحاث اللاسلكية. ومنذ ذلك الحين حصل المركز على دعم بحثي بملايين الدولارات من وكالات تمويل محلية وإقليمية ودولية.

في عام 2019، تم تعيينه زميلًا في معهد مهندسي الكهرباء والإلكترونيات (IEEE) لمساهماته في تقنيات تتبع المواقع اللاسلكية. وتم إدراجه أيضًا في قائمة جامعة ستانفورد الأمريكية لأفضل 2٪ من العلماء الذين يتم الاستشهاد بهم في مختلف التخصصات في جميع أنحاء العالم في 2021.

منذ عام 2015، تم تعيينه أستاذًا زائرًا في المعهد الوطني للمعلوماتية (NII) باليابان، وكان أيضًا باحثًا زائرًا منتظمًا في جوجل منذ عام 2016.

https://www.bue.edu.eg/

الحوسبة الكمية وتتبع المواقع

يعمل «يوسف» وفريقه البحثي الآن على موضوع «من أهم الموضوعات في عالم الحوسبة حيث يجمع بين الحوسبة الكمية وتتبع المواقع»، ويأمل أن «يزدهر هذا المجال البحثي في مصر، خاصة مع الاهتمام المتزايد بهذا المجال في ​​جميع أنحاء العالم».

عن دور طلابه في عمله البحثي، يقول إن «إنجازاته لم تكن لتتحقق لولا عملهم المتميز، والذي يقوم بالإشراف عليه. أتمنى أن يحصل المزيد من طلاب المنطقة على درجة زميل من الجمعية الدولية للحوسبة في المستقبل وأن يستمروا في التأثير في العالم بإنجازاتهم».

أعجبتك القصة؟ اشترك مجاناً في نشرتنا البريدية للحصول على المزيد من القصص.

وقد أشرف «يوسف» خلال فصل الصيف على مجموعتين من طلاب الجامعة الأمريكية بالقاهرة للتحضير لمسابقة مؤتمر ACM SIGSPATIAL لأبحاث الطلاب الجامعيين والتي أقيمت عبر الإنترنت في الصين هذا العام. وفاز فريق الطالبتين إسراء فهمي وسماح حمدي بالمركز الثاني، بينما فاز فريق الطالبين جوزيف بولس ومحمد حمدان بالمركز الثالث.

Countries

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى