أخبار وتقارير

بعد إدراجها ضمن الأفضل عربيًا في تصنيف «كيو إس».. مقابلة مع رئيس جامعة بنغازي في ليبيا

في أحدث تصنيف منشور من شركة «كواكواريلي سيموندس» (كيو إس(، لأفضل الجامعات العربية للعام 2023، حلّت جامعة بنغازي الليبية في المرتبة 155، من بين 199 جامعة، في مؤشر على جودة العملية التعليمية بالجامعة، رغم ما تواجهه من تحديات مرتبطة بواقع عدم الاستقرار في ليبيا.

انطلاقًا من هذه النقطة، جاءت هذه المقابلة مع رئيس الجامعة، الدكتور عز الدين الدرسي (45 عامًا)، الذي يترأس المؤسسة الأكاديمية العريقة، منذ العام 2019.

وعن تصنيف الجامعة، التي تقف على أعتاب سبعة عقود من العمل، يقول «الدرسي»، إنه منذ تولى رئاسة الجامعة، بادر بإنشاء وحدة تابعة لمكتب التعاون الدولي بالجامعة، وهي وحدة التصنيف، مشيرًا إلى ضرورة إدراج الوحدة في الإطار التنظيمي الخاص بالجامعات الليبية الذي ما يزال محتفظًا بالهيكل القديم، بحسب تعبيره.

اقرأ أيضًا: (ليبيا تستأنف الدراسة بالجامعات وجهًا لوجه..تقييم وبائي وترحيب طلابي).

ويضيف: «سعينا منذ البداية أن ندخل تصنيف كيو إس، الذي يعتبر من أهم التصنيفات على مستوى العالم، لأنه يركز على البحث العلمي، وسمعة الجامعة الأكاديمية، وسمعة الخريجين».

ويتحدث رئيس جامعة بنغازي، بفخر، عن تواصل التصنيف الأكاديمي المرموق مع خريجي الجامعة في مؤسسات عالمية كبرى، مثل محطة «سي إن إن» الأمريكية، وشركة «فيسبوك»، و«جوجل». وقد أدرجت الجامعة في التصنيف، لأول مرة، في العام 2021، وتلقى قادتها تكريمًا من «كواكواريلي سيموندس»، في الإمارات.

«سعينا منذ البداية أن ندخل تصنيف كيو إس، الذي يعتبر من أهم التصنيفات على مستوى العالم، لأنه يركز على البحث العلمي، وسمعة الجامعة الأكاديمية، وسمعة الخريجين».

عز الدين الدرسي، رئيس جامعة بنغازي.

وعن أثر ما تشهده ليبيا من عدم استقرار، منذ الإطاحة بالرئيس الراحل معمر القذافي في العام 2011، على العملية التعليمية بالجامعة، يشير  «الدرسي» إلى أن إدارة الجامعة ظلت دون مقر طيلة السنوات الست الماضية، كما تعرضت المدينة الجامعية بحي قاريونس في بنغازي، إلى دمار شديد طال المراكز العلمية، ومعامل مختلف التخصصات. وبلغت نسبة الأضرار 85% من المنشآت، وما تزال مدمرة حتى لحظة إجراء هذه المقابلة، وفق رئيس جامعة بنغازي.

كل ذلك كان عائقًا كبيرًا أمام إنجاز غالبية أعضاء هيئة التدريس بالجامعة، الأبحاث المطلوبة، والمرجوة منهم. ورغم هذه الأوضاع، فقد أنجز باحثون من الجامعة العديد من الأوراق العلمية، يقول «الدرسي».

ويوضح المسؤول الأكاديمي الرفيع أن إدارة الجامعة، قررت التركيز على البحث العلمي، رغم عدم تلقي دعم من الدولة، مشيرًا إلى أن النشر بالمجلات العلمية مكلف جدًا، ويصل أحيانًا إلى ألف دولار أمريكي، وهو ما يساوي حوالي خمسة آلاف دينار ليبي، ما يعادل مرتب عضو هيئة تدريس أو يزيد عنه، بحسب رئيس جامعة بنغازي.

في ضوء هذه المعطيات، عوّلت الجامعة على أعضاء هيئة التدريس، من خلال وحدة التصنيف، حيث تم اتخاذ حزمة إجراءات، منها: التسجيل في بعض المواقع الإلكترونية، التي تحتسب أبحاث الأساتذة،  ومنها على سبيل المثال «جوجل سكولار»، أو «ريسيرش غيت». وبالإضافة إلى ذلك، عمل فريق فني بالجامعة، طيلة تسعة أشهر، لملء بعض النماذج، وتجهيز الموقع الإلكتروني، وتقديم بيانات مفصّلة، ودقيقة، إلى مؤسسات التصنيف.

الدراسات العليا

وحول البرنامج الليبي لتوطين الدراسات العليا في جامعات البلاد، وخاصة دراسات الدكتوراه، يقول عز الدين الدرسي، إن جامعة بنغازي غير قادرة، الآن، على إطلاق برامج للدكتوراه في بعض التخصصات، نتيجة للتشريعات والقوانين التي وضعتها وزارة التعليم العالي، والتي تشترط وجود خمسة أعضاء هيئة تدريس بدرجة أستاذ مشارك أو بروفسور، وأن يكونوا قارين (قيد العمل) غير متقاعدين.

الدكتور عز الدين الدرسي، رئيس جامعة بنغازي، تحاوره ابتسام اغفير، مراسلة «الفنار للإعلام» (نجلاء المسلاتي – المركز الإعلامي للجامعة

ويوضح أنه في بعض الأقسام، قد يصل عدد أعضاء هيئة التدريس، بدرجة أستاذ مشارك من 10 إلى 15 أستاذًا، غير أن جلهم متقاعدين. ويرى رئيس جامعة بنغازي أن وزارة التعليم العالي الليبية ربما تسعى لمعالجة هذه النقطة بإصدار تعليمات تنص على أن يصدر للمتقاعد قرار «أستاذ شرف»، ويمارس عمله. وفي هذا الإطار، استحدثت الجامعة وكالة للدراسات العليا والتدريب، تختص ببرامج الدراسات العليا فقط.

وعن مدى ارتباط أزمة برامج الدكتوراه، وعدم وجود خمسة أساتذة قيد العمل في أقسام الجامعة، بملف إيفاد الطلاب للخارج لإنجاز دراساتهم العليا، يقول عز الدين الدرسي إن كثيرًا من الطلاب لا يرغبون في الالتحاق بالدراسات العليا في الجامعات المحلية.

«أقولها بكل أسف وصراحة، الدولة غير قادرة حاليًا على إيفاد طلاب للخارج، وخاصة في ظل تجاوز عدد من لديهم قرار إيفاد، عشرة آلاف طالب.الرقم مفزع وكبير، وأتمنى من هؤلاء الطلاب، وخاصة من يتوفر تخصصهم في جامعات الداخل، أن يلتحقوا بالدراسة، ويكونوا عونًا لجامعاتهم ومدنهم».

عز الدين الدرسي، رئيس جامعة بنغازي.

ويضيف: «أقولها بكل أسف وصراحة، الدولة غير قادرة حاليًا على إيفاد طلاب للخارج، وخاصة في ظل تجاوز عدد من لديهم قرار إيفاد، عشرة آلاف طالب. الرقم مفزع وكبير، وأتمنى من هؤلاء الطلاب، وخاصة من يتوفر تخصصهم في جامعات الداخل، أن يلتحقوا بالدراسة، ويكونوا عونًا لجامعاتهم ومدنهم».

مؤشر جودة التعليم

وتعليقًا على الجدل الذي صاحب الإعلان عن خروج ليبيا من تصنيف جودة التعليم، للمنتدى الاقتصادي العالمي في «دافوس»، يقول رئيس جامعة بنغازي إنهم مقبلون على هذا الجانب، ويعملون من أجل إحراز التطوير والاعتماد الدولي.

وبشكل أكثر تفصيلًا، يوضح أن الجامعة ستبدأ بالتعليم الطبي، حيث تواجه كلية الطب بالجامعة تحديًا كبيرًا بحلول العام 2024، في مسألة اعتماد مناهجها، مشيرًا إلى وجود اشتراطات ومعايير محددة للمناهج الخاصة بكلية الطب.

ويشير إلى أن الاعتماد العالمي لدراسة الطب، وضع بعض المعايير، والاشتراطات من أجل اعتماد أي كلية، وبالتالي فإن أي مؤسسة تعليمية لا تستوفي هذه المعايير، فستكون شهادتها محلية، ولا يستطيع خريجوها الدراسة أو العمل وفق هذه الشهادة، خارج الدولة الليبية. ويضيف: «نحن نعمل، ونسابق الزمن قبل نهاية عام 2023؛ فلابد أن تكون الكلية حاصلة على هذا الاعتماد».

وفي هذا السياق، يقول رئيس جامعة بنعازي إنه زار الهيئة المصرية لضمان الجودة والاعتماد، ووقّع برتوكول تعاون في هذا الجانب من أجل مساعدة الجامعة في الحصول على الاعتماد. ويوضح أيضًا أن الاعتماد يخص الجانب العلمي والأكاديمي، فيما يخص البرامج التعليمية، وتطوير المناهج وتحديثها، بالإضافة إلى الجانب اللوجستي، وهو ما تعوّل فيه الجامعة على الدولة من حيث تطوير المعامل، وإجراء الصيانة اللازمة.

وفي ختام مقابلتنا، يتحدث الأكاديمي الليبي عما تعانيه الجامعة من عدم الاستقرار المادي، منذ 2011. ويقول إن الجامعة لا تقتصر على خدمة مدينة بنغازي وحدها، وإنما تغطي المنطقة الممتدة من المرج إلى الكفرة على مسافة 1,000 كيلو متر. ويضيف أن ميزانية الجامعة في السابق كانت تبلغ 250 مليون دينار ليبي سنويًا، أما اليوم فلا تتجاوز الميزانية حدود 18 أو 20 مليون دينار، لجامعة 90% من منشآتها طاله التدمير، معربًا عن أمله في أن تحظى الجامعة باهتمام السلطات التنفيذية في ليبيا.

اقرأ أيضًا:

ابحث عن أحدث المنح الدراسية من هنا. ولمزيد من القصص، والأخبار، اشترك في نشرتنا البريدية، كما يمكنك متابعتنا عبر فيسبوك، ولينكد إن، وتويتر، وانستجرام، ويوتيوب.

Countries

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى