أخبار وتقارير

تدريس العربية لغير الناطقين بها.. تجارب طلابية ومحاولات لتحديث المناهج

مع تعدد أقسام تدريس اللغة العربية لغير الناطقين بها في جامعات عربية عدة، تبدو التحديات التي تواجه هذا الملف المرتبط بالتبادل الثقافي والتعليمي، دافعًا لبعض المؤسسات الأكاديمية لمحاولة تحديث ما تقدمه للدارسين.

وفي سبيل تطوير الممارسة التعليمية، قالت رئيس قسم اللغة العربية والدراسات الإسلامية بجامعة البحرين، الدكتورة ضياء عبد الله الكعبي، إن لجنة من أساتذة القسم، تعكف على تطوير محتوى إلكتروني بشأن تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها.

ووفق بيان من الجامعة، أمس الأول (الثلاثاء)، أضافت المسؤولة الأكاديمية أن التغيرات واالتحولات الكبرى فرضت واقعًا جديدًا لأجيال جديدة، وتساؤلات عن اغتراب اللغة واغتراب الشباب، مشيرة إلى عدة مبادرات لرفع مستوى اللغة العربية، وتعليمها للناطقين بغيرها، ودعمها عبر مراكز بحثية متخصصة.

تجارب طلابية وتدريسية

وبينما تمضي الجامعات في نهجها نحو الاستفادة من الفضاء الإلكتروني، يقول أنس هأميى، وهو طالب تايلاندي، بمرحلة الدراسات العليا في قسم اللغة العربية بجامعة الأزهر في مصر، إن إقباله على تعلم العربية مرتبط برغبته في فهم القرآن الكريم، وعلوم الدين فهمًا صحيحًا. ويضيف، في تصريح لـ«الفنار للإعلام»، أن دراسته اللغة العربية جعلته يعمل مترجمًا، ومدرسًا للأجانب، جنبًا إلى جنب مع انتظامه في صفوف الدراسة.

التعلم عن بُعد

وبعد عشرة أعوام من اشتغالها بالتدريس في هذا المجال، تقول شيماء أحمد، التي تخرجت في كلية التجارة/قسم اللغة الإنجليزية بالأزهر، إن ممارسة التدريس عن بعد، أفاد كثيرين ممن لا يستطيعون الحضور للدراسة بالجامعات.

تحصي الدراسة تحديات تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، فتقول إن من بين تلك التحديات ما يخص المعلم، وخاصة ضعف التأهيل المهني، ما يجعله بحاجة إلى تدريب أكثر للإلمام بالأساليب الحديثة في تعليم اللغة العربية.

وترفض مدرسة اللغة العربية لغير ناطقيها، اعتبار لغة الضاد أصعب اللغات في التعلم. وتقول، في تصريح لـ«الفنار للإعلام»،  إن مكمن الصعوبة في تعلم اللغة العربية يرتبط بمدى رغبة المتعلم في الاستمتاع بجماليات اللغة العربية، وهو ما يحتاج إلى المزيد من الوقت، على حد قولها.

وبدوره، يقول الطالب مارك باباي، مجري الجنسية، ويدرس اللغة العربية في الجامعة الأمريكية بالقاهرة، إن تعلمه في مركز دراسات اللغة العربية بالجامعة، لمدة عام واحد، ساعده في أن يتمكن من دراسة الماجستير في برنامج تدريس اللغة لغير الناطقين بها.

دراسات أكاديمية

وتتعدد الدراسات الأكاديمية حول هذا الموضوع، ومنها البحث المنشور العام الماضي، بمجلة اللغة العربية للأبحاث التخصصية (تصدر عن المعهد الماليزي للعلوم والتنمية)، للأستاذ المشارك بكلية الآداب بجامعة الملك فيصل بالسعودية، الدكتورة نادية لطفي ناصر.

وتحصي الدراسة تحديات تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، فتقول إن من بين تلك التحديات ما يخص المعلم، وخاصة ضعف التأهيل المهني، ما يجعله بحاجة إلى تدريب أكثر للإلمام بالأساليب الحديثة في تعليم اللغة العربية، كما أن استعمال المعلم في الشرح، اللهجة العامية، يجعل كلامه غير مفهوم مما يصعب عملية التعلم، وكذلك عدم التدريب على وسائل التقنية الحديثة، لاستخدامها في عملية التعلم، بحسب الدراسة.

وتستعرض الدراسة حزمة مقومات من شأنها مساعدة المعلم في أداء مهمته، ومنها: الثقافة العامة، وسعة الاطلاع، والاتزان النفسي والتسامح وعدم الانفعال، والتفاؤل

ووفق الدراسة نفسها، يجب على معلم اللغة العربية للناطقين بغيرها، أن يتمكن من مهارات اللغة استماعًا، وتحدثًا، وقراءة، وكتابة، وأن يهتم أيضًا بالجانب الصوتي للغة لما له من أهمية، وأن يُكثر من التدريب على الأصوات التي ليس لها مقابل في اللغات الأخرى، وأن يتقن استخدام المعاجم والقواميس العربية، مع استخدام العربية الفصيحة المعيارية في عملية التدريس، وخارج الفصل. كما تدعو الباحثة، معلمي اللغة العربية لغير الناطقين بها، إلى ضرورة التعرف على علم اللغة العام، وعلم النفس اللغوي، والعمل على توظيف بيئة الفصل، والمجتمع في تنمية المهارات اللغوية للطلاب، وأن يتقن استخدام المعاجم والقواميس بلغة المتعلم.

ووفق الدراسة نفسها، يجب على معلم اللغة العربية للناطقين بغيرها، أن يتمكن من مهارات اللغة استماعًا، وتحدثًا، وقراءة، وكتابة، وأن يهتم أيضًا بالجانب الصوتي للغة لما له من أهمية، وأن يُكثر من التدريب على الأصوات التي ليس لها مقابل في اللغات الأخرى.

وتذهب الدراسة إلى القول بأنه يمكن حل المشكلات التي تواجه المتعلم، من خلال تحديد الهدف، وخلق بيئة صفية تطبيقية، موضحة أن القراءة، والكتابة، والاستماع، والقواعد لم تعد تشكل عائقا لمتعلم اللغة العربية في عصر الحوسبة، والمصادر الرقمية المتعددة. وتخلص الباحثة إلى القول إن البرامج التعليمية الإلكترونية، في تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، تسهم في أداء المهمة، وخاصة بعدما انتشرت على نطاق واسع في ظل جائحة كوفيد-19.

كما تتناول الباحثة الدكتورة الشيماء شعبان عمران، المدرس بالمعهد العالي للغات والترجمة في أسوان، جنوب مصر، التحديات والتجارب الأكاديمية والوطنية في تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، وذلك في دراستها المعنونة: «طرق وأساليب حديثة في تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها»، والمنشورة، في نيسان/أبريل الماضي، بمجلة كلية الآداب في قنا، جنوب مصر، وهي دورية أكاديمية علمية محكمة.

وتستعرض الدراسة تجارب مبكرة لتعليم العربية لغير الناطقين بها. وتقول إن مصر قدمت تجربة في أوائل الستينيات كان من نتائجها: ضرورة البدء بالكلمة المسموعة قبل الكلمة المكتوبة، والتركيز على دراسة الأنماط اللغوية، وعدم دراسة القواعد لذاتها، وإنما كوسيلة للفهم وتصحيح الأخطاء، وضرورة استخدام الوسائل السمعية والبصرية لمساعدة الطالب على اكتساب المهارات الأساسية للغة، والسماح باستخدام لغة المتعلم الأصلية، أو لغة وسيطة لتحديد معاني الكلمات الصعبة، أو المجردة اختصارًا للوقت.

https://www.bue.edu.eg/

اقرأ أيضًا:

  ابحث عن أحدث المنح الدراسية من هنا. ولمزيد من القصص، والأخبار، اشترك في نشرتنا البريدية، كما يمكنك متابعتنا عبر فيسبوك، ولينكد إن، وتويتر، وانستجرام، ويوتيوب.

Countries

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى