أخبار وتقارير

123 طالبًا فقط اجتازوا اختبارات الإدماج.. أزمة المغاربة العائدين من أوكرانيا مستمرة

على الرغم من إجراء اختبارات وطنية، مؤخرًا، لإدماج طلاب المغرب العائدين من أوكرانيا في الجامعات المغربية الخاصة، إلا أنه يبدو أن تلك الخطوة لم تفلح في حل أزمة أولئك الذين اضطروا إلى العودة إلى موطنهم بعد اندلاع الحرب على الأراضي الأوكرانية في شباط/فبراير الماضي.

وجاء تنظيم هذه الاختبارات، أواخر الشهر الماضي، باللغة الفرنسية، كحل من جانب وزارة التعليم العالي المغربية، لإجازة التحاق الطلاب العائدين بالجامعات الخاصة، لكن نتيجة الخطوة لم تسفر عن جديد؛ فمن بين أكثر من ثمانمائة طالب سجلوا على منصة إلكترونية للعائدين، لم يشارك في الامتحان سوى 393 طالبًا، ولم ينجح منهم في اجتياز الاختبار سوى 123 طالبًا، بحسب مصدر من الوزارة.

ويوضح المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه، في تصريح لـ«الفنار للإعلام»، أن عدد الناجحين من طلاب الطب بلغ 34 طالبًا، بالإضافة إلى 79 طالبًا من دارسي طب الأسنان، و10 عشرة طلاب فقط في تخصص الصيدلة.

وجاءت امتحانات الإدماج بعد سلسلة من الإجراءات الرسمية لتسوية المشكلة، بعد فعاليات متكررة من الطلاب، وأولياء الأمور، تطالب بالسماح لهم بمواصلة تعليمهم لدى المؤسسات التعليمية الوطنية.

جاءت امتحانات الإدماج بعد سلسلة من الإجراءات الرسمية لتسوية المشكلة، بعد فعاليات متكررة من الطلاب، وأولياء الأمور، تطالب بالسماح لهم بمواصلة تعليمهم لدى المؤسسات التعليمية الوطنية.

ويقول شباني إدريسي محمد، عضو تنسيقية الطلبة المغاربة بأوكرانيا، إن النسبة المتدنية للناجحين في الاختبارات الأخيرة تدل على أنها امتحانات إقصائية للطلاب، وليست لتقييم قدراتهم، بحسب تعبيره. ويضيف، في تصريح لـ«الفنار للإعلام»، أن السبب في تراجع نسبة الناجحين لا يعود فقط إلى اعتماد اللغة الفرنسية لإجراء الامتحان، ولكن لمحدودية المقاعد المتاحة بالجامعات الخاصة.

تكاليف دراسية مرتفعة

ويوضح أنه حتى بالنسبة لمن اجتازوا تلك الاختبارات فسيجدون أنفسهم في مواجهة تكاليف دراسية مرتفعة بالجامعات الخاصة، تصل إلى أكثر من 13 ألف دولار أمريكي سنويًا. كما يشير إلى أن غالبية الطلاب لم يسجلوا في تلك الاختبارات من الأساس، واختاروا مواصلة مسيرتهم التعليمية، عن بعد، لدى الجامعات الأوكرانية.

ومن جانبه، يقول أسامة مفتاح، طالب الصيدلة بجامعة خاركوف الوطنية، وأحد الناجحين في الاختبارات الأخيرة بالمغرب، إن الامتحان لم يكن في متناول الجميع. ويضيف، في تصريح لـ«الفنار للإعلام»، أنه تمكن من اجتياز الامتحان بعدما أعد له جيدًا، عبر البحث في المقررات الجامعية بالمغرب.

ويتابع «مفتاح» أنه فوجئ بمطالبة إحدى الجامعات الخاصة في المغرب، بتقديم الوثائق الأصلية للتسجيل، رغم أن الجميع يعلم أن تلك الوثائق لا تزال لدى الجامعات الأوكرانية، ولا يمكن الحصول عليها راهنًا بسبب الحرب. كما يستنكر الطالب المغربي مطالبة الجامعات الخاصة بسداد 150 دولارًا كرسوم لاجتياز الاختبارات رغم أن وزارة التعليم العالي المغربية هي التي نظمت الامتحان.

نظم الطلبة المهندسون، مؤخرًا، احتجاجات ضد إدماج القادمين من أوكرانيا في الجامعات العمومية المغربية، وذلك بعدما استثنت الوزارة دارسي الهندسة من شروط إدماج طلاب الكليات الطبية العائدين من أوكرانيا.

في المقابل، يستبعد مصدر بوزارة التعليم العالي أن تكون اللغة الفرنسية التي أجري بها الامتحان هي السبب في عدم نجاح غالبية من شاركوا في تلك الاختبارات. ويقول إن هؤلاء الطلاب درسوا بالفرنسية حتى مرحلة الثانوية العامة قبل الالتحاق بالمرحلة الجامعية، ويعلمون أنهم سيدرسون بالفرنسية في حال التحاقهم بالمؤسسات الجامعية المغربية. ويضيف المصدر، أن الوزارة أوفت بالتزاماتها، وما تم الاتفاق عليه لإيجاد حلول للطلاب، وأنها بذلت أقصى ما يمكن لتقديم حلول للمشكلة، بحسب تعبيره.

ويقول المصدر نفسه إن الوزارة قدمت حلولًا مبتكرة لمعالجة الأزمة متقدمة على تجارب دول الجوار. وردًا على سؤال حول موقف الوزارة من مطالبة بعض الجامعات الخاصة، الطلاب، بتقديم وثائق أصلية للالتحاق بها، أجاب المصدر أنه أنه سيتم التواصل مع الجامعات الأوكرانية لتزويد الطلاب بالوثائق اللازمة.

خيار التعليم عن بعد.. ورفض الإدماج

وفيما يشكو حسن لعوان، والد أحد الطلاب العائدين من أوكرانيا، من عدم وضوح الخطوات التي اتبعتها الوزارة منذ بداية الأزمة، يقول إن بعض وسائل الإعلام المحلية اتهمت الطلاب بعدم الكفاءة بسبب الرسوب في امتحانات الإدماج، مشيرًا إلى تأثير ذلك الأمر على الصحة النفسية للطلاب الذين لم يتعافوا بعد من الصدمات النفسية التي خلفتها الحرب الأوكرانية بداخلهم، على حد قوله.

وفي السياق نفسه، تقول منال الهوسي، طالبة طب الأسنان بـأكاديمية دنيبروبيتروفيسك الطبية الحكومية، إنها قررت منذ البداية المضي في خيار التعليم عن بعد مع جامعتها بأوكرانيا. وتضيف، في تصريح لـ«الفنار للإعلام»: «ظهر لنا منذ البداية أن اقتراح الوزارة غير مناسب. أنا درست باللغة الإنجليزية، ويجب أن أستمر في هذا الطريق. إذا رجعت إلى الدراسة باللغة الفرنسية فسأضيّع مجهود سنوات».

«ظهر لنا منذ البداية أن اقتراح الوزارة غير مناسب. أنا درست باللغة الإنجليزية، ويجب أن أستمر في هذا الطريق. إذا رجعت إلى الدراسة باللغة الفرنسية فسأضيّع مجهود سنوات».

  منال الهوسي، طالبة بـأكاديمية دنيبروبيتروفيسك الطبية الحكومية – أوكرانيا.

في سياق قريب، يرفض ممثلون لطلاب الجامعات الوطنية، ونقابيون، إدماج العائدين. ونظم الطلبة المهندسون، مؤخرًا، احتجاجات ضد إدماج القادمين من أوكرانيا في الجامعات العمومية المغربية، وذلك بعدما استثنت الوزارة دارسي الهندسة من شروط إدماج طلاب الكليات الطبية العائدين من أوكرانيا.

ومن جانبها، دعت النقابة الوطنية للمهندسين المغاربة، في بيان لها، إلى التفكير في حلول ملائمة ماديًا للظروف الاستثنائية التي يعيشها الطلبة العائدون من أوكرانيا، وتنظيم اختبارات مؤهلة للإدماج على غرار ما تم بالنسبة لكليات الطب بالقطاع الخاص. وفيما عزا الطلاب المهندسون موقفهم إلى اكتظاظ المؤسسات التعليمية العمومية، أرجعت النقابة مطلبها إلى «احترام مبدأ تكافؤ الفرص بمدارس الهندسة العمومية، من أجل الحفاظ على جودة التكوين الهندسي».

اقرأ أيضًا:

ابحث عن أحدث المنح الدراسية عبر موقعنا من هنا، وشاركنا النقاش عبر مجموعتنا على «فيسبوك» من هنا، وللمزيد من المنح، والقصص، والأخبار، سارع بالاشتراك في نشرتنا البريدية.

Countries

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى