أخبار وتقارير

من الانكفاء إلى الانفتاح.. مبادرة أكاديمية في قطر لرصد السياسات اللغوية

بعد سنوات من البحث وتدريس اللغة العربية، أطلق يحيى عبد المبدي محمد، الأستاذ المشارك في اللغة العربية بجامعة جورجتاون في قطر، مؤخرًا، مبادرة أكاديمية لرصد السياسات اللغوية، وعلاقاتها بالعلوم الأخرى.

ويقول، في تصريح لـ«الفنار للإعلام»، عبر «زووم»، إن غياب خريطة تعريفية لواقع السياسات اللغوية وعلاقاتها بالعلوم الأخرى في العالم العربي، كان الدافع الأكبر لطرح مبادرة عن الواقع اللغوي، تبدأ من دولة قطر، على أن تشمل الدول العربية كافة لاحقًا، كما يأمل.

سياسات الواقع اللغوي في قطر

تخرج «محمد»، في كلية الآداب بجامعة القاهرة في العام 1992، ونال من الكلية نفسها، في وقت لاحق، درجة الدكتوراه في تخصص الدراسات اللغوية السامية. ثم انتقل إلى الولايات المتحدة الأمريكية، حيث عمل بالتدريس في عدد من جامعاتها، ومنها: جامعة ميريلاند، وجامعة جورج واشنطن، وجامعة جورجتاون بواشنطن العاصمة.

ترصد المبادرة الجديدة، سياسات الواقع اللغوي في قطر، وعلاقاته بالجوانب المحيطة، مثل الطبقات الاجتماعية، والدين، والجندر، والطبقات العاملة، وكذلك السياسة والثقافة، وذلك من خلال ورش تدريبية يشارك فيها أكاديميون، ومتخصصون في اللغة العربية.

وبحسب الجامعة، فإنه بالإضافة إلى الاستكشاف المتعمق ومناقشة الجهود البحثية الحالية، يستخدم الباحثون مناهج إثنوغرافية لتقديم رؤى جديدة ومبتكرة قائمة على التجربة العملية «بهدف معالجة الثغرات في الجهود البحثية، والمساهمة بمعرفة جديدة في فهمنا للظروف اللغوية الاجتماعية في قطر».

البحوث المقدمة في المبادرة ستغطي بعض المسائل ذات الأهمية الأكاديمية والاجتماعية معًا، مثل أثر التنوع العرقي في المشهد اللغوي في قطر، وسياسات حماية اللغة العربية، وصلتها بمسائل الهوية والأمن اللغوي.

عماد عبد اللطيف، أستاذ مشارك في قسم دراسات اللغة العربية بجامعة قطر.

ويقول الأستاذ المشارك في اللغة العربية بجامعة جورجتاون في قطر، إن هناك نقصًا كبيرًا في المعلومات والمعرفة، عن واقع اللغة وعلاقاتها بالعلوم الأخرى في العالم العربي، فضلًا عن دور اللغة كوسيلة لكشف التحولات المجتمعية التي نعيشها. ويوضح أنه يستهدف أن تكون مبادرته آلية لسد الفجوة المعرفية حول قضية اللغات في عالمنا العربي، بدون أجندة سياسية.

أطلس للغات في العالم العربي

ويطمح الأكاديمي المصري إلى أن تتوج جهود الباحثين المشاركين في ذلك المشروع إلى تأليف أطلس للغات في العالم العربي، يرصد الظواهر الاجتماعية اللغوية، ويكون مرجعًا للمكتبة العربية عن سرديات اللغة في المنطقة.

وبالمثل، تقول ميسبا بهاتي، محللة بحوث بمركز الدراسات الدولية والإقليمية بجامعة جورج تاون قطر، في مقابلة مع «الفنار للإعلام»، عبر البريد الإلكتروني، إن المبادرة تهدف إلى دراسة الحقائق الحية لاستخدام اللغة، وتشكيل الهوية اللغوية، والتواصل بين الثقافات في قطر.

صورة تعبيرية لمبادرة «عرض المشهد اللغوي في دولة قطر» (مركز الدراسات الدولية والإقليمية بجامعة جورجتاون قطر).

وبدوره، يرى منتصر الحمد، الأستاذ المشارك في مركز اللغة العربية بجامعة قطر، في تصريح لـ«الفنار للإعلام»، أن اللغة كائن حي، يتأثر بمجموعة من التأثيرات الخارجية والداخلية، مشيرًا إلى أن هذه التأثيرات تتفاوت قياسًا على حجم العوامل المتداخلة معها. ويشير إلى ما شهدته قطر من النمو المجتمعي، والانفتاح على مشروعات عالمية، نتيجة تغير فلسفة الدولة من الانكفاء والاكتفاء بالداخل، إلى الانفتاح الشديد على الخارج، على حد قوله.

ويقول الأكاديمي الذي عمل في السابق كمحاضر للدراسات العربية والشرقية بجامعة مانشستر متروبوليتان البريطانية، إن هذا الانفتاح يتزامن مع العديد من التحديات والتأثيرات على أداة التواصل وهي اللغة، مضيفًا أنهم يعملون في الورشة البحثية، خلال المبادرة، على دراسة هذه التغيرات، ووصف السياق اللغوي، في الداخل القطري، مع هذه التحولات.

غياب خريطة تعريفية لواقع السياسات اللغوية وعلاقاتها بالعلوم الأخرى في العالم العربي، كان الدافع الأكبر لطرح مبادرة عن الواقع اللغوي، تبدأ من دولة قطر، على أن تشمل الدول العربية كافة لاحقًا.

يحيى عبد المبدي محمد، الأستاذ المشارك في اللغة العربية بجامعة جورجتاون في قطر.

ويضيف أن نتائج هذه الورش البحثية من شأنها توفير مادة غزيرة، وغير منحازة لأصحاب القرار، أو الباحثين،  من أجل المساعدة في تصميم السياسات اللغوية، مشددًا على أنهم يسعون لرصد المشكلة في إطارها الحقيقي دون تهويل أو تقليل «لأننا غير معنيين بتقديم حلول».

الهوية والأمن اللغوي

ومن جانبه، يقول عماد عبد اللطيف، أستاذ مشارك في قسم دراسات اللغة العربية بجامعة قطر، وأحد المشاركين في الورشة التدريبية للمبادرة، إن المبادرة تهدف إلى المساهمة في التعرف على المشهد اللغوي في دولة قطر بأبعاده المختلفة.

ويضيف، في تصريح لـ«الفنار للإعلام» أن البحوث المقدمة في المبادرة ستغطي بعض المسائل ذات الأهمية الأكاديمية والاجتماعية معًا، مثل أثر التنوع العرقي في المشهد اللغوي في قطر، وسياسات حماية اللغة العربية، وصلتها بمسائل الهوية والأمن اللغوي.

ويقول «عبد اللطيف» إنه يأمل أن تكون البحوث المقدمة ذات طابع ميداني، حتى تتشكل صورة دقيقة للواقع اللغوي في دولة قطر. ويشرح فكرته أكثر: «نحن بحاجة إلى بيانات شاملة، لفهم عمليات التفاعل والتطور اللغويين في عالم يتغير على نحو متسارع. ويكتسب فهم هذه العمليات أهمية خاصة في دولة قطر، لكونها تقدم نموذجًا يتشابه هيكليًا مع معظم دول الخليج العربي، لكنها تختص بسياسات لغوية تضع حماية اللغة الوطنية ضمن أولوياتها».

اقرأ أيضًا:

  ابحث عن أحدث المنح الدراسية من هنا. ولمزيد من القصص، والأخبار، اشترك في نشرتنا البريدية، كما يمكنك متابعتنا عبر فيسبوك، ولينكد إن، وتويتر، وانستجرام، ويوتيوب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى