أخبار وتقارير

في تعاون أكاديمي مع شركة فرنسية.. منح دراسية لطلاب الجامعات اللبنانية

عبر برنامج لتقديم عشرات المنح الدراسية لطلاب الجامعات في لبنان، تعمل شركة فرنسية لشحن الحاويات، على مساعدة هؤلاء الشباب، بهدف المساهمة في الحد من هجرة المواهب الشابة، من بلدهم الذي يواجه أزمة اقتصادية عنيفة.

في إطار أحدث برامجها للمنح الدراسية، قدّمت شركة النقل والشحن CMA CGM، ومقرها مرسيليا، 240 منحة دراسية لطلاب الجامعة الأمريكية في بيروت، وجامعة القديس يوسف في بيروت، في المجالات المتعلقة بأعمال الشركة. وسيتم توزيع هذه المنح الدراسية على دفعات، بمعدل 40 دفعة سنويًا لكل من الجامعتين، على مدار ثلاث سنوات. ومن المقرر أن يتم اختيار الطلاب المستفيدين الذين يستوفون المعايير الأكاديمية، والمتخصصين في الإدارة، أو العلوم، أو الاقتصاد، أو الهندسة.

التعاون مع الجامعة الأمريكية في بيروت

ويقول عماد بعلبكي، نائب رئيس الجامعة الأمريكية في بيروت لشؤون التطوير وإنماء الأعمال، إن العلاقة بين الشركة الفرنسية والجامعات اللبنانية طويلة، حيث أسس جاك سعادة، الملياردير الفرنسي اللبناني الراحل، الشركة في السبعينيات. ويضيف، في تصريح لـ«الفنار للإعلام»، أن برنامج الابتعاث الجديد أحد مجالات التعاون العديدة التي تخطط الجامعة والشركة الشروع فيها.

ويعتبر المسؤول الأكاديمي أنه «من المهم للغاية» وجود هذا الرابط بين الجامعة وبيئتها المحيطة، سواء أكان ذلك ممثلًا في الشركات، أو الصناعة، أو الحكومة، أو المجتمع بشكل عام. ويتابع: «يجب أن تكون لدينا مثل هذه الجسور. ولذلك علينا، أولاً وقبل كل شيء، أن نؤثر عليهم حتى يتمكنوا من التطوير، فضلًا عن التعلم منهم فيما يتعلق بمعرفة الاتجاهات الجديدة، وماهية احتياجاتهم، وطبيعة البرامج أو الدورات التي نستطيع توفيرها لتلبية تلك الاحتياجات».

وتخطط الجامعة لتوسيع تعاونها مع الشركة، من خلال تقديم التدريب التنفيذي، وتطوير البرامج ذات الصلة بالشركة، مثل الخدمات اللوجستية، وتكنولوجيا المعلومات، والمشروعات الخاصة مثل تحليل البيانات التي يمكن استخدامها في اتخاذ قرارات الشركة.

وبموجب هذا التعاون، سيتم منح الحاصلين على المنح، فرصًا للتدريب مع الشركة التي تمتلك حوالي 400 مكتب، في أكثر من 160 دولة. ويوضح «بعلبكي» أن الشركة وفرّت بالفعل الكثير من الوظائف في وقت كان الناس، ومعظمهم من الخريجين الشباب، يغادرون البلاد. ويضيف: «قد يُعرض على الطلاب في النهاية وظيفة في شركة CMA CGM، لكنها ليست شرطًا للحصول على المنحة الدراسية».

مع الانخفاض الحاد في قيمة الليرة اللبنانية، فرضت البنوك قيودًا على حسابات المودعين بعد اندلاع الأزمة الاقتصادية في عام 2019. وتطالب معظم الجامعات بدفع الرسوم الدراسية بالدولار الأمريكي «الجديد» – أي الدولارات المودعة في البنوك اللبنانية بعد عام 2019 – أو ما يعادله، وهو ما يعني ازدياد حاجة طلاب الجامعات اللبنانية إلى الدعم المالي بشكل كبير. ويشرح المسؤول الأكاديمي تلك الأزمة بالقول: «الاحتياج ضخم، حيث تقدم أكثر من 5,000 طالب للحصول على مساعدات مالية هذا العام. في المتوسط، نقدم مساعدات مالية لحوالي 60% من هذا العدد».

ترحيب جامعة القديس يوسف بالدعم

من جانبها، رحبت جامعة القديس يوسف في بيروت (USJ)، بالتعاون مع الشركة الفرنسية بسبب الحاجة لمساعدة الطلاب على إكمال تعليمهم. وتقول سينثيا-ماريا غبريل أندريا، مديرة مؤسسة الجامعة لـ«الفنار للإعلام»: «تضامن شركة CMA CGM مع الطلاب، يساعد على تعزيز مهمة الجامعة، لدعم جميع طلابنا وتقديم تعليم متميز. ستتاح للمستفيدين فرصة الاستفادة من التوجيه، والتوظيف، والخبرة المهنية، والتي تضيف قيمة إلى مناهجهم الدراسية».

وأضافت أن أكثر من 50% من طلاب جامعة القديس يوسف يستفيدون حاليًا من المساعدات المالية، من خلال 7,300 منحة دراسية. وتوضح: «على مدى السنوات الثلاث الماضية، تم قبول 2,795 طلب مساعدة مالية. ومن المتوقع أن يرتفع الرقم، هذا العام، بفضل المنح الدراسية التي تقدمها مجموعة CMA CGM».

وفيما تأمل «غبريل أندريا» في أن تستمر شراكة الجامعة مع الشركة، تقول: «يخدم تقديم المنح الدراسية للطلاب، الذين سيتمكنون من الحصول على وظيفة بعد تخرجهم، البلد الذي يعاني حاليًا من هجرة أدمغة خطيرة لشبابه المهرة».

200 منحة دراسية إضافية

وتعدّ المنح الجديدة مبادرة إضافية إلى 200 منحة دراسية سبق أن تعهدت الشركة بتقديمها، لأكثر من 10 سنوات للطلاب اللبنانيين الراغبين في مواصلة تعليمهم في مدرسة الأعمال الفرنسية المرموقة (HEC Paris). وسيتم تقديم المنح الدراسية من خلال «صندوق تميز CMA CGM في لبنان»، الذي تم إطلاقه العام الماضي.

في بيانٍ لها، قالت الشركة إن المنح الدراسية تهدف إلى «الحفاظ على استمرارية التعليم في لبنان». وأوضحت أن صندوق التميز للبنان هو جزء من «الدعم المستمر لمجموعة CMA CGM للنسيج التعليمي الاقتصادي والاجتماعي والجامعي خلال الأزمة المالية اللبنانية». وتوظف الشركة أكثر من 2,000 موظف في لبنان، وهي واحدة من الشركات الرائدة في البلاد.

في العام الماضي، أوجدت الشركة 1,100 فرصة عمل في لبنان، مما ساعد على تقليل عدد الشباب الذين يغادرون البلاد بحثًا عن فرص عملٍ أكثر جدوى في الخارج. وفي حديثه بعد الإعلان عن إطلاق منح كلية HEC Paris، قال رودولف سعادة، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي للشركة: «مستقبل الدولة يبنيه شبابها. إلتزامًا بجذورنا اللبنانية، وإلتزامًا بالتعليم، قررنا اتخاذ إجراء يتمثل بمنح الطلاب اللبنانيين فرصة للاستفادة من تعليمٍ من الدرجة الأولى».

ويتفق خبراء التعليم على أن العولمة، وظهور اقتصاد المعرفة، قد زاد من الحاجة إلى عقد شراكات استراتيجية بين الأوساط الأكاديمية والصناعة. ويمكن أن تشمل هذه الشراكات البحث التعاوني، والمشاركة في الموقع، والوصول إلى المواهب، والتطوير المهني المستمر.

اقرأ أيضًا:

  ابحث عن أحدث المنح الدراسية من هنا. ولمزيد من القصص، والأخبار، اشترك في نشرتنا البريدية، كما يمكنك متابعتنا عبر فيسبوك، ولينكد إن، وتويتر، وانستجرام، ويوتيوب.

Countries

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى