أخبار وتقارير

التكيف في قطاع المياه.. مبادرة من COP27 للتصدي للتغير المناخي

من بين عناوين شتى طغت على فعاليات مؤتمر المناخ COP27، بمدينة شرم الشيخ في مصر، كانت قضايا المياه في صدارة جدول أعمال الوفود والمنظمات المشاركة.


وفي سبيل دعم جهود مكافحة تداعيات التغير المناخي على قطاع المياه، أعلن وزير الموارد المائية والري في مصر، الدكتور هاني سويلم، الأحد الماضي، عن إطلاق مبادرة للتكيف والقدرة على التحمل المائي (AWARE)، في إفريقيا، بالتعاون مع المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، في خطوة يصفها المسؤول المصري بأنها «تمثل نقلة نوعية في مجال التكيف مع تغير المناخ وتعزيز الأمن المائي».

التكيف مع التغير المناخي في قطاع المياه

وتستهدف المبادرة، تقديم حلول التكيف الانتقالية لتعزيز المرونة في مواجهة تغير المناخ، وخاصة بالنسبة للمجتمعات والنظم البيئية التي تعاني من ندرة المياه. وتهدف إلى تحقيق ثلاثة أهداف رئيسية، وهي: تقليل الفاقد وتحسين التزويد بالمياه، ودعم تنفيذ السياسات التعاونية وإجراءات التكيف المتعلقة بالمياه، وتعزيز التعاون والترابط بين المياه والعمل المناخي.

ويفتقر حوالي 2.2 مليار شخص عالميًا إلى مياه الشرب النظيفة، وفق تقرير سابق للأمم المتحدة.

تستهدف المبادرة، تقديم حلول التكيف الانتقالية لتعزيز المرونة في مواجهة تغير المناخ، وخاصة بالنسبة للمجتمعات والنظم البيئية التي تعاني من ندرة المياه.

ومن المقرر أن يتم العمل على تنفيذ المبادرة، من خلال عدة مسارات، في مقدمتها: تحسين نظم الإنذار المبكر بالأحداث المناخية المتطرفة، كالجفاف الممتد والسيول، وذلك من خلال التنبؤ والإخطار والتواصل على المستوى القصير والمتوسط والطويل، والتعاون المشترك بين الدول لدعم استراتيجات التخفيف لتقليل الانبعاثات والتكلفة، والإدارة المستدامة لمياه الشرب والصرف الصحي، وتطوير الاستخدام القومي للمياه الخضراء (مياه الأمطار المستخدمة في الزراعة).

وقال الدكتور أيمن ثروت، نائب مدير دائرة البيئة والمناخ بوزارة الخارجية المصرية، إن المبادرة تخدم مواجهة التغير المناخي وآثاره السلبية بطرق أسرع، مضيفًا أن بلاده لديها خبرة كبيرة في مجال إعادة تدوير المياه، وأنه من خلال هذه المبادرة ستشارك مصر خبرتها مع دول أخرى،كما ستستفيد من خبرات الدول الأخرى في مجالات التكيف في قطاع المياه.

تجربة سنغافورة في تدوير المياه

ومن جانبها، قالت جريس فو، وزيرة الاستدامة والبيئة في سنغافورة، في جلسة إطلاق المبادرة، إن بلدها مستعدة للتعاون، ودعم المبادرة والتنسيق مع الدول المشاركة في المبادرة.
واستعرضت الوزيرة تجربة سنغافورة في مجال التكيف مع تغير المناخ في مجال المياه، قائلة: «شكّلت المياه مشكلة أمن قومي مع قلة الأمطار في بعض المناطق والسيول في مناطق أخرى، مما أثر سلبًا على الزراعة، كما لم يكن لدينا ما يكفي من مياه الشرب، وكنا نستورد المياه من الخارج».

هاني سويلم، وزير الموارد المائية والري المصري، مع إلينا ماناينكوفا، نائب الأمين العام للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO)، أثناء إطلاق مبادرة «العمل من أجل التكيف فى قطاع المياه والقدرة على الصمود» (AWARE)، ضمن فعاليات COP27 (المتحدث الرسمي للوزارة – عبر «فيسبوك»).


وتابعت: «لذلك، قررنا أن نبحث عن مصادر جديدة للمياه، وبدأنا الاستثمار في تنظيف أنهارنا وإقامة محطات تحلية لمياه الصرف، وأجرينا العديد من الدراسات حتى نتأكد أن هذه المياه المعالجة صالحة للشرب، وخالية من الفيروسات والبكتيريا (..) أستطيع أن أقول إننا الآن نعيد تدوير كل قطرة من المياه».
كما أشارت إلى أنهم يعتمدون على ألواح الطاقة الشمسية في محطات تحلية المياه، بحيث تتم هذه العمليات بأقل انبعاثات ممكنة، من خلال الاعتماد على تكنولوجيات منخفضة الكربون.
وبدوره، قال تورني هولمغرين، المدير التنفيذي لمعهد ستوكهولم الدولي للمياه، إنه من المهم ربط العلوم بصياغة السياسات التي تطبق على أرض الواقع، والاستفادة من الحلول التي تقدمها الأبحاث والدراسات العلمية في مجال التكيف.


وأضاف أن المزارعين في العديد من الدول تأثروا بالتغيرات المناخية، مشيرًا إلى أنهم يقومون بالعديد من المشروعات، لمساعدة أولئك المتضررين على التكيف، وبناء القدرة على الصمود، والمرونة المناخية، وذلك عبر أساليب علمية تساعد على احتفاظ التربة بالماء، وتحسين رطوبة التربة، مما يقلل من المياه المستخدمة في الري. وبحسب الفاو فإن 70% من المياه العذبة تستخدم عالميًا في الري، وتصل هذه النسبة إلى 95% في العديد من الدول النامية.


وفيما أشار «هولمغرين» إلى أنهم يقومون بمشروعات تساعد المزارعين على مواجهة الفيضانات والجفاف، قال إنهم ما زالوا بحاجة إلى المزيد من هذه المشروعات، وبحاجة إلى التمويل اللازم لتفعيل هذه المساعي بين المزارعين، وصغار المزارعين لمساعدتهم على الصمود في مواجهة الصدمات المناخية، على حد قوله.

مبادرة هولندية

وعلى صعيد مواز، أطلق، في اليوم نفسه، مارك هاربرز، وزير البنية التحتية وإدارة المياه في هولندا، المبادرة الهولندية المعنونة: «مجموعة أبطال الدلتا والمناطق الساحلية» بجناح المياه في كوب 27.
والمقصود بـ«الأبطال» هم البلدان التي تواجه تحديات كبيرة، مثل الفيضانات، أو الجفاف، أو نقص المياه العذبة، أو ارتفاع مستوى سطح البحر، لذلك يتعين عليها استثمار مبلغ كبير نسبيًا من المال في التكيف. وتهدف من المبادرة إلى مشاركة معارف الدول المنخرطة فيها، مع الدول المتضررة من أجل التكيف بشكل أفضل وأسرع مع المناخ المتغير.
وتعد مجموعة الأبطال جزءًا من الفريق الدولي المعني بالدلتا والمناطق الساحلية (IPDC) ، والذي سيتم إطلاقه في مؤتمر الأمم المتحدة للمياه في آذار/مارس 2023. ويعد البرنامج بمثابة تعاون بين مؤسسات المعرفة والمؤسسات المالية والبلدان. وتستثمر هولندا مليوني يورو في هذه المبادرة.


وهناك عدد من الدول المنضمة لمجموعة الأبطال، وهي: بنغلاديش، والهند، وكولومبيا، ومصر، وفيتنام. بالإضافة إلى ذلك انضمت مؤسسات التمويل، مثل صندوق المناخ الأخضر، ومصرف التنمية الآسيوي، ومصرف التنمية للبلدان الأمريكية، وأعلنوا عن التزامهم بمساعدة منطقة أو بلد في التكيف مع المناخ الوطني. وتعمل المنظمات والدول الأعضاء في مجموعة الأبطال، حاليًا، على تقديم نصائح ملموسة حول التكيف مع المناخ لبنغلاديش، وكولومبيا، ومصر.

اقرأ أيضًا:

ابحث عن أحدث المنح الدراسية من هنا. ولمزيد من القصص، والأخبار، اشترك في نشرتنا البريدية، كما يمكنك متابعتنا عبر فيسبوك، ولينكد إن، وتويتر، وانستجرام، ويوتيوب.

Countries

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى