أخبار وتقارير

د. ريم بهجت رئيسة جامعة مصر للمعلوماتية: نسعى لتخريج كوادر متخصصة تقنيا بمواصفات عالمية

مع تنامي اهتمام مؤسسات التعليم العالي العربية بتخصصات أكاديمية تواكب الثورة الصناعية الرابعة، تبرز جامعة مصر للمعلوماتية، كإحدى الجامعات الأهلية المتخصصة في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، على مستوى الشرق الأوسط وإفريقيا.

وتقود هذه المؤسسة الأكاديمية، الدكتورة ريم بهجت، رئيسة الجامعة، والتي تسعى لربط الطلاب بسوق العمل على المستويين المحلي والدولي، عبر برامج وشراكات مع جامعات عالمية.

وتقول «بهجت»، في مقابلة مع «الفنار للإعلام»، إن فكرة الجامعة بدأت منذ عام 2019، انطلاقًا من اهتمام مصر بالتخصصات المرتبطة بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، مثل الذكاء الاصطناعي، والأمن السيبراني، وعلوم وهندسة البيانات، و الالكترونيات والشبكات.

اقرأ أيضًا: (عميد الهندسة بالجامعة الأمريكية في الشارقة فادي العلول لـ«الفنار للإعلام»: المهارات الناعمة أساسية مع دراسة التقنيات)

ومع أهمية تلك التخصصات لقطاعات مثل الصحة والإعلام، تشير إلى أن نصيب المتخصصين في هذه المجالات أصبح كبيرًا في سوق العمل، في ظل الثورة الصناعية الرابعة، ويشهد تزايدًا ملحوظًا ليس في مصر وحدها، ولكن على مستوى العالم. وتضيف: «من هنا، كان اهتمام الدولة بإنشاء جامعة تخصصية، في تلك المجالات، تعمل على تخريج كوادر على مستوى عالمي».

«بصفتي امرأة، لم أجد صعوبة في حياتي العملية الأكاديمية، وأؤمن أن العمل الأكاديمي لا يفرق بين رجل وامرأة، ويحتاج إلى اجتهاد ورؤية، واختيار جيد لفريق العمل، والتخطيط للمستقبل، والمرونة».

د. ريم بهجت، رئيسة جامعة مصر للمعلوماتية

وتضم الجامعة أربع كليات: الهندسة، وعلوم الحاسب والمعلومات، وتكنولوجيا الأعمال، والفنون الرقمية والتصميم. وقد تم تأسيسها بقرار من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في آب/أغسطس 2021، كجامعة أهلية غير هادفة للربح، ومقرها مدينة المعرفة في العاصمة الإدارية الجديدة، على بعد 60 كيلو مترًا شرق القاهرة.

ويوضح قرار الإنشاء أن الجامعة تستهدف: «الإسهام في رفع مستوى التعليم والبحث العلمي، وتوفير التخصصات العلمية لإعداد المتخصصين والفنيين والخبراء في شتى المجالات، بما يحقق الربط بين أهدافها واحتياجات المجتمع المتطور، وأداء الخدمات البحثية للغير..».

كوادر بمواصفات عالمية

وفي سبيل تخريج كوادر بمستوى عالمي، تقول رئيسة جامعة مصر للمعلوماتية: «درسنا البرامج الأكاديمية في الجامعات العالمية المرموقة، وحددنا برامجنا بالتوافق مع هذه الجامعات، بالإضافة إلى الاتفاقيات مع كبرى الجامعات العالمية، مثل بيردو ويست لافاييت الأمريكية»، المصنفة رقم 4 في مجال الهندسة، وفقًا لتصنيف «يو إس نيوز» 2023، وبموجب الاتفاقية تمنح الجامعة شهادة مزدوجة في هندسة الحاسب، وهندسة الإلكترونيات والاتصالات.

اقرأ أيضًا: (أبرزها ChatGPT.. كيف تستجيب الجامعات لتحديات روبوتات الذكاء الاصطناعي؟)

كما تواكب الجامعة المواصفات العالمية للمعامل الدراسية للجامعات الأجنبية الشريكة، ليمارس الطلاب التجربة كما لو كانوا يدرسون في الخارج. وفي ذلك، تشير «بهجت» إلى إبرامهم اتفاقية مع جامعة منيسوتا توين سيتيز الأمريكية، المصنفة رقم 34 في مجال علوم الحاسب، وفقًا لتصنيف «يو إس نيوز» 2023. وتستفيد من هذه الاتفاقية كلية علوم الحاسب بجامعة مصر للمعلوماتية، بالإضافة إلى اتفاقية مع كلية تلفور للإدارة بجامعة أوتاوا الكندية، فيما لا تزال هناك اتفاقيات أخرى قيد الدراسة.

وتسمح تلك الاتفاقيات لطلاب الجامعة، إذا درسوا السنة النهائية في الجامعات الشريكة، بعد التوافق على المقررات، بالحصول على شهادة مزدوجة من جامعة مصر للمعلوماتية، والجامعة الأجنبية، بحسب د. ريم بهجت.

وتوضح رئيسة جامعة مصر للمعلوماتية، أن وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المصرية، مؤسس الجامعة والداعم لها، تستهدف، بشكل أساسي، تخريج كوادر على مستوى عالمي، تغطي احتياجات سوق العمل، وتجذب الشركات الأجنبية للاستثمار في مصر، وبالتالي ينشط السوق في هذه المجالات.

تأثير مدينة المعرفة

كما تعمل الجامعة على ربط الطلاب بالقطاع الصناعي، وتقول د. ريم بهجت: «هناك اتفاقيات تم توقيعها مع الشركات العالمية والمحلية البارزة في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، منها اتفاقية مع ميكروسوفت، وتيرا داتا، وأي بي إم، وغيرها من الشركات في الطريق، وهو ما يعزز الجوانب العملية في مناهج ومقررات الجامعة، والأدوات والمنصات التي تقدمها تلك الشركات لطلابنا، بالإضافة للتدريب الميداني في الشركات».

وتقول رئيسة الجامعة إن البيئة المحيطة بالجامعة جزء أصيل في التدريب والتعليم للطالب، وليس فقط الجانب الأكاديمي، وبالتالي فإن الوجود في مدينة المعرفة يضيف بُعدًا جديدًا لنجاح الجامعة، بما تضمه من مؤسسات تابعة لوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، مثل معهد تكنولوجيا المعلومات، والمعهد القومي للاتصالات NTI، والأكاديمية الوطنية لذوي الإعاقة، وهي مركز بحثي تطبيقي.

وتضيف أن الجامعة تتعاون مع أكاديمية ذوي الإعاقة في توفير تطبيقات وبرامج وبحوث تفيد هذه الشريحة من المجتمع. وتقدم تلك المؤسسات برامج تدريبية متخصصة لطلاب وخريجي الجامعات، بالتعاون مع الشركات المتخصصة في تلك المجالات، وهو ما يفيد طلاب الجامعة من خلال الاستفادة من البرامج التدريبية العملية لتلك المعاهد في المناهج الدراسية.

كما تستضيف مدينة المعرفة مقرات لشركات ناشئة وتخصصية، بينها 5 شركات في مجال النظم المدمجة، و5 شركات في مجال تصميم الإلكترونيات. وتضم المرحلة الثانية من المدينة 4 أبراج، كل منها 14 طابقًا، وبعد سنوات قليلة سيكون الطالب يدرس المقررات النظرية، وفي نفس الوقت، يمارس جانبًا عمليًا، وتدريبًا داخليا في إحدى الشركات، أو ربما يكون ضمن فريق أحد المشروعات، بما يتيح تدريبًا عمليًا طوال فترة الدراسة، وفقًا لـ «بهجت».

طلاب بمقاييس خاصة

تؤمن د. ريم بهجت، أن مسيرة تخريج كوادر بمواصفات عالمية تتطلب طلابًا بمقاييس خاصة. وعن ذلك، تقول إن «مصر للمعلوماتية» جامعة أهلية أنشأتها الدولة ممثلة في وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، ولا تهدف للربح، وتشرف عليها وزارة التعليم العالي، وتحدد الوزارة الحد الأدنى لمستوى الطالب المتقدم للدراسة في الجامعة.

وتضيف: «أخذنا باعتبارات وزارة التعليم العالي، مع رفع الحد الأدنى نسبيًا، وتم إعلان المصروفات الدراسية، والمنح المتدرجة الممنوحة للطلاب المتفوقين، وصولًا إلى منح كاملة لبعض أوائل طلاب الثانوية العامة، تشمل السكن والمعيشة للمغتربين منهم، مما يُحسّن من جودة الطلاب المتقدمين للدراسة لدينا، ومن ثمَّ رفع مستوى التعليم الذي يعود بالنفع على جميع الطلاب».

وتشير إلى أنه في السنة الأولى من عمر الجامعة، تم تقديم 29 منحة كاملة، وخلال العام الدراسي الجاري تم توفير 21 منحة كاملة، بمبادرة من رئيس الجمهورية المصري، وبدعم من الشركات العاملة في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والبنوك.

«درسنا البرامج الأكاديمية في الجامعات العالمية المرموقة، وحددنا برامجنا بالتوافق مع هذه الجامعات، بالإضافة إلى الاتفاقيات مع كبرى الجامعات العالمية، مثل بيردو ويست لافاييت الأمريكية».

د. ريم بهجت، رئيسة جامعة مصر للمعلوماتية

وعن مساعي الجامعة نحو ربط الطلاب بسوق العمل، تقول أن المقررات الدراسية تتضمن مهارات شخصية، إلى جانب المعرفة الأكاديمية والنظرية، والممارسات العملية، وتركز على ريادة الأعمال والإبداع في بعض الكليات. وتضيف: «هذا بالإضافة إلى أنه لدينا بكالوريوس في ريادة الأعمال والإبداع والابتكار، في كلية تكنولوجيا الأعمال، ونستعين بالأساتذة المتخصصين في تدريس الإبداع والابتكار إلى جانب رجال الصناعة».

وتدرك الجامعة – كما تقول «بهجت» – رغبة بعض الخريجين في أن تكون لديهم أعمالهم الخاصة، وغير مهتمين بالبحث عن وظيفة في السوق، وبالتالي «تعمل الجامعة على تنمية مهاراتهم، وتزويدهم بالأدوات، وتوفر لهم أنشطة إضافية خارج الدراسة. وفيما يتعلق بالمهارات الشخصية، تقدم لهم برامج لغة إنجليزية قوية، ومهارات ناعمة في بعض المقررات، بالإضافة إلى نشاط إضافي خلال فترة الصيف».

مساهمة قوية للمرأة

وفيما تبلغ نسبة الفتيات أكثر من 20% من الطلاب، تتوقع رئيسة الجامعة أن تشهد هذه النسبة زيادة خلال السنوات المقبلة، وتقول: «البرامج الدراسية بالجامعة تجذب الشباب والفتيات معًا، وكلاهما لديه فرصة العمل في هذه المجالات، لأنها مرتبطة بوظائف لا تحتاج مواصفات بدنية معينة، وإنما تحتاج قوة ذهنية وتدريبًا جيدًا، ومعرفة، ومعلومات، ومهارات مختلفة، وأتذكر حين كنت طالبة في علوم الحاسب، أخذت تلك الأسباب في الاعتبار لدراسة هذا المجال».

اقرأ أيضًا: (الذكاء الاصطناعي وإعادة تشكيل التعليم.. فرص يجب إدراكها رغم التحديات)

وعن قيادتها مؤسسة أكاديمية رفيعة، توضح «بهجت» أن الكفاءة في العمل الأكاديمي عامل أساسي، بغض النظر عن النوع الاجتماعي. وتقول: «نعمل ونجتهد. وبصفتي امرأة، لم أجد صعوبة في حياتي العملية الأكاديمية، وأؤمن أن العمل الأكاديمي لا يفرق بين رجل وامرأة، ويحتاج إلى اجتهاد ورؤية، واختيار جيد لفريق العمل، والتخطيط للمستقبل، والمرونة».

د. ريم بهجت، رئيسة جامعة مصر للمعلوماتية، يحاورها محمد الهواري، رئيس تحرير«الفنار للإعلام».

وتضيف أن المرأة في التعليم العالي «لديها ميزة تتمثل في أن إدارتها، وطريقتها لحل المشكلات تكون هادئة وغير حادة وهي مناسبة لطبيعة العلاقة مع الزملاء الأكاديميين، وتوفر بيئة عمل مريحة ومشجعة، وربما ما ينقص بعض السيدات هو عدم التردد في اتخاذ القرارات». وفيما يقود عميدان، وعميدتان، كليات الجامعة الأربع، توضح رئيسة جامعة مصر للمعلوماتية: «لم تكن اختياراتنا لأعضاء هيئة التدريس لاعتبارات نسبة المرأة إلى الرجل في الإدارة العليا، لكن بناءً على الخبرة العملية السابقة، والسيرة الذاتية، ونتيجة المقابلات، ونفس الأمر بالنسبة للمعيدين والإداريين. نحرص على خلق بيئة عمل فيها تعاون وترابط؛ نختلف ونتنوع في الآراء لكن نتقدم سويا إلى الأمام».

وتشير إلى مكتبها الزجاجي مبتسمة، وتقول: «كلنا نرى بعضنا البعض، ونتحرك بفعالية لاتخاذ أي إجراء تجاه أي أمر، ويزيد ذلك من الشعور بجو الألفة ووحدة الهدف، ويساعد على هذا عدد الطلاب المحدود نسبيا في الوقت الحالي، ومع اكتمال مباني الجامعة وزيادة عدد الطلاب ربما يختلف الأمر».

روابط مفيدة:

الموقع الرسمي لجامعة مصر للمعلوماتية

https://eui.edu.eg/ar

الموقع الرسمي لجامعة بيردو ويست لافاييت الأمريكية

https://www.purdue.edu/

الموقع الرسمي لجامعة منيسوتا توين سيتيز الأمريكية

https://twin-cities.umn.edu/

الموقع الرسمي لكلية تلفور للإدارة، في جامعة أوتاوا الكندية

https://telfer.uottawa.ca/en/

اقرأ أيضًا:

Countries

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى