أخبار وتقارير

دمج الواقع الافتراضي في نظام التعليم.. تجربة طلابية من لبنان

باستخدام الواقع الافتراضي، وغيره من التقنيات المبتكرة، طوّر برايان يوسف، طالب الطب اللبناني (21 عامًا)، منصة ساعدته، والعديد من زملائه، على اجتياز الاختبارات المؤهلة للقبول في الكليات الطبية.

كان حلم التخرج من كلية الطب بجامعة القديس يوسف في بيروت، هو الدافع وراء إنشاء «يوسف» لمنصة التعلم المبتكرة، التي أطلق عليها اسم Edubolt، والتي أسسها قبل ثلاث سنوات، خلال سنته الأولى في كلية الطب، ويديرها الآن بمساعدة زملائه من الطلاب.

قال «يوسف» لـ«الفنار للإعلام»: «كنت طالبًا سيئًا في المدرسة، ووصمني أساتذتي بشكلٍ سيء. بالنسبة لهم، يعني عدم النجاح في المدرسة أنك لن تنجح في الحياة. ومع ذلك، كان لدي حلم أردت تحقيقه».

بالنسبة لـ«يوسف»، كان اجتياز امتحان القبول الصعب للالتحاق بكلية الطب تحديًا كبيرًا. ويوضح بالقول إنه استعد للامتحان بطريقته الخاصة، من خلال مشاهدة مقاطع الفيديو على موقع يوتيوب، واستخدام الواقع الافتراضي، وقراءة المقالات البحثية. ويضيف أنها كانت طريقة تعلّم مبتكرة ومناسبة له، وقد آتت ثمارها، حيث نجح في المنافسة، وحصل على المرتبة 14 بين العديد من الطلاب.

اكتساب خبرة في التدريس

«كانت طريقة تعلّم مبتكرة ومناسبة لي، وقد آتت ثمارها، حيث نجحت في المنافسة، وحصلت على المرتبة 14 بين العديد من الطلاب».

برايان يوسف طالب طب ومطور منصة Edubolt.

قبل إنشائه منصة Edubolt، أعطى «يوسف» دروسًا خاصة لطلاب المدارس الثانوية باستخدام طريقته غير التقليدية في التدريس. ويقول إنه ثبُت أن استخدام مقاطع الفيديو، وعروض «الباور بوينت»، والرسوم المتحركة، والتعلم التفاعلي، أكثر جاذبية وتحفيزًا للطلاب.

ومع ازدياد عدد طلاب دروسه الخاصة، بدأ «يوسف» في استقطاب «معلمين» من زملائه من طلاب الجامعة، وتدريبهم على أساليب التدريس الخاصة به. أعقب ذلك تأسيسه منصة Edubolt، التي تقدم، بشكل أساسي، دروسًا تحضيرية لامتحانات القبول في كليات الطب، وطب الأسنان، والصيدلة، بجامعة القديس يوسف.

في وقتٍ لاحق، قرر توسيع المنصة لتشمل تقديم دورات تحضيرية لامتحان القبول في كلية الطب بالجامعة اللبنانية، وامتحانات القبول الجامعي القياسية مثل SAT، واختبارات اللغة الإنجليزية مثل TOEFL وIELTS، بالإضافة إلى دورات اللغة. وبإمكان المستفيدين من المنصة الاشتراك في تلك الدورات عبر الإنترنت، أو بشكل وِجاهي.

ويقول «يوسف» إن هدف المنصة هو جعل التعليم ممتعًا وعادلاً ومتاحًا للجميع. ويشير إلى أنهم عندما بدأوا المنصة، كانوا 11 طالبًا يقدمون الدروس، أما اليوم فهناك 121 طالبًا يقدمون هذه الخدمة على أساس مستقل. ويضيف أن معظم المعلمين من طلاب الطب، ويستطرد بالقول: «لكننا نستعد أيضًا لتقديم دروس في تخصصاتٍ أخرى، بما في ذلك إدارة الأعمال، والتمويل، والاقتصاد، وعلم الاجتماع، والتصميم الجرافيكي. نسعى لتغطية جميع الاحتياجات في لبنان، وكذلك في البلدان المجاورة، حيث نقدم خدماتنا».

احتلت منصة Edubolt، التي تمثل لبنان، وجامعة القديس يوسف، المركز الثالث في مسابقة StartCup 2022 الأخيرة، وهي مسابقة لأفكار ريادة الأعمال التي طورها طلاب الجامعات في دول البحر المتوسط.

وتُنظم المسابقة بشكل مشترك من قبل اتحاد الجامعات المتوسطية UNIMED، والجامعة اللبنانية، المؤسسة المنسقة لشبكة UNIMED الفرعية حول التوظيف.

ردود إيجابية من الطلاب

من جانبهم، يقول طلاب استخدموا منصة Edubolt لـ«الفنار للإعلام» إنها ساعدتهم كثيرًا. وقد تم قبول نور فاعور (18 عامًا)، مؤخرًا في كلية طب الأسنان بجامعة القديس يوسف، بعد حضورات الدورات التحضيرية لمنصة Edubolt. وتقول عن تلك التجربة إنها كان جيدة للغاية، وساعدتها أكاديميًا وذهنيًا.

«كطالب طب، كانت دراسة علم التشريح بمثابة الكابوس، ولكنني تمكنتُ، بمساعدة الواقع الافتراضي، من السفر عبر جسم الإنسان، والشرايين، والعضلات، والأعضاء المختلفة. جعل هذا التعلم أسهل بكثير وأكثر متعة».

برايان يوسف طالب طب ومطور منصة Edubolt.

وتضيف: «كان التواصل مع طلاب الطب المدربين الذين اجتازوا الاختبار بالفعل، ومعرفة ما يتحدثون عنه، أمرًا حيويًا بالنسبة لي لاجتياز الاختبار». كما توضح «فاعور» أن من أبرز تجاربها مع Edubolt امتحان القبول التجريبي (concours blanc). وتشرح الأمر أكثر فتقول: «ساعدنا ذلك الاختبار على الاستعداد بسلاسة، وترويض أعصابنا. وبذلك توجهنا إلى الامتحان الفعلي ونحن على أعلى درجة من الاستعداد، وعلى دراية بما يمكن توقعه. في الواقع، كانت العديد من الأسئلة مماثلة لأسئلة اختبار المحاكاة الوهمي».

من جانبة يرى برايان أرناؤوط (18 عامًا) أن قبوله في كلية الطب بالجامعة أمرًا مثيرًا. فقد احتل المرتبة الثالثة في مسابقة الدخول، بعد حضور الدورات التحضيرية لمنصة Edubolt، وذلك بعدما شاهد صفحتها على تطبيق «إنستغرام» بالصدفة.

أعجبتك القصة؟ اشترك مجاناً في نشرتنا البريدية للحصول على المزيد من القصص.

ويقول عن تجربته: «حصلت على الدورات  المؤهلة، قبل 10 أيام من الامتحان، وكانت طريقتهم في التدريس مبتكرة، ومختلفة تمامًا، عما اعتدنا عليه في المدرسة. لقد كان تفاعليًا وشاملًا للغاية». كما يشدد «أرناؤوط»، مثل «فاعور»، على أهمية اختبار المحاكاة الوهمي. ويضيف: «كانت أكبر دَفعة للنجاح، لأن المرء يعيش تجربة الاختبار بنفس الطريقة، والمدة نفسها، والظروف نفسها. لقد ساعدنا أيضًا على الاستعداد للاختبار الفعلي بمزيد من الثقة بالنفس. … أعتقد أنني لم أكن لأجتاز الاختبار لولا تجربة Edubolt».

أهداف تتخطى Edubolt

يشير «يوسف» إلى نجاح أكثر من 60% من الطلاب المتقدمين لكليات  الطب، الذين يستخدمون منصة Edubolt للتحضير لامتحانات القبول في جامعة القديس يوسف. غير أن تطلعاته تتجاوز المنصة، حيث يهدف في النهاية إلى المساهمة في دمج الواقع الافتراضي في نظام التعليم. ويقول: «كطالب طب، كانت دراسة علم التشريح بمثابة الكابوس، ولكنني تمكنتُ، بمساعدة الواقع الافتراضي، من السفر عبر جسم الإنسان، والشرايين، والعضلات، والأعضاء المختلفة. جعل هذا التعلم أسهل بكثير وأكثر متعة. بالإمكان تطبيق هذه الطريقة على جميع الموضوعات».

اقرأ أيضًا:

Countries

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى