أخبار وتقارير

تضرر 530 مؤسسة تعليمية بفعل زلزال المغرب.. ومخاوف من «آثار نفسية» على الطلاب

بينما يكافح المغرب في البحث عن ناجين من الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد ليلة الجمعة، بحدة بلغت 6.8 على مقياس ريختر، تواجه مئات المؤسسات التعليمية في المملكة محنة غير مسبوقة، وسط تحذير أكاديمي من «آثار نفسية» محتملة على الطلاب جراء الكارثة.

وفي حين تحاول السلطات ضمان انتظام العملية التعليمية، بداية من اليوم (الاثنين)، أعلنت وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، في بيان مفصّل، مساء أمس (الأحد)، تسجيل سبع وفيات في صفوف أساتذة المدارس، وإصابة 39، بالإضافة إلى تضرر 530 مؤسسة تعليمية، وتتركز جميعها في أقاليم الحوز وشيشاوة وتارودانت.

وتبعًا لذلك، أعلنت الوزارة تعليق الدراسة في المناطق الأكثر تضررًا، مع العمل على «إيجاد الصيغ التربوية المناسبة لضمان استمرارية عملية التعلم للتلاميذ، بما في ذلك اللجوء للمؤسسات التعليمية المجاورة».

وأبرزت تقارير صحفية محلية الجدل الدوائر حول احتمالات تعليق أو وقف الدراسة خلال الأسبوع الجاري بمؤسسات التعليم العالي. ونقل موقع «هسبريس» المغربي، عن عبد الرحيم بنعلي، عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالنيابة، بجامعة القاضي عياض في مراكش، قرار الكلية بتأجيل اختبارات الترشح لمختلف تخصصات الماجستير المعتمدة بالكلية، «حتى تتمكن الإدارة من توفير تكافؤ الفرصة أمام كل المترشحين».

وتحدث المسؤول الأكاديمي عن «التأثيرات السلبية للزلزال الذي ضرب مناطق متعددة من المغرب؛ وهو ما أربك الاستعداد النفسي لفئات عريضة من المترشحين وتركيزهم الذهني»، مشيرًا إلى «تأجيل فعاليات أسبوع إدماج الطالب الجديد إلى موعد آخر سيتم الإخبار به رسميًا في وقت لاحق».

من الممكن الاستفادة من خبرات دول عانت من كوارث طبيعية مماثلة، مثل تركيا التي واجهت زلزالًا عنيفًا في شباط/فبراير الماضية.

إبراهيم الشعبي، أستاذ بالمعهد العالي للإعلام والاتصال بالمغرب.

واتخذت كلية اللغة العربية بالجامعة نفسها قرارًا مماثلًا بتأجيل الدراسة حتى الثامن عشر من أيلول/سبتمبر الجاري. وعبر مجموعات طلابية متخصصة، على موقع «فيسبوك»، رصد «الفنار للإعلام» تساؤلات طلابية حول مباشرة الدراسة حضوريًا، في ظل الظروف الراهنة، مع نصائح بـ«البقاء في المنازل والاستفادة من تجربة التعلم عن بعد خلال جائحة كوفيد-19».

وتدريجيًا، بدأ يظهر تأثر التراث الثقافي في المغرب بالزلزال حيث تضررت المباني في المدينة القديمة بمراكش المصنفة على قائمة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو). كما ألحق الزلزال أضرارًا كبيرة بمسجد تينمل التاريخي الذي يعود للقرن الثاني عشر والواقع في منطقة جبلية نائية قرب مركز الزلزال، بحسب وكالة «رويترز».

ووفق تقرير من وكالة «فرانس برس»، فقد سُجّلت أكبر حصيلة للضحايا في إقليم الحوز (1351)، من بين أكثر من ألفي قتيل، وعدد ماثل من المصابين. ويمتد هذا الإقليم في معظمه على جبال الأطلس الكبير محتضنا العديد من القرى النائية في الغالب، وسط تضاريس وعرة، ومعظم بيوتها تقليدية لا تحترم شروط مقاومة الزلازل.

وفي مقابلة ملتفزة، قال الأستاذ بالمعهد العالي للإعلام والاتصال بالرباط، إبراهيم الشعبي، إن عمليات الإنقاذ «تتطلب تقنيات متطورة من أجل البحث عن ناجين». وأضاف أنه من الممكن الاستفادة من خبرات دول عانت من كوارث طبيعية مماثلة، ضاربًا المثال بتركيا التي واجهت زلزالًا عنيفًا في شباط/فبراير الماضية. وبنبرة باكية، أعرب الشعبي عن أمله في أن «تسهم عمليات الإنقاذ، وعروض مساعدة المغرب في نكبتها الراهنة، عن تدخل عاجل لأن الأوضاع صعبة جدا». وقال: «بعض المناطق شهدت انهيارًا كليًا للمباني حتى التصق السقف بالأرض».

وأطلقت منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، الأحد، «قافلة مساعدات عينية» من مقرها في الرباط باتجاه المناطق المتضررة من «زلزال الحوز»، تشمل خيامًا وأغطية ومواد إعاشة أساسية. وقالت المنظمة إن العاملين بها أعلنوا «تبرعهم بنسبة 10 في المائة من رواتبهم الشهرية يتم تحويلها إلى الحساب الخاص لدى بنك المغرب، الذي وجه  العاهل المغربي، الملك محمد السادس بفتحه لتلقي اﻟﻣﺳﺎهمات اﻟﺗطوﻋﯾﺔ التضامنية».

اقرأ أيضًا: (دروس من زلزال تركيا.. دعوة لإنشاء مراكز بحثية عربية لدراسة الكوارث الطبيعية).

ابحث عن أحدث المنح الدراسية من هنا. ولمزيد من القصص، والأخبار، اشترك في نشرتنا البريدية، كما يمكنك متابعتنا عبر فيسبوك، ولينكد إن، وتويتر، وانستجرام، ويوتيوب

Countries

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى