أخبار وتقارير

مهارات الصحفي العلمي وتحديات صناعة المحتوى.. نقاش أكاديمي

بعد يومين من النقاش الأكاديمي والمهني حول واقع الصحافة العلمية العربية، ومستقبلها، اختتمت الشبكة العربية للصحافة العلمية، مؤتمرها الأول، أمس (الاثنين)، والذي أقيم بجامعة المستقبل في مصر، تحت شعار: «الصحافة العلمية العربية في عصر الإعلام الرقمي».

وشارك خبراء وصحفيون في جلسات عدة، تطرقت إلى محاور متنوعة، كان منها: الصحافة العلمية العربية في العصر الرقمي، واعتماد مناهج الصحافة العلمية في الجامعات العربية، وتطور الصحافة الصحية بعد جائحة كورونا، والمبادرات الحكومية والصحفية في مواجهة التغير المناخي، وصحافة الحلول البيئية.

كما شهد المؤتمر، استعراض نماذج ناجحة في الصحافة العلمية، ومناقشة اتجاهات الكتابة الحديثة للتغطية الصحفية للقضايا العلمية، ومستقبل الصحافة العلمية في ظل التقدم التكنولوجي، وما يجب معرفته عن قمة المناخ COP27، التي تستضيفها مصر الشهر المقبل، والتحديات المناخية الحالية في ظل الأزمة الصحية الدولية، وواقع البحث العلمي في العالم العربي، بالإضافة إلى تبادل وجهات النظر حول تطوير الصحافة العلمية في الوطن العربي.

مهارات الصحفي العلمي

وفي نقاش مع الخبراء، وجمهور الحاضرين من الطلاب والصحفيين، رأى رئيس تحرير «الفنار للإعلام»، محمد الهواري، أنه من الضروري جدًا، عندما نتصدى لموضوع مهم بحجم الصحافة العلمية، البحث عن إجابات عن أسئلة مثل: من هو الصحفي العلمي، ومهارات، ومعايير اختياره وتأهيله؟ مؤكدًا أن الصحافة العلمية العربية «في حاجة إلى صحفي لديه مهارات فائقة، يلتزم بأخلاقيات المهنة، كما نحتاج إلى زيادة الوعي الإعلامي لدى صانع العلوم، لتحقيق هذه الروابط ما بين الصحفيين والعلماء والمؤسسات العلمية».

«نحن أمام أزمة عالمية تتعلق بالمهارات، والصحفيون ليسوا بعيدين عن هذه الأزمة، ونحتاج دائما إلى رفع مهاراتهم وتطويرها بشكل دائم ومستمر».

محمد الهواري، رئيس تحرير «الفنار للإعلام».

وبتفصيل أكثر، تابع رئيس تحرير «الفنار للإعلام»، قائلًا إننا في مهنة يجب أن نراعي فيها دائمًا صناعة المعنى، وأحد أجزاءها هي صناعة المحتوى. وأوضح: «بشكل أكثر تحديدًا، عندما نتصدى لأمر مهم مثل الصحافة العلمية، فيجب أن يكون ذلك في إطار إدراك كامل لدور الصحفي العلمي. هناك تكامل مفقود بين المؤسسات الإعلامية وبعضها البعض، والمنظمات المعنية بتطوير الصحافة وتأهيل الصحفيين، والمراكز والمؤسسات البحثية».

تحديات صناعة المحتوى

كما تطرق، في جلسة بعنوان: «مستقبل الصحافة العلمية في ظل التقدم التكنولوجي»، إلى أزمة بناء المهارات في إطارها العالمي، وقال: «نحن أمام أزمة عالمية تتعلق بالمهارات، والصحفيون ليسوا بعيدين عن هذه الأزمة، ونحتاج دائما إلى رفع مهاراتهم وتطويرها بشكل دائم ومستمر».

وضرب مثالًا على ذلك، بالحاجة إلى تعلم مهارات التحقق، ومعالجة وتحليل البيانات، بالإضافة إلى الدور الكبير الذي تلعبه التكنولوجيا الحديثة في دعم الصحافة العلمية، وبما يفتح آفاقًا جديدة لتقديم المحتوى العلمي. وختم بالقول: «الواقع الآن، أننا أمام جمهور لا نعرفه، ونقدم له محتوى لا نفهمه.. هذا هو الحال في كثير من الوسائل الإعلامية الآن، وهو ما يجب أن نتصدى له بكل قوة». كما دعا إلى دراسة الجمهور، واستخدام وتوظيف كل الوسائل التكنولوجية والأدوات المتاحة، لتقديم محتوى مختلف، ومتنوع، يستطيع أن يواكب ما يحتاجه الجمهور وليس ما يريده «حتى نحقق الهدف من هذا العمل الصحفي».

توصيات مؤتمر الشبكة العربية للصحافة العلمية

وفي ختام الفعاليات، انتهى المؤتمر إلى حزمة توصيات شملت التأكيد على الحاجة إلى التعاون بين الجامعات الحكومية والخاصة في تدريب صحفيين قادرين على تغطية قمة المناخ COP27، وتطوير الرؤية الخاصة بالصحافة العلمية في المناهج والمقررات الدراسية، وتدريب الصحفيين على صناعة المحتوى العلمي.

ودعا المشاركون في المؤتمر إلى زيادة اهتمام المؤسسات الإعلامية بتوفير محتوى يمثل الصحافة العلمية، وإعادة هيكلة البرامج التلفزيونية الطبية بحيث تلبي المعايير المهنية المطلوبة للصحافة العلمية، بعيدًا عن سياسات الترويج، والدعاية. وشملت التوصيات كذلك، الدعوة إلى خلق مناخ من التواصل الفعال بين الإعلاميين العرب والباحثين والأكاديميين، وإبراز النماذج العربية الناجحة في الصحافة العلمية،        واتجاهات الكتابة الحديثة للتغطية الصحفية للقضايا العلمية، ومستقبل الصحافة العلمية في ظل التقدم التكنولوجي، مع العمل أيضًا على تطوير البحث العلمي ليواكب مستجدات قضايا المناخ.

وأوصى المؤتمر باستثمار استضافة مدينة شرم الشيخ السياحية في مصر، لقمة المناخ، في الترويج السياحي لمصر، وخاصة في ظل الجهود الرامية إلى تحويل شرم الشيخ إلى مدينة خضراء تلبي معايير الجودة البيئية، بالإضافة إلى ضرورة الاهتمام بالبعد الأخلاقي والاجتماعي لظاهرة تغير المناخ والكوارث والأزمات البيئية الناتجة عنها، والاهتمام بالاقتصاد الأزرق، وعدم التركيز فقط على الاقتصاد الأخضر، حيث إن الاقتصاد الأزرق هو المعني بالاهتمام بالحياة البيئية للكائنات البحرية.

ثقافة العمل التطوعي للشباب

وضمّت التوصيات، المطالبة بتعزيز ثقافة العمل التطوعي للشباب، والانخراط في معالجة المشكلات البيئية، عبر إشراكهم مع صناع القرار، والقطاع الخاص، وتدشين منصات إلكترونية متخصصة في القضايا والمشكلات البيئية، وفتح حوارات للنقاش حولها، وطرح حلول وبدائل عملية، والاستغلال الإيجابي والأمثل لمواقع التواصل الاجتماعي في عرض قصص إخبارية مبسطة، لبناء التعاطف مع قضايا البيئة، ودعم مساعي الوصول إلى رؤية موحدة، تجعل الدول الكبري تفي بالتزاماتها تجاه الدول النامية والفقيرة في ملف التغير المناخي.

وفي الختام، تضمنت التوصيات الدعوة إلى تعظيم الوعي، من خلال المدارس والجامعات والمجالس المحلية، بقضايا المناخ، وآثار التغير المناخي على البيئة والصحة العامة، والعمل من أجل تأسيس جيل واعٍ من الصحفيين العلميين القادرين على تقديم محتوى دقيق، ومبسط للجمهور بشكل عام.

كان «الفنار للإعلام» أحد الرعاة الإعلاميين لهذا المؤتمر الذي شهد مشاركة واسعة من الخبراء المعنيين، والصحفيين، وقادة المؤسسات الإعلامية والأكاديمية المعنية بموضوع النقاش.

اقرأ أيضًا:

«الفنار للإعلام» راعيًا إعلاميًا للمؤتمر الأول للشبكة العربية للصحافة العلمية

ابحث عن أحدث المنح الدراسية من هنا. ولمزيد من القصص، والأخبار، اشترك في نشرتنا البريدية، كما يمكنك متابعتنا عبر فيسبوك، ولينكد إن، وتويتر، وانستجرام، ويوتيوب.

Countries

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى