أخبار وتقارير

بينها انخفاض التكلفة.. تعرف على أسباب تفضيل العرب الدراسة في فرنسا

فيما تفيد تقارير حديثة بتسجيل زيادة في أعداد الطلاب العرب لدى فرنسا، يعزو خبراء ودارسون الأمر إلى عدة أسباب، منها: انتشار اللغة الفرنسية في بلدان المغرب العربي، بالإضافة إلى التكلفة التنافسية مقارنة بالدراسة في دول أخرى.

وتقول جوديث أزيما، مديرة الاتصالات في «كامباس فرانس»، الوكالة الوطنية التي تروج للتعليم العالي الفرنسي دوليًا، إن الحضور القوي للطلاب القادمين من شمال إفريقيا والشرق الأوسط يستند إلى الثقافة، والتقارب اللغوي، والروابط التاريخية بين فرنسا ودول المنطقة، مشيرة إلى أثر وجود جالية مغاربية كبير في فرنسا على هذا الملف.

وبحسب تقرير أصدرته الوكالة، في حزيران/يونيو الماضي، يمثل طلاب شمال إفريقيا والشرق الأوسط أكبر مجموعة من الطلاب الدوليين في فرنسا، بزيادة قدرها 10% في عام واحد، و32% خلال خمس سنوات، لتصل نسبتهم إلى 29%.

ويمثل طلاب المغرب والجزائر، أعلى جنسيتين من الطلاب الدوليين طيلة خمس سنوات، حيث يدرس في جامعات فرنسا، راهنًا،  46 ألف طالب مغربي، و31 ألف طالب جزائري، بنسبة تصل إلى 21% من عدد الطلاب الدوليين. ويبلغ عدد طلاب تونس بين هؤلاء أكثر من 13 ألف طالب، بالإضافة إلى 8 آلاف طالب لبناني، و2,685 طالبًا مصريًا، و2,288 طالبًا من سوريا.

وتقول «أزيما»، لـ«الفنار للإعلام»، إن المغرب العربي منطقة مهمة للغاية. وتوضح أن الجزائر والمغرب يمثلان ثالث ورابع أكثر البلدان الناطقة بالفرنسية في العالم.

منافسة قوية بين الجامعات الغربية

ورغم المنافسة القوية مع جامعات الولايات المتحدة، وبريطانيا، وأستراليا، يشير تقرير «كامباس فرانس» إلى اجتذاب الجامعات الفرنسية، 365 ألف طالب من مجموع 6 ملايين طالب دولي، لتحتل فرنسا المرتبة السابعة بين الدول المضيفة للطلاب الدوليين، بعد الولايات المتحدة، وأستراليا، وبريطانيا، وألمانيا، وروسيا، وكندا.

.

جودة التعليم أحد أسباب تفضيل الطلاب الالتحاق بالجامعات الفرنسية، حيث تحتل فرنسا المركز الثالث في أحدث تقرير منشور من تصنيف «شنغهاي»، إلى جانب توفر فرصة الجمع بين الدراسة والعمل في وقت واحد، بالإضافة إلى رسوم التعليم المنخفضة نسبيًا

جوديث أزيما مديرة الاتصالات في «كامباس فرانس»، الوكالة الوطنية التي تروج للتعليم العالي الفرنسي دوليًا.

وعن أسباب تفضيل الطلاب الدوليين، ومنهم الطلاب العرب، الدراسة في فرنسا، تقول «أزيما» إن جودة التعليم أحد هذه الأسباب، حيث تحتل فرنسا المركز الثالث في أحدث تقرير منشور من تصنيف «شنغهاي»، إلى جانب توفر فرصة الجمع بين الدراسة والعمل في وقت واحد، بالإضافة إلى رسوم التعليم المنخفضة نسبيًا.

أسباب تفضيل الدراسة في فرنسا

من جانبه، يرى الأكاديمي المغربي جواد الخراز، في تصريح لـ«الفنار للإعلام»، أن اللغة تعد عاملًا رئيسيًا في اجتذاب الطلاب المغاربة، حيث يعتمد المغرب، اللغة الفرنسية كلغة ثانية.

ويضيف، وهو المدير التنفيذي للمركز الإقليمي للطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة الذرع الفني لجامعة الدول العربية، أن القرب الجغرافي يعد عاملًا إضافيًا. ويوضح أن الطلاب المتفوقين في العلوم والرياضيات في الثانوية العامة بالمغرب يحاولون الالتحاق بالمدارس العليا الفرنسية، صاحبة الشهرة العالمية كأفضل مدارس الهندسة والطب. كما يشير إلى أسباب محلية، حيث يقول إن أغلب الكوادر المغربية في الحكومات المتعاقبة من خرجي المدارس العليا الفرنسية، وبالتالي فقد صار هناك تقليد شائع بضرورة الالتحاق بتلك المدارس تمهيدًا للارتقاء إلى المناصب العليا.

وعن الأسباب نفسها، يقول عبد القادر حمدوني أستاذ الرياضيات التطبيقية بجامعة تونس قرطاج، إنها تعود لعوامل ثقافية، ومادية، واجتماعية، وجغرافية. ويوضح، في تصريح لـ«الفنار للإعلام»، أن طلاب تونس، يرون في فرنسا جسرًا للعبور نحو العالم الحر. ويشير إلى كون الجامعات والمؤسسات التعليمية الفرنسية من بين المؤسسات الأكثر اعترافًا لدى وزارة التعليم العالي في تونس، فضلًا عن اعتبار الدراسة في الجامعات الفرنسية سلمًا للترقي الإداري.

وعن تجربتها الدراسية، تقول الطالبة الأردنية نور أسعد، التي تدرس الماجستير في إدارة التواصل الثقافي بجامعة بورجندي، إن الدراسة في فرنسا تتميز  بالتركيز على التفكير النقدي، وكيفية استخدام ما يتعلمه الطلاب في حياتهم بعيدًا عن الحفظ والتلقين. وفيما تشيد بانخفاض قيمة الأقساط الجامعية، توضح أن تكلفة المعيشة اليومية، من طعام وإقامة، «مرتفعة جدًا».

والتحقت الطالبة الأردنية بجامعتها الفرنسية من خلال منحة دراسية، عبر سفارة فرنسا لدى الأردن، وعن طريق «كامباس فرانس». أما الطالب الجزائري عبد الإله شنتوف، الذي يدرس في السنة الأخيرة بقسم الفيزياء في الجامعة نفسها، يقول إنه يتحمل نفقات دراسته بنفسه، وينفق أكثر من 600 يورو شهريًا، تشمل مصروفات السكن الجامعي، والطعام. ويشير، في تصريح لـ«الفنار للإعلام»، إلى أن لديه 20 ساعة عمل أسبوعيًا، تساعده على تدبير الجانب الأكبر من نفقاته.

الدراسة في فرنسا تتميز بالتركيز على التفكير النقدي، وكيفية استخدام ما يتعلمه الطلاب في حياتهم بعيدًا عن الحفظ والتلقين.

نور أسعد طالبة بمرحلة الماجستير في إدارة التواصل الثقافي – جامعة بورجندي.

وبدوره، يوضح ريناتو بوستامانت، القائم بأعمال الاتصالات في «كامباس فرانس» أن الجامعات العامة في فرنسا، تتقاضى رسومًا منخفضة من الطلاب الأوروبيين، بواقع 170 يورو سنويًا من طلاب درجة البكالوريوس، و243 يورو من طلاب الماجستير، و380 يورو  من طلاب الدكتوراه، أما لغير الأوروبيين، تبلغ هذه الرسوم: 2,770 يورو سنويًا لدرجة البكالوريوس، و3,770  يورو للماجستير، و380 يورو سنويًا للحصول على درجة الدكتوراه. ويقول في تصريح لـ«الفنار للإعلام» إن المرشحين للحصول على الدكتوراه، من خارج الاتحاد الأوروبي لا يخضعون لرسوم دراسية أعلى من نظرائهم الأوروبيين.

 أعجبتك القصة؟ اشترك مجاناً في نشرتنا البريدية للحصول على المزيد من القصص.

وتقول الجزائرية ناريمان ليلاس، طالبة الهندسة المدنية بجامعة أنجريس، إن التكلفة عامل أساسي في اختيار دولة الدراسة، وخاصة مع ارتفاع مستوى التعليم الفرنسي كما في كل الدول الغربية، بحسب تعبيرها. وتوضح، في تصريح لـ«الفنار للإعلام»، أن تكلفة الدراسة في فرنسا لا تزيد عن 9 آلاف يورو سنويًا، بينما لن تقل عن خمسة أضعاف في أي دولة أخرى، على حد قولها.

المنح الدراسية

في السياق نفسه، قدمت فرنسا منحًا دراسية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بواقع 2,731 منحة دراسية، في العام الدراسي 2019/2020، بحسب جوديث أزيما التي تقول إن ثمة مساعٍ تستهدف زيادة عدد هذه المنح.

تحديات أمام الطلاب

في مقابل انخفاض رسوم المؤسسات التعليمية، وجودة الدراسة بالجامعات الفرنسية، يتخوف طلاب عرب من ارتفاع تكلفة المعيشة، والعنصرية أحيانًا بتعبير عبد القادر حمدوني. ويقول  الأكاديمي التونسي إن صعود اليمين، في فرنسا، يثير مخاوف من موجات عنصرية ضد العرب. كما يشير إلى مواجهة الدارسين على نفقتهم الخاصة، صعوبات مادية خلافًا لمن يلتحقون بالدراسة في إطار بعثات علمية. وبالإضافة إلى ذلك، تشكو الباحثة نور أسعد من عائق اللغة، كونها لا تتحدث الفرنسية، وتقول إنها تستعين بأصدقائها الجزائريين لتجاوز تلك المشكلة.

اقرأ أيضًا:

ابحث عن أحدث المنح الدراسية عبر موقعنا من هنا، وشاركنا النقاش عبر مجموعتنا على «فيسبوك» من هنا، وللمزيد من المنح، والقصص، والأخبار، سارع بالاشتراك في نشرتنا البريدية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى