أخبار وتقارير

تقرير «الفجوة العالمية بين الجنسين 2022»: على الحكومات تنمية المواهب النسائية في صناعات المستقبل

على الرغم من الآثار السلبية لجائحة كوفيد-19، على محاولات سد الفجوة بين الجنسين في مجالات عدة، إلا أن أحدث تقرير للفجوة العالمية بين الجنسين، والصادر قبل أيام، يشير إلى مواصلة المرأة تسجيل حضورها، بشكل مكثف، في التعليم العالي على الصعيد العالمي.

ويقول التقرير العالمي للفجوة بين الجنسين 2022، الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي، الأربعاء الماضي، إنه فيما تواصل المرأة، عالميًا، تسجيل حضورها المكثف في مجالات التعليم، والصحة، والرفاه مقارنة بالرجل، إلا أن الأمر لا يشمل حضورها في مجالات العلوم، والتكنولوجيا، والهندسة، والرياضيات، حيث يقارب عدد الرجال الحاصلين على  درجات علمية في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات (ICT)، وفي الهندسة، والصناعة التحويلية أربعة أضعاف عدد النساء اللواتي  ينشطن في هذا المجال.

ويقيس التقرير السنوي، الجهود المبذولة لتحقيق المساواة بين الجنسين، عبر المشاركة الاقتصادية، وفرص التحصيل العلمي، والصحة، والبقاء على قيد الحياة، والتمكين السياسي. والمنتدى الاقتصادي العالمي هو المنظمة الدولية للتعاون بين القطاعين العام والخاص، وينعقد سنويًا، بمشاركة أبرز القادة السياسيين، ورجال المال والأعمال.

في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، على سبيل المثال، زاد التكافؤ بين الجنسين في التدريب عبر الإنترنت بين عامي 2019، و2021 في خضم الزيادة الإجمالية للتعلم عبر الإنترنت.

وفي حين يتم تقسيم التعلم حسب الجنس، مما يؤثر على طريقة تكوين المواهب المستقبلية ذات الكفاءات، يستشهد التقرير ببيانات «كورسيرا» (Coursera) التي تشير إلى أن الفجوات بين الجنسين «تعد قليلة نوعًا ما» من حيث حضورهما على الإنترنت. وفي مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، على سبيل المثال، زاد التكافؤ بين الجنسين في  التدريب عبر الإنترنت بين عامي 2019، و2021 في خضم الزيادة الإجمالية للتعلم عبر الإنترنت.

بشكل عام، يخلص التقرير إلى أن الوباء فاقم الفجوة بين الجنسين، مرجحًا أن تعرقل أزمة تكاليف المعيشة المرتفعة راهنًا، المزيد من التقدم في سد هذه الفجوة. ويضيف أنه «لا يزال أمام منطقة الشرق الـوسط وشمال إفريقيا طريق طويل لسد الفجوة بين الجنسين في المناصب القيادية». وتحتل المنطقة، المرتبة قبل الأخيرة في التصنيف الذي يشمل مناطق العالم أجمع، تليها منطقة جنوب شرق آسيا في المركز الأخير.

ويدعو التقرير قادة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إلى ضرورة منح المرأة مزيدًا من الأدوار القيادية، ودورًا أكبر في صنع القرار السياسي لمساعدة المنطقة على سد ثاني أكبر فجوة بين الجنسين في العالم. ويوضح أن العمل من أجل تحقيق المساواة، تأخر بمقدار جيل كامل بسبب جائحة كوفيد-19، فمن كل خمس اقتصادات تم تصنيفها، من إجمالي 146 شملها التقرير، هناك اقتصاد واحد فقط كان قادرًا على سد الفجوة بين الجنسين بنسبة 1% على الأقل في العام الماضي.

ووفق التقرير، لم يحقق أي بلد في العالم التكافؤ الكامل بين الجنسين، غير أن الاقتصادات العشرة الأولى عالميًا، ضمن التصنيف، أغلقت ما لا يقل عن 80% من الفجوة، وظلت آيسلندا أكثر دول العالم مساواة بين الجنسين للعام الثالث عشر على التوالي، تلتها فنلندا، والنرويج، ونيوزيلندا، والسويد. في المقابل، احتلت أفغانستان المرتبة الأخيرة على مستوى العالم من حيث التكافؤ بين الجنسين.

وبحسب التقرير الأخير، فإن هذه هي المرة الأولى، منذ العام 2016، التي يتحسن فيها ترتيب منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بعدما كانت تتذيل المؤشر الإقليمي.

آثار وخيمة

«تؤثر أزمة تكلفة المعيشة، بشكل غير متناسب، على النساء بعد الخسائر الوخيمة التي عرفها سوق العمل خلال الفترة الوبائية، خاصة مع استمرار هشاشة البنية التحتية للرعاية الصحية».

سعدية زهيدي المدير العام للمنتدى الاقتصادي العالمي

وتقول سعدية زهيدي، المدير العام للمنتدى الاقتصادي العالمي، في بيان صحفي: «تؤثر أزمة تكلفة المعيشة، بشكل غير متناسب، على النساء بعد الخسائر الوخيمة التي عرفها سوق العمل خلال الفترة الوبائية، خاصة مع استمرار هشاشة البنية التحتية للرعاية الصحية».

وتضيف: «للرفع من مستوى الانتعاش، يجب على الحكومات، وقطاع الأعمال، بذل جهود على مستويين اثنين: نهج سياسات موجهة لدعم عودة المرأة إلى سوق العمل، وتنمية المواهب النسائية في صناعات المستقبل. وإلا سنكون قد خاطرنا بتلاشي مكاسب العقود الأخيرة بشكل دائم، وفقدان الفوائد الاقتصادية المستقبلية للتنوع».

الشرق الأوسط وشمال إفريقيا

بشكل أكثر تفصيلًا، يتحدث التقرير عن إحراز منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بعض التقدم في سد الفجوة الاقتصادية بين الجنسين بنسبة 2%، حيث تمكنت بعض بلدان المنطقة، من تحسين نسب مشاركة المرأة في القوى العاملة. على سبيل المثال، ارتفع تصنيف دولة الإمارات من المركز 120 في عام 2020، و72 في عام 2021، إلى المرتبة 68 من بين 146 شملها التقرير.

في مجال الصحة، والبقاء على قيد الحياة، تمكنت المنطقة من سد الفجوة بين الجنسين بنسبة 96.4%، بالإضافة إلى ارتفاع مؤشر المشاركة الاقتصادية من 44% في آخر إحصاء، إلى 46% في إحصاء العام الجاري.

أعجبتك القصة؟ اشترك مجاناً في نشرتنا البريدية للحصول على المزيد من القصص.

في التعليم الابتدائي، حققت دول المنطقة التكافؤ بين الجنسين بنسبة 96.2%، في حين تمكنت السعودية، والإمارات، ومصر، والكويت، وقطر، من سد الفجوة تمامًا في هذا الصدد. وفيما تمكنت بلدان عدة من تحقيق التكافؤ فيما يخص التعليم الثانوي، يشير التقرير إلى أن جميع بلدان المنطقة حققت التكافؤ بين الجنسين في التعليم العالي، غير أن هناك أربع دول تقل نسبة التحاق النساء فيها، بهذا المستوى من التعليم، عن 50%. ولم يذكر التقرير أسماء هذه الدول.

اقرأ أيضًا:

Countries

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى