أخبار وتقارير

رئيسة الجامعة الملكية للبنات في البحرين يسرى المزوغي لـ«الفنار للإعلام»: عدم تأهيل خريجي الثانوية العامة يضاعف مسؤولية الجامعات

عندما تولت يسرى المزوغي، رئاسة الجامعة الملكية للبنات في البحرين، في أيار/مايو من العام الماضي، وجدت نفسها أمام تحديات تفشي كوفيد-19. واعتبرت الأكاديمية الليبية البريطانية واقعها غير المعهود، حافزًا لاستكشاف التغيير الذي طال نظم التعليم، وفرص توظيفه في خططها للتطوير.

بحسب موقع الجامعة، فقد تلقت «المزوغي» تعليمها في المملكة المتحدة، وحصلت على شهادة البكالوريوس في إدارة الأعمال من كلية ريتشموند في العاصمة لندن. ونالت درجة الماجستير في إدارة الأعمال من جامعة هيريوت وات في إدنبرة، والدكتوراه في إدارة المعرفة من جامعة ليفربول جون مورس.

تقول في مقابلة عبر «زووم» مع «الفنار للإعلام» إن تسلم مهام العمل، وسط جائحة كورونا، كان تحديًا شديد الصعوبة، وتحديدًا فيما يتعلق بالتأكد من استمرارية العملية التعليمية بأفضل شكل ممكن للطالبات، مع ما يمثله ذلك من مهمة ليست سهلة في مرحلة التعلم عن بعد، بحسب تعبيرها.

بعد حصولها على الاعتماد المؤسسي من مجلس التعليم العالي في البحرين، بدأت الجامعة الملكية للبنات، في العام 2005، كأول جامعة دولية، في المملكة، مخصصة لتعليم النساء.

اعتمدت خطة «المزوغي»، على  تعزيز قدرات أعضاء هيئة التدريس في مجالات التعلم عبر الإنترنت، وربط المناهج الدراسية باحتياجات سوق العمل، مع التركيز على نمو البحث العلمي على مستوى الكم والكيّف، والتأكد من فاعلية التشغيل داخل الجامعة، والاستدامة المالية باعتبارها جامعة خاصة.

وخلال تجربتها المهنية، سبق أن تولت يسرى المزوغي رئاسة جامعة مسقط في عمان، كأول امرأة تشغل هذا المنصب في تاريخ السلطنة.

الجامعة تهدف، بشكل رئيسي، إلى تمكين المرأة في مجتمعها، من خلال التميز في المناهج التعليمية، وبناء الشخصية، وتعزيز خبراتها العملية والمهنية.

يسرى المزوغي رئيسة الجامعة الملكية للبنات في البحرين

توضح الأكاديمية البارزة جوانب هذه التجربة في قيادة الجامعة البحرينية، فتقول إنها كانت حريصة، في خطة التطوير التي أطلقتها، على تمكين الخريجات عندما يلتحقن بسوق العمل، وذلك من خلال تعزيز مهاراتهن، ومتابعة تطورهن المهني والعملي في المراحل اللاحقة.

ولأن جائحة كوفيد-19، غيّرت النظم التعليمية التي اعتادها الناس من قبل، فقد استدعى ذلك من الجامعة، التجاوب السريع مع تعقيدات منظومة التعليم والتعلم الجديدة، تقول «المزوغي».

ربط المناهج بسوق العمل

عن قناعة بأن مرحلة الثانوية العامة بمدارس العالم العربي لا تؤهل طلابها، بالشكل الكافي، للالتحاق بالجامعات، قررت يسرى المزوغي تكريس جهودها في ربط المناهج التعليمية باحتياجات سوق العمل، المحلية، والدولية. وعن ذلك، تقول إن العديد من خريجي الثانوية العامة غير مدربين في مجال العلوم التطبيقية، والموضوعات التقنية التي تتوفر بها الوظائف، فضلًا عن افتقارهم إلى «المهارات الشخصية» التي تجعلهم قادة مستقبليين. وتوضح أن هذه المعطيات تضاعف من مسؤوليات الجامعات في العمل من أجل إكساب الطلاب المهارات اللازمة لسوق العمل العالمية.

وتشير إلى وجود معايير جديدة، ومهارات مختلفة أصبحت ضرورية في أي خريج، ما يؤكد الحاجة إلى إدارة حوار مستمر بين الجامعات، والمؤسسات في سوق العمل لتصميم سياسة واضحة لمعالجة هذه القضية.

تبعًا لذلك، قررت الأكاديمية الليبية البريطانية دمج بعض كليات الجامعة، مع إحداث تغيير في الهيكل التنظيمي، بهدف تحقيق تفاعل بين التخصصات واحتياجات السوق، وتحقيق التجانس، بشكل أكبر، بين المناهج، وضمان الاستدامة المالية للجامعة، بحسب تعبيرها.

وهذه المحاور التي تتضمنها خطة «المزوغي» تنتظر موافقة مجلس أمناء الجامعة، حتى تدخل حيز التنفيذ. ومن المقرر، بحسب رئيسة الجامعة، إطلاق برنامج جديد، باسم: بكالوريوس العلوم في الإعلام الرقمي والتقنيات التفاعلية، بداية من أيلول/سبتمبر المقبل.

وحول علاقة التعليم بتمكين المرأة العربية، تقول رئيسة الجامعة الملكية للبنات بالبحرين، إن دول الخليج تجاوزت كثيرًا جدل أحقية المرأة في التعليم والعمل، من عدمه. وتضيف أنه تم حسم هذه القضايا، مطالبة بالانتقال إلى السؤال عن مدى كفاءة الأشخاص لتولى المناصب دون اعتبار للجنس.

اعتمدت خطة «المزوغي»، على تعزيز قدرات أعضاء هيئة التدريس في مجالات التعلم عبر الإنترنت، وربط المناهج الدراسية باحتياجات سوق العمل، مع التركيز على نمو البحث العلمي على مستوى الكم والكيّف، والتأكد من فاعلية التشغيل داخل الجامعة، والاستدامة المالية باعتبارها جامعة خاصة.

وحول التحديات التي تواجه المرأة في الخليج، قالت إن المعوقات التي قد تعترض المرأة الخليجية عمومًا، تعد مشكلات عالمية، وليست مرتبطة بطبيعة مجتمعات هذه الدول. وتضيف أن الارتباطات العائلية، والواجبات المنزلية، من أبرز ما يحد من قدرة المرأة على مواكبة التغيرات، على حد قولها.

وتعتقد «المزوغي»، التي ولدت في العاصمة الليبية طرابلس قبل أن تنتقل في عمر مبكر، رفقة العائلة، إلى بريطانيا، أن المؤسسات التعليمية الخاصة بالإناث، تغيرت أدوارها، ومهامها، بعدما بات التحاق الفتيات بمؤسسات التعليم العالي أمرًا عاديًا خلال العقود الأخيرة. وعن طبيعة هذه الأدوار، تقول إن الأمر بالنسبة لجامعتها يتمثل في السعي نحو تقديم تجربة تناسب طريقة تعلم الإناث، وليس مجرد الفصل عن الذكور. وتشير إلى وجود دراسات وأبحاث تؤكد أن طريقة تعلم المرأة تختلف عن طريقة تعلم الرجل، وأن الخريجات من جامعات مخصصة للإناث، تولد فيهن قدرًا أكبر من الثقة مقارنة بالجامعات المختلطة، يكن قادرات أكثر، من غيرهن، على تقلد مناصب قيادية.

أعجبتك القصة؟ اشترك مجاناً في نشرتنا البريدية للحصول على المزيد من القصص.

ورغم تفضيل بعض الأسر إلحاق بناتهن بجامعات خاصة للإناث، لأسباب دينية واجتماعية، إلا أن يسرى المزوغي تقول إن الأغلبية من هذه الأسر تختار الجامعات المخصصة للنساء لأنها توفر لهن ما لا تتيحه جامعات أخرى. وفي ختام مقابلتنا معها، توجز رؤيتها الأكاديمية، فتقول إن الجامعة تهدف، بشكل رئيسي، إلى تمكين المرأة من خلال التميز في المناهج التعليمية، وبناء الشخصية، وتعزيز خبراتها العملية والمهنية، ما ينعكس إيجابًا على التغيير في مجتمعها.

اقرأ أيضًا:

Countries

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى