أخبار وتقارير

الإرشاد الجبلي بلبنان في دبلوم جديد من الجامعة الأنطونية

مستفيدة بجبال لبنان، التي تمتد على طول 150 ميلًا (240 كيلومترًا) تقريبًا، أطلقت الجامعة الأنطونية أول دبلوم في الإرشاد الجبلي والأنشطة الخارجية في البلاد، وتأمل في أن يصبح هذا البرنامج ضروريًا للعاملين مع الجمهور في اسكتشاف البريّة.

ومع شيوع ممارسة الرياضة في الهواء الطلق، بشكل متزايد، منذ جائحة كوفيد-19، تقدم كلية العلوم الرياضية في الجامعة الأنطونية دبلومًا على مستوى الماجستير لمدة عام واحد بداية من العام الدراسي المقبل 2024-2023. ويجب أن يكون المتقدمون حاصلين على درجة البكالوريوس في أي تخصص للتأهل للتسجيل.

صُمّم البرنامج لتخريج جيل جديد من «أدلاء الجبال»، ومرشدي الأنشطة الخارجية، من خلال تشكيل مهاراتهم في الأنشطة المختلفة المتعلقة بالطبيعة والمغامرة.

«حان وقت القيام بذلك»

يعدّ هذا المسعى من بنات أفكار عميد الكلية الدكتور أنطونيو سوتو. ويقول «سوتو» لـ«الفنار للإعلام»: «إن فكرة تطوير برنامج متعلق بالأنشطة الخارجية والجبلية في لبنان قديمة جدًا. في الواقع، كنتُ أفكرُ بها، مع صديقٍ لي، منذ تخرجنا في عام 2007. عندما أصبحت عميدًا لكلية العلوم الرياضية، اتصلتُ به وقلتُ له إن الوقت قد حان للقيام بذلك».

«أصبح الناس أكثر انجذابًا إلى الأنشطة الخارجية، حيث يتوقون لأخذ نفسٍ من الهواء النقي بعد مكوثهم في المنزل لفترةٍ طويلة. ولكن مع خروج المزيد من الناس إلى المناطق الطبيعية وانخراطهم في الأنشطة الخارجية، زاد خطر وقوع الإصابات والحوادث المميتة في بعض الأحيان».

أنطونيو سوتو، عميد كلية العلوم الرياضية

وأقرّ «سوتو» بأن «الظروف ساعدت كثيرًا» في إطلاق المشروع. وقال: «خرجنا للتو من ثلاث سنواتٍ من جائحة عالمية، ولا يزال لبنان يعاني من أزمة اقتصادية حادة. أصبح الناس أكثر انجذابًا إلى الأنشطة الخارجية، حيث يتوقون لأخذ نفسٍ من الهواء النقي بعد مكوثهم في المنزل لفتراتٍ طويلة». وأضاف: «لكن، مع خروج المزيد من الناس إلى المناطق الطبيعية وانخراطهم في الأنشطة الخارجية، زاد خطر وقوع الإصابات والحوادث المميتة في بعض الأحيان».

تجربة واقعية

يضمّ برنامج الدبلوم في الإرشاد الجبلي والأنشطة الخارجية مكونًا نظريًا، بالإضافة إلى جزءٍ ميداني عملي وتدريب داخلي، مما يوفر للطلاب تجربة جبلية واقعية. كما يغطي أيضًا أنشطة الشتاء والصيف في الهواء الطلق، وكذلك التاريخ، والتراث، والتنمية المستدامة، فضلًا عن إدارة المخاطر، وتخطيط الأنشطة، وإدارة الموارد البشرية.

بموجب البرنامج، سيجرّب الطلاب مجموعة متنوعة من الأنشطة الخارجية، بما في ذلك الرحلات الشاقة والمشي لمسافات طويلة، وتسلق الجبال، و«التجديف بالكاياك وركوب الرمث» (التجديف النهري)، ليقرروا ما إذا كانوا يريدون التخصص في أي منها، في برنامجٍ أكثر تقدمًا تخطط الجامعة لتقديمه في غضون عامٍ أو عامين.

اقرأ أيضًا: (باحثون يحاولون إيجاد حلول لمشكلة حرائق الغابات في لبنان).

ويوضح «سوتو»: «من الضروري أن يختبر الطلاب مساراتٍ متنوعة في مناطق مختلفة من لبنان، تغطي مسافة 90 كيلومترًا (56 ميلًا) على مدار العام. في غضون ذلك، سيتعلمون عن الإرشاد، بما في ذلك كيفية استخدام البوصلة، وكيفية قراءة الخريطة الطبوغرافية، والتنقل باستخدام نظام تحديد المواقع العالمي (GPS)».

المشاركون في إطلاق دبلوم الإرشاد الجبلي والأنشطة الخارجية للجامعة الأنطونية من محمية المتين الطبيعية (الجامعة).

سيتمكن حاملو الدبلوم من إدارة المرافق الرياضية الخارجية، أو العمل في المنظمات والمؤسسات، مثل الجمعيات أو النوادي أو المنظمات غير الحكومية التي تتعامل مع الجبال والأنشطة الخارجية. ومن المقرّر أن يُدار البرنامج بالشراكة مع جمعية «درب الجبل اللبناني»، التي تروج للسياحة الريفية والمستدامة من خلال إنشاء مسارات للمشي لمسافات طويلة في جميع أنحاء لبنان، فضلًا عن جمعية «التسلق اللبنانية» والصليب الأحمر اللبناني.

بموجب هذه الشراكات، ستوفر الاتحادات مدربين في كل مجال محدد. وسيقوم محاضرون من فرنسا وإسبانيا بتدريس علم وظائف الأعضاء، بما في ذلك التأثيرات على الجسم عند ممارسة الأنشطة الخارجية على ارتفاعات عالية.

الجانب التطوّعي

سيتعين على الطلاب أيضًا أداء 50 ساعة من التطوع في المجالات الاجتماعية والبيئية والاستدامة، حيث يقول عميد العلوم الرياضية بالجامعة الأنطونية: «يتمثل أحد أهداف البرنامج في إرسال طلابنا للتطوع في المحميات الطبيعية، لمساعدة حراس الغابات في الحفاظ على المناطق الخضراء من الحرائق المتعمدة، وحرائق الصيف، وقطع الأشجار».

من جانبه، أكد خالد عبد الملك، وهو متسلق لبناني محترف ورحّالة، على أهمية وجود مرشدين محترفين مرخصين على دراية بأنواع التضاريس المختلفة. ويقول «عبد الملك» لـ«الفنار للإعلام»، وهو أيضًا خبير في استكشاف الكهوف، وساهم بأفلام وثائقية لقنوات «ناشيونال جيوغرافيك» و«ديسكفري التلفزيونية»: «تتطلب الأنشطة المختلفة مهاراتٍ محدّدة وأدوات مختلفة. على سبيل المثال، تختلف الرحلات البريّة الشاقة عن تسلق الجبال، أو الكهوف، أو أي نشاط خارجي آخر، لكنها تلتقي جميعًا في نقطة مشتركة، وهي معرفة قدرات الأشخاص الذين ستقوم بتوجيههم». 

«تتطلب الأنشطة المختلفة مهاراتٍ محدّدة وأدوات مختلفة. على سبيل المثال، تختلف الرحلات البرية الشاقة عن تسلق الجبال أو الكهوف أو أي نشاط خارجي آخر، لكنها تلتقي جميعًا في نقطة مشتركة، وهي معرفة قدرات الأشخاص الذين ستقوم بتوجيههم». 

خالد عبد الملك، متسلق لبناني محترف

وأضاف: «يجب أن يمتلك المرشدون المحترفون معرفة جيدة بالتضاريس التي يجوبونها. كما يجب أن يمتلكوا أيضًا المعرفة الطبية الأساسية، مثل الإسعافات الأولية، ليكونوا قادرين على التصرّف بسرعة والتعامل مع أي حادث محتمل، أو مشكلة طبية. إنها كفاءة حاسمة في هذه الوظيفة». ويعتقد «عبد الملك» أيضًا أن الإطار القانوني ونظام الاحتياط ضروريان لممارسة الوظيفة بشكلٍ آمن وسليم، مستطردًا: «ليس بإمكان أي شخص أن يعمل كمرشد ويتحمل مسؤولية الأشخاص الذين يرشدهم».

أول المسجّلين

كانت نور نصر (24 عامًا)، والحاصلة على بكالوريوس في التربية، أول متقدّمة للدبلوم الجديد. قالت: «لم أستطع الانتظار للتسجيل. كنتُ أمارس رياضة المشي لمسافاتٍ طويلة منذ ثماني سنوات. الحصول على هذه الدبلومة بمثابة حلمٍ أصبح حقيقة. لطالما أردتُ أن أكون محترفة في هذا المجال». وتعتقد «نصر» أنه من المهم توافر «أشخاصٍ على دراية كاملة بالجبال لإرشاد الآخرين بأقل قدر ممكن من المخاطر».

كان على الشابة اللبنانية اجتياز اختبار اللغة الإنجليزية والحصول على تصريح طبي، وهي شروط أساسية للقبول النهائي. بعد تخرجها، تخطط «نصر» لأن تصبح منظمة أنشطة خارجية، أو إطلاق عملها الخاص. وعن ذلك، قالت: «أنا من محبي الطبيعة والهواء الطلق. هذا البرنامج شيءٌ كنت أتطلّع إليه منذ فترة طويلة. لقد حان الوقت لوجوده في بلدٍ مثل لبنان الغني بالجبال والمناظر الطبيعية الجميلة».

اقرأ أيضًا:

ابحث عن أحدث المنح الدراسية من هنا. ولمزيد من القصص، والأخبار، اشترك في نشرتنا البريدية، كما يمكنك متابعتنا عبر فيسبوك، ولينكد إن، وتويتر، وانستجرام، ويوتيوب

Countries

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى