أخبار وتقارير

معرض بريطاني يحتفي بإسهام المصريين في اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون

يُنسب الفضل في اكتشاف قبر الملك توت عنخ آمون في عام 1922 إلى عالم المصريات البريطاني هوارد كارتر، لكن الحقيقة أنه لم يكن يعمل بمفرده، كما يخبرنا بذلك معرض جديد في جامعة أكسفورد، حيث يبين المعرض المساهمات «الحاسمة» للمصريين في فريق «كارتر».

يشهد معرض «توت عنخ آمون: التنقيب في المحفوظات»، الذي يُقام بالتعاون مع مكتبات بودليان في أكسفورد، استعراض صور، ورسائل، ومخططات، ورسومات، ومذكرات من أرشيف أنشيء في الأصل من قبل المنقبين ويحتفظ به الآن معهد جريفيث، أو مركز علم المصريات في أكسفورد.

كان توت عنخ آمون فرعونًا مصريًا تولى الحكم حوالي عام 1332 قبل الميلاد (عندما كان في التاسعة من عمره فقط) وحتى وفاته عام 1323 قبل الميلاد. وكان اكتشاف قبره  بعد ثلاثة آلاف عام، والكنوز التي وجدت فيه، من اللحظات التي أذهلت العالم. لكن، في خضم الضجة الإعلامية، التي أحاطت بالاكتشاف، لم تكن مشاركة أعضاء الفريق المصري في الحفريات ملحوظة إلى حدٍ كبير.

«كانت تلك التنقيبات عملية معقدة، من عمل جماعي استمر عشر سنوات وليست قصة بطولية لشخصٍ منفرد. قبل كل شيء، علينا إبراز الدور الحاسم لأعضاء الفريق المصري»

دانييلا روزناو القيّمة المشاركة لمعرض «توت عنخ آمون: التنقيب في المحفوظات».

تحدثت دانييلا روزناو، القيّمة المشاركة للمعرض، لـ«الفنار للإعلام» حول دور المعرض الجديد في طرح رؤية أكثر شمولاً. وقالت «روزناو»، وهي عالمة مصريات بجامعة أكسفورد: «نريد استجواب الاكتشاف وإعادة النظر في الصور النمطية الاستعمارية، ونأمل في إبراز أن توت عنخ آمون يتجاوز بكثير الكنوز والذهب».

وأشارت إلى أن التنقيبات عن المقبرة، كانت عملية معقدة، من عمل جماعي، استمر عشر سنوات، وليست قصة بطولية لشخصٍ منفرد. وتابعت: «قبل كل شيء، علينا إبراز الدور الحاسم لأعضاء الفريق المصري».

عشرات المساعدين المصريين

يُعدّ المعرض سردًا مباشرًا للعمل الشاق، والدقيق الذي قام به المنقبون المصريون، في توثيق الاكتشافات وحفظها.

وبيّنت «روزناو» أن هوارد كارتر، اعتمد، بشكل كبير على مجموعة من أعضاء الفريق المصري من ذوي الخبرة والمهارة الذين عملوا معه لسنوات عديدة. بالإضافة إلى مساعديه الأربعة، كان يعمل معه أيضًا حوالي 50 عاملاً محليًا وعشرات الأطفال. في الإمكان رؤيتهم في الصور، وغالبًا ما كانوا يعملون جنبًا إلى جنب مع «كارتر».

وأوضحت أن الصور تظهر مشاركة المصريين في أعمال مثل إزالة الجدار بين غرفة الانتظار، وغرفة الدفن داخل المقبرة، ورفع أسطح الضريح، وحمل السلال، وإزالة الركام، ونقل الأشياء إلى المختبر، وتحميل اللقى في الصناديق.

صور من معرض جامعة أكسفورد البريطانية

وتوحي صور الأطفال بإحساس يشي بفقدان الطفولة أثناء عملهم مع الكبار، لنقل الأنقاض والمواد لإفساح المجال للاكتشاف. والصور مؤثرة وجميلة بنفس القدر، وتقدم أدلة تاريخية يجب الحفاظ عليها ومشاركتها.

بالتزامن مع المعرض، نُشر كتاب مصاحب، يحمل العنوان نفسه: «توت عنخ آمون: التنقيب في المحفوظات»، لإعطاء الزوار مزيدًا من التفاصيل المتعمقة للأرشيف. ويقول ريتشارد بروس باركنسون، أستاذ علم المصريات في أكسفورد، والمنسق المشارك للمعرض، إن المعرض «يوثق إنسانية الأشخاص المعاصرين والقدامى الذين عملوا على القبر». وتتفق «روزناو» على أن المعرض يلقي ضوءًا مهمًا على المنقبين المصريين. وقالت: «لقد ضاعت قصتهم، وعلى الرغم من أن المعرض لا يمكنه الكشف عن أسماء، أو قصص أعضاء الفريق، إلا أن بإمكانه، على الأقل، أن يلفت انتباه الناس إلى هذه الخسارة».

أعجبتك القصة؟ اشترك مجاناً في نشرتنا البريدية للحصول على المزيد من القصص.

معلومات للزوار

يستمر عرض معرض «توت عنخ آمون: التنقيب في المحفوظات» حتى 5 شباط/ فبراير 2023 في مكتبة ويستون بجامعة أكسفورد، والدخول مجاني. ويوفر المعرض محاكاة تنقل في مقبرة توت عنخ آمون، كما أعيد بناؤها من السجلات الموجودة في الأرشيف، على حساب مكتبات بودليان على موقع «يوتيوب».

اقرأ أيضًا:

معرض بجامعة أكسفورد يتحدى الرواية الغربية عن اكتشاف مقبرة الملك «توت عنخ آمون»

فريق بحثي يوظف العلوم الطبية لكشف أسرار المومياوات المصرية

مصر تعيد الحياة إلى «طريق الكباش» في «عيد الأوبت»

Countries

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى