مقالات رأي

النشر الأكاديمي أمام تحديات التغير المناخي والذكاء الاصطناعي

(الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء شخصية للكاتب ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الفنار للإعلام).

تشهد أوساط النشر الأكاديمي بالمجلات العلمية الشهيرة جدلًا متصاعدًا بسبب التحديات التي يفرضها التغير المناخي والذكاء الاصطناعي على البحث العلمي. ويخوض باحثون، ومحررون في إصدارات مرموقة، حوارًا مستمرًا حول هذه التحديات.

ويمكننا الاستفادة من هذا الحوار في إلقاء الضوء على النقاط التالية:

  1. ضغوط النشر على الباحثين:

يواجه الباحثون ضغوطًا كبيرة للنشر بأسرع وقت ممكن، وذلك لعدة أسباب، منها:

  • الحاجة إلى الحصول على تمويل للبحوث، حيث يعتمد الباحثون بشكل كبير على التمويل الخارجي لأبحاثهم، وغالبًا ما يتم ربط هذا التمويل بضرورة نشر عدد معين من الأبحاث في فترة زمنية محددة.
  • الحاجة إلى التقدم في المسار الوظيفي، إذ يُنظر إلى عدد الأبحاث المنشورة على أنه مؤشر على مستوى براعة الباحث وإنتاجيته، مما قد يؤثر على فرصه في الحصول على وظائف أو ترقيات بمؤسسته الجامعية أو خارجها.
  • الحاجة إلى الحفاظ على سمعة الباحث، فكلما نشر الباحثون بشكل منتظم كان نصيبهم أوفر في بناء سمعة علمية وأكاديمية جيدة، باعتبارهم أكثر كفاءة وإنتاجية.

ويمكن أن تؤدي هذه الضغوط إلى اتخاذ باحثين قرارات غير مناسبة، مثل نشر أبحاث غير مكتملة، أو النشر في مجلات غير موثوقة.

  • تحيز المحررين:

يُتهم بعض المحررين بالتحيز تجاه الأبحاث التي تدعم وجهة نظرهم الخاصة. ويُعزى هذا التحيز إلى عدة عوامل، منها:

  • الخلفية العلمية للمحرر، فقد يكون المحرر أكثر اهتمامًا بالأبحاث التي تدعم نظرياته أو فرضياته الخاصة.
  • المواقف الشخصية للمحرر، وبالتالي تحيزه تجاه قضايا معينة، مما قد يؤثر على قراراته بشأن الأبحاث التي يتم نشرها.

اقرأ أيضًا: (كوفيد-19 يُسرع دعوات النشر العلمي المفتوح في العالم العربي).

  • تأثير الذكاء الاصطناعي:

يُتوقع أن يؤدي الذكاء الاصطناعي إلى تغييرات في عملية المراجعة النظرية، وذلك من خلال استخدامه لتقييم جودة الأبحاث ومدى دقتها، مما قد يسفر عن تحديات جديد، مثل:

  • عدم دقة الذكاء الاصطناعي، فقد لا يكون قادرًا على تقييم جودة الأبحاث بدقة، مما سيؤدي إلى نشر أبحاث غير دقيقة.
  • فقدان الوظائف، عبر استبدال المراجعين البشريين بأدوات الذكاء الاصطناعي.

اقرأ أيضًا: (دليل الكتابة البحثية للمبتدئين.. طريقك إلى النشر العلمي في بضع خطوات).

  • أهمية المراجعة النظرية:

هي عملية مراجعة للأبحاث العلمية من قبل خبراء في نفس المجال، بهدف تقييم جودة البحث ومدى دقته. وهي أفضل طريقة لضمان جودة الأبحاث المنشورة في المجلات العلمية، وذلك لعدة أسباب، منها:

  • الكشف عن الأخطاء في البحث، مثل الأخطاء الإحصائية أو الأخطاء في تفسير البيانات.
  • تحسين جودة البحث، حيث يمكن للمراجعين تقديم ملاحظات للباحثين حول كيفية تحسين جودة أبحاثهم.
  • ضمان الشفافية، حيث تساهم المراجعة النظرية في ضمان الشفافية في عملية النشر العلمي، وذلك من خلال إتاحة الفرصة للباحثين الآخرين لتقييم الأبحاث التي تم نشرها.
  • ممارسات أفضل في نشر الأبحاث:

يجب على الباحثين التأكد من أن أبحاثهم مكتملة وذات جودة عالية قبل نشرها. ويجب على الباحثين الحرص على نشر أبحاثهم في مجلات علمية موثوقة، كما يجب على الباحثين الجدد، وطلاب الدكتوراه، أن يكونوا على دراية بالتحديات التي يواجهونها في النشر الأكاديمي، وأن يبحثوا عن النصائح من الباحثين ذوي الخبرة.

اقرأ أيضًا: (تفوق عُماني بالنشر العلمي في مجال الفايتوبلازما عالميًا).

وفيما يلي بعض الممارسات التي يمكن للباحثين اتباعها لتحسين فرصهم في نشر أبحاثهم بنجاح:

  • التأكد من أن البحث مكتمل وذو جودة عالية قبل دفعه للنشر، وذلك من خلال مراجعته بعناية، وإجراء أي تعديلات ضرورية.
  • الحرص على نشر البحث في مجلات علمية موثوقة، وذلك من خلال التحقق من تصنيف المجلة ومعايير النشر فيها.
  • الحصول على المشورة من الباحثين ذوي الخبرة حول السبيل الأمثل لنشر أبحاثهم بنجاح.

بذلك، نجد أن الحوار حول تحديات النشر الأكاديمي في عصر التغير المناخي والذكاء الاصطناعي يمكن أن يقدم فرصة للقراء والباحثين لفهم طبيعة هذه التحديات، والاستفادة منه، لفهم أهمية الحفاظ على معايير الجودة في النشر العلمي، والتوجه نحو الممارسات الأفضل في نشر الأبحاث والتعامل مع التحديات الحالية والمستقبلية.

* عضو هيئة التدريس بقسم التقنية الحيوية، كلية العلوم، جامعة القاهرة، مصر.

للمزيد والتواصل مع الكاتب:

http://scholar.cu.edu.eg/tkapiel

[email protected]

اقرأ أيضًا:

Countries

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى