أخبار وتقارير

في شراكة مع القطاع الخاص.. مبادرة إماراتية لتأهيل طلاب الجامعات لسوق العمل

عبر دورات تستهدف تلبية احتياجات الشركات العاملة في القطاع الخاص، تسعى وزارة التربية والتعليم الإماراتية، إلى تعزيز مهارات طلاب الجامعات المتميزين، وذلك ضمن مبادرة تقوم عليها بوابة التدريب التابعة للوزارة.

وبحسب الموقع الرسمي لبوابة التدريب، فإنها معنية بالطلاب المواطنين من ذوي الأداء العالي، لتقديم فرص تدريب حصرية، وعالية الجودة، لهم، يتم توفيرها من قبل أكثر من 30 جهة عمل، لإكساب المستفيدين مهارات جديدة، وصقل خبراتهم بما يناسب متطلبات القطاع الخاص.

كما توفر بوابة التدريب، لأصحاب العمل البحث عن الطلاب، ودعوتهم للتدريب أو التوظيف، عبر اتصال مباشر يشمل إمكانية إجراء المقابلات.

مواكبة المستقبل

ويرى الأستاذ الدكتور هشام عباس زكريا، عميد كلية الاتصال بالجامعة القاسمية في الشارقة، أن المبادرة  من المشروعات المتميزة التي تؤهل الطلاب لسوق العمل.

ويوضح، في تصريح لـ«الفنار للإعلام»، أن أهمية المبادرة تكمن في كونها تعمل على تزويد الطلاب بمهارات تدعم الفلسفة والنظريات التي يتم دراستها في الجامعة، كما تمثل انعكاسًا لما ينظر إليه سوق العمل، من تخصصات مختلفة، وتستهدف تقريب الطلاب من الوظائف التي يرغبون في الالتحاق بها في المستقبل.

المبادرة هدفها توفير أجيال ذات خبرات واسعة ومتعمقة، حيث لم تعد الجامعات أسوارًا مغلقة على الطلاب، بل أصبحت فضاءً يقوم على خدمة المجتمع.

هشام عباس زكريا، عميد كلية الاتصال بالجامعة القاسمية في الشارقة.

ويقول عميد كلية الاتصال بالجامعة القاسمية إن المبادرة هدفها توفير أجيال ذات خبرات واسعة ومتعمقة، حيث لم تعد الجامعات أسوارًا مغلقة على الطلاب، بل أصبحت فضاءً يقوم على خدمة المجتمع. ويشير إلى أن الاعتمادات الدولية تقوم حاليًا على معايير عدة، منها مدى خدمة الجامعات للمجتمع المحلي، ومساهمتها الحقيقية في خدمة طلابها.

اقرأ أيضًا: (المهارات ومهن المستقبل.. نقاش أكاديمي بمعرض «واجهة التعليم» في الإمارات).

ويشدد «زكريا»، على أن الطلاب لم يعودوا مثل طلاب الأمس، حيث بات عليهم التفاعل الإيجابي مع مثل هذه المبادرات، والدورات التدريبية، بشكل عملي، وحضوري، أو عبر الدراسة عن بعد. ويضيف أن الموظف، في العصر الراهن، لابد أن يكون متعدد المهام، وهو ما تدعمه المبادرة.

عمل رائد

من جانبه، يقول الأستاذ الدكتور محمد خليفة، مدير عام دائرة الموارد البشرية بجامعة الإمارات، إن بوابة التدريب ستساهم في إكساب الطلاب مهارات عملية، ترتبط بالاقتصاد الرقمي، واقتصاد المعرفة، نظرًا لكون الشركات المشاركة تمتلك سمعة تجارية عالية، وتوفر للطلاب إمكانية الاحتكاك بخبرات مميزة، والعمل ضمن ثقافات مؤسسية، تركز على المنافسة، والابتكار، والاهتمام بمتلقي الخدمة، والمغامرة، والاستخدام التكنولوجي المتقدم.

ويضيف، في تصريح لـ«الفنار للإعلام»، أن هذه المنصة ستضم شركات في مختلف القطاعات، كما ستوفر خيارات واسعة للطلبة للتعرف عن قرب على عوامل نجاح تلك الشركات، وأسرار نموها في السوق. ومن شأن المبادرة – بحسب خليفة – أن تغرس في نفوس الطلاب حب ريادة الأعمال ومواجهة التحديات. ويرى أيضًا أن حُسن انتقاء هذه الشركات، سيُمكّن الطلاب من تعلم كيفية التعامل مع موظفين بخلفيات ثقافيه متنوعة.

ويتوقع «خليفة» أن يكون لهذه التجربة الرقمية، مردود كبير إذا تم تطبيقها في الدول العربية الأخرى، حيث تنتشر شركات عدة. ويقول إن المبادرة ستوفر للطلاب، المعلومات عن الشركات الرائدة لاتخاذ القرار المناسب، وستكون خير حافز للطلبة المتفوقين لبناء، واكتساب، مهارات المستقبل.

بالمثل، يصف الدكتور أحمد العموش، أستاذ علم الاجتماع بجامعة الشارقة، المبادرة بأنها عمل رائد. ويضيف أنها ستزوّد الطلاب الجامعيين بالمعرفة، والخبرات لمواكبة التغيرات العالمية.

ويرى «العموش» أن تلك المبادرة، تأتي مواكبة لما أحرزته الإمارات، كدولة متقدمة، في التنمية المستدامة. ويقول إن المجتمع الإماراتي يعتمد على التعليم كمسار أساسي في التنمية، وبالتالي، لابد من صقل مهارات الطلاب للمساهمة في عملية التنمية على المستوى المحلي والدولي.

لابد من أن يتوفر لدى الطلاب المهارات التي تساعدهم في إيجاد فرص عمل مناسبة، لأن سوق العمل العالمي الآن مختلف تمامًا عما كان في الماضي.

أحمد العموش، أستاذ علم الاجتماع بجامعة الشارقة.

وفيما يعتبر أن المبادرة، التي أطلقتها وزارة التعليم الإماراتية، تستهدف تزويد الطلاب بالمعارف العلمية التي تواكب وتحاكي العصر المتطور، يوضح أن فرص العمل، في الوقت الراهن، تتطلب مهارات ثقيلة، وليست المهارات التقليدية، بحسب قوله.

وبشكل أكثر تفصيلًا، يتابع «العموش» أنه لابد من أن يتوفر لدى الطلاب المهارات التي تساعدهم في إيجاد فرص عمل مناسبة، لأن سوق العمل العالمي الآن مختلف تمامًا عما كان في الماضي، معربًا عن أمله في أن يتم تعميم المبادرة على المستوى العربي.

نموذج ناجح قابل للتكرار

في السياق نفسه، يدعو الدكتور حازم الجندي، الأستاذ بكلية الهندسة في جامعة القاهرة، إلى ضرورة تطبيق المبادرة الإماراتية في مصر والدول العربية الأخرى، من أجل مساعدة الطلاب في التزود بالمهارات المطلوبة في سوق العمل، حتى لا يصطدم الطالب بالواقع حين يتقدم للوظائف المطروحة عند التخرج.

أعجبتك القصة؟ اشترك مجاناً في نشرتنا البريدية للحصول على المزيد من القصص.

ويشير الأكاديمي المصري، في تصريح لـ«الفنار للإعلام»، إلى وجود مبادرات مصرية طُرحت من قبل، شبيهة بالمبادرة الإماراتية. ويضيف أنه يأمل في أن توضع المعايير اللازمة، لمثل تلك المبادرات، لتعزيز مهارات الطلاب، حتى يستطيعوا الحصول على وظائف مناسبة، بشكل يخدم مجتمعاتهم، واقتصاداتهم المحلية والوطنية، في نهاية المطاف.

اقرأ أيضًا:

ابحث عن أحدث المنح الدراسية عبر موقعنا من هنا، وشاركنا النقاش عبر مجموعتنا على «فيسبوك» من هنا، وللمزيد من المنح، والقصص، والأخبار، سارع بالاشتراك في نشرتنا البريدية.

Countries

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى