أخبار وتقارير

في مؤتمر المناخ COP27.. مبادرة من «الإيسيسكو» لتمويل مكافحة أخطار التغير المناخي على المواقع التراثية

لا تقتصر أخطار التغير المناخي على البشر وحدهم، أو الكائنات الحية فحسب، بل تشمل أيضًا مواقع التراث الإنساني. هذا ما ناقشته إحدى جلسات مؤتمر المناخ COP27، المنعقد حاليًا بمدينة شرم الشيخ في مصر.

في هذه الجلسة، التي جرت الجمعة، أطلقت منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو)، أول صندوق تمويل لمكافحة تأثير التغيرات المناخية على مواقع التراث، بالتعاون مع وزارة السياحة والآثار المصرية، وصندوق الأمم المتحدة الإنمائي، ومنظمة اليونسكو.

وقال الدكتور سالم بن محمد المالك، المدير العام لمنظمة الإيسيسكو، إن المبادرة تستهدف حماية مواقع التراث، في دول العالم الإسلامي، من تأثيرات التغيرات المناخية، وذلك من خلال إجراء دراسات وأبحاث لمعرفة المناطق المعرضة للخطر، والأكثر تهديدًا، عبر استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي، للبدء باتخاذ ما يلزم من إجراءات لحمايتها.

ومن المقرر، أن يشهد المؤتمر المقبل لوزراء البيئة العرب، المزمع انعقاده مطلع العام المقبل بمدينة جدة السعودية، استعراض تفاصيل تلك المبادرة.

وفيما دعا المدير العام للمنظمة، الدول والمنظمات الإقليمية والمانحة إلى المشاركة في إثراء المبادرة، قال، في تصريح لـ«الفنار للإعلام»، إنهم لم يخصصوا بعد مبلغًا لتمويل الصندوق، ولكنهم تواصلوا مع عدد من الجهات المانحة التي أبدت رغبتها في التعاون. وأوضح أنه سيتم الإعلان عن تلك الجهات، وقيمة التمويل مع بداية السنة المقبلة.

وأشار «المالك» إلى أن الصندوق لن يقتصر فقط على دعم الدراسات والمشاريع البحثية، ولكنه سيساهم كذلك في دعم مشاريع التكيف لصيانة المواقع التراثية التي تضررت بالفعل.

وبحسب تقرير لمنظمة اليونسكو، في نيسان/أبريل الماضي: «يتعرض واحد من كل ثلاثة مواقع طبيعية، وواحد من كل ستة مواقع للتراث الثقافي للتهديد حاليًا بسبب تغير المناخ».

المبادرة تستهدف حماية مواقع التراث، في دول العالم الإسلامي، من تأثيرات التغيرات المناخية، وذلك من خلال إجراء دراسات وأبحاث لمعرفة المناطق المعرضة للخطر، والأكثر تهديدًا، عبر استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي.

الدكتور سالم بن محمد المالك، المدير العام لمنظمة الإيسيسكو.

ومن جانبه، قال الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي المصري، في جلسة الإعلان عن المبادرة، إن الدراسات التي أجرتها جامعات بلاده أكدت أن تغير المناخ يؤثر على الآثار المصرية، وأشار إلى أن هناك المزيد من الدراسات تجرى لوضع خطط للتعامل مع هذه التأثيرات، لافتًا إلى أنه لا يوجد حل واحد يناسب مختلف الآثار، وإنما يتم تحديد طريقة الصيانة والحفاظ على الموقع التراثي وفقًا لتصنيف درجة الخطورة، والحجم، وغيرها من العوامل.

ودعا المسؤول المصري إلى إجراء دراسة لتصنيف المواقع التراثية المهددة بسبب تغير المناخ في مصر، والاستفادة من الصندوق المعلن عنه في تمويل هذا المشروع البحثي، قائلًا: «نحتاج أن يكون لدينا خريطة للمواقع الأكثر تأثرًا، والمهددة، للانطلاق منها، واتخاذ إجراءات استباقية لحماية المناطق التراثية في مصر».

وعن طبيعة تأثير ظاهرة التغير المناخي على التراث، قال الدكتور محمد بيومي، مساعد الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، إن هناك عدة تأثيرات تم رصدها لتغير المناخ على قطاع الآثار، ومنها: تهديد ارتفاع مستوى سطح البحر للمناطق التراثية مثل قلعة قايتباي في الإسكندرية. وأضاف أن العواصف الترابية الحادة والأمطار تساهم كذلك في عمليات نحر للآثار، كما يؤثر ارتفاع درجات الحرارة بالسلب على مواد البناء في بعض المنشآت بالمواقع الآثرية.

وحول وسائل حماية الآثار من تلك التهديدات، قال إن هناك بعض الإجراءات التي يتم اتخاذها، مثل الحواجز الصخرية، والمصدات، داعيًا إلى العمل بالتوازي على جعل المتاحف والمناطق التراثية مناطق خضراء، واستخدام الطاقة المتجددة في توليد الكهرباء داخل المتاحف، والمناطق الأثرية، والسيارات الصديقة للبيئة، والإضاءة الموفرة لحماية الآثار من أي تأثيرات أو عوامل تضر بها.

وأشار «بيومي» إلى أن مشروع لاستخدام الطاقة الشمسية في متحف شرم الشيخ، الذي جرى افتتاحه مؤخرًا، بدعم من الحكومة اليابانية، قائلًا: «نريد أن تكون هذه نقطة انطلاق للمتاحف كافة حتى تصبح متاحف خضراء، وتعمل بالطاقة النظيفة».

وبالمثل، تحدث الدكتور مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار في مصر، عن تنفيذ الحكومة المصرية مشروعًا لحماية بعض المناطق الساحلية من ارتفاع مستوى سطح البحر، من خلال إنشاء مصدات للأمواج. وقال المسؤول المصري إن تأثير ظاهرة التغير المناخي يمتد إلى الآثار التي لم تُكتشف بعد. وأوضح أن الآثار المكتشفة حتى اليوم، لا تتعدى 40% مما يحويه باطن الأرض في مصر من آثار تواجه نفس التهديدات، وتحتاج إلى اتخاذ إجراءات لحمايتها، على حد قوله.

اقرأ أيضًا:

ابحث عن أحدث المنح الدراسية من هنا. ولمزيد من القصص، والأخبار، اشترك في نشرتنا البريدية، كما يمكنك متابعتنا عبر فيسبوك، ولينكد إن، وتويتر، وانستجرام، ويوتيوب.

Countries

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى