أخبار وتقارير

لحمايتها من السرقة.. منصة إماراتية لعرض المقتنيات التراثية عبر تقنية «البلوكشين»

في مواجهة حوادث سرقة اللوحات الفنية من المتاحف، استطاع الأكاديمي الإماراتي محمد الحميري، تصميم  منصة إلكترونية مبنية على تقنية »البلوكشين»، للحفاظ على المقتنيات التراثية بالإمارات، وتحويلها إلى أصول رقمية، ورموز غير قابلة للتبديل.

وهذه التقنية عبارة عن قاعدة بيانات في شكل دفتر أستاذ موزع، يستخدم التشفير لتأمين المعلومات. ويأخذ هذا الدفتر شكل سلسلة من السجلات، أو »الكتل» التي أضيفت إلى الكتلة السابقة في السلسلة.

بدأ اهتمام «الحميري» بتخصص علوم الكمبيوتر والملكية الفكرية، منذ دراسته في كلية العلوم بجامعة الإمارات، حيث حصل في العام 2002، على درجة البكالوريوس في علوم الكمبيوتر، قبل أن يلتحق، كباحث،ـ بقطاع البحث العلمي والدراسات العليا في الجامعة. وفي العام 2014، نال درجة الماجستير في تخصص تقنية المعلومات والبيانات من جامعة أدنبرة بالمملكة المتحدة، ثم الدكتوراه في تخصص هندسة البرمجيات والأنظمة الطبية الحيوية، في العام 2016، من جامعة كوفنتري البريطانية.

اقرأ أيضًا: («س» و«ج».. كل ما تريد معرفته عن منحة «تشيفنينج» للدراسة في جامعات بريطانيا).

ويقول، في مقابلة مع «الفنار للإعلام»، إن الدافع الآخر وراء تنفيذه هذا المشروع، هو رغبته في توظيف التكنولجيا، لتعريف الأجيال الجديدة بالموروثات الثقافية، وتحويلها لأصول رقمية في العالم الافتراضي، بحيث يمكن لأي شخص امتلاكها مقابل أموال، أو استئجارها، أو مبادلتها بشيء آخر متاح على المنصة.

المشروع يضم مرحلتين: يتم في الأولى تطوير وتصميم النظام الذي تعمل من خلاله المنصة، والمرتبطة بعالم «الميتافيرس». وفي المرحلة الثانية، يتم تسويق المنصة بشكل تجاري، على أن تكون متاحة للجميع حول العالم.

يتولى الأكاديمي الإماراتي، وهو خبير في براءات الاختراع، ونقل التكنولوجيا، و«البلوكشين»، مسؤولية حماية حقوق الملكية الفكرية بجامعة الشارقة، عبر تسجيل الاختراعات لدى مختلف مكاتب براءات الاختراع الدولية. وقد ساعد أكثر من 120 باحثًا ومخترعًا في تقديم أكثر من 150 اختراعًا بجامعتي الإمارات، والشارقة.

ويوضح أن المشروع يضم مرحلتين: يتم في الأولى تطوير وتصميم النظام الذي تعمل من خلاله المنصة، والمرتبطة بعالم «الميتافيرس». وفي المرحلة الثانية، يتم تسويق المنصة بشكل تجاري، على أن تكون متاحة للجميع حول العالم، مرجحًا أن يتم إطلاق المنصة خلال ستة أشهر. ويضيف أن اعتماد المنصة على تقنية «البلوكشين» سوف يساعد على منع التلاعب في سجلات البيانات المتنامية باستمرار، ويتيح تبادلًا آمنًا للمواد القيّمة التي ستعرضها المنصة لمستخدميها، سواء كان هذا التبادل عبر عمليات البيع، أو الشراء، أو استبدالها مع معروضات أخرى.

اقرأ أيضًا: (لخريجي كليات الصيدلة.. 10 مهن غير تقليدية في سوق العمل).

كما ستعتمد المنصة على استغلال الخصائص غير قابلة للتبديل لتلك التقنية، للحفاظ على الملكية الفكرية لموروثات الأسر الإماراتية، وتصميم معرض فني افتراضي للثقافة العربية والتراث الإسلامي، بشكل رقمي حديث، وتحويلها إلى رموز غير قابلة للتبديل.

اعتماد المنصة على تقنية «البلوكشين» سوف يساعد على منع التلاعب في سجلات البيانات المتنامية باستمرار، ويتيح تبادلًا آمنًا للمواد القيّمة التي ستعرضها المنصة لمستخدميها، سواء كان هذا التبادل عبر عمليات البيع، أو الشراء، أو استبدالها مع معروضات أخرى.

الأكاديمي الإماراتي محمد الحميري

ووفق الأكاديمي الإماراتي، فإنه يستهدف حفظ الوثائق النادرة والمقتنيات  التاريخية، بطريقة تلفت انتباه مستخدمي المنصة، بطريقة تقنية عصرية. ويقول إن الفريق البحثي للمشروع سيعمل على أرشفة صور، ومقاطع فيديو نادرة لمؤسسي وقادة الإمارات، وتحويلها إلى رموز غير قابلة للتبديل، وحفظها على شبكة «البلوكشين»، كإرث تاريخي.

وقد بدأ الفريق البحثي للمشروع، بحث توقيع شراكات مع متاحف، وهيئات حكومية، لعرض مقتنياتها التراثية على المنصة، كما يتحمس مواطنون لعرض مقتنياتهم عبر المنصة الجديدة، بحسب «الحميري».

اقرأ أيضًا: (للطلاب والخريجين.. تسع خطوات لإعداد خطة تعلم ذاتي ناجحة).

ومن جانبها، تقول منار أبو طالب، عضو الفريق البحثي للمشروع، إن المنصة سوف تستخدم خاصية العقود الذكية في شبكة «البلوكشين» لتنظيم عمليات امتلاك، وتبادل ملكية، أو بيع، وشراء الأصول التراثية، دون مشاركة طرف ثالث في بيئة آلية أمنة ولا مركزية. وتوضح أن المنصة «سوف تستخدم النظام المتكامل، حلًا مفتوح المصدر، بحيث سيتم مشاركته مع مجتمع كبير، والذي يضم آلاف المطورين من الأفراد والمؤسسات، من مشغلي الشبكة».

ويطمح الأكاديمي الإماراتي محمد الحميري، إلى أن يتحول مشروعه البحثي من منصة محلية، لتصبح عالمية تتيح للجميع، حول العالم، الاستفادة من الخصائص التقنية للمنصة، لعرض المملتلكات، والمقتنيات ذات القيمة المعنوية، لحفظها من عمليات السرقة التي تستهدفها، وكذلك لتعزيز وتعظيم آثارها لدى الأجيال الجديدة.

ويرى نبيل القاضي، الباحث المتخصص في علوم الكمبيوتر، أن استخدام تقنية سلسلة الكتل «البلوكشين»، للتعريف بالمنتجات والمورثات التاريخية، يعكس الإدراك لدور هذه التقنية في إعادة تعريف الثقة، والشفافية، والتضمين في جميع أنحاء العالم. ويضيف، في تصريح لـ«الفنار للإعلام» أن التقنية ستساعد على تسهيل التعاملات بوسائل أكثر سهولة وأمانًا، والأهم أنها ستحافظ على حقوق الملكية لهذه المنتجات التراثية القديمة من السرقة، على حد قوله.

اقرأ أيضًا:

  ابحث عن أحدث المنح الدراسية من هنا. ولمزيد من القصص، والأخبار، اشترك في نشرتنا البريدية، كما يمكنك متابعتنا عبر فيسبوك، ولينكد إن، وتويتر، وانستجرام، ويوتيوب.

Countries

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى