أخبار وتقارير

رئيس الجامعة المصرية – الصينية: نظم التعليم الجامعي بحاجة إلى ثورة

مع تعاظم الحديث الأكاديمي عربيًا حول الحاجة إلى ربط مناهج الدراسة بسوق العمل، واستحداث برامج تواكب متغيرات العصر، وتطوير طرق التدريس في العلوم الإنسانية، يرى رئيس الجامعة المصرية – الصينية، الدكتور أشرف الشيحي، أن نظم التعليم بحاجة إلى ثورة.

ويقول الأكاديمي الذي شغل منصب وزير التعليم العالي في مصر، بين عامي 2015 و2017، إن الأسلوب القديم في دراسة العلوم الإنسانية بالمؤسسات التعليمية يجب أن يختفي. وفي مقابلة مع «الفنار للإعلام»، يشير إلى أن الجامعة التي يترأسها، بدأت عملها منذ العام 2016، بكلية الهندسة، ثم الاقتصاد، والعلاج الطبيعي، في عام لاحق، وتعمل حاليًا على إضافة كليتين جديدتين، وهما: الذكاء الاصطناعي، والفنون والتصميم، بالإضافة إلى ثلاث كليات أخرى، منها: كلية للعلوم الإنسانية.

اقرأ أيضًا: (حوارات «الفنار للإعلام»|وظائف المستقبل في ظل فجوة المهارات.. من أين نبدأ؟).

وعن نظام الدراسة بالجامعة، يقول إنها تقدم تعليمًا بتوجه تكنولوجي، ما يعني وجود جرعة كبيرة من التطبيق في اللوائح الدراسية، وفي نظم التدريس، بالإضافة إلى التدريب الميداني للطلاب في شركات صينية، ومع وزرات الطيران، والإنتاج الحربي في مصر، بالإضافة إلى التعاون مع مستشفيات وزارة الصحة، بالإضافة إلى التدريب لدى بعض الجامعات الصينية، وهو ما واجه عقبة خلال وباء كوفيد-19، فلجأت الجامعة إلى تقديم التدريب لطلابها مع نفس الجامعات لكن عن بُعد.

«إتاحة التعليم بدون جودة أمر لا قيمة له، والجودة التي أقصدها ليست بالمعنى المحلي، وإنما بمعنى مقارنة أنفسنا بالعالم. جودة تقوم على الاعتماد الدولي. وهناك خطوات للتحرك في هذا الاتجاه، وإن شاء الله يتم تحقيق المراد».

الدكتور أشرف الشيحي، رئيس الجامعة المصرية – الصينية.

وفي معرض تقييمه لتجربة الجامعات التكنولوجية في مصر، يشدد «الشيحي» على أهمية هذا النوع من التعليم لتوفير فرص عمل لخريجيه ليس في بلادهم وحدها، وإنما في أوروبا أيضًا. ويوضح أن مصر بها 45 معهدًا عاليًا، تقدم تعليمًا تكنولوجيًا، وتتبع وزارة التعليم العالي، «لكن هذا التعليم لا يرقى للمستوى الذي نأمله (..) لذلك حوّلت الحكومة هذه المعاهد إلى كليات وجامعات تكنولوجية، ووضعت لوائح جيدة، بالإضافةإلى التدريب الميداني الذي يوفر الاحتكاك بالصناعة، وسوق العمل»، مشيرًا إلى وجود أغلب هذه الجامعات في مناطق صناعية لأغراض التدريب، والربط بين الدراسة والتصنيع.

وأمام الإعلان مؤخرًا عن العمل على استحداث كليات جديدة، استوقفنا في هذه المقابلة، وجود كلية للعلوم الإنسانية. سألناه مباشرة عما ستقدمه هذه الكلية في ظل ما يثار حول تراجع الاهتمام بالعلوم الإنسانية في مؤسسات التعليم العالي، فأجاب بأنه حين كان وزيرًا للتعليم العالي، اتخذ قرارًا بحق التعليم الخاص، يقضي بعدم الحاجة إلى بعض التخصصات، ومنها: العلوم الإنسانية، فما الحاجة إلى افتتاح كليات علوم إنسانية اليوم؟

بعدما سأل نفسه، أجاب بالقول: «لأن تعليمنا لا يصح أن يكون كله طب وهندسة وصيدلة فقط. هذه رؤية الجامعة الصينية. عندما نتكلم عن العلوم الإنسانية، والفنون، فلنا منظور مختلف. الفنون في الصين تشمل المنسوجات والأعمال اليدوية، ونحن لدينا علاقة قوية بالجامعات الصينية. وما سيتم تعليمه لدينا في كلية الفنون سيكون مختلفًا عن الموجود في الكليات الأخرى، وكذلك في قطاع الإنسانيات، واللغات، والإعلام».

اقرأ أيضًا: (بعد التخرج.. دليلك إلى لغات تحتاجها للالتحاق بسوق العمل).

وقبل أن نترك هذه النقطة، تساءلنا مرة ثانية: كيف يمكن أن تعيد الجامعات العربية صياغة طرق تدريس العلوم الإنسانية حتى تخرج من أزمتها الراهنة؟ فقال رئيس الجامعة المصرية – الصينية: «أنا لا أستطيع أن أضع الروشتة للإجابة عن هذا السؤال الصعب، ولكن دعني أقول إن نظم التعليم الجامعي لدينا بحاجة إلى ثورة».

وأوضح أن هذه الثورة بدأت تظهر مع حلول جائحة كوفيد-19، عندما اتجهت الجامعات إلى المعامل الافتراضية، وقواعد البيانات، والمراجع العالمية، والمحاضرات عن بعد، مشددًا على قناعته بضرورة أن تطول هذه الثورة قطاع العلوم الإنسانية التي غلب على تدريسها، في السابق، الاعتماد على كتب ضخمة يقرأ الطلاب للامتحان فيها.

اقرأ أيضًا: (كيف واجهت السعودية تحديات كوفيد-19 في مجال التعليم؟ «اليونسكو» تجيب).

وبعبارة صريحة، قال: «هذا النظام يجب أن يختفي، فمن يتخرج في هذا النظام اليوم لن يجد فرصة في سوق العمل، ولذلك يجب تغيير نظم التعليم، وتغيير اللوائح الدراسية»، مشيرًا إلى أن الجامعة المصرية – الصينية لا تعتمد على الكتاب الدراسي، قائلًا إنه لا يوجد كتاب دراسي في أي كلية بالجامعة، حيث يوجد انفتاح كامل على بنك المعرفة، وقواعد البيانات، وحيث يقدم الطلاب مشروعاتهم عبر نظام يعزز من الاعتماد على المهارات، ويتبنى ريادة الأعمال، والابتكار، والإبداع. وأضاف أنه لابد من تغيير نمط التعليم القائم على دراسة كتاب سميك لا يقرأه الطلاب، أو يقرأون القليل منه، ثم يتم امتحانهم فيه.

وتابع الأكاديمي المصري: «هذا هو الخلل. أعتقد أنه يجيب دراسة العلوم الإنسانية بشكل أفضل، لنحصل على نتائج مختلفة».

«الفنون في الصين تشمل المنسوجات والأعمال اليدوية، ونحن لدينا علاقة قوية بالجامعات الصينية. وما سيتم تعليمه لدينا في كلية الفنون سيكون مختلفًا عن الموجود في الكليات الأخرى، وكذلك في قطاع الإنسانيات، واللغات، والإعلام».

الدكتور أشرف الشيحي، رئيس الجامعة المصرية – الصينية.

وعن كلية الذكاء الاصطناعي التي تعتزم الجامعة استحداثها، يقول الدكتور أشرف الشيحي إن الذكاء الاصطناعي ليس علمًا قائمًا بذاته، ولكنه أدوات يمكن الاستعانة بها في قطاعات مختلفة، من المستشفيات، إلى تداول التقارير، إلى المصانع. وردًا على سؤال حول مدى اختلاف الكلية عن نظيراتها بالجامعات العربية، قال إنه لا يعنيه الاختلاف بقدر ما يعنيه التميز، بحسب تعبيره. وأوضح أن الجامعة تعمل على تجهيز لوائح الدراسة بالكلية بالتعاون مع جامعات صينية «لها شأن عالمي كبير حتى تكون مساوية في الجودة لأعلى المستويات العالمية».

اقرأ أيضًا: (لطلاب الجامعات.. دليل موجز للصحة النفسية في مواجهة الضغوط).

ومن واقع خبرته كوزير سابق للتعليم العالي في مصر، يعتقد الأكاديمي المصري أن التحدي الأكبر الذي يواجه المؤسسات الجامعية في بلاده، اليوم، هو الجودة. ويضيف: «إتاحة التعليم بدون جودة أمر لا قيمة له، والجودة التي أقصدها ليست بالمعنى المحلي، وإنما بمعنى مقارنة أنفسنا بالعالم. جودة تقوم على الاعتماد الدولي. وهناك خطوات للتحرك في هذا الاتجاه، وإن شاء الله يتم تحقيق المراد».

وفي الختام، طرحنا سؤالًا حول مدى تأثر الدراسة في جامعته بالأزمة الاقتصادية في مصر، فقال: «نحن أكثر جامعة خاصة قدّرت ظروف الناس في الأزمة الاقتصادية التي يعيشها العالم كله. أكاد أجزم أننا الجامعة الوحيدة التي لم ترفع مصروفاتها هذا العام، والتزمنا بنفس مصروفات العام الماضي، وتحملت الجامعة فارق المصروفات الكبير تقديرا لظروف أولياء الأمور».

وفي سياق قريب، يشير الدكتور أشرف الشيحي إلى توفير الجامعة منحًا دراسية لـ«أبناء الشهداء من أفراد القوات المسلحة، بالإضافة إلى منح مجانية، وجزئية لمن يعانون من ظروف خاصة، كما توفر الجامعة منحًا لأبناء المحافظات النائية (مطروح، وجنوب سيناء، وشمال سيناء، والبحر الأحمر، والوادي الجديد، بالتعاون مع السلطات المحلية».

اقرأ أيضًا:

 ابحث عن أحدث المنح الدراسية من هنا. ولمزيد من القصص، والأخبار، اشترك في نشرتنا البريدية، كما يمكنك متابعتنا عبر فيسبوك، ولينكد إن، وتويتر، وانستجرام، ويوتيوب.

Countries

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى