أخبار وتقارير

«دي كاف 10».. فرص واسعة لدعم مبدعي الفنون المعاصرة العرب

منذ التاسع من تشرين الأول/أكتوبر الجاري، وحتى الثلاثين من نفس الشهر، تشهد العاصمة المصرية، القاهرة، فعاليات الدورة العاشرة من مهرجان وسط البلد للفنون المعاصرة، بما تشمله من عروض راقصة، ومسرحية، وموسيقية، وسينمائية، وغيرها من ألوان الفنون.

وخلال أنشطة هذه الدورة، استأنف الملتقى الدولي للفنون العربية المعاصرة (Arab Focus)، أنشطته بعد أربعة أعوام من الغياب بسبب تداعيات كوفيد-19. ويشارك في الفعاليات فنانون من مصر، وفلسطين، ولبنان، والمغرب، حيث يتيح المهرجان تقديم أعمالهم أمام متخصصين وخبراء في الفنون المعاصرة.

ويقول أحمد العطار، مؤسس المهرجان، والمدير الفني له، في تصريح لـ«الفنار للإعلام»، إن الملتقى يشمل تقديم عروض عربية ذات إنتاج جديد، مشيرًا إلى أن المهرجان الذي يُعرف اختصارًا بـ«دي كاف» في إشارة إلى الهجاء الإنجليزي (D-CAF – Downtown Contemporary Arts Festival)، دعا خبراء من مبرمجين، ومديري مسارح ومهرجانات، من دول عدة حول العالم، لمشاهدة العروض المشاركة.

اقرأ أيضًا: (بعد عقود من «الإهمال».. مبادرة لإنقاذ دراسة «الفنون الجميلة» في السودان)

ومن خلال الندوات وحلقات النقاش، يهدف المهرجان إلى تشبيك المبرمجين والفنانين العرب، مع المنتجين الأجانب ممن تمت دعوتهم إلى الحدث، وذلك من أجل دعم المواهب العربية، والترويج لها في المهرجانات الدولية. ويرى «العطار» أن المهرجان حدث فريد من نوعه في المنطقة، بحسب تعبيره. ويقول إن الفعاليات توفر فرصة استثنائية من التفاعل وتبادل الرؤى والخبرات بين صناع الفنون المعاصرة العربية والغربية، وبالتالي إيجاد فرص تسويق أفضل للعروض العربية عالميًا. وقد دُعي إلى المهرجان، هذا العام، أكثر من مائة مبرمج حول العالم من آسيا، وأوروبا، وفق قوله.

خلال أنشطة هذه الدورة، استأنف الملتقى الدولي للفنون العربية المعاصرة (Arab Focus)، أنشطته بعد أربعة أعوام من الغياب بسبب تداعيات كوفيد-19. ويشارك في الفعاليات فنانون من مصر، وفلسطين، ولبنان، والمغرب.

وكان الرقص المعاصر حاضرًا في أغلب العروض، إلى جانب عروض المسرح الراقص، وغيرها من الأعمال التي جمعت بين الرقص والمسرح والفنون الحديثة. وعن ذلك، يعلق أحمد العطار بالقول إن الرقص المعاصر يحتل مكانة كبيرة في المشهد العام للفنون المسرحية في العالم العربي راهنًا.

وضمن أعمال الملتقى الدولي للفنون العربية المعاصرة، قدّم ثلاثون فنانًا عروضًا متنوعة ما بين الرقص، والمسرح، والمعارض الفنية. وكان من هؤلاء الفنان المغربي يونس عتبان عبر عرضه المعنون «أنتايتلد 14» (Untitled 14). ويدور العرض بين شخصيات رئيسية: شاعر عربي أندلسي، ومدير متحف، وقيِّم فني، وفنان معاصر. ومن خلال العرض يطرح الفنان المغربي تساؤلاته حول الصراع والمنافسة المحيطة بالفن والهوية العربية.

https://www.bue.edu.eg/

ويقول الفنان المقيم في برلين منذ سنوات، ويقدم أعماله بين المغرب وألمانيا، في تصريح لـ«الفنار للإعلام»: «سعيد بتقديم العرض من خلال المهرجان الذي أعتبره المنصة الوحيدة تقريبًا، في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، التي تمنح العارضين فرص مشاهدة أكبر، وطرح عروض وديناميكيات إبداعية».

ويرى «عتبان» أن العروض المشاركة، وإن بدت مختلفة فيما بينها، لكنها متقاربة في الوقت نفسه. ويضيف: «هكذا أتصور من خلال العروض التي نتعرف بها على الأفكار الجديدة، والممارسات الإبداعية في العالم العربي، علاوة على إتاحة تقديم عروضنا بحضور جمهور دولي ومبرمجين حول العالم، ما يتيح فرص عروض أكبر لنا خلال الفترات المقبلة».

كما يتيح المهرجان التعرف على قصص الفرق المشاركة به، والتي عادة ما ترافقها تحديات عدة حتى تصل إلى عرض أعمالها أمام الجمهور. ومنها فريق «ناسا فور ناسا» (Nasa4nasa)، والذي يضم فتاتين مصريتين، وهما: نورا سيف، وسلمى عبد السلام، اللتين جمعتهما صداقة مبكرة، وشغف مشترك بالرقص المعاصر الذي تزاملتا في مسار دراسته لثلاثة أعوام بمركز القاهرة للرقص المعاصر.

وفي تصريح لـ«الفنار للإعلام»، تشير الفتاتان إلى أنهما أدركتا وجود اتساق في الأفكار فيما بينهما فقررتا العمل سويًا، وتشكيل فريق قبل سنوات، وقدمتا معًا مقاطع فيديو راقصة عبر «انستغرام». ونورا سيف، فنانة بصرية، ومصممة رقصات، وراقصة.  تخرجت في كليـة الفنـون الجميلـة بجامعة حلوان، فـي العـام 2007 ، فيما تحمل سـلمى عبـد السـلام، درجـة الماجسـتير فـي دراسـات الأداء مـن جامعة نيويورك، وتقـوم بتدريس دراسات الأداء، ونظريـة الرقـص بالجامعـة الأمريكيـة بالقاهـرة، ومركز القاهرة للرقص المعاصر.

وقدّم فريق «ناسا فور ناسا»، خلال المهرجان، عرضًا بعنوان: «دون رحمة» (No Mercy)، تضمن طرحًا فنيًا ترافقه الموسيقى حول مشاعر عديدة، عبر عالم مواز يصنعه الرقص المعاصر، في حوالي أربعين دقيقة. وكما تقول نورا وسلمي، فإن «الجمهور يريد أن يشاهد عروضًا مختلفة، ويبحث عن الإلهام الذي يمنحه لهم العرض الفني، سواء من خلال الأفكار أو الأداء الحركي». وتقول الاثنتان إن «النجاح الذي يحققه مهرجان نوعي مثل مهرجان وسط البلد للفنون المعاصرة يثبت خطأ افتراض أن جمهور هذا اللون الفني محدود».

ضمن أعمال الملتقى الدولي للفنون العربية المعاصرة، قدّم ثلاثون فنانًا عروضًا متنوعة ما بين الرقص، والمسرح، والمعارض الفنية. وكان من هؤلاء الفنان المغربي يونس عتبان عبر عرضه المعنون «أنتايتلد 14» (Untitled 14).

وترى الراقصتان أن مثل هذا المهرجان قد يكون فرصة لتجديد الحديث حول تحديات العاملين في مجالات الفنون المعاصرة، مثل عدم توافر ساحات، واستوديوهات للتدريب وتصميم الفقرات الأدائية، حيث «لا بديل عن تلك المساحات لمواصلة العروض الراقصة، نظرًا للتكلفة المادية العالية للكثير من تلك الأماكن». وتعد المنح الفنية من العوامل الداعمة لمواصلة إنتاج العروض الأدائية، ومنها منحة «آفاق للفنون الأدائية»، و«مفردات». 

وشملت أجندة عمل المهرجان جلسات نقاشية، لشبكة «المجتمع الدولي للفنون الأدائية» (ISPA)، وهي أكبر تجمع دولي لمبرمجي ومديري المهرجانات والمسارح الخاصة بالفنون الأدائية، ومقرها نيويورك. ووفق مؤسس المهرجان، فإن الشبكة تشارك، عبر هذه الفعالية، للمرة الأولى، في العالم العربي وإفريقيا، مشيرًا إلى أهمية هذا الوجود العالمي خلال أعمال الملتقى، ما يتيح للفنانين المشاركين مناقشة أبرز المشكلات والتحديات التي يواجهها المشهد الثقافي والفني عربيًا.

ويصف أحمد العطار، المدير الفني للمهرجان، حضور الجمهور بالكبير، مشيرًا إلى حركة بيع كثيفة للتذاكر عبر مواقع الحجز عبر الإنترنت. وقد تفاعل الحاضرون مع عدد من العروض، ومنها العرض المسرحي الدنماركي «طبخة». ورافق العرض ورشة في الكتابة المسرحية، للكاتب والمؤلف المسرحي الدنماركي جيسبر بيدرسون، حيث سلطت الورشة الضوء على طرق التواصل مع الجمهور بطريقة مرحة وجذابة، باستخدام الألعاب، والتفاعل مع الجمهور، والسرد المسرحي.

اقرأ أيضًا:

هل ترغب في دراسة الفنون؟ إليك التخصصات وفرص الخريجين في سوق العمل

ابحث عن أحدث المنح الدراسية من هنا. ولمزيد من القصص، والأخبار، اشترك في نشرتنا البريدية، كما يمكنك متابعتنا عبر فيسبوك، ولينكد إن، وتويتر، وانستجرام، ويوتيوب.

Countries

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى