أخبار وتقارير

من التلقين إلى «الرؤى الثورية».. ما الذي يعوق تطوير التعليم؟

في الطريق من التعليم التلقيني القائم على الحفظ، إلى محاولات إرساء أسس لعملية تعليمية إبداعية، عقبات وتحديات تتفاوت من مجتمع إلى آخر. ويحتاج قادة التعليم العالي، وصناع السياسات، إلى العمل على تذليل تلك الصعاب، وتجاوزها.

كان هذا محور نقاش جلسة حول التفكير الإبداعي، ضمن فعاليات مؤتمر نظمته شركة كواكواريلي سيموندس البريطانية، في مصر، مؤخرًا، بالتعاون مع كلية وارتون بجامعة بنسلفانيا الأمريكية، تحت عنوان: «كيو إس – وارتون لإعادة تخيّل التعليم».

وخلال هذا المؤتمر، الذي استضافته جامعات المعرفة الدولية (The Knowledge Hub)، بالعاصمة الإدارية الجديدة، شرق القاهرة، استعرض خبراء، وأكاديميون، ومسؤولون سابقون رؤاهم حول التحول في أنظمة التعليم. وتحدث وزير التربية والتعليم المصري السابق، الدكتور طارق شوقي عن تجربته في محاولة تغيير نظام التعليم في بلاده، وتحديدًا في مراحل التعليم الأساسي، منذ رياض الأطفال، وحتى الثانوية العامة التي تؤهل الطلاب للالتحاق بالمرحلة الجامعية.

اقرأ أيضًا: (حوارات «الفنار للإعلام»|وظائف المستقبل في ظل فجوة المهارات.. من أين نبدأ؟).

وقال «شوقي» إن مصر كانت في حاجة ماسة لتغيير منظومة التعليم، واستحداث أنظمة جديدة مختلفة قائمة على التفكير والتعليم الإبداعي، لتحويل المجتمع بأكمله إلى بيئة تعليمية ناجحة «تنفيذًا لرغبة القيادة السياسية المصرية من أجل خلق نظام تعليمي مختلف يواكب التغيرات العالمية».

«رفض أولياء الأمور التغيير بشكل مطلق. حاولنا التغيير من طريقة تفكيرهم، وإقناعهم بأن الأمر يصب في مصلحة أبنائهم بعد انتهاء مسيرتهم التعليمية، وأن يصبحوا مبدعين، مع امتلاك الإمكانيات التي تساعدهم في تلبية متطلبات سوق العمل بعد تخرجهم، ولكن كانت النتيجة الرفض التام لأي مقترحات».

الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم المصري سابقًا.

وأشار المسؤول السابق إلى تنفيذ تكليف رسمي بإنشاء منصة تبث المواد التعليمية للطلاب بطريقة حديثة ومبتكرة، بعيدة عن منهجية التعليم في الماضي، إلى جانب تعديل آليات تصحيح الاختبارات، وأن تكون بطريق آلية دون أي تدخل من العنصر البشري لتلافي الأخطاء التي كانت تحدث في الماضي. وعلّق قائلًا: «كانت خطوة ثورية، حيث استهدفنا أكثر من 14 مليون طالب في المنظومة الجديدة».

وفيما تحدث الدكتور طارق شوقي عن استجابة الطلاب للنظام الجديد، وترحيبهم بالعملية التعليمية المختلفة عما كان في السابق، قال إن المشكلة الكبيرة للغاية تمثلت في رفض أولياء الأمور للعملية الجديدة، وتمسكهم بالنظام القديم القائم على التلقين والحفظ، دون الاتجاه لإعلاء قيمة التفكير.

وأوضح: «رفض أولياء الأمور التغيير بشكل مطلق. حاولنا التغيير من طريقة تفكيرهم، وإقناعهم بأن الأمر يصب في مصلحة أبنائهم بعد انتهاء مسيرتهم التعليمية، وأن يصبحوا مبدعين، مع امتلاك الإمكانيات التي تساعدهم في تلبية متطلبات سوق العمل بعد تخرجهم، ولكن كانت النتيجة الرفض التام لأي مقترحات».

اقرأ أيضًا: (شراكة بين «الفنار للإعلام» وتصنيف «كيو إس» الأكاديمي لخدمة طلاب الجامعات العرب).

وبعد استعراض ملامح من تجربته، أشار المسؤول المصري السابق إلى وجود حاجة ماسة للاستفادة من أنظمة التعليم المختلفة، والاتجاه إلى التركيز على تغيير عقليات أولياء الأمور، قائلًا إن عليهم تفهم ضرورة تغيير أنظمة التعليم القديمة، إلى أخرى رقمية، يستفيد منها الطلاب، لاكتساب المهارات المطلوبة، بعيدًا عن دراسة مناهج تقليدية لا يستفيدون منها شيئًا، على حد قوله.

وفي ختام حديثه، قال الدكتور طارق شوقي إن النظام الذي أراده للتعليم الأساسي في مصر، كان يستهدف «خلق الابتكار، وأن يتم استخدام التكنولوجيا لقياس مخرجات التعليم، وقياس مدى قدرة الطلاب على الإبداع، بدلًا من الطريقة التقليدية».

دمج التعليم الأساسي مع المرحلة الجامعية

ومن جانبه، اقترح البروفيسور جون لاثام، نائب رئيس جامعة كوفنتري البريطانية، ضرورة دمج التعليم الأساسي مع التعليم العالي دون الفصل بينهما، حتى يركز المنظور الأكاديمي على المهارات التي يكتسبها الطلاب. وقال: «هذا يقودنا لمرحلة التعليم الصحيح والمتواصل دون الفصل بين المراحل التعليمية المختلفة».

«حين يتم تعميم النظام التعليمي الجديد على الطلاب، ويأخذ دورته تكون نتائجه مبهرة على مستوى سوق العمل في النهاية، وذلك من خلال وجود عمال مهرة، يفكرون بطرق جديدة إبداعية، بعيدًا عن الأفكار التقليدية التي لا تلبي المتغيرات الحديثة حول العالم».

الدكتور جواد يوسف، الأستاذ المساعد في الهندسة الكهربائية بجامعة أبو ظبي.

وأضاف أن هذا الدمج المأمول يجعل الطلاب يقبلون على المرحلة الجامعية بمهارات تساعدهم في التجاوب مع احتياجات سوق العمل. كما أشار إلى أن النظام التعليمي في بريطانيا، يعمل دائمًا على تدريب المعلمين، والأساتذة في الجامعات، من خلال التجارب المختلفة لنقلها للطلاب، مما يساعد في تزويد الطلاب بالمهارات الحديثة التي تعزز من قدراتهم.

ورأى نائب رئيس جامعة كوفنتري البريطانية، ضرورة المساواة في الفرص التعليمية، في إطار محدد، وبمعايير معروفة لدى الجميع، حتى يكون ذلك بداية لطريق تعليمي محترف، يساعد في خروج الطلاب بنتائج إيجابية، تعزز من مهاراتهم في المستقبل.

https://www.bue.edu.eg/

كسر العوائق نحو التغيير

وبالمثل، دعا الأستاذ المساعد في الهندسة الكهربائية بجامعة أبو ظبي، الدكتور جواد يوسف، إلى ضرورة كسر جميع العوائق، واللجوء إلى إجراء تغيير حديث وفعال في المناهج التعليمية، من أجل التوصل إلى مفهوم التعليم الإبداعي القائم على الابتكار، والتفكير خارج الصندوق بدلًا من العملية التعليمية القديمة التي أصبحت لا تتناسب مع متطلبات السوق العالمي الآن.

وأضاف أن تغيير النظام التعليمي ليس بالسهولة المطلوبة «ولكن الأمر صعب للغاية على مستوى المدارس والجامعات لتعميم الأفكار الجديدة»، موضحًا أنه حين يتم تعميم النظام التعليمي الجديد على الطلاب، ويأخذ دورته تكون نتائجه مبهرة على مستوى سوق العمل في النهاية، وذلك من خلال وجود عمال مهرة، يفكرون بطرق جديدة إبداعية، بعيدًا عن الأفكار التقليدية التي لا تلبي المتغيرات الحديثة حول العالم، بحسب تعبيره.

اقرأ أيضًا:

  ابحث عن أحدث المنح الدراسية من هنا. ولمزيد من القصص، والأخبار، اشترك في نشرتنا البريدية، كما يمكنك متابعتنا عبر فيسبوك، ولينكد إن، وتويتر، وانستجرام، ويوتيوب.

Countries

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى