أخبار وتقارير

تجارب شخصية لطلاب عرب.. كيف تبدو الدراسة في المملكة المتحدة؟

من واقع تجاربهم في التعليم، ومعايشة مجتمع متنوع الثقافات، تحدّث بعض الطلاب العرب في المملكة المتحدة، والذين يقدر عددهم بنحو 30 ألف طالب، إلى «الفنار للإعلام»حول حصيلة تجربة كل واحد منهم في البلد الذي يعد الوجهة الثانية الأكثر تفضيلاً في العالم للطلاب الدوليين بعد الولايات المتحدة.

يأتي أكثر الطلاب العرب في بريطانيا من المملكة العربية السعودية، بواقع 8,750 طالب في عام 2021، بحسب آخر الأرقام الرسمية. ويمثل هذا زيادة بنسبة 29 بالمئة عن العام السابق. وأرسلت الإمارات العربية المتحدة 8,085 طالبا في عام 2021، بزيادة 16 بالمئة عن العام السابق. وفي ظل منافسة قوية من كندا وألمانيا على استقطاب هؤلاء، تسعى المملكة المتحدة مؤخرًا إلى جذب المزيد من الطلاب العرب.

اقرأ أيضًا: (تراجع أعداد الطلاب العرب في جامعات الولايات المتحدة).

رغم جاذبية نظام التعليم البريطاني، إلا أن الطلاب العرب غالبًا ما يواجهون اختلافات ثقافية لا تجعل حياتهم سهلة أثناء دراستهم في المملكة المتحدة. ويشمل ذلك اختلافاتٍ في نمط الحياة، وحتى عوامل مثل الطقس والمطبخ. وقد تحدّث العديد من الطلاب العرب لـ«الفنار للإعلام» عن التغييرات، الإيجابية والسلبية، التي واجهوها، وتجاربهم في التكيف معها.

خيارات محدودة من الطعام الحلال

تدرس اعتدال السعيدي، وهي طالبة دكتوراه سعودية في السنة الثانية، في جامعة نوتنغهام، وتقول إنها تحب طريقة إظهار البريطانيين الاحترام للآخرين في الحياة اليومية، لكنها تفتقد الثقافة التقليدية والطعام في بلدها الأم. وقالت إنها وجدت نفسها «تكافح من أجل العثور على الطعام الحلال في محلات السوبر ماركت البريطانية»، حيث يتواجد البعض منه، لكن الاختيارات المحدودة صعّبت عليها اتباع المتطلبات الغذائية في طعام المسلمين، بحسب قولها. كما تشير «السعيدي» إلى أن فواتير الكهرباء والتدفئة في بريطانيا باهظة الثمن للغاية، ومن الصعب إدارتها ضمن ميزانية الطلاب.

«أنصح الطلاب العرب الوافدين حديثًا بقراءة ما بين السطور وإدراك أن الناس لا يحبون التحدث إليهم بشكل مباشر كما هو مُعتاد في الثقافة المصرية».

آية الوزير، طالبة دكتوراه مصرية في جامعة شيفيلد

على مدى الـ 12 شهرًا في المملكة المتحدة، بلغ معدل التضخم 7.9% في حزيران/ يونيو، كما ارتفعت أسعار الغاز والكهرباء في العام الماضي، بفعل الحرب في أوكرانيا في الأساس. وبالإضافة إلى عبء تكلفة المعيشة، يعتقد العديد من الطلاب السعوديين أن منحهم الدراسية الحكومية، المدفوعة بالريال السعودي، أفضل في الولايات المتحدة، مما يساهم في تعزيز مكانتها كوجهة أولى للطلاب الدوليين.

تحقيق الاستقلال

وتقول رحاب الحربي، وهي طالبة سعودية تدرس لنيل درجة الدكتوراه في علم الأمراض في إمبريال كوليدج لندن، إنها وجدت صعوبة في تكوين صداقات في لندن، لأن المدينة مزدحمة للغاية. وقالت إن أفضل شيء حققته في المملكة المتحدة هو قدرتها على تحقيق الاستقلال. وقالت إن «شخصيتها تغيرت كثيرًا» وأصبحت «أكثر شغفًا من ذي قبل».

وتحتل جامعة إمبريال كوليدج لندن المرتبة العاشرة من حيث عدد الطلاب الدوليين في المملكة المتحدة، والذين يمثلون 53 بالمئة من جميع طلابها على مدار السنوات الثلاث الماضية.

«الناس مهذبون للغاية»

بدورها، تقول آية الوزير، وهي طالبة مصرية نالت درجة الدكتوراه من جامعة شيفيلد، مؤخرًا، إنها وجدت المملكة المتحدة «منظمة للغاية» مقارنة بمصر. وقالت: «الناس مهذبون للغاية. استمتعت بالأشياء والتفاصيل الصغيرة في السلوك البريطاني، مثل الوقوف في طوابير عندما ينتظر الناس نفس الخدمة». كما تشير إلى إدراكها أن «الناس في المملكة المتحدة لا يحبون المواجهة». في مصر، كانت معتادة على أن يخبرها الناس مباشرة عندما يكونون غير راضين عن شيء ما، لذلك استغرق الأمر بعض الوقت لفهم الطريقة البريطانية، والتكيف مع كونهم «أقل صدامية».

اقرأ أيضًا: (بينها انخفاض التكلفة.. تعرف على أسباب تفضيل العرب الدراسة في فرنسا).

تجارب شخصية لطلاب عرب.. كيف تبدو الدراسة في المملكة المتحدة؟
اعتدال السعيدي، طالبة دكتوراه سعودية، في جامعة نوتنغهام (بإذن من المصدر).

وتنصح «الوزير» الطلاب العرب الوافدين حديثًا بـ «قراءة ما بين السطور» وفهم أن الناس لا يحبون التحدث إليهم بشكل مباشر كما هو معتاد في الثقافة المصرية. وتعد شيفيلد، الواقعة في شمال إنجلترا، من بين أكثر الجامعات البريطانية عالمية، إذ تجتذب أكثر من 29 ألف طالب دولي، ويعدّ 800 منهم اللغة العربية لغتهم الأولى.

الأصدقاء وكرة القدم

ويدرس الطالب اللبناني، عمر فقيه، الهندسة الكيميائية في جامعة ليدز. وعن تجربته، يقول الطالب الذي عاش سابقًا في الإمارات العربية المتحدة، إنه وجد أنه من السهل تكوين صداقات في المملكة المتحدة. ويشير، في حديثه مع «الفنار للإعلام» إلى أنه انضم إلى فريق الجامعة لكرة القدم ومن خلال ذلك «تمكن من تكوين صداقات كثيرة».

«انخرط في المجتمع هناك. انضم إلى المجتمعات واذهب إلى الفعاليات الجامعية لتكوين صداقات. من شأن البقاء على اتصال مع العائلة أن يسهّل هذه الخطوة».

عمر فقيه، طالب لبناني في جامعة ليدز.

ولدى جامعة ليدز أيضًا جمعية عربية. ينصح «فقيه» العرب الراغبين في الدراسة في الخارج بأن «ينخرطوا في المجتمع هناك، وينضموا إلى الجمعيات ويذهبوا إلى الفعاليات الجامعية في محاولة تكوين صداقات». وأضاف: «من شأن البقاء على اتصال مع العائلة أن يسهّل هذه الخطوة».

الطقس وتجارب جديدة أخرى

عن الطقس، قالت «الوزير» إنه على الرغم من بعض الأيام الحارة، إلا أن الطقس كان لطيفًا في العادة، وأن مناخ بريطانيا الأكثر برودة ورطوبة كان أكثر احتمالًا من حرارة الصيف الشديدة في مصر. أما «الحربي»، طالبة الدراسات العليا السعودية في إمبريال كوليدج لندن، فتنصح الطلاب العرب القادمين إلى المملكة المتحدة لأول مرة بإحضار أنواع مختلفة من الملابس بسبب تقلبات الطقس.

وبالنسبة لـ«الوزير»، فإن أفضل ما حققته لها في الدراسة في المملكة المتحدة هو «تجربة شيء جديد تمامًا؛ مجرد الخروج من منطقة الراحة الخاصة بك، ورؤية أشخاص من ثقافاتٍ وأفكار ووجهات نظر مختلفة للحياة». وقالت إنها استمتعت باستكشاف محيطها الجديد أكثر من أي شيء آخر، على حد تعبيرها.

اقرأ أيضًا: 

ابحث عن أحدث المنح الدراسية من هنا. ولمزيد من القصص، والأخبار، اشترك في نشرتنا البريدية، كما يمكنك متابعتنا عبر فيسبوك، ولينكد إن، وتويتر، وانستجرام، ويوتيوب

Countries

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى