نصائح ومصادر

لطلاب الجامعات.. خطوات لإجادة إعداد وكتابة الأبحاث الدراسية

رغم التباين الواسع بين التخصصات الدراسية في المرحلة الجامعية، إلا أن الطلاب جميعًا يحتاجون إلى إجادة كتابة وإعداد الأبحاث عن مجالات دراستهم، حيث يتم تكليفهم بذلك من جانب الأساتذة، بهدف تحقيق الاستيعاب الأمثل للمواد العلمية.

وينظر كثيرون إلى هذه الأبحاث كأساس علمي لتحسين قدرات  الطلاب على ترتيب الأفكار، والتعبير الدقيق عنها، في أسلوب يراعي المناهج البحثية المعتبرة. وفي هذا التقرير، يستعرض «الفنار للإعلام»، الفوائد التي يجنيها الطلاب من تعلم مهارات البحث، وكيفية كتابة بحث دراسي في خطوات معدودة.

الأبحاث الدراسية

يعد تحصيل معرفة أوسع في موضوع البحث – أي بحث – فائدة كبيرة بلا شك للطلاب القائمين عليه، لكن إلى جانب ذلك، هناك مهارات تنمو وتتطور لدى هؤلاء الطلاب، لا تقل فائدة عن الحصيلة المعرفية. ووفق موقع TeachThought، فإن هذه المهارات تتمثل في:

  • قراءة وتحليل المعلومات من مصادر متعددة

تحتاج مهمة كتابة البحث، قراءة وتحليل المعلومات التي تتوفر من أكثر من مصدر. وهذه مهارة تنمي لدى الطلاب القدرة على صياغة وتكوين رؤية خاصة بهم، بعد فهم وتقييم البيانات المتنوعة حول أي أمر من الأمور.

  • النظر بعمق والتساؤل المستمر

عدم الاكتفاء بالإجابات المباشرة والسطحية، فضيلة أخرى يكتسبها طلاب الجامعة من كتابة الأبحاث؛ إذ يصبح عليهم وضع المعلومات في نسق معرفي واضح ومحدد، وبشكل أعمق من مجرد معرفة الحقائق بشكل مجرد. وهذا يعزز قدرتهم على التساؤل المستمر، واكتشاف المزيد من مصادر المعلومات.

  • إسناد المعلومات إلى مصادر موثوقة

يتعرض الطلاب، يوميًا، إلى سيل من المعلومات مجهولة أو ضعيفة المصدر، من خلال منصات عدة. وتساهم مهارات كتابة البحث الدراسي على الوقوف حائلًا أمام ذلك، بسبب ضرورة إسناد المعلومات التي ينقلها الطلاب إلى مصادر معتبرة، مع الاستشهادات النصّية، مما يجعلهم يتساءلون حول مصدر أي معلومة تصل إليهم.

  • عرض آرائهم وإدارة مناقشة مثمرة

البحث الدراسي لا ينتهي عند كتابته، فهناك مرحلة لاحقة لا تقل أهمية، وهي مرحلة تقديم البحث إلى الأستاذ الجامعي المختص، وعرض النتائج التي توصل إليها الطالب، لاستكشاف مدى الفهم الذي تشكل لديه. هذا إلى جانب مناقشة النتائج مع الأستاذ، وبقية الطلاب الآخرين، وإدارة هذه المناقشة بشكل مثمر وبنّاء.

أنواع الأبحاث

تتنوع أشكال الأبحاث التي يحتاج الطالب الجامعي إلى كتابتها، بتنوع الهدف منها، واختلاف قوالبها الفنية. وبشكل أكثر تحديدًا، يوجزها موقع scribbr فيما يلي:

  • المقالة: تكون قصيرة الحجم، وتعتمد في الغالب على المصادر الدراسية، بهدف الإجابة على سؤال من الأستاذ الجامعي.
  • الورقة البحثية: عمل أكثر عمقًا، يقوم على المصادر المستقلة، استجابة لسؤال يختاره الطالب، في إطار الموضوع العام الذي يدرسه.
  • أطروحة أو مقترح: عبارة عن تصوّرٍ حول بحث كبير، مستقبلي، يتقدم به الطالب من اختياره الشخصي.
  • المراجعة: تجميع وتلخيص نقدي لعدد من البحوث السابقة، حول مسألة ما، يقوم بها الطالب بهدف صياغة منهج جديد لبحث آخر.

وهناك تقسيم آخر للأبحاث الدراسية الجامعية، يفرق بين نوعين منها، الأول: الأبحاث في العلوم التجريبية، حيث تحتاج من الباحث أن يقدم بيانات واضحة، ومحددة إلى أقصى درجة، حول منهج البحث ونتائجه. أما  النوع الثاني فيخص الأبحاث في العلوم الإنسانية، والقائمة في الأساس على البراهين والحجج العقلية، استنادًا إلى الأدلة التي يسوقها الطالب من النصوص والمصادر المختلفة.

خطوات من أجل بحث دراسي متميز

كتابة بحث دراسي جيد، تتوافر فيه كل السمات المطلوبة، أمر يحتاج من الطالب الجامعي أن يسير وفق منهج واضح ومنظم، وهو ما يشرحه Dustin Wax، مؤلف كتاب «لا تكن غبيًا: دليل للتعلم والدراسة والنجاح في الكلية»، في الخطوات التالية:

أولًا: ضع جدولًا زمنيًا للبحث

قبل أي شيء، على الطالب الجامعي الراغب في كتابة بحث دراسي جيد، أن يمتلك جدولًا زمنيًا، يضع فيه مواعيد عامة في البداية، كأن يحدد المدة التي يحتاجها لينتهي من مطالعة المصادر، وميعاد خروج مسودته الأولى من البحث إلى النور. بعدها يمكنه وضع جدول زمني جديد، حسب طريقة العمل والنتائج التي انتهى إليها في البحث الأوليَ.

ثانيًا: «ويكيبيديا» يناسبك في البداية فقط

طبيعة موقع «ويكيبيديا» التشعبية، تجعله مصدرًا رائعًا كي تبدأ عليه أولى خطوات البحث، وتتبع الكلمات الرئيسية التي يدور حولها موضوعك، مع مطالعة كل الروابط الموجودة في صفحات الموقع بشأنه. ومن المهم كذلك تدوين أسماء المصادر التي يشير إليها الموقع. ربما تجد بينها ما يثري بحثك بالفعل. كل ذلك في البداية، أما حين يأتي وقت كتابة البحث، فلا يمكن أن يكون «ويكيبيديا» من ضمن مصادرك على الإطلاق.

ثالثًا: تذكر دائمًا سؤال البحث الرئيسي

ينطلق أي بحث من أجل الإجابة عن سؤال رئيسي، تتشعب عنه أسئلة فرعية. هذا السؤال هو المرجعية التي يجب أن يحدد الطالب، وفقًا لها، المعلومات التي سوف يضمها للمادة العلمية الأولية لبحثه، والمعلومات التي سوف يتجاهلها. هكذا يضمن عدم ضياع وقته في مطالعة مصادر لا تساعده في الإجابة على سؤال البحث.

رابعًا: امتلك دفترًا لملاحظاتك

من الخطوات الفعالة كذلك، في عملية كتابة البحث، تخصيص دفتر لتدوين وتنظيم الملاحظات. يمكن للطالب الذي يجري بحثًا دراسيًا امتلاك دفتر يكتب فيه كل ما يستحق التسجيل عن المصادر التي سوف يستعين بها، فضلًا عن الاقتباسات المهمة، ومرجعياتها، إلى جانب الأفكار التي تدور في ذهنه بشأنها. وعندما يجلس الطالب لكتابة البحث، سيجد أن هذا الدفتر هو كنزه الثمين.

خامسًا: تقسيم البحث إلى مقاطع

معالجة موضوع البحث كله دفعة واحدة خطأ فادح. من الأفضل أن يكون لدى الطالب صورة شاملة للبحث الذي يعكف عليه، بحيث تتيح له تقسيم بحثه إلى مقاطع، ويعمل على كل مقطع منها بشكل منفصل. وفي النهاية، سيجد روابط واضحة بين هذه المقاطع، تجعله يعيد تركيب الصورة الكاملة للبحث مرة أخرى.

سادسًا: اطلب المشورة باستمرار

أمام الطالب خيارات عدة في طلب المشورة التي من شأنها مساعدته في توفير الوقت والجهد. من أبرز هذه الخيارات، الاستماع إلى نصائح الأستاذ المشرف على البحث، بشأن المصادر، أو المادة العلمية المتوفرة لديه، فلا يجب أن ينتظر الباحث الانتهاء من بحثه حتى يعرض ما توصل إليه. كما يعد أمين المكتبة مرجعًا مهمًا فيما يتعلق بتحديد المصادر الأفضل؛ فهذا عمله الذي لا يضاهيه فيه أحد.

سابعًا: كن مستعدًا لاستقبال الأفكار

العمل على بحث دراسي جيد لا يتم في وقت محدد، لأن الأفكار لا تطلب الإذن في الظهور، ولابد أن يستعد الطالب في كل الأوقات لاستقبالها. ويمكن الاستعداد من خلال الاحتفاظ بدفتر للملاحظات لتسجيل الأفكار بمجرد أن تقفز في ذهنه. من شأن ذلك أن يحفظ للطالب العديد من النقاط المفيدة، حتى يتم تصفيتها واختيار الأفضل منها.

ثامنًا: اختر المصادر الأحدث

كلما كانت المصادر التي يعتمد عليها الطالب الجامعي في كتابة بحثه، حديثة نسبيًا، كان ذلك أفضل. كأن تكون في مدى زمني خلال السنوات العشر الأخيرة.

لهذه الأسباب.. المهارات البحثية مهمة بعد التخرج

في ضوء كل ما سبق، نفهم أن امتلاك مهارات جيدة ستمكنك من كتابة بحث دراسي، تحصد عليه أعلى الدرجات. لكن هذا ليس كل شيء، لأن هذه المهارات ستساعدك بعد التخرج في تحسين فرصك المهنية، لدى أصحاب العمل الذين يبحثون عن توظيف عناصر تمتلك قدرات بحثية.

ويعدد موقع glassdoor، المختص في مجال التوظيف والشركات، الأسباب التي تجعل المهارات البحثية ذات قيمة كبيرة في سوق العمل. ويقول إن تلك المهارات تميز صاحبها فيما يلي:

  1. تحديد المعوقات التي تؤثر سلبًا على أداء العمل.
  2. التوصل إلى طرق للتخلص من هذه المعوقات.
  3. الاستخدام الأمثل للموارد المتاحة، وابتكار وسائل لتعزيزها.
  4. إضافة خدمات أو منتجات يحتاجها عملاء العمل.
  5. يكون على اطلاع دائم بالجديد في مجال وظيفته، ومتطلبات السوق.
  6. الاستعداد للتعامل مع المواقف المختلفة، وتعلم طرق جديدة للقيام بالمهام المطلوبة.

اقرأ أيضًا:

ابحث عن أحدث المنح الدراسية من هنا. ولمزيد من القصص، والأخبار، اشترك في نشرتنا البريدية، كما يمكنك متابعتنا عبر فيسبوك، ولينكد إن، وتويتر، وانستجرام، ويوتيوب.

Countries

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى