
بإعلان أسماء الفائزين بجوائز نوبل، كل عام، ترتسم في أذهان كثير من الطلاب الجامعيين صورة تبدو مثالية لمسيرة هؤلاء. ولكن الواقع يخبرنا، على ألسنة الذين يتم تتويجهم، أن الحياة لا تخلو من متاعب، وأنه بالمثابرة يمكن تحقيق أهداف ما كانت لتخطر على بال أصحابها.
من هؤلاء منجي الباوندي، أحد العلماء الفائزين بجائزة نوبل في الكيمياء لعام 2023، حيث روى أنه رسب في أول امتحان له في الجامعة، في حادثة كانت لـ«تدمّره» لكنها علّمته درسًا في «المثابرة».
اقرأ أيضًا: (مقابلة خاصة لـ«الفنار» مع جوشوا أنجريست الحائز على «نوبل» في الاقتصاد).
وأعلنت الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم، الأربعاء، أسماء الفائزين بجائزة نوبل في الكيمياء لهذا العام. وذهبت الجائزة المرموقة إلى ثلاثة علماء من الولايات المتحدة، حيث تمكنوا من تطوير النقاط الكمية، وهي جسيمات متناهية الصغر من فئة النانو متر، ولها أهمية كبرى، ويمكن الاستفادة منها في إزالة الأنسجة السرطانية من بين استخدامات أخرى. وهؤلاء الثلاثة هم: الأمريكي لويس بروس، والروسي أليكسي إكيموف، والأمريكي، من أصول تونسية، منجي الباوندي، وفق «بي بي سي».
وبحسب وكالات، قال الباوندي، وهو أستاذ في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (ام اي تي)، خلال مؤتمر صحفي، الأربعاء: «كنت معتادًا على عدم التحضير للامتحانات». وخلال امتحانه الأول في جامعة هارفارد، حيث بدأ دراساته العليا، عاش هذا الكيميائي تجربة تحاكي تجارب كثيرين حول العالم. وقال: «نظرتُ إلى السؤال الأول ولم أتمكن من الإجابة عليه. والأمر نفسه مع السؤال الثاني. وحاولتُ الإجابة على جميع الأسئلة، لكن في النهاية حصلتُ على درجة 20 من 100، وقد كانت أدنى درجة في الفصل».
«أقول للطلاب إن النكسات جزء من البحث، وهي جزء من الحياة، وعليكم الاستمرار في المحاولة، والقيام بما يثير اهتمامكم».
منجي الباوندي، الفائز بجائزة نوبل في الكيمياء 2023.
ووفق وكالة الأنباء الفرنسية (فرانس برس)، قال الكيميائي البالغ 62 عامًا، ضاحكًا: «قلتُ لنفسي: يا إلهي، هذه النهاية بالنسبة لي، ماذا أفعل هنا؟» وأدرك بعدها أهمية التحضير الجيّد للامتحانات. وأشار الباوندي إلى أن هذه التجربة كان يمكن أن «تدمّره»، مضيفًا: «كان يمكن أن أقرّر أن هذا (التخصص) ليس مناسبًا لي، لكنني كنت أحبُّ ما أفعله، لذلك تعلمتُ النجاح كطالب».
ونصح الباوندي طلاب اليوم بالحرص على «التفتح الذهني» والإبقاء على «الفضول» الذي يشكل «مفتاح العلم». وأضاف: «النكسات جزء من البحث، وهي جزء من الحياة، وعليكم الاستمرار في المحاولة، والقيام بما يثير اهتمامكم».
اقرأ أيضًا: (جائزة نوبل في الكيمياء تسلط الضوء على جهود علاج السرطان).
وليس الباوندي أول عالم من أصول عربية يحصل على نوبل في الكيمياء؛ إذ سبقه إلى ذلك إلياس جيمس خوري الأمريكي من أصول لبنانية في عام 1990. ويبقى العربي الوحيد، حتى الآن، الذي توّج بالجائزة هو المصري أحمد زويل في عام 1999.
وُلد الباوندي في عام 1961 بالعاصمة الفرنسية، باريس، لأب تونسي هو عالم الرياضيات محمد صلاح باوندي، وأُمّ فرنسية هي هيلين بوبارد. وقضى الباوندي طفولته بين باريس وتونس، قبل أن يهاجر في سن العاشرة عام 1971 رفقة والده إلى الولايات المتحدة، حيث تخرج في جامعة هارفارد، وحصل منها على الماجستير في الكيمياء في عام 1982، ثم على الدكتوراه من جامعة شيكاغو في عام 1988.
ويتمتع الباوندي بعضوية الأكاديمية الوطنية للعلوم والأكاديمية الأمريكية للفنون والعلوم. وفي عام 2006، حصل على جائزة إرنست أولاندو لورنس. ومنذ عام 2008، يقوم الباوندي بالتدريس في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا.
ولدى معرفته بخبر فوزه بجائزة نوبل في الكيمياء، قال الباوندي إنه في حال من «الصدمة والتشرف»، لافتًا إلى أنه لم يكن يتوقع اتصال الأكاديمية السويدية به والذي «أيقظه من سُباتٍ عميق»، على حد تعبيره للصحفيين. ويعدّ الباوندي أحد أكثر علماء الكيمياء الذين يُستشهد بهم في العقد الماضي.
وسيتقاسم الباوندي الجائزة مع كل من الأمريكي بروس والروسي إكيموف، وهي الجائزة التي تناهز قيمتها حوالي مليون دولار، وهي القيمة الأعلى في تاريخ جوائز نوبل على مدى أكثر من مئة عام. وسيستلم الثلاثة الجائزة من ملك السويد كارل السادس عشر غوستاف، في حفل باستوكهولم في العاشر من الشهر الجاري، والذي يتزامن مع ذكرى وفاة ألفريد نوبل، الذي تحمل الجائزة اسمه.
مُنحت جائزة نوبل في الكيمياء لأول مرة في عام 1901 للعالم الهولندي ياكوبس فانت هوف.
اقرأ أيضًا:
ابحث عن أحدث المنح الدراسية من هنا. ولمزيد من القصص، والأخبار، اشترك في نشرتنا البريدية، كما يمكنك متابعتنا عبر فيسبوك، ولينكد إن، وتويتر، وانستجرام، ويوتيوب