أخبار وتقارير

«نيتشر» تتيح النشر المجاني للباحثين من 11 دولة عربية

لن يضطر باحثو 11 دولة عربية إلى الدفع مقابل نشر أبحاثهم في المجلة العلمية المرموقة «نيتشر» (Nature)، والمجلات البحثية المرتبطة بها، مثل «نيتشر كيمستري» (Nature Chemistry) و«نيتشر كلايمت تشينج» (Nature Climate Change).

ففي وقتٍ سابق من شهر كانون الثاني/ يناير، أعلنت «سبرنجر نيتشر»، الشركة الأم لمجلات «نيتشر»، إنشاء صندوق لتغطية تكلفة نشر الأبحاث في إطار نموذج «الوصول المفتوح الذهبي» للمؤلفين من أكثر من 70 دولة منخفضة الدخل. ويعني الوصول المفتوح الذهبي إتاحة المقالات مجانًا على الإنترنت ليقرأها أي شخص بمجرد نشرها.

والدول العربية المؤهلة للاستفادة من تلك المبادرة، هي: الجزائر، وجزر القمر، وجيبوتي، ومصر، ولبنان، وموريتانيا، والمغرب، وفلسطين، والصومال، وتونس، واليمن. وبينما تتضمن قائمة البنك الدولي للبلدان منخفضة الدخل كلًا من سوريا والسودان، إلا أن البلدين غير مدرجين في المبادرة.

ويدفع المؤلفون عادةً رسومًا لمعالجة المقالة (APC) لنشر أبحاثهم بهذه الطريقة. وإذ يجعل هذا النموذج نتائج البحث متاحة على نطاق أوسع، إلا أنه كان يضع الباحثين في الدول الفقيرة في وضع غير مناسب، قبل إعلان المبادرة الأخيرة.

وبموجب مبادرة «سبرنجر نيتشر» الجديدة، سيتم إخطار المؤلفين من البلدان المؤهلة، والذين تم قبول أوراقهم البحثية الأولية للنشر، بأن أوراقهم سيتم نشرها وفق آلية الوصول المفتوح الذهبي، وأن الشركة ستغطي رسوم معالجة المقالة. وبإمكان المؤلفين إلغاء ذلك إذا لم يرغبوا في نشر أوراقهم في إطار الوصول المفتوح.

«أنا متحمسة لأننا، ومن خلال هذه الخطوة، نتقدم خطوة أخرى نحو جعل نشر الأبحاث أكثر إنصافًا، وإتاحة الوصول إلى المعرفة العلمية على مستوى العالم».

ماجدالينا سكيبر، رئيسة تحرير مجلة «نيتشر»

وتشير مؤسسة «سبرنجر نيتشر» إلى أن المبادرة تدرك أن التمويل المحلي نادرًا ما يكون متاحًا للنشر مفتوح الوصول في منشورات متخصصة مثل دوريات «نيتشر». وتقول إن المجلات تتحمل تكاليف تشغيل عالية بسبب فرق التحرير الداخلية ومعدلات القبول المنخفضة، ما يجعل من الصعب على المؤلفين من البلدان منخفضة الدخل، نشر أبحاثهم فيها.

نحو جعل النشر أكثر إنصافًا

وتقول ماجدالينا سكيبر، رئيسة تحرير مجلة «نيتشر»، في بيانٍ صحفي، إن الوصول المفتوح يجعل البحث متاحًا لأكبر عدد ممكن من الجمهور، ويعزز الوصول المفتوح للعلم، والتعاون العلمي. وتضيف: «أنا متحمسة لأننا، ومن خلال هذه الخطوة، نتقدم خطوة أخرى نحو جعل نشر الأبحاث أكثر إنصافًا، وإتاحة الوصول إلى المعرفة العلمية على مستوى العالم»، مشيرة إلى أن الخطوة تتماشى أيضًا مع التزام المجلة بنشر أهم التطورات في جميع فروع البحث.

مخاطبة جمهور أوسع

وتعتقد نوال عبد اللطيف مامي، نائب مدير جامعة محمد لمين دباغين (سطيف 2)، للعلاقات الخارجية، بالجزائر، أن المبادرة ستفيد علماء بلادها بشكل كبير، حيث لا تُفرَض تكاليف على المؤلف أو القارئ.

وكتبت «مامي» لـ«الفنار للإعلام»: «سيتمكن المؤلفون من مخاطبة جمهور أوسع، دون الحاجة لدفع مصروفات مراسلة المجلة. سيتم الآن الوصول إلى المقالات بسهولة، بغض النظر عن الوضع الاقتصادي، أو الجغرافي». كما تشير إلى أن هذه الخطوة تعني الانتشار السريع لنتائج الأبحاث التي يمكن أن تؤدي إلى تعاون علمي جديد.

وترى أن سهولة الوصول إلى المواد البحثية من جميع المجالات، ستعزز المساعي البحثية البينية، متعددة التخصصات، بالإضافة إلى التأثير طويل المدى للمبادرة على جودة البحث الوطني، على وجه الخصوص، عند البحث داخل المقالات، أو التوصية بها ومشاركتها مع الآخرين، على حد قولها.

العديد من مجلات «نيتشر»

وتوضح «سبرنجر نيتشر» أن هذه المبادرة تنطبق على الأبحاث الأولية المقبولة للنشر في «نيتشر»،  والمجلات التحويلية ذات الانتقائية العالية في «محفظة نيتشر» (Nature Portfolio) أثناء انتقالها إلى الوصول المفتوح. لا يشمل هذا العرض المنشورات الأخرى التابعة لـ«نيتشر» والتي يمكن الوصول إليها بشكل كامل، مثل مجلات (Nature Communications) و(Scientific Reports). (انظر البيان الصحفي للإطلاع على قائمة تضم ما يقرب من 40 مجلة تغطيها المبادرة).

وتقول ديبورا سويت، نائب رئيس مجلات «نيتشر»: «كجزء من مؤسسة سبرنجر نيتشر، نحن ملتزمون بدعم الانتقال إلى الوصول المفتوح، وجزء من هذا يتمثل في ضمان تمكين المؤلفين من البلدان الأقل تمويلًا، والذين يرغبون في نشر الوصول المفتوح في هذه المجموعة الفريدة من العناوين، على القيام بذلك».

وتأتي هذه المبادرة إلى جانب برنامج آخر يسمح للمؤلفين في بعض البلدان بطلب خفض جزئي على تكاليف معالجة المقالات للنشر في واحدة من حوالي 600 مجلة مفتوحة الوصول تابعة لمؤسسة «سبرنجر نيتشر».  وتقول الشركة إنها تنازلت عن 18 مليون يورو (19.6 مليون دولار) من رسوم معالجة المقالات، بموجب هذا البرنامج في عام 2021.

اقرأ أيضًا:

  ابحث عن أحدث المنح الدراسية من هنا. ولمزيد من القصص، والأخبار، اشترك في نشرتنا البريدية، كما يمكنك متابعتنا عبر فيسبوك، ولينكد إن، وتويتر، وانستجرام، ويوتيوب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى