أخبار وتقارير

خلال مؤتمر COP27.. أصوات الأطباء تنادي بسياسات حازمة في مواجهة التغير المناخي

على وقع مظاهرات بمعاطف الأطباء، وأعمال فنية تستهدف التنبيه إلى خطورة ظاهرة التغير المناخي على صحة الإنسان، أثارت منظمات معنية بالصحة، تلك القضية، خلال مؤتمر المناخ COP27، في مدينة شرم الشيخ المصرية، للتوعية بأهمية وجود نظم صحية، ومستدامة، للتقليل من الآثار الخطيرة للاحترار العالمي.

واختارت منظمة الصحة العالمية، التعبير عن الخطر الصحي الناجم عن تلوث الهواء، من خلال عرض لمجسم لرئة الإنسان، في جناحها بالمنطقة الزرقاء، كما استضاف الجناح العديد من الجلسات النقاشية بشأن أفضل الممارسات، وتطوير نظم صحية تتمتع بالمرونة، في مواجهة الصدمات المناخية.

وقالت هيلين ياكسلي، كبير مستشاري سياسات تغير المناخ والصحة، في مكتب الخارجية والكومنولث والتنمية بالمملكة المتحدة خلال إحدى هذه الجلسات، قبل يومين،  إننا بحاجة لإجراء المزيد من الأبحاث حول كيفية بناء المقاومة، وتقليل التأثيرات الصحية الناتجة عن تغير المناخ، ومساعدة الدول في بناء نظام صحي مستقر قادر على امتصاص الصدمات، والتعامل مع الأزمات المناخية.

ومن المتوقع أن يتسبب تغير المناخ في حدوث 250 ألف حالة وفاة إضافية كل عام، بين عامي 2030 و2050، وفق منظمة الصحة العالمية؛ إذ وصفت الظاهرة في تقرير سابق لها باعتبارها «أكبر تهديد صحي يواجه البشرية»، وقدّرت تكاليف أضرارها المباشرة على الصحة ما بين 2 إلى 4 مليارات دولار أمريكي سنويًا بحلول عام 2030.

«مع ارتفاع درجات الحرارة، يزداد انتشار الأمراض وحالات الوفاة. ومع حدوث الفيضانات والجفاف، تقل الإمدادات الغذائية، وتنخفض قدرة النساء والأطفال، بشكل خاص، على الحصول على الغذاء في خضم تنقلهم من مكان لآخر».

ماريا جيفارا، السكرتير الطبي الدولي لمنظمة أطباء بلا حدود.

ووفق التقرير نفسه، فإن هناك عواقب صحية عن تغير المناخ، تشمل: سوء التغذية، والإصابات والوفيات نتيجة للأحداث المناخية المتطرفة الشديدة، مثل العواصف والفيضانات، وتفشي الأمراض مثل الكوليرا، والإسهال، والملاريا، وحمى الضنك مع الارتفاع الكبير في درجات الحرارة، كما قد يتسبب الإجهاد الحراري في وفيات بين الأطفال والمسنين.

ويقول الدكتور ديارميد كامبل ليندرم، رئيس وحدة تغير المناخ والصحة بمنظمة الصحة العالمية، في تصريح لـ«الفنار للإعلام» إن المنظمة تستهدف من مشاركتها في قمة المناخ، أن يتم إدراج ظاهرة التغير المناخي كأزمة صحية، وتقليل الوقود الأحفوري الذي يقتل الناس مباشرة، نتيجة تلوث الهواء، ويساهم في زيادة التغيرات المناخية التي تهدد مستقبلنا، على حد تعبيره.

جلسة في جناح منظمة الصحة العالمية بمؤتمر COP27 حول الصحة وتغير المناخ (الفنار للإعلام).

ويضيف أن المنظمات العاملة في القطاع الصحي تطالب بالالتزام بالهدف الذي أقرته اتفاقية باريس للإبقاء على الاحترار العالمي عند مستوى أقل من 1.5 درجة مئوية، فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية، وتوفير التمويل اللازم لتعزيز قدرة الدول على إقامة المشاريع الخاصة بالتخفيف من حدة الظاهرة، والتكيف، لتقليل الخسائر الصحية الناتجة عن تغير المناخ.

مظاهرات للأطباء

وانطلاقًا من مطالب مماثلة، قاد عشرات الأطباء مظاهرة بالمعاطف البيضاء، بمقر انعقاد المؤتمر العالمي، رافعين شعار «درجة ونصف تساوي حياة»، في إشارة إلى هدف اتفاقية باريس، كما شاركت منظمة «أطباء بلا حدود» في النقاشات الدائرة حول التأثيرات الصحية للتغير المناخي.

وقالت الدكتورة ماريا جيفارا، السكرتير الطبي الدولي للمنظمة، في تصريح لـ«الفنار للإعلام»، إنه على مدار 27 عامًا، من إقامة مؤتمر الأطراف، لم تأخذ مسألة التأثيرات الصحية لتغير المناخ الاهتمام اللازم في النقاشات رفيعة المستوى، رغم أنها قضية صحية وإنسانية بالأساس. وأشارت إلى معاناة ملايين الأشخاص حول العالم من التأثيرات الصحية السلبية للتغير المناخي، والكوارث المرتبطة به.

المنظمات العاملة في القطاع الصحي تطالب بالالتزام بالهدف الذي أقرته اتفاقية باريس للإبقاء على الاحترار العالمي عند مستوى أقل من 1.5 درجة مئوية، فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية، وتوفير التمويل اللازم لتعزيز قدرة الدول على إقامة المشاريع الخاصة بالتخفيف من حدة الظاهرة.

  ديارميد كامبل ليندرم، رئيس وحدة تغير المناخ والصحة بمنظمة الصحة العالمية.

ورأت أن العالم بحاجة ماسة لتحويل الالتزامات المعلنة من جانب الدول، إلى أفعال على الفور، من أجل تقليل حجم الخسائر الصحية التي تعاني منها المجتمعات الهشّة، وخاصة النساء والأطفال. وأشارت إلى أن التقرير السادس للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، أكد أن البشرية ليست بعيدة عن السيناريو الكارثي في حال استمرار الأوضاع الحالية.

وهناك عدة جوانب صحية مرتبطة بتغير المناخ، تحدثت عنها «جيفارا»، حيث قالت: «مع ارتفاع درجات الحرارة، يزداد انتشار الأمراض وحالات الوفاة. ومع حدوث الفيضانات والجفاف، تقل الإمدادات الغذائية، وتنخفض قدرة النساء والأطفال، بشكل خاص، على الحصول على الغذاء في خضم تنقلهم من مكان لآخر».

وتدعو السكرتير الطبي الدولي لمنظمة «أطباء بلا حدود»، إلى ضرورة العمل على عدة مستويات للتكيف مع الأضرار والتأثيرات الصحية السلبية لتغير المناخ، وذلك من خلال رفع الوعي وتحليل الأوضاع الحالية بشكل أفضل، وتحسين قدرة المجتمعات على التعامل بكفاءة أكبر مع الأزمات الصحية، والاستعداد المسبق للاستجابة لحالات الطوارىء، وتقديم الدعم والرعاية للفئات الأكثر هشاشة.

وتابعت الدكتورة ماريا جيفارا ، في تصريحاتها لـ«الفنار للإعلام»، أن العالم بحاجة إلى العمل، بشكل متزامن ومتوازٍ مع كل ما سبق، على التقليل من البصمة الكربونية، وتقليل الانبعاثات، من أجل تفادي السيناريوهات الكارثية. وأضافت: «هذا ما نحاول أن نرفع الوعي به من خلال مشاركتنا في كوب 27».

وعن تجارب المنظمة في التعامل مع تبعات تغير المناخ الصحية، في بعض الدول، تقول الدكتورة ماريا جيفارا إن المشاريع التي تقودها، وتشارك فيها المجتمعات المحلية، أكثر قدرة على تقديم الدعم والرعاية «لأنهم أكثر وعيًا بواقعهم، وما يواجهونه،  وما يحتاجون إليه للوصول للرعاية الصحية اللازمة».

اقرأ أيضًا:

ابحث عن أحدث المنح الدراسية من هنا. ولمزيد من القصص، والأخبار، اشترك في نشرتنا البريدية، كما يمكنك متابعتنا عبر فيسبوك، ولينكد إن، وتويتر، وانستجرام، ويوتيوب.

Countries

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى