أخبار وتقارير

في ذكرى فك رموز حجر رشيد.. معرض فرنسي في مصر للاحتفاء بالكتابة والطباعة

في احتفاله بذكرى مرور مائتي عام على فك العالم الفرنسي، جان فرنسوا شامبليون (1790 – 1832)، رموز حجر رشيد، اختار المعهد الثقافي الفرنسي في مصر، إحياء المناسبة عبر إقامة معرض جماعي لفنانين يهتمون بفنون الخط والكتابة والتصميم عبر وسائطهم الفنية المختلفة.

المعرض، الذي بدأ في العاشر من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، ويختتم فعالياته منتصف تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، يحمل عنوان: «اكتب.. واحكي Ecrire et conter»، يحتفي بمختلف أشكال الكتابة والطباعة، ويضم أعمالًا فنية من مصر، وفرنسا، وإيطاليا، وأمريكا، وهولندا، ورومانيا، والصين.

أبحاث الخطوط وفنونها

 وتقوم فكرة المعرض على استخدام الفنانين للحروف، والرموز لمدّ خيط بين اللغات والأشكال التي كان يستخدمها الإنسان على مر العصور، والتعبير عن الربط بينها، وتحويلها إلى شكل من أشكال السرد الفني. وتشارك مكتبة الإسكندرية في الفعالية، من خلال عرض بعض مقتنياتها الفنية، بمقر كل من المعهد الفرنسي (IFE)، والمعهد العلمي الفرنسي للدراسات الشرقية بالقاهرة (IFAO)، بمنطقة المنيرة، وسط القاهرة.
ويقول مدير إدارة المعارض والمقتنيات الفنية بمكتبة الإسكندرية، جمال حسني، في تصريح لـ«الفنار للإعلام»، إن الاحتفال بفك رموز حجر رشيد مناسبة تشارك بها العديد من الجهات والمؤسسات الثقافية، ومنها مكتبة الإسكندرية التي تلقت دعوة من المعهد الفرنسي للمشاركة في وضع الرؤية الفنية للمعرض، من خلال فريق عمل الفنون البصرية للمكتبة، بالإضافة إلى اختيار مقتنيات من المكتبة للمشاركة في هذا الحدث الفني.

تقوم فكرة المعرض على استخدام الفنانين للحروف، والرموز لمدّ خيط بين اللغات والأشكال التي كان يستخدمها الإنسان على مر العصور، والتعبير عن الربط بينها، وتحويلها إلى شكل من أشكال السرد الفني.

ويضيف أن المقتنيات المعروضة تحتفي بروح الكتابة، ورموزها باستخدام مختلف الفنون والحروف. ويشير إلى الاهتمام الخاص الذي توليه مكتبة الإسكندرية بفن الخط، موضحًا أن المكتبة لديها مركز متخصص في دراسات الخطوط، باعتبارها من أبرز المجالات البحثية بالنسبة لهم.

تأسس المعهد الفرنسي للآثار الشرقية بالقاهرة، في العام 1880، وهو متخصص في دراسة الحضارات التي تعاقبت في مصر، منذ فترة ما قبل التاريخ، وحتى الزمن المعاصر، من زاوية الآثار والتاريخ والدراسات اللغوية. ويتوزع باحثو المعهد من الفرنسيين والمصريين والأجانب، بصفة تقليدية، في قسمين: الأول متخصص في دراسات المصريات وعلم البرديات، والثاني مهتم بالدراسات القبطية والعربية والإسلامية.

دراسات علم المصريات

ويعد هذا المعهد مهد علم المصريات، ويساهم باحثوه، بنشاط، في تدريب الطلاب، والباحثين المصريين، والفرنسيين، والأجانب، كما يقدم المعهد منحًا لنيل درجة الدكتوراه، وما بعد الدكتوراه، والتي تتيح لشباب الباحثين الإقامة في مصر من أجل الدراسة.

وقد عُرفت في المعهد، المطابع القديمة المستخدمة في مجالات التعليم والثقافة. ومع فك شامبليون رموز اللغة الهيروغليفية، كان ذلك إيذانًا بانطلاق العصر الذهبي للمعهد، حيث جرت عملية طباعة الحروف الهيروغليفية الأشبه بالرسوم، بمطبعة المعهد، في أول عملية طباعة للهيروغليفية على الورق منذ 120 عامًا. ومؤخرًا، أتاح القائمون على المعهد، منحة للفنانين الراغبين في إنتاج أعمال فنية باستخدام تلك المطبعة التاريخية، لعرضها ضمن فعاليات المعرض المقام راهنًا.

وعن تجربتها في الاستفادة من هذه المنحة، تقول الفنانة والمصممة الجرافيكية، هبة حلمي، في تصريح لـ«الفنار للإعلام»: «أتاحت لي المنحة تجربة فريدة بالعمل داخل المبنى التاريخي لمعهد الآثار الشرقية التاريخي، حيث الاقتراب من آلات الطباعة التي تعود إلى بدايات القرن العشرين، وأصابع الرصاص التقليدية التي استخدمت في طباعة المئات من أمهات الكتب. كانت رحلة في الزمن وطبقات الحضارة المصرية».

  • في ذكرى فك رموز حجر رشيد.. معرض فرنسي في مصر للاحتفاء بالكتابة والطباعة
  • في ذكرى فك رموز حجر رشيد.. معرض فرنسي في مصر للاحتفاء بالكتابة والطباعةفي ذكرى فك رموز حجر رشيد.. معرض فرنسي في مصر للاحتفاء بالكتابة والطباعة
  • في ذكرى فك رموز حجر رشيد.. معرض فرنسي في مصر للاحتفاء بالكتابة والطباعة
  • في ذكرى فك رموز حجر رشيد.. معرض فرنسي في مصر للاحتفاء بالكتابة والطباعة

وتقدم «حلمي»، في المعرض، مجموعة متنوعة من الأعمال التي تستخدم فيها وسائط متعددة، تظهر عليها الحروف المطبوعة من هيروغليفية وعربية، وأخرى لحروف مُتخيّلة، تصنع بها الفنانة المصرية، صلة جمالية بين اللغات التقليدية والخيالية التي تبرز على الأطباق الخزفية والمنسوجات المستوحاة من الفنون القبطية.

وتقول إن العمل في المطبعة كان مهلمًا بالنسبة لها، مضيفة: «كان همي أن أقدم أعمالًا تمزج بين طبقات الحضارة المصرية التي كانت موجودة ولا تزال». وشاركت هبة حلمي بأعمالها الفنية في العديد من المعارض بعواصم مختلفة، منها القاهرة ولندن، حيث تحرص، خلال مشروعها الفني، على الربط بين التاريخ والفنون المعاصرة.

تنويعات فنية

وفي لوحات المعرض، تبرز تنويعات الخطوط الهيروغليفية التي تشبه الرسوم الرمزية، فهناك فنون الخط العربي، وزخارفه التي تتراوح بين مدارس الخط المتنوعة مثل الكوفي والعثماني، وأخرى تحمل سياقات تجريبية، كالمزج بين الحروف العربية، والحروف الصينية كلوحة للفنان خضير البورسعيدي، تبرز بها عبارة «الحمد لله على كل حال» وهي لوحة من مقتنيات مكتبة الإسكندرية، استخدم بها الفنان الحبر والألوان، ويوّظف فيها الخط العربي الأشبه بالكوفي، في محاولة لاستدعاء صورة الخطوط الصينية، لتمنح المشاهدة بُعدًا جديدًا في تأمل الحروف، كرسوم مرتبطة بالإنسان لا بالحدود الجغرافية.

وهناك أيضًا أعمال تسعى لخلق بنيّة بصرية بين الخطوط القديمة، وبين عالم التكنولوجيا، فعبر ثلاث لوحات من الورق المُقوى على الخشب، يستعين الفنان محمد الصياد، بقطع بارزة من لوحة مفاتيح حاسب آلي قديمة، حيث تحضر الحروف هنا من خلال وسيط حديث، ليطرح مساحة من التداخل بين اللغة، واستخداماتها بين الماضي والحاضر.

اقرأ أيضًا:

ابحث عن أحدث المنح الدراسية من هنا. ولمزيد من القصص، والأخبار، اشترك في نشرتنا البريدية، كما يمكنك متابعتنا عبر فيسبوك، ولينكد إن، وتويتر، وانستجرام، ويوتيوب.

Countries

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى