أخبار وتقارير

أكاديمي بجامعة زايد: الدراسات متداخلة التخصصات تزود الطلاب بمهارات سوق العمل

من أجل دخول سوق العمل اليوم والنجاح في الحياة المهنية، يرى بول هوبكنسون، الأستاذ الجامعي المقيم في الإمارات العربية المتحدة، وجوب تعليم الطلاب مهارات الدراسات متداخلة التخصصات.

يعتقد البروفيسور «هوبكنسون»، عميد كلية الدراسات متداخلة التخصصات في جامعة زايد بأبوظبي، أن التعليم متداخل التخصصات، في عصر الذكاء الاصطناعي والتحديات الوظيفية المعقدة، يعدّ أمرًا بالغ الأهمية لأنه يزوّد الطلاب بالكفاءات والمهارات الأساسية التي يحتاجون إليها بهدف مواكبة التغيرات السريعة في القوى العاملة في المستقبل.

في مقابلة مع «الفنار للإعلام»، قال «هوبكنسون» إن هذه المهارات تشمل التواصل الفعال، والمرونة، والمقاومة، والقدرة على التكيف مع التغيير، مشيرًا إلى أن الطلاب في كلية الدراسات متداخلة التخصصات في جامعته يتعلمونها منذ عامهم الأول وعلى مدار فترة الدراسة.

«تقوم الدراسات متداخلة التخصصات في الأساس على التحدي. إنه نهجٌ جديد للتدريس والتعلم والبحث، يسعى لتطوير حلول للمشكلات من خلال الجمع بين أفكار مختلف التخصصات». 

بول هوبكنسون، عميد كلية الدراسات متداخلة التخصصات بجامعة زايد.

ويلخص رؤيته قائلًا: «تقوم الدراسات متداخلة التخصصات في الأساس على التحدي. إنه نهجٌ جديد للتدريس والتعلم والبحث يسعى لتطوير حلول للمشكلات من خلال الجمع بين أفكار مختلف التخصصات». ويقول إن جامعة زايد تتبنى هذا النهج «على أساس الاعتراف بأن العالم الذي نعيش فيه اليوم مليء بالتحديات المعقدة، فضلًا عن الفرص التي لا يمكن حلها من خلال تعلّم تخصص واحد فحسب».

اقرأ أيضًا: من الذكاء الاصطناعي إلى التسويق والأمن.. هذه وظائف الثورة الصناعية الرابعة

قبل عامين، بدأت الجامعة تقديم برنامجها للدراسات متداخلة التخصصات، في خطوةٍ أدت إلى تحولٍ جذري في طريقة تدريس الفصول الدراسية. في هذه الكلية، يخوض الطلاب الجدد سنة تأسيسية يكتسبون خلالها المهارات متداخلة التخصصات، والتي سيعملون على تطويرها طوال فترة دراستهم الجامعية، وبعد التخرج.

أكاديمي بجامعة زايد: الدراسات متداخلة التخصصات تزود الطلاب بمهارات سوق العمل
حفل تخرج بجامعة زايد (الجامعة).

ويشرح «هوبكنسون» طبيعة تلك العملية التعليمية، بالقول: «يقوم عامنا الأول بالكامل على المهارات، حيث يتم تعليم الطلاب، وتدريبهم على أن يكونوا متفاعلين بنجاح، ومرنين، ومقاومين، وقابلين للتكيف مع التغيير، ولديهم تفكير نقدي وإبداعي. ويرى عميد الكلية أن بإمكان الطلاب البناء على هذه المهارات أثناء انتقالهم إلى العامين الثاني والثالث للمساعدة في حل المشكلات في مجالاتهم، التي تميل إلى أن تكون أكثر تخصصًا.

على مدى السنوات القليلة الماضية، كشف التغيير الحاد في سوق العمل العالمي، والذي تفاقم بسبب جائحة كوفيد-19، عن الحاجة إلى قوة عاملة مبتكرة يمكنها التكيف مع التغيير، ومواكبة التكنولوجيا سريعة التطور. وبالتالي، كان من الضروري أن يتكيّف التعليم العالي مع المتطلبات المتغيرة لسوق العمل، بحسب «هوبكنسون» الذي يقول: «بالتأكيد، نحن بحاجة إلى أشخاص يتمتعون بالمرونة والقدرة على التكيف، كما أن توفير تعليم متداخل التخصصات يساعد على خلق هذا النوع من المرونة والقدرة على التكيف».

اقرأ أيضًا: حوارات «الفنار للإعلام»|وظائف المستقبل في ظل فجوة المهارات.. من أين نبدأ؟

يؤكد «هوبكنسون» أن التعليم الجامعي ظل جامدًا بشكل ملحوظ في مواجهة التغيير، حيث تقوم المؤسسات بتدريس ذات المواد بنفس الطريقة منذ عقدٍ أو عقدين.

«لا يفهم القطاع الصناعي حقًا ما يقوم به التعليم العالي. وبذات القدر، لا يفهم التعليم متطلبات الصناعات حقًا. من شأن شراكات العمل بينهما أن تخدم كل طرف بشكلٍ جيد».

بول هوبكنسون

ويتابع: «في جامعة زايد، قمنا بتغيير نهجنا التعليمي بشكل أساسي من خلال دمج مهارات التوظيف الأساسية في جميع برامجنا لطلاب السنة الأولى». ويضيف: «صمّمنا برامجنا حول سلسلة من التخصصات المتداخلة، مثل: تحول الأعمال، والاستدامة، والابتكار الاجتماعي، والأنظمة الحاسوبية، لأننا نعتقد أن هذا الاندماج بين التخصصات هو ما يحقّق النمو في القرن الحادي والعشرين».

ويعد التعلم التجريبي، أو التعلم بالممارسة، من صميم برامج الدراسة متداخلة التخصصات في جامعة زايد؛ حيث يُطلب من الطلاب العمل على حل مشكلاتٍ واقعية، ويُمنحون فرصة لتطبيق معارفهم المكتسبة من خلال دوراتهم لحل تلك المشكلات. ويقول عميد الكلية: «بالتأكيد، نقضي وقتًا أقل في إلقاء المحاضرات مقارنة بالصفوف التقليدية. لقد صممنا البرنامج بحيث يكون لدى الطلاب مجموعة الأدوات التي تمكنهم من إحداث تأثير في الصناعة».

اقرأ أيضًا: كيف نمضي بالتعليم نحو اكتساب مهارات المستقبل؟ نقاش أكاديمي في قطر

يرى «هوبكنسون» أن برنامج تحدي الشركاء التابع لجامعة زايد مثالٌ جيد على كيفية قيام الأوساط الأكاديمية بسد الفجوة مع الشركات.

https://www.bue.edu.eg/
حرم جامعة زايد (الجامعة).

منذ اليوم الأول، يعمل الطلاب مع شركاء خارجيين في مشروعات واقعية. ولقدومهم من تخصصات مختلفة، ستكون لديهم وجهات نظر مختلفة حول كيفية حل المشكلة، وهكذا يعملون على توليف رؤاهم لمعالجة المشروع. وعلى صعيدٍ آخر، تخلت جامعة زايد عن الاختبارات النهائية، مفضلة تقييم الطلاب، بشكل مستمر، من خلال مشروعاتهم ومساهماتهم في الفصل.

وبتفصيل أكثر، يقول «هوبكنسون»: «يعني هذا أن الطلاب يتعلمون على مدى فترة زمنية أطول، وأننا قادرون على وضع طبقات من التدريس والتعلم بطريقة أكثر تدريجية وجاذبية واستدامة». ويشدد عميد الكلية على أهمية بناء شراكات أوثق مع الصناعة لفهم ودعم المواهب المطلوبة.

«إذا كنا جادين في معالجة فجوات المهارات وإعداد الخريجين للمستقبل، يتوجب علينا تضمين البرامج متداخلة التخصصات قريبًا في برامج الجامعات. أعتقد أن تأسيس الدراسات متداخلة التخصصات أمرٌ ضروري للغاية للخريجين المقبلين على دخول سوق العمل في المستقبل».

بول هوبكنسون

وقال: «لا يفهم القطاع الصناعي حقًا ما يقوم به التعليم العالي، وبذات القدر، لا يفهم التعليم متطلبات الصناعات حقًا. من شأن شراكات العمل بينهما أن تخدم كل طرف بشكلٍ جيد». ويشير إلى أن الدراسات الأكاديمية أظهرت أن الطلاب متداخلي التخصصات «أكثر قدرة» على تطوير مهارات معرفية فعالة مثل القراءة والكتابة والتحدث والتفكير النقدي، بالإضافة إلى امتلاكهم فضولًا أعلى للتعلم والمزيد من الإبداع، والأصالة في عمليات التفكير، والقدرة على دمج الأفكار التقليدية مع الأفكار الراهنة.

اقرأ أيضًا: رئيس الجامعة المصرية – الصينية: نظم التعليم الجامعي بحاجة إلى ثورة

ونظرًا لاختلاف المهارات المطلوبة في سوق العمل، اليوم، بشكلٍ كبير عن السابق، تُبدي الحكومات والشركات والأفراد اهتمامًا متزايدًا بتحديد وتوقع المهارات ذات الصلة بالعصر الراهن وبالمستقبل على حدٍ سواء. ومن هنا تبرز الأهمية الحيوية لبناء منهج متداخل التخصصات قائم على المهارات.

وفي ختام مقابلتنا، يقول «هوبكنسون»: «إذا كنا جادين في معالجة فجوات المهارات وإعداد الخريجين للمستقبل، يتوجب علينا تضمين البرامج متداخلة التخصصات قريبًا في برامج الجامعات. أعتقد أن تأسيس الدراسات متداخلة التخصصات أمرٌ ضروري للغاية للخريجين المقبلين على دخول سوق العمل في المستقبل».

اقرأ أيضًا:

  ابحث عن أحدث المنح الدراسية من هنا. ولمزيد من القصص، والأخبار، اشترك في نشرتنا البريدية، كما يمكنك متابعتنا عبر فيسبوك، ولينكد إن، وتويتر، وانستجرام، ويوتيوب.

Countries

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى