«تغريبة القافر» للعماني زهران القاسمي تفوز بالجائرة العالمية للرواية العربية
أعلنت الجائزة العالمية للرواية العربية، اليوم (الأحد)، عن فوز رواية «تغريبة القافر»، للكاتب العماني زهران القاسمي، بالدورة السادسة عشرة من الجائزة لعام 2023.
وكشف محمد الأشعري، رئيس لجنة التحكيم، عن اسم الرواية الفائزة، والصادرة عن دار «رشم» بالسعودية، خلال فعالية نُظمت في أبوظبي وتم بثها افتراضيًا. وبهذا الفوز، يحصل الروائي العماني على جائزة نقدية تبلغ قيمتها 50 ألف دولار أمريكي، علاوة على تمويل ترجمة الرواية إلى اللغة الإنجليزية، بهدف الترويج لها على المستوى العالمي وتحقيق زيادة في مبيعاتها.
اقرأ أيضًا: (آني إرنو.. صاحبة «الخزائن الفارغة» تحصد جائزة نوبل في الأدب للعام 2022)
اختارت الرواية الفائزة لجنة تحكيم من خمسة أعضاء، برئاسة الأديب والروائي المغربي محمد الأشعري، وبعضوية كل من ريم بسيوني، أكاديمية وروائية مصري،؛ وتيتز روك، أستاذ جامعي ومترجم سويدي، وعزيزة الطائي، كاتبة وأكاديمية عُمانية، وفضيلة الفاروق، روائية وباحثة وصحافية جزائرية.
وقال رئيس لجنة التحكيم: «اختارت لجنة التحكيم رواية تغريبة القافر لزهران القاسمي للفوز بالجائزة؛ لكونها اهتمت بموضوع جديد في الكتابة الروائية الحديثة، وهو موضوع الماء في علاقته بالبيئة الطبيعية وبحياة الإنسان في المناطق الصعبة. وقد قدّم الكاتب لنا هذا الموضوع من خلال تآلف مستمر بين الواقع والأسطورة».
اقرأ أيضًا: (الروائي المصري بهاء طاهر.. رحيل هادئ لكاتب لم يحب زخرفة الحقيقة)
وبدوره، قال ياسر سليمان، رئيس مجلس أمناء الجائزة العالمية للرواية العربية: «تنبع رواية تغريبة القافر من بطن بيئتها القروية العمانية التي تعيش حياتها بإيقاع يهيمن عليه الماء بمخاطر الشُحّ والإغداق الذي لا يذر. تعايش هذه الرواية شخصية القافر الذي انتُشل وليدًا من رحم الماء، وعاش حياته يرصد مساراته في أحافير الأرض في مجتمع تعشعش فيه الأساطير التي يستخدمها في سبر علاقته بمحيطه البيئي والبشري».
ووفق بيان من الجائزة، تدور أحداث الرواية في إحدى القرى العُمانية وتحكي قصة سالم بن عبدالله، أحد مقتفي أثر الماء، تستعين به القرى في بحثها عن منابع المياه الجوفية. وتقع أحداث الرواية في عالم الأفلاج، النظام الفلاحي لريّ البساتين، المرتبط بالحياة القروية في عُمان ارتباطًا وثيقًا الذي دارت حوله الحكايات والأساطير.
ويطرح الكاتب سؤالًا مهمًا على القارئ: ماذا لو أن هذه المادة التي تمنح الحياة للكائنات هي مصدر لموتها أيضا من خلال ندرتها أو فيضانها؟ ارتبطت حياة القافر منذ ولادته بالماء، فأمّه ماتت غرقًا، ووالده طُمر تحت قناة أحد الأفلاج حيث انهار عليه السقف، وينتهي القافر سجينًا في قناة أحد الأفلاج ليبقى هناك يقاوم للبقاء حيًّا.
وتحدث زهران القاسمي، في حوار نُشر على موقع الجائزة العالمية للرواية العربية، مشيرًا إلى الحضور النسائي القوي في روايته: «المرأة، تاريخيًا، هي من أنسنت البشر، هي من بدأت في التحول الحضاري وفي الزراعة، وكانت السبب في الكثير من التحولات التاريخية المهمة، لذلك حاولت أن أركز على ذلك في العمل، كيف أن المرأة هي سبب التحولات أيضا التي طرأت على الشخصية الرئيسة في الرواية».
زهران القاسمي شاعر وروائي عُماني، من مواليد ولاية دماء والطائيين في سلطنة عُمان، عام 1974. صدر له ثلاث روايات قبل «تغريبة القافر»، وهي: «جبل الشوع» (2013)، و«القنّاص» (2014)، و«جوع العسل» (2017)، بالإضافة إلى عشرة دواوين شعرية، و«سيرة الحجر 1» (قصص قصيرة، 2009) و «سيرة الحجر2» (نصوص، 2011)، وهو أول روائي عُماني يفوز بالجائزة العالمية للرواية العربية.
أُختيرت رواية «تغريبة القافر» من قبل لجنة التحكيم من الروايات التي ترشحت للجائزة لهذه الدورة باعتبارها أفضل رواية نُشرت بين 1 تموز/ يوليو 2021 و30 حزيران/ يونيو 2022، وجرى اختيارها من بين ست روايات في القائمة القصيرة لكتّاب من الجزائر، والسعودية، والعراق، وعُمان، وليبيا، ومصر. وكان الكتّاب الذين ترشحوا للقائمة القصيرة هم: الصديق حاج أحمد، وأزهر جرجيس، ونجوى بن شتوان، وميرال الطحاوي، وفاطمة عبد الحميد، وزهران القاسمي. وتلقى كل مرشح من هؤلاء جائزة تبلغ قيمتها عشرة آلاف دولار أمريكي.
اقرأ أيضًا:
ابحث عن أحدث المنح الدراسية من هنا. ولمزيد من القصص، والأخبار، اشترك في نشرتنا البريدية، كما يمكنك متابعتنا عبر فيسبوك، ولينكد إن، وتويتر، وانستجرام، ويوتيوب.
