أخبار وتقارير

«الرياض آرت».. مبادرة فنية لتجميل العاصمة السعودية

في مبادرة تهدف إلى تحويل المدينة بأكملها إلى «لوحة فنية إبداعية»، زيّنت المنحوتات المُنجزة حديثًا جميع أرجاء العاصمة السعودية، في إطار مبادرة «الرياض آرت». وعُرضت المنحوتات، في الأصل، ضمن أعمال الدورة الرابعة من ملتقى طويق الدولي هذا العام.

وتقول مديرة الملتقى، سارة الرويتع، إن هذا الحدث ساهم في استقطاب فنانين سعوديين وعالميين مشهورين إلى العاصمة السعودية بهدف «الالتقاء والتعاون وإنشاء أعمال فنية عامة وضخمة في جو حي. وهو حدث يعزّز موقع الرياض كمركز ثقافي في المملكة العربية السعودية، ويخلق وعيًا عالميًا» وفق تعبيرها.

شارك في الفعاليات ثلاثون فنانًا، وقدّموا أعمالًا من الحجر السعودي المحلي حول الموضوع الأبرز لنسخة هذا العام من الملتقى، وهو «طاقة التناغم». وعن ذلك، تقول «الرويتع»، في مقابلة مع «الفنار للإعلام»، إنه كان من الرائع رؤية تناول كل نحّات موضوعًا مختلفًا، وإثبات أنفسهم بطريقة مختلفة.

منذ إطلاق ملتقى طويق للنحت في عام 2019، لأول مرة، استخدم الملتقى أحجارًا مستخرجة من محاجر في الرياض، وتحديدًا الجرانيت والحجر الرملي، والمعروف أيضًا باسم «حجر الرياض».

وتشير إلى المشاركة النسائية، حيث شهدت الفعاليات مجموعة مذهلة من النحاتات السعوديات، كان منهن: نهى الشريف، ورجاء الشافعي، ووفاء القنيبط، وأزهار سعيد. وعن بعض أعمالهن تقول إن عمل «Vision»، أو رؤية، للنحاتة نهى الشريف، يستكشف الجسد الأنثوي، من خلال جسد يجمع ما بين الإنسان والطائر، ويكتمل الشكل الناتج بمواد ناعمة وسطح من الجرانيت السعودي.

أما الفنان الإسباني خوسيه كارلوس كابيلو ميلان – تحكي سارة الرويتع – فقد اتخذ نهجًا مختلفًا، حيث استخدم عمله النحتي، الذي أطلق عليه اسم «الفهم»، تقنيات الطباعة ثلاثية الأبعاد. وهو يتناول موضوع العلاقات الإنسانية، ويؤكد أن التفاهم بين شخصين يقوم على إيجاد لغة مشتركة.

«الرياض آرت».. مبادرة فنية لتجميل العاصمة السعودية
سارة الرويتع، مديرة ملتقى طويق الدولي للنحت (سمبوزيوم طويق للنحت بالرياض).

وحول كيفية إبراز الأعمال الفنية المشاركة في الملتقى، «طاقة التناغم»، تجيب بالقول إن المنحوتات المنجزة تتحدث عن البيئة المحلية، بينما توجه قصة تتجاوز الحدود. وتضيف أن تلك الأعمال تعكس التوازن الذي نسعى جاهدين لتحقيقه في حياتنا، فضلاً عن أفكار التماسك والتفاهم المتبادل في خضم التغيير التحوّلي الكبير.

وترى أن الفنانين استجابوا للموضوع من خلال تأليف سرديات لكنهم استلهموا أفكارهم من موقعهم في الرياض. وعلى حد تعبير ماريك وولينسكي، قيّم النسخة الرابعة لملتقى طويق للنحت، فإن «طاقة التناغم» تؤسس نقاط اتصال وتركيز داخل البيئة الحضرية لمدينة الرياض «مما يخلق وعيًا متزايدًا بالهياكل والأصوات والأنماط المشتركة». 

كما تتحدث عن أهمية استخدام الفنانين الحجر السعودي؛ فمنذ إطلاق ملتقى طويق للنحت في عام 2019، لأول مرة، استخدم الملتقى أحجارًا مستخرجة من محاجر في الرياض، وتحديدًا الجرانيت والحجر الرملي، والمعروف أيضًا باسم «حجر الرياض». وتقول إن هذا الاختيار يحمل أهمية رمزية: فهو وسيلة لتسليط الضوء على تاريخ المملكة العربية السعودية الغني بالمواد الحجرية، من القطع الأثرية القديمة إلى المنحوتات الصخرية والمنحوتات الحديثة. وتوضح: «الآن لن تكون هذه الأعمال الفنية جزءًا من الرياض فحسب، بل ستكون أيضًا جزءًا من تراث كل فنان، مما يترك بصمة بالغة الأهمية على المدينة».

مشروع الرياض آرت

سألناها عن مشروع ومبادرة «الرياض آرت»، فأجابت بأنها تأتي انطلاقًا من القناعة بأن الفن والثقافة يعكسان روح المدينة. وتضيف أن إطلاق هذه المبادرة يستهدف تحويل العاصمة بأكملها إلى لوحة فنية إبداعية – معرض بلا جدران – لإثراء الحياة، وإذكاء روح التعبير الإبداعي، وإشعال الاقتصاد الإبداعي.

«الرياض آرت» عبارة عن عرض للتحول المفتوح والمتاح والإبداعي للعاصمة، حيث يؤدي تبادل الأفكار، من خلال التعبير الإبداعي، إلى تعميق التفاهم، والاحترام المتبادلين، مع غرس شعور أكبر بالفخر المدني.

وبتفصيل أكثر تقول إن «الرياض آرت» عبارة عن عرض للتحول المفتوح والمتاح والإبداعي للعاصمة، حيث يؤدي تبادل الأفكار، من خلال التعبير الإبداعي، إلى تعميق التفاهم، والاحترام المتبادلين، مع غرس شعور أكبر بالفخر المدني، وخلق مدينة أكثر جمالاً يتمتع بها الجميع، كما أنه يطلق شرارة تطوير اقتصاد إبداعي جديد، ويساعد في جذب أعمال جديدة للاستثمار في المدينة.

وتتكون المبادرة من 10 مشروعات ومهرجانين، أحدهما هو طويق للنحت. ويعتبر ملتقى طويق للنحت من المساهمين المهمين في مجموعة «الرياض آرت»، ويستهدف المشروع تكليف إنجاز 1,000 عمل فني عام لعرضها في جميع أنحاء المدينة. وبعد كل إصدار من الملتقى، يتم نصب المنحوتات بشكل دائم في مواقع رئيسية في جميع أنحاء العاصمة، لتصبح جزءًا لا يتجزأ من النسيج الحضري للرياض.

وعن علاقة هذه المساعي بالاقتصاد، تقول سارة الرويتع إن ملتقى طويق للنحت، يشجع الإبداع من خلال الفن العام والمشاركة المجتمعية، مما يعزز، بشكل فعّال، الاقتصاد الإبداعي؛ فهو لا يجمع الفنانين القادرين على إنجاز أعمال فنية عامة فحسب، بل يجمع أيضًا بين المتخصصين في عالم الفن القادرين على عقد مناقشات عامة حول موضوع كل إصدار. وتعتقد «الرويتع» أن الملتقى يثري حياة مواطني الرياض وزوّارها من خلال تجارب إبداعية مبهجة، تتماشى مع هدف رؤية المملكة العربية السعودية 2030، بحسب تعبيرها.

ويرافق ملتقى النحت برنامج باسم «المجتمع»، حيث يدعو الجمهور للمشاركة في الاستكشاف الإبداعي، سواء أكانوا نحاتين أو فنانين ناشئين أو طلابًا أو أطفالًا. ونظم فريق طويق للنحت زيارات تعليمية إلى الملتقى لإلهام الجيل القادم من خلال تعريفهم بالفن ومبدعيه، والمواد، والمهارات، والأدوات، والتقنيات. كما ساعد البرنامج – تقول سارة الرويتع – في بدء حوار مع مسؤولي مدارس الرياض والمدرسين، وشجعهم على التفكير في قدرة الفن المعاصر على أن يكون مفيدًا ومثريًا ومجزيًا. كما استضاف طويق للنحت سلسلة من الجلسات النقاشية التي جمعت فنانين وإداريين دوليين ومحليين لمناقشة أهمية الإبداع والفنون.

وتبدي سارة الرويتع تفاؤلًا كبيرًا بقدرة هذه الأنشطة على إثراء الثقافة بالسعودية، بشكل عام. وتقول إن أسلوب الملتقى المفتوح للجمهور، يسمح بمراقبة العملية الإبداعية، والمشاركة في ورش العمل التفاعلية، ومناقشة تاريخ، ومستقبل الفن العام.

اقرأ أيضًا:

  ابحث عن أحدث المنح الدراسية من هنا. ولمزيد من القصص، والأخبار، اشترك في نشرتنا البريدية، كما يمكنك متابعتنا عبر فيسبوك، ولينكد إن، وتويتر، وانستجرام، ويوتيوب.

Countries

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى