أخبار وتقارير

«ملحق 45».. بودكاست طلابي لمساعدة خريجي الإمارات في العثور على وظائف

بعد خمسة أعوام من جهودهم في مساعدة طلاب السنة الجامعية الأخيرة، على الاستعداد للحياة المهنية، والحصول على الوظائف، أطلقت مجموعة يقودها طلاب من جامعة زايد الإماراتية، مؤخرًا، بودكاست «ملحق 45»، لتقديم خدماتهم للطلاب خارج حرم الجامعة في دبي.

تعمل مجموعة «القادة المهنيون» (CALs) تحت إدارة الشؤون المهنية للطلاب والخريجين بالجامعة، منذ عام 2018. وقد أطلقت بودكاست «ملحق 45» الشهر الماضي. وتقول ريم العوضي، عضوة المجموعة والمؤسِّسة المشاركة للبودكاست، إن الفكرة تهدف لمساعدة الطلاب وحديثي التخرج على التعرف على فرص التطوير المهني، والاستعداد الجيد لسوق العمل.

وتضيف لـ«الفنار للإعلام» أن برنامج «القادة المهنيون» يقدم، منذ إطلاقه، خدمات توظيف مهمة لطلاب جامعة زايد، بما في ذلك ورش عمل عن المهارات الأساسية، والشخصية الحاسمة في تطوير حياتهم المهنية، لكن المجموعة أرادت جعل خدماتها في متناول الجميع، وهكذا بدأت فكرة البودكاست.

منذ إنشائه، يقدم برنامج «القادة المهنيون» خدمات توظيف مهمة لطلاب جامعة زايد، لكننا أردنا جعل  خدمات المجموعة في متناول الجميع. وهكذا بدأت فكرة البودكاست.

ريم العوضي، عضوة فريق تأسيس بودكاست «ملحق 45».

يقدم بودكاست «ملحق 45»، الذي يحمل اسم رقم غرفة المجموعة، نصائح لمساعدة الشباب الباحثين عن عمل، على تجنب الأخطاء المتكررة في السير الذاتية الضعيفة، وقلة الاستعداد، ومحدودية المعرفة بسوق العمل. وتوضح «العوضي»: «هدفنا تمكين الطلاب حتى يعرفوا، عندما يبدأون البحث عن وظائف، ما يتوجب عليهم فعله، ويمكنهم اتباع مساراتهم الخاصة دون خوف من عدم الاستعداد، أو عدم الوعي بسوق العمل».

مفهوم جديد في الإمارات

يعتبر عمل مجموعة «القادة المهنيين» في جامعة زايد مفهومًا مبتكرًا في دولة الإمارات العربية المتحدة. وتضم المجموعة أعضاء في كل كلية لإطلاع الطلاب على خدماتهم، وأهمية تزويد أنفسهم بالمهارات التي سيحتاجون إليها في بيئة عمل تنافسية.

ريم العوضي، عضوة مجموعة «القادة المهنيون»، والمؤسِّسة المشاركة للبودكاست (CALs).

وعن ذلك، تقول «العوضي»: «هناك حاجة كبيرة للمجموعة، وأن يكونوا مركزًا دائمًا في متناول جميع شبابنا. تعدّ المجموعة و«ملحق 45» المبادرة الأولى من نوعها في الإمارات، حيث لا توجد معلومات كافية حول واقع سوق العمل». وتستهدف الحلقات الأولى من البودكاست، شرح مفاهيم سوق العمل، وتعريف الطلاب على أماكن البحث عن وظائف.

وسيحمل «البودكاست» مجموعة متنوعة من المعلومات، بما في ذلك الاستراتيجيات الاقتصادية، واستراتيجيات العمل في الإمارات، وإشعارات عن التخصصات الجديدة ومعارض التوظيف، وإرشادات حول كيفية بناء محفظة وسيرة ذاتية، وكيفية التحضير لمقابلات العمل، والمهارات اللازمة لوظائف محددة. وفيما ستخدم بعض الحلقات الطلاب في أرجاء العالم، ستكون حلقات أخرى ذات صلة بالشباب الإماراتي فقط، وبعضها سيستهدف طلاب جامعة زايد على وجه التحديد. وستكون الحلقات باللغة الإنجليزية، أو العربية، حسب الجمهور المستهدف.

التركيز على وظائف القطاع الخاص

وفق المجموعة، فإن محتوى البودكاست يتماشى مع رؤية الدولة لتعزيز فرص توظيف الشباب الإماراتي في القطاع الخاص، وهو عنصر أساسي في خطة الإمارات المئوية 2071. وسيتضمن البودكاست حلقات خاصة حول «نافس»، وهو برنامج أطلقته الحكومة في عام 2021 ، هدف مساعدة  الإماراتيين على متابعة الوظائف في القطاع الخاص، من خلال تقديم حوافز مالية وتدريبية.

اقرأ أيضًا: «نافس».. منصة إماراتية لربط الخريجين بسوق العمل

يتمثل جوهر استراتيجية الحكومة في تزويد المزيد من الإماراتيين بالمهارات المرتبطة بسوق العمل، وتحديدًا الكفاءات في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، والتي يزداد الطلب عليها في عصر نمو الاقتصاد الرقمي. ومع ذلك، تحول العديد من العوائق دون زيادة توظيف الإماراتيين في القطاع الخاص، ويشمل ذلك الفجوة بين التعليم، وما يحتاجه سوق العمل، والتصورات الثقافية، والاختلافات في التعويضات والمزايا عبر القطاعات.

التوظيف بعد كوفيد-19 

من جانبها، تؤكد نور أحمد، زميلة «العوضي» وعضوة فريق تأسيس البودكاست، على أهمية البحث الأكاديمي في اتجاهات التوظيف بعد الاضطرابات الناجمة عن جائحة كوفيد-19. وتضيف: «كان لكوفيد-19 تأثير كبير على سلوك الناس. لاحظنا أنهم أكثر تركيزًا على تطوير الذات، وأكثر وعيًا بمسارهم وما يريدون تحقيقه».

«يدرك الطلاب أن بإمكانهم إيجاد وظيفة بدلًا من انتظار الحصول على واحدة. على سبيل المثال، أنشأ طلاب الفنون شركات تغليف، فيما خطط طلاب التسويق، استراتيجيات التسويق والملفات التعريفية لشركاتٍ صغيرة، ويقوم طلاب تكنولوجيا المعلومات بعمل الترميز الخاص بهم وبيعه عبر الإنترنت، ويحاول الجميع الإبداع وعمل ما يمكنهم فعله بمعرفتهم».

نور أحمد، عضوة فريق تأسيس بودكاست «ملحق 45».

وتوضح أن بعض بعض التخصصات أصبحت أكثر جاذبية، فيما صار الطلب على الدورات الرقمية أعلى، مشيرة إلى أن الطلاب يبحثون الآن عن الابتكار والخبرة والمهارات، ولا يبحثون عن مجرد مناهج دراسية، بحيث تعبيرها. وتقول إن هناك أيضًا اهتمام أكبر بالدراسات المالية والتجارية، وقد أسس العديد من الخريجين أعمالهم الخاصة.

اقرأ أيضًا: حوارات «الفنار للإعلام»|وظائف المستقبل في ظل فجوة المهارات.. من أين نبدأ؟

نور أحمد، عضوة مجموعة «القادة المهنيون»، والمؤسِّسة المشاركة للبودكاست (CALs).

وتقول: «يدرك الطلاب أن بإمكانهم إيجاد وظيفة بدلًا من انتظار الحصول على واحدة. على سبيل المثال، أنشأ طلاب الفنون شركات تغليف، فيما خطط طلاب التسويق استراتيجيات التسويق والملفات التعريفية لشركاتٍ صغيرة، ويقوم طلاب تكنولوجيا المعلومات بعمل الترميز الخاص بهم وبيعه عبر الإنترنت، ويحاول الجميع الإبداع وعمل ما يمكنهم فعله بمعرفتهم».

وفي معرض حديثها عن تركيز الحكومة على القطاع الخاص، أشارت إلى انتقال بعض الخريجين الآن إلى القطاع الخاص بدلًا من القطاع العام، مستدركة: «لكنه تغيير بطيء. نحتاج إلى تغيير طريقة التفكير أولًا، وليس السلوك فقط».

نحو المزيد من الدراسات العملية

وتقول ميثاء الفلاسي، العضوة في «القادة المهنيون»، إن المجموعة تحثّ الجامعة على إنشاء دورات جديدة تتماشى بشكل أكبر مع المهارات المطلوبة للوظائف. وتشير إلى أن معظم التخصصات نظرية «بينما نحتاج إلى تعزيز الجانب العملي للدراسة. نحن نعمل على مثل هذا المشروع، وسنقدمه قريبًا إلى إدارة الجامعة».

«ملحق 45».. بودكاست طلابي لمساعدة خريجي الإمارات في العثور على وظائف
ميثاء الفلاسي، عضوة مجموعة «القادة المهنيون»، والمؤسِّسة المشاركة للبودكاست (CALs).

وفي الوقت نفسه، تروّج المجموعة لخدماتها من خلال تنظيم معارض للتوظيف حضرتها أكثر من 80 شركة خاصة وشبه حكومية. وبتفصيل أكثر، تضيف «الفلاسي»: «تعمل المجموعة، عن كثب، مع الطلاب المتقدمين للوظائف التي ينشرها قسم التوظيف. نجري مقابلات وهمية لتهيئتهم، لكننا نطلب أيضًا من ممثلي العلاقات الإنسانية في الشركات إجراء المقابلات الفعلية في صالة الانتظار الخاصة بنا. نقوم في الواقع باستقدامهم إلى هنا».

اقرأ أيضًا:

  ابحث عن أحدث المنح الدراسية من هنا. ولمزيد من القصص، والأخبار، اشترك في نشرتنا البريدية، كما يمكنك متابعتنا عبر فيسبوك، ولينكد إن، وتويتر، وانستجرام، ويوتيوب.

Countries

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى