أخبار وتقارير

بطلب من الدول النامية.. إدراج «الخسائر والأضرار» في أجندة مؤتمر المناخ COP27

وسط زخم إعلامي وسياسي كبير، انطلقت، (الأحد)، فعاليات الدورة السابعة والعشرين، لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ، والمعروف إعلاميًا باسم COP27، بمدينة شرم الشيخ في مصر.

وفيما أظهرت صور لمواقع رصد الملاحة الجوية، أسرابًا من الطائرات الرسمية، في سماء مصر، في طريقها إلى الحدث العالمي بالمدينة السياحية الشهيرة، من المتوقع أن يشارك نحو 110 رؤساء دولة وحكومة، في القمة التي تعقد سنويًا لمناقشة الظاهرة التي تؤرق العالم.

وأعلن وزير الخارجية المصري، سامح شكري، خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، وضع قضية تمويل «الخسائر والأضرار»، لأول مرة، ضمن جدول أعمال المؤتمر. وهي قضية تتصدر مطالب الدول النامية والمتضررة، بشكل غير عادل، من تغير المناخ، لأنها تتحمل الآثار الأكبر من الظاهرة، بينما تنتج الانبعاثات الكربونية الأقل.

ويعد «التمويل المناخي»، الذي التزمت الدول المتقدمة بالوفاء به تجاه الدول الأقل نموًا، هو المحور الرئيسي المرتبط بمناقشات المؤتمر، هذا العام، إذ تصدر نحو 10 دول متقدمة أكثر من ثلثي انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بنسبة 68%، تتقدمها الصين، والولايات المتحدة الأمريكية، والاتحاد الأوروبي، في مقابل 3% فقط من الانبعاثات التي تصدر من 100 دولة أخرى، بينما تتحمل الدول الضعيفة التبعات الأكبر لآثار تغير المناخ.

ووفقا للأمم المتحدة، في بيان، صدر منذ أيام، طلبت «مجموعة الـ 77 والصين»، وهي مجموعة تفاوضية تضم تقديريًا الدول النامية، إضافة قضية «الخسائر والأضرار» إلى جدول الأعمال. ودارت مناقشات حول إنشاء صندوق للخسائر والأضرار، لكن لم يتم ترجمتها إلى شيء ملموس حتى الآن.

وقال الوزير المصري، الذي جرى انتخابه، في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، رئيسًا لمؤتمر المناخ COP27، إن مخاطر التغير المناخي تعوق جهود التنمية، وتؤثر على مستقبل الأجيال القادمة. وأضاف، في مؤتمر صحفي، ظهر الأحد)، أنه تم تكثيف المناقشات خلال اليومين الماضيين، ليتم التوصل إلى اعتماد الخسائر والأضرار كبند ضمن المناقشات، لأن العالم رأى، خلال العام الأخير، كيف مسّت أضرار التغير المناخي ملايين الناس حول العالم، بحسب تعبيره.

من جانبه، قال سيمون ستيل، الرئيس التنفيذي لهيئة الأمم المتحدة لتغير المناخ، إن أزمة التغير المناخي تزداد صعوبة في ظل التوترات الجيوسياسية، لكن خلال الأيام المقبلة، يجب أن يركز المؤتمر على «التنفيذ».

وأضاف، خلال كلمته في مؤتمر صحفي: «يجب التركيز على الانتقال العادل إلى اقتصاد منخفض الكربون،

فبحسب التقارير الأخيرة، لم تنخفض الانبعاثات الكربونية بنفس الطموحات التي حددتها اتفاقية باريس للعمل المناخي في عام 2015، لذا يجب العمل حتى لا تتعدى زيادة درجة حرارة الأرض واحد ونصف درجة مئوية».

وأضاف أنه يجب أن تحصل البلدان الهشّة، والأقل نموًا على الدعم، للتصدي لآثار تغير المناخ، لأن التمويل هو العنصر الأساسي لتحقيق ذلك، كما يجب تعزيز الشفافية لتقصي آثار العمل المناخي، على حد قوله.

وقالت الإدارة المصرية للمؤتمر، في بيان صحفي، إنه يجب على الدول أن تنتقل، بشكل منصف، من التعهدات والوعود إلى العمل الهادف، وأن تفي بالتزاماتها من التمويل، كما يجب ألا تعرقل التحديات الجيوسياسية الحالية العمل المناخي، وخاصة مع تضاعف أزمات الطاقة والغذاء، بحسب البيان.

وبمناسبة استضافة إفريقيا مؤتمر هذا العام – أضاف البيان – يجب أن تؤخذ في الاعتبار، احتياجات البلدان النامية، وتحقيق العدالة المناخية «لأن البلدان الأقل مسؤولية عن الانبعاثات هي الأكثر تضررًا من تغير المناخ».

وبشكل عام، يهتم مؤتمر المناخ، للعام الجاري، بمناقشة أربعة قضايا رئيسية، وهي: التمويل، وتخفيف الانبعاثات الكربونية، ودعم جهود التكيف، وبحث الشراكات التي تدعم العمل المناخي.

وقسّمت مصر مناقشات القضايا المناخية خلال المؤتمر إلى أيام موضوعية، تبدأ في التاسع من تشرين الثاني/نوفمبر الجاري. وتشمل موضوعات التمويل، والطاقة، والتنوع البيولوجي، والنظم الغذائية، وتأثير تغير المناخ على الجندر، والحلول المناخية، كما خصصت أيامًا للشباب والعلوم والمجتمع المدني.

ووفقًا لبيانات صحفية صدرت عن المؤتمر، فقد تم تسجيل أكثر من 50,000 شخص للحضور، سيتم توزيعهم بين المناقشات، والموائد المستديرة، والفعاليات الجانبية.

واتخذت مصر إجراءات صديقة للبيئة، أثناء استضافة المؤتمر، ومنها: توفير المياه في عبوات زجاجية، وكرتونية كبديل لاستخدام البلاستيك المضر بالبيئة، كما باشرت السلطات المعنية تطبيق تجربة منع البلاستيك بشكل نهائي في مدينة شرم الشيخ، حيث حلّت محلّه الأكياس الورقية، والحقائب القماشية.

وفي أرجاء المؤتمر، انتشرت سلال للقمامة، تعتمد فصل المخلفات لتسهيل جمعها، وإعادة تدويرها فيما بعد، كما انتشرت الحافلات الكهربائية بأعداد كبيرة داخل المدينة التي تستضيف المؤتمر، وجرت الاستعانة بها، على نطاق واسع، لتيسير انتقالات المشاركين في المؤتمر من مواقع متفرقة إلى قاعات النقاش العالمي حول ظاهرة التغير المناخي.

اقرأ أيضًا:

ابحث عن أحدث المنح الدراسية من هنا. ولمزيد من القصص، والأخبار، اشترك في نشرتنا البريدية، كما يمكنك متابعتنا عبر فيسبوك، ولينكد إن، وتويتر، وانستجرام، ويوتيوب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى